بلير يواجه "يوم الحكم" في لندن بسبب العراق

    • بلير يواجه "يوم الحكم" في لندن بسبب العراق

      بلير يواجه "يوم الحكم" في لندن بسبب العراق
      الجمعة 29, يناير 2010



      اليوم الجمعة يمنح رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير فرصة اخرى لوقف حركة المرور. بيد ان الاجراءات الامنية المشددة التي سيتم فرضها اثناء ادلاء بلير بشهادته في تحقيق خاص بالحرب فى العراق لا تستهدفه كثيرا كشخص مهم بل لحمايته من غضب المحتجين واقارب قتلي الحرب .

      وتعهد المحتجون من مناهضي الحرب بتشكيل "حزام من الكراهية" خارج مركز مؤتمرات الملكة اليزابيث الثانية في وسط لندن حيث من المقرر ان تستغرق جلسة الاستماع 6 ساعات.

      في رايهم فان بلير يواجه "يوم الحكم" بسبب قراره عام 2003 بالانضمام الي الولايات المتحدة في غزوها للعراق حيث من المتوقع ان يبرر القرار ذاكرا الظروف والمعلومات المتاحة له آنذاك.

      وصار الزعيم البريطاني السابق / 56 عاما / شخصية مكروهة في أعين كثير من البريطانيين المعارضين للحرب وهو وضع لا تعوضه الملايين التي راكمها والتي تقدر بـ 15 مليون جنيه استرليني " 24 مليون دولار" منذ ان ترك الحكم في عام 2007 .

      وجمع بلير وهو الممثل الرسمي للرباعية الدولية التابعة للامم االمتحدة في الشرق الاوسط عدة ممتلكات ومجموعة كاملة من الوظائف المربحة في قطاع البنوك والشركات فضلا عن وضع المستشار ابرام العديد من الاتفاقيات بشأن وضع كتب واجراء حوارات.

      جاء في مقال بصحيفة الجارديان اليسارية قبل جلسة الاستماع هذا الاسبوع " مطلوب. توني بلير لارتكابه جرائم حرب. اعتقله وخذ مكافأتك ".

      بالنسبة لصحيفة التايمز فان ظهور بلير هو " المعادل الموضوعي في أيامنا هذه لجلسات الشنق العامة حيث كانت تتجمع الحشود حول المشانق للاحتفال".

      بيد ان الصحيفة تقول إن الغضب تجاه بلير يتجاوز قضية العراق " انه ناشئ عن احساس أوسع بالخيانة. بالنسبة لكثير من الناخبين فان حرب العراق رمز لفقدان الثقة بشكل عام ".

      وأضافت الصحيفة لمسة ساخرة في احد رسومها الكاريكاتورية يظهر رئيس لجنة التحقيق جون شيلكوت وهو يشكر بلير " لقبوله بالحديث معنا" الامرالذي استدعي اجابة سريعة " سيكون هذا مقابل 200 الف جنيه استرليني".

      لكن ثروة بلير ووضعه الجديد كرجل دولة قديم من المرجح ان يكونا عديمى القيمة بالنسبة لاباء وأمهات 179 من الجنود البريطانيين الشبان الذين قضوا نحبهم في العراق وخصص لهم 20 مقعدا في قاعة التحقيق التي تضم 60 مقعدا.

      من هؤلاء ريج كييز والد العريف توم كييز الذي يبحث عن اجابات عن ولده / 20 عاما / الذي قتلته الجماهير الغاضبة في البصرة في حزيران / يونيو عام 2003 .

      وقال كييز في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية " بي بي سي" " أنا لا اريد الانتقام أريد معرفة المسئول . من المؤكد انه " بلير" لا يمكنه ان يأخذ البلاد إلى الحرب على أساس مزاعم زائفة عن اسلحة الدمار الشامل - حرب راح ضحيتها نحو 190 جندي بريطاني فضلا عن الوف من العراقيين".

      وأضاف قائلا انه تضاعف غضبه بسبب تصريح بلير الصادم مؤخرا في مقابلة تليفزيونية أن غزو العراق كان سيحدث بغض النظر عما اذا كانت هناك اسلحة دمار شامل أم لا.

      لكن كييز يعترف بأن اقارب الجنود القتلى ربما لن يتلقوا اجابات شافية عن كل ما لديهم من اسئلة. وقال كييز عن رئيس الوزراء البريطاني السابق " إنه ممثل عظيم".

      ومع ذلك فان الجلسة قد تكون عصيبة.

      ومنذ ان بدأت المحكمة في الاستماع الي شهادات الشهود في تشرين ثان / نوفمبر الماضي أثبتت لجنة التحقيق بشأن العراق وهى عبارة عن لجنة مستقلة من خمس خبراء شكلتها الحكومة للتحقيق في الفترة من عام 2001 - 2009 أي الفترة التي سبقت الغزو الي نهاية الحرب ان كل ما بني عليه غزو العراق كان باطلا.

      وقد استمعت اللجنة أثناء التحقيق ان بلير في خطاباته الخاصة التي ارسلها الي الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش قد اعرب عن تأييد الجيش البريطاني للغزو في وقت مبكر يعود لعام 2002 .

      وثمة قضية أخرى حول ما اذا كانت " اتفاقية سرية" لخوض الحرب قد ابرمت خلال حفل العشاء الذي ضم بلير وبوش وحدهما في مزرعة بوش في كروفورد في ولاية تكساس في نيسان / ابريل عام 2002 وان بلير يسخر الان من المزاعم التي ترددت عن قدرة صدام حسين على نشر اسلحة الدمار الشامل في غضون " 45 دقيقة".

      بيد ان القضية المحورية بالنسبة لبلير هي الاجابة عن سؤال للخبراء عما ا ذا كان قد تجاهل نصيحة قانونية بان الذهاب الي حرب مع العراق دون الحصول على تفويض بقرار ثان للامم المتحدة يمثل انتهاكا للقانون الدولي.

      وثمة مجموعة من المستشارين القانونيين للحكومة من بينهم المدعي العام السابق ابلغت لجنة التحقيق هذا الاسبوع بانه تم تحذير الحكومة من انه " لا يوجد خطر وشيك " من جانب العراق لتبرير العمل العسكري على أساس الدفاع عن النفس.

      د ب أ