تبييض الأفعال

    • تبييض الأفعال

      الشبيبة -

      محمد بن علي البلوشي:



      بعث لي صديق بحريني برسالة جميلة حينما سألته عن موقعه فاجأني بزيارته لليابان لكنني ضحكت عليه برسالة إلكترونية قلت له فيها:ليعينك الله على أكل اليابانيين من حساء الضفادع الى مشاوي لحم الكلاب..لكنه رد علي برسالة مفعمة بالدهشة والانبهار باليابانيين..معاملة وصدقا وسلوكا ونظاما.

      كلنا شاهدنا البرنامج الذي بثته إحدى القنوات الفضائية في شهر رمضان لتقرب لنا وتكشف لنا وضعنا السلوكي كمسلمين وبينهم كما نحب أن نطلق عليهم الكفار أو عبدة الأوثان.

      قال لي أنهم أصدق منا في المعاملة والحديث فعقولهم مفتوحة وعيناهم تشع بالصدق والإحترام والود..السلوك الإيجابي يلعب دورا في حياتهم والتربية الأخلاقية على قيم الصدق والمحبة من صفاتهم.ليس لهم دين كديننا لكنهم يطبقون تعاليم معتقداتهم وهي غير سماوية فيما نحن نملك دينا سماويا لكننا نعيش كشعوب في تناقضات لا احد يضاهينا على وجه الخليقة. نحلف أغلظ الأيمان يوميا ومن ثم نستدرك بالاستغفار ليس سهوا بل عن عمد وقصد لنوهم نفسنا بأننا مغفور لنا في كل مرة ونردد إن الله غفور رحيم.

      نصلي كل يوم وننافق ألف مرة في اليوم فقلوبنا مليئة بالكذب والحقد والتعالي نتلذذ بالتنقيب في سلوكيات الناس ونتحدث عنها .. حتى الميت لايسلم منها ولو كنا نرى مايحدث في القبر لرأينا أن ذلك الجسد سيتقلب من عذاب ألسنتنا فلا أمة تشتم وتكذب أكثر منا ولنذهب الى شارع عربي ولنرى مايحدث من تخاطب بين الناس..السباب والشتائم من شيمنا الدنيوية.

      نتباهى بأننا أعظم خلق الله ونحن لانقدم لله شيئا..لانقدم لله فهو ليس بحاجة إلينا بل نحن بحاجة إليه فلنقدم شيئا يذكر لشعوب الأرض يعينها على مساعدتها في حياتها ومعاشها فالله تعالى يحب أن يرى الإنسان ينفع اخاه الإنسان ليس موعظة بل بشيء مفيد أيضا.

      نعيش بوجهان متناقضان في حياتنا ندعي الفضيلة ونمارس الضغينة وقلوبنا تشتعل حقدا وضغينة على بعضنا البعض..كيف لنا أن نجلس مع احبائنا وممن نحب وفي الوقت ذاته نكره الآخرين ونعرضهم للظلم والخداع.

      كيف لنا أن نأكل مال الآخرين ونعيش في سعادة ونعيم.. ديننا لايقبل بذلك لكننا نوهم أنفسنا بأننا سنظفر بالرحمة والجنة من المولى عزوجل بينما الآخرين سيسحقون في قعر جهنم..الأغنياء يسرقون ويعيشون في ثراء ويأكلون أموال الآخرين ثم يتجهون الى المسجد ليتوهموا بأن الله قد عفى عنهم ..يمكن للمولى عزوجل أن يعفي عن نسيان صلاة أو عدم صوم يوم واحد لكن أكل مال الآخرين وسرقة أموالهم لن يعفوا عنه لأن به حق للآخرين.. مثل الدولة التي تعفوا عن الحق العام لكنها لايمكن أن تسامح في حقوق الآخرين.

      نجيز لأنفسنا فعل مانشاء عند الآخرين وحينما ترتد سهام الظلم علينا نثور ونهيج فبأي حق نتحدث . ننكر الجميل أو نجحد يد الخير التي تمتد إلينا ونتمنى قطعها لكيلا تذكرنا بالخير.

      ندعي الفضيلة في قيمنا وهي براء منا.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions