الوطن -

حمد بن سالم العلوي:



حوادث الدهس من أخطر أنواع الحوادث بالنظر الى النتائج، لأنه يقع من مركبة آلية على جسم من جلد وعظم ، ورغم ذلك ليس في كل الحالات تكون هذه الحوادث مميتة، ومع ذلك لا بد من الدقة والتركيز في فهم ملابسات الحادث أي كان، كما أنه ليس دائماً يكون سائق المركبة هو المخطئ، لذلك لا ينبغي أن يحمّل السائق أكثر مما تسبب فيه من أخطاء، ولا يعفي الإنسان الذي وقع عليه الحادث من تحمل مسئولية خطأه، وليس هذه دعوة لقلب الوضع السائد رأساً على عقب، ولكن دعوة لإعمال الخبرة وإحقاق الحق، والبحث والتحري أكثر لمعرفة أصل المشكلة.

إن الواجب على المخطط للحادث ، الذي يقوم بالمعاينة الفنية للمسرح الذي وقع فيه حادث الدهس، وخاصة الواقع على الإنسان (لأن الدهس مصطلح يطلق لصدم الإنسان أو الحيوان .. وهذا ما تطرقت إلى شرحه في المقالة التي تم نشرها من قبل، بعنوان أنواع الحوادث) لأن الحادث على الحيوان ينزل في مرتبة الإضرار بالممتلكات، أما فقد الإنسان فهو الأخطر، ويمثل جريمة قتل نفس بالخطاء، إلا إن الخطاء الجسيم قد يُعد جريمة جنائية (كالقتل العمد) وقد يكون الأمر كذلك في بعض الحوادث، إذا ما شابها الشك.

لذلك لا يجوز أن ينظر لحوادث الدهس دائما على أنها مجرد واقعة مرورية، الأمر الذي يوجّب التمحيص والتدقيق في كل حادث على حدة ، إذن فالفطنة والحنكة والخبرة المكتسبة، مهمة جداً لتساعد في الوصول الى كنه المشكلة، فلا يجوز الاستعجال بإعطاء الأحكام المسبقة، قبل التأكد من صحة المعلومات، ومن المهم جداً البحث عن الشهود، وسماع أقولهم بإهتمام، كما ينبغي البحث في أقوال الأطراف بهدف طرح الأسئلة التي تساعد على كشف الحقيقة ، لأن الأخذ بأقوال الأطراف على علاتها ، قد تكون مضللة ولا تساعد على كشف الأخطاء المسببة للحادث .

***

( تذكر دوما القاعدة المرورية الذهبية التي تقول: تجنب أخطاء الآخرين .. تسلم ، ويسلموا .. وان القيادة .. أخلاق .. وذوق .. وفن ).