ندوة الأدب في عصر النباهنة بالوادي الأعلى - جديد ابن المرار

    • ندوة الأدب في عصر النباهنة بالوادي الأعلى - جديد ابن المرار

      نظم فريق الجزيرة بالوادي الأعلى بولاية بهلاء ندوة "الأدب في عصر النباهنة" على مسرح مدرسة الإمام محمد بن إسماعيل الحاضري مساء الخميس المنصرم، وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور الشيخ عبدالملك بن عبدالله الهنائي وكيل وزارة الاقتصاد للشؤون الاقتصادية، قدّم لبرامج الندوة الإعلامي سعيد بن الذيب الهنائي حيث قال: فعاليات الوادي الأعلى الثقافية مستمرة، طرقت عدة مواضيع في أمسيات مختلفة من بينها، واليوم نستضيف علمين من أعلام الأدب العماني وهما الأستاذ الأديب المكرم أحمد بن عبدالله الفلاحي عضو مجلس الدولة ومستشار وزير التربية والأستاذ محمد بن سعيد الحجري، كاتب وباحث ومفكر عماني متخصص بالدراسات الأدبية والفكرية.


      تلاها بعدها القارىء محمود بن حمد الهنائي آيات عطرة من الذكر الحكيم، تقدم بعدها أحمد العبري لإدارة الندوة، حيث تحدث الأستاذ الأديب أحمد الفلاحي في البداية عن تاريخ النباهنة، في محاولة لتبين ما يمكن تبينه عن تاريخ النباهنة، وكيف بدأت هذه الدولة ومتى تأسست ومن هو نبهان؟ فقد تكرر افتخار سليمان بن سليمان بن ظفر النبهاني بجده نبهان كثيراً في قصائده، إلا أن المؤرخين لم يذكروا تفاصيل هذا الجد المؤسس، ولا نزال إلى يومنا هذا لا نعرف عن أخباره شيئاً.

      تاريخ النباهنة
      تطرق الفلاحي إلى أن هنالك بعض الخيوط البسيطة عن تاريخ قيام هذه العائلة قائلاً: تبدو بعض الإشارات في القرن الرابع الهجري على نشأة النباهنة، وبعض المعلومات تشير إلى أن حكمهم قائمٌ أيام هجوم البويهين على عمان، بل ويبدو أنها قامت قبل تلك الفترة، فكما علمنا أن من انبرى لهم هو ابن نبهان، وهذا يعني أن الأسرة تشكلت قبل ذلك، وأشار الفلاحي أيضاً إلى أن التاريخ النبهاني مغيبٌ، وتشير بعض المصادر إلى أن ملك النباهنة امتد إلى فترتين، الفترة الأولى مع القرن الرابع أو الخامس والفترة الثانية في القرن التاسع إلى مجيء البرتغاليين.

      تأريخ العلماء
      انتقل بعدها المحاضر إلى الحديث عن كيفية التعامل في التدوين والكتابة والتأريخ لتلك الفترة، فالعلماء والمشائخ تعاملوا مع العائلة النبهانية على أنها عائلة سيطر عليها الجبروت والظلم وقهر العباد، وطغت حالة الفسق وتفشي الجرائم الغير أخلاقية والفساد والضياع على كل شيءٍ آخر، لذا نجد أن العلماء تناولوا تلك الحقبة بشيءٍ من التجاهل والتغاضي وكتبوا عنهم بضمير المعادي، ومن ذلك قصة انتهاء حكم السلطان سليمان بن سليمان بن مظفر النبهاني، حينما نزل إلى الفلج وكنت به امرأةٌ تستحم، فحاول التحرش بها والاعتداء عليها، فولت هاربة تهيم على الأرض طلبا للنجاة، وهو يجري وراءها وهي عارية، فلقيه العالم محمد بن إسماعيل الحاضري فاعترضه ووقف له نداً، وبعد جولةٍ من العراك، صرع الحاضري سليمان وألقاه طريحاً على الأرض، وعليه تم تعيينه إماماً نظير بسالته وحميته، وولى الملك هارباً ولم يعرف عنه شيئاً.


      توقف الفلاحي عند هذه القصة قائلاً: هل يعقل أن يجري الملك المبجل خلف امرأةٍ عاريةٍ في وضح النهار؟ وهو ملكٌ تدين له الأرض ويستطيع الوصول إلى ما يريد؟ وهل يرتكب السلطان معصيةً في وضح النهار؟ ثم أنه لو أراد ارتكاب مثل هذه المعصية فالمكان المناسب الذي يتوارى فيه عن أعين الناس هو قصره الذي يحوي عشرات الجواري، والسؤال الذي يطرحه العقل أين ذهب السلطان وأين ذهب جنوده؟ وكيف مات؟ وكيف تنازل عن ملكه هكذا من دون حربٍ أو قتال؟ هذه القصة حينما نتأملها اليوم هي أبعد ما تكون عن الحقيقية، وأخذها العلماء دون أن يناقشوها.

      زيارة ابن بطوطة
      ثم تحدث المكرم كذلك عن زيارة ابن بطوطة لعمان، وذكر قصة المرأة التي جاءت تستأذن السلطان مثلما يقول ابن بطوطة في مذكراته: كنت يوما عند السلطان أبي محمد بن نبهان فأتته امرأة صغيرة السن حسنة الصورة بادية الوجه، فوقفت بين يديه وقالت له: يا أبا محمد طغا الشيطان في رأسي. فقال لها: اذهبي واطردي الشيطان. فقالت له: لا أستطيع وأنا في جوارك يا أبا محمد. فقال لها: اذهبي فافعلي ما شئت. فذكر لي لما انصرفت عنه أن هذه ومن فعل مثل فعلها تكون في جوار السلطان، وتذهب للفساد، ولا يقدر أبوها ولا ذوو قرابتها أن يغيروا عليها، وإن قتلوها قتلوا بها، لأنها في جوار السلطان، ثم قال بعدها ابن بطوطة :" لا غيرة عند أهل عمان على أهلهم" فدافع الإمام السالمي كثيراً عن أهل عُمان إلا أنه قال عن السلطان :"هذا ليس بغريب على السلطان"، فنظرة العلماء كانت لهم سلبية ولا تزال إلى يومنا غير إيجابية، فهل يعقل أن تخلو فترة خمسة قرون من الطهر والصلاح والتقوى والنزاهة؟ وضرب الفلاحي مثلاً بالسلطان فلاح بن مسلم، وهو سلطانٌ تقي، فكان يتعاون مع الإمام ويبعث إليه الرسائل من أجل أن يتعاونا معاً، فقد طلب من العالم الفقيه ابن المفرج أن يقيموا صلاة الجمعة، فقال له: اجعلني أستشير بعض العلماء، وأجابه لاحقاً أن الجمعة لا يقيمها الجبابرة". و هنا يجب على المؤرخين محاولة تفحص الروايات، وقراءة القصائد حتى يكون حكمهم منطقياً وأكثر صدقاً ومنهجية.

      سليمان وأخيه حسام
      في نهاية المحور الأول تحدث الفلاحي عن شعر السلطان سليمان بن سليمان بن مظفر النبهاني، مبيناً أن شعره رقيقٌ وعذب، وفيه أغراض شعرية جميلة، وديوانه ممتع وفيه قصائد في غاية الجمال، وقد استوقفت الفلاحي قصة السلطان مع أخيه حسام، حينما كان يفتخر به في البداية ويجله ويقدره، ليدب بينهما خلاف، يستغله العذال للتشتيت والتحريض بينهما، فتبدأ رسائل النصح، تلتها رسائل الوعيد والتهديد، لتقع معارك عدة، تنتهي بمقتل حسام في معركة حبل الحديد بإزكي، فيرثي السلطان أخيه بقصائد مبكية وحزينة فقد قال في إحداها:
      لهفي عليك كلهف أمٍ برةٍ **** فقدت جنينا فهي ثكلى تنزعلهفي عليك كلهف طفلٍ قطعت **** منه العلائق فهو باكٍ يفجعقطعت يدي عمدا يدي وتوهمي **** من قبل أن يدا يدا لا تقطع

      ديوان النبهاني
      وقال في نهاية حديثه: ديوان النبهاني به كثير من الإشارات من الممكن للمؤرخ الفاحص أن يتناولها حيث أنه يحوي الكثير من الحكايات، حتى غزلياته تنبأ عن المناطق والقرى والأمكنة يمكن للباحث أن يستخرج منه شيئاً يدلل على تلك الفترة المغيبة، مشيراُ في الوقت نفسه أنه لا ينفي أن النباهنة كثير منهم جورة وظلمة وقتلوا الناس بغير الحق ويكفينا قصة هردلة الجبار مع العلامة ابن النضر حينما قتله بطريقة بشعة برميه من الطابق السادس إلى الأرض ثم أخذ وحرق أمواله ومؤلفاته الجليلة وهذه من البشائع التي عُرف بها ملوك النباهنة.

      الإنتاج الأدبي النبهاني
      بعدها تحدث الأستاذ محمد بن سعيد الحجري في المحور الثاني عن أهمية الإنتاج الأدبي لعصر النباهنة خاصة الجانب الشعري منه باعتبار أنه كان مدخلا لدراسة تاريخ المرحلة النبهانية، و نبه إلى أن ذلك يؤكد خطورة الكلمة خاصة عندما تكون شعرية إذ بدون شعر الستالي في مدح ملوك النباهنة المتقدمين و الكيذاوي في مدح ملوكهم المتأخرين لما عرفت أسماء الملوك النباهنة و لما عرف تاريخهم. موضحاً أن الشعراء كانوا يدركون نفوذ كلمتهم الشعرية و ديمومتها و سيرورتها ونفوذها مدللاً على ذلك بقصة بنت الشاعر الستالي مع بنت الملك النبهاني .


      وأشار محمد الحجري إلى أن الدراسات تؤكد قلة عدد الشعراء نسبياً خلال هذه القرون الخمسة منذ القرن السادس وحتى القرن العاشر فهناك ما يقرب من أربعة عشر شاعراً هم الشعراء الأربعة الكبار: الستالي، والنبهاني ، واللواح الخروصي والكيذاوي، إضافة إلى الشعراء الفقهاء وأهمهم : محمد بن مداد الناعبي، وعبدالله بن عمر بن زياد البهلوي، وموسى بن محمد الكندي، ومحمد بن موسى البهلوي، وغيرهم، وفي معرض تفسيره لقلة الشعراء في هذا العصر أكد الحجري بأن القول بوجود تمييز أو تحيز ضد التراث الأدبي للمرحلة النبهانية هو أمر غير صحيح ولا يصمد عند التحقيق، بل واقع الحال أن العصر كان عصر ازدهار نثري أكثر منه شعريا، و نجد ملامح هذا الازدهار النثري في مقدمات الكتب الفقهية وفي الرسائل المطولة المعروفة بـ "السير العمانية " التي تتضمن آراء و مواقف منها العلمي و منها السياسي، وفي ما وجد من بدايات لفن المقامات، غير أنه أكد أن أول توثيق للشعر العماني كان في هذا العصر إذ لا يعرف ديوان شعر مكتمل لشاعر عماني قبل الستالي في بدايات القرن السادس الهجر، وما وجد قبل ذلك كان مقطوعات شعرية أو قصائد متناثرة، أو أعمالاً شعرية لشعراء من أصل عماني كابن دريد مثلاً وهؤلاء هم من الأعلام الذين تجاوزوا في تأثير عطائهم البعد العماني فكانوا ألصق بدائرة الثقافة العربية العامة.

      عروبة الحكام
      كما أشار إلى أن عروبة الحكام العمانيين سواء كان ملوكاً أو أئمة أدت إلى اقتراب الشعراء منهم على عكس ما كان عليه الحال في البيئات العربية الأخرى في العصرين المملوكي والعثماني الموازيين للعصر النبهاني واليعربي، مما أدى إلى انعكاس ذلك على الأغراض الشعرية التي حافظت على تقليديتها فارتكزت على العناية بالمديح والفخر والرثاء والغزل وإن انضافة إليها أغراض أخرى في نهايات العصر النبهاني كالمدائح النبوية وشعر الحب الإلهي كما نجده عند اللواح الخروصي مثلا، وشعر التسبيح والأذكار كما نجده عند محمد بن مداد الناعبي، وشعر النقد الاجتماعي كما ظهر في شعر اللواح وابن مداد الناعبي على السواء، وشعر الحروب كما يوجد عند سليمان النبهاني و الناعبي والكيذاوي. وهذا الترسخ للأغراض التقليدية في معظم مراحل العصر النبهاني هو عكس ما كان عليه الحال في البيئات العربية الأخرى حيث اشتغل الشعراء بالأغراض المتعلقة بشؤون الحياة اليومية البسيطة والطرف والملح والألغاز وغيرها من الأغراض غير التقليدية، وهو يعيد هذا البقاء لهذه الأغراض إلى عروبة الحكام العمانيين، كما أن اللغة الشعرية ظلت سليمة بعيدة عن الدخيل والعامي على امتداد العصرين النبهاني واليعربي، ولم يسجل حضور للشعر العامي موثق إلا مع الحبسي في العصر اليعربي. غير أنه نبه إلى أن اللغة الشعرية اتجهت إلى التقعر واستخدام غريب اللغة كما يظهر في إنتاج محمد بن مداد الناعبي وسليمان النبهاني، و محمد بن سعيد القلهاتي، و محمد بن موسى البهلوي.

      شعر الفقهاء
      كما أشار أيضاً إلى إسهامات الشعراء الفقهاء مبيناً أن النظم العلمي قد بدأ في العصر النبهاني مع ظهور أرجوزة "النعمة" لمحمد بن إبراهيم الكندي (ت 508هـ) ، غير أن النظم العلمي العماني بمختلف فنونه لا يمكن فصل جزء كبير منه عن الشعر، ذلك لأنه يحتوي في كثير من الأحيان على روح الشعر خاصة في مطالع المنظومات، كما أنه لم يلتزم ببحر الرجز قالباً إيقاعياً لبناء المناظيم فهو يوظف مختلف البحور الشعرية، ضارباً على ذلك أمثلة تتمثل في إنتاج أحمد بن النظر، وعبدالله بن عمر بن زياد الشقصي، ومحمد بن إبراهيم الكندي، وغيرهم .


      وأشار أيضاً إلى تجاهل الشعر في هذا العصر لأحداث سياسية عمانية كبيرة أهمها الاحتلال البرتغالي للسواحل العمانية، حيث لا ترد أي إشارة إلى ذلك باستثناء بعض الإشارات القليلة في مناظيم شهاب الدين أحمد بن ماجد في علوم الملاحة وهي إشارة تؤكد رفض هذا البحار العماني للوجود البرتغالي مما ينفي قطعاً تهمة مساعدته للبرتغاليين. كما أكد أن تجاهل هذه الأحداث الجسام لم يقتصر على الشعر بل لشتى المصادر التاريخية والعلمية خلال المرحلة النبهانية مما يحتاج إلى تفسير و تبرير مقنع، حيث لم تعرف تفاصيل المقاومة العمانية (قبل الدولة اليعربية) للاحتلال البرتغالي إلا عبر المصادر الغربية و من أهمها مذكرات البوكيريك القائد البرتغالي الذي قاد ذلك الاحتلال بدايات القرن السادس عشر الميلادي.

      معارضات النباهنة
      و تحدث الحجري عن المعارضات في شعر هذه المرحلة مبيناً أنه أخذ أحياناً شكل معارضة أسلوبية كما يظهر في إنتاج اللواح الخروصي الذي تأثر بمنهج شعراء التصوف واستخدم أساليبهم وطرقهم ورموزهم، و في أحيان أخرى تأخذ المعارضة شكل المعارضة المباشرة لقصيدة لشاعر شهير، وهي مبثوثة بكثرة في شعر العصر النبهاني، وهي وإن كانت تنطلق من نص شعري سابق في قالبه الإيقاعي وزناً وقافية وموضوعاً ــ أحياناً ــ إلا أن الشاعر يحاول أن يصنع فضاءه الشعري وخطه البنائي الخاص، ويتفاوت الشعراء في هذه المقدرة بسبب من اكتمال الملكة والأداة الشعرية أو ضعفها، و لذلك وجد أن المعارضات اتجهت في نهايات العصر النبهاني إلى حالة من التقليد والمحاكاة، بينما كانت عكس ذلك عند الشعراء المتقدمين كالستالي مثلاً بسبب القدرة الشعرية التي سمحت للشاعر بتجاوز تأثير النموذج المعارض إلى تقديم رؤيته الشعرية الخاصة.


      و تطرق الحجري إلى ظهور المقصورات العمانية في هذا العصر ، و هي تلك القصائد التي حاولت أن تعارض مقصورة ابن دريد، و ضرب لظهرها مثلاً بمقصورة محمد بن مداد الناعبي، ومقصورة محمد بن موسى البهلوي، منبهاً إلى استمرار ظهور المقصورات في التراث الشعري العماني وصولاً إلى العصر الحديث.


      فيديو كليب الوادي الأعلى في نهاية الندوة قدمت فرقة الفجر "فيديو كليب" عن الوادي الأعلى، وهو من كلمات الشاعر هلال الشيادي وإنشاد زهران بن سيف الهنائي وعلي بن سعيد الهنائي ومحمد بن علي الهنائي وحارب بن علي الهنائي، وهو من إخراج عبدالرحمن بن محمد الهنائي الذي قال في كلمة تعريفية قبل العرض:شهد عام 1991 للميلاد ميلاد فجر جديد في ربى الوادي الأعلى تكلل ببزوغ فرقة الفجر الإنشادية تلتها بعد ذلك صحوة إنشادية سادت أرجاء وادي العلا، صحوة رسمت ملامح فن راق وإبداع رائق سلب لب الجماهير وأسر قلوب المتابعين وشغف عقول المتشوقين.على قصبات الفن فجر تبسما، له ألق كالبدر حين تسامى، وعلى سفوح المجد في واد العلا، لاحت سدول بريقه فتكلما، قال "النشيد أنا" وردد باسما،أنا فرقة الإنشاد يا نجم السما، أسدي بفني كل فن صادق،?فحناجري خلقت لكي تترنما.?هكذا دأبت الفرقة لتكون قلبا لشريان تسري فيه روح الكلم الهادف وينبض باللحن الهاتف، وها هي اليوم تطل على جمهورها الكريم بنشيد مصور في وصف مهوى العاشقين و قبلة المحبين، قريتنا ورحمها الذي يحتضنها إنها الوادي الأعلى، هنا تشدو العنادل فتضحك الورود ويلوح الندى فتبتسم المروج، وادي العلا قد هيجت وجداني، العشق فاح بأعذب الألحان، حيث مهج الكائنات تبعث النسيم و شرايين الأوفياء تنبض بالنعيم، هنا خيم سحاب الربيع فقبلته قوافل الزهور وتهادى الروض فغنت له الأرض، كم يأسرك الصمت أمام صمود الجبال وكم يهيم القلب تجاه خلد الغصون وعزف التلال، حياة عندليبية تعزفها أنفاس النغم الغابر فترقص لها أوتار المجد الحاضر.?بك الدنيا بدت أحلى وكل قلوبنا جذلى، بك الأطيار أنغام تغني الوادي الأعلى، هنا انطلقت الحكاية فكانت البداية .. كلمات تغنى بها الشاعر هلال الشيادي لتتصدى لها عنادل الفجر الشادية، تكاثف للجهود وملاحم للعزيمة والصمود، أنموذج للعمل الجماعي تمخض عنه إنتاج كليب الوادي الأعلى، وفي الختام كلمة شكر لأهالي هذه القرية المفعمة بالحب والوداد هم من رسموا البسمة ووسموا الأرض بوسام الهمة، هم من رصع أديم القرية صفحة الجمال، شيوخا وشبابا رضعا وأشبالا، نثروا البهجة على رباها، إنها.. إنها.. إنها الوادي الأعلى .

      قالوا عن الندوة...
      سعادة الدكتور الشيخ عبدالملك الهنائي

      الندوة كانت رائعة وحملت مضامين جميلة، وابتعدت كثيراً عن الابتذال، وارتقت بأهدافها وأفكارها وأطروحاتها، أحي في فريق الجزيرة هذه الهمة الثقافية، والتألق الجميل في تناول العديد من القضايا الثقافية والفكرية والدينية، في الوادي الأعلى نرى التكاتف دائماً، والتكافل في أبهى صوره وأجمل حلله، طهارة الناس وصفاء قلوبهم يجعل كل من يأتيهم يشعر بالألفة، فهو أناسٌ أخيارٌ كرماء، يلتفون حول الضيف ويشعرونه بالمحبة والوداد.
      ما يقوم به فريق الجزيرة عملٌ رائعٌ بحق، وأصبح لهم جمهورهم الذي يأتيهم في مناسباتهم، كانت ندوة الأدب في عصر النباهنة خلاصة ندواتٍ سابقة، كما أن التنظيم بدا رائعا ومنضبطاً وراقياً، تمازجت فيه التقنية بالبساطة، وغاب التكلف نهائيا.

      الأديب أحمد الفلاحي:
      أولا وقبل كل شيء سعدنا أن ذهبنا إلى ذاك المكان الجميل، وسعدنا برؤية تلك البقعة الجميلة، وسعدنا أكثر بحفاوة الناس واحترامهم وتقديرهم، أما عن الندوة فنحن نود أن نحيي هذا الفريق في هذه القرية الصغيرة على الهمة ودوره وجهده واستعداده الجيد والمتقن والتنظيم الرائع، فقد كانت مرتبة سواءَ من حيث مقدم الحفل الذي كان أكثر من رائع في تقديمه وكلماته، فهو بليغٌ ومتمكن، كذلك مدير الندوة الذي بدا وكأنه متخصصٌ في الأدب ويبدو أنه أعد نفسه جيداً، فهو شاب مثقف ومضطلع، إدارته للندوة كانت أكثر من جيدة وتقديمه أكثر من رائع.. وقد أبهرتنا فرقة الفجر بقدراتها والشاب الذي تحدث بلسان الفرقة كان متمكناً لأقصى الحدود وبليغ المنطق، ويبدو أن لديه شاعرية وأتوقع له نصيب في مجال الإبداع والبيان، الندوة في مجملها أكثر من رائعة والحضور الجيد الذي لا يمكن إغفاله الذي نفتقده كثيراً في العاصمة.


      يحسب للفريق من حيث الإدارة والعاملين، كلٌ في مجاله، هذا الفريق يستحق الإشادة والثناء، بنى لنفسه الجمهور المتلاقي معه، لابد أن نذكر ما سمعناه من فعاليات أقامها الفريق في السابق وهي فعاليات جداً مهمة استضاف فيها شخصيات بارزة، وندوات موزعة بين الدين والأدب والموسيقي والإنشاد وأمسيات الشعر، هذا الفريق ينبغي أن توجه إليه التحية وأن يشاد به كل الإشادة، ونحن نناشد الموسرين والأثرياء الوقوف مع هذه الظاهرة الثقافية الجميلة ودعم الفريق ومساندته والتبرع له لكي يستطيع أن يؤدي دوره الثقافي المشع، أخيراً كما أولاً، نشعر بالامتنان بما قابلنا به الفريق وأهل القرية من كرمٍ وحفاوةٍ بالغة، ونتوجه بالشكر كذلك إلى سعادة الدكتور الشيخ عبدالملك الهنائي راعي الندوة.

      الأستاذ محمد الحجري
      اشكر غاية الشكر فريق الجزيرة الرياضي والقائمين عليه لتنظيمهم لهذه الفعالية التي كشفت بحق جودة التنظيم و دقته، وجدية التعاطي مع الشأن الثقافي، والحضور الجيد الذي يؤكد تطلع الجمهور للفعاليات الثقافية المنطلقة من التراث ولثقافة والأدب العماني، لاحظت بجلاء تناغم الأداء لدى المنظمين وتفاعل الهيئات الداعمة والمساعدة مع جهودهم، و رأيت كيف يمكن للمؤسسات المحلية أن تقوم بأعمال ثقافية مميزة رغم إمكاناتها المحدودة، و في نظري أن هذه نتيجة طبيعية للتفاني والإخلاص في خدمة الثقافة، كما أني أشيد بالروح الأخوية الراقية والأصيلة التي أحاطت بالفعالية، وألفت النظر إلى استخدام التقنية الذي جاء سلساً و فعالاً، وباختصار رأيت أن كل عناصر النجاح والجودة توفرت في تنظيم هذه الفعالية سواء في الفعالية نفسها أو ما سبقها من إعداد و دعاية وما تابعها من توثيق ومتابعة لمجرياتها، أو في التقديم للندوة والاحتفال كذلك، ما يدفعني لرجاء و تمني التوفيق لكل هذه الجهود وأن تكلل بالنجاح دائماً وأن تصل إلى هدفها المنشود لخدمة العمل الثقافي في السلطنة.







      المصدر : مدونة ابن المرار


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions