الشبيبة -

عيسى المسعودي:



تتسارع وتيرة الحياة التي نعيشها بشكل ملحوظ وكل واحد منا يحاول أن يسابق الزمن ويتغلب على هذه الحياة بحلوها ومرها رغم قساوتها وتقلباتها التي تجعلك لا يمكن أن تضمن المستقبل وماذا قد يحدث غدا رغم كل الاحتياطات والخطط التي يحددها الإنسان لنفسه ولحياته ليحقق أكبر عدد من الأهداف لكن الحياة علمتنا على الأقل حتى الآن أنه لا يمكن أن تحصل على كل ما تتمناه أو تحلم فيه ولو حصل هذا في أي وقت من الأوقات لوجدت نفسك بعد فترة قصيرة تتعايش مع الأحلام والسراب وأن كل الأحلام تبخرت وطارت وأن عليك أن تبدأ من جديد .

إن كل إنسان لديه أحلام يرغب في تحقيقها فمنها أحلام يمكن تحقيقها وأحلام أخرى تواجه تحديات عديدة حتى تحققها، وبين هذه الأحلام وتلك مسافة تجدها في بعض الأحيان قصيرة وفي أحيان أخرى طويلة مما يجعلنا نتورط ونرتكب الأخطاء التي تؤكد لنا من جديد أن أي حلم ترغب في تحقيقه يحتاج إلى عمل وإلى تخطيط وإلى العديد من الخطوات المدروسة لكي يتحقق الحلم ويصبح واقعا يمكن المحافظة عليه.

في الفترة الماضية شهدنا الكثير من الناس يتعاملون ويستثمرون في سوق مسقط للأوراق المالية ويقومون بإجراء عمليات بيع وشراء في الأسهم والاستفادة من الشركات المتداولة في سوق مسقط وهذه ظاهرة صحية إذا استطاع وعرف الإنسان كيف تدار لعبة الأسهم لأنها عملية ليست سهلة خاصة إذا علمنا أن كثيرا من المستثمرين وفي بعض الأحيان أصحاب الخبرة سقطوا وخسروا في عمليات السوق والأسباب عديدة والأمثلة كثيرة لكن من يخطط بشكل مدروس ويأخذ الأمور على خطوات وبدون مجازفة وباستشارة شركات الوساطة يمكن أن ينجح ويحقق أحلامه، فلعبة الأسهم لعبة خطيرة تحتاج إلى العديد من العناصر والتركيز في كافة الأمور المتعلقة بعمليات البيع والشراء.

لكن ظهرت وانتشرت في الفترة الماضية ما يطلق عليها المحفظة المالية التي تدار من قبل أناس أصحاب خبرة ولدينا العديد من المحافظ المالية الناجحة وذات استثمارات جيدة نجحت في تحقيق أرباح للمستثمرين والمتعاملين معها سواء استثمارت في الأسواق المالية أو في المشاريع الأخرى لأنها وبكل بساطة كانت قانونية وواضحة وتتعامل مع الجميع بكل شفافية وثقة متبادلة لذلك تشجع الكثير من الناس وقاموا بالاستثمار فيها، وفي المقابل ظهرت أيضا وبشكل لافت محافظ أخرى وهمية وغير قانونية للأسف الشديد استطاعت أن تخدع الناس بأساليب مختلفة مستفيدة من طيبة المواطن العماني وثقتة بالآخرين مما جعلهم يثقون فيها ويضعون أموالهم التي وصلت بالملايين فطارت وخسر الجميع أموالهم وللأسف الشديد لايزال المشهد يتكرر في ظل عدم وجود الرقابة المطلوبة، فالمحافظ المالية الوهمية والتي تعمل تحت الأقنعة الزائفة لاتزال تصطاد الناس الأبرياء بوسائل وأساليب مختلفة على الجميع أن يدركها ولا يسقط فريسة سهلة، فليس في كل مرة تسلم الجرة.

إن الدور الرقابي مهم لمواجهة مثل هذه الأساليب والأهم الدور التوعوي والإرشادي لتوضيح وكشف ماهية المحافظ الوهمية والأساليب التي تتبعها ولتحقيق ذلك لابد من تكاتف كافة الجهات المعنية بهذا الجانب لوقف هذه اللعبة التي تتسبب في تحطيم أحلام الناس وتعكير حياتهم، فالسلطنة معروفة بالاستقرار وبحماية أبنائها ومن يعيشون على أرضها.