يطرح علي السؤال بين حين وآخر عن القراءة وكيف أقرأ، ولا أجد جواباً لأنني ببساطة أجلس واقرأ، لا أظن أن هذا سيفيد أحداً فكل شخص في العالم يمكنه أن يفعل ذلك لكن ما الذي يجعل من يحبون القراءة يجلسون لساعة وساعتين بينما آخرون لا يستطيعون تحمل خمس دقائق؟
عندما كنت أعد حقيبة السفر كانت الكتب هي أكثر ما استهلك من وقتي، احترت في ما يجب علي أن أضعه، الكتب التقنية لم أضفها لأنني جربتها من قبل ولم تكن مناسبة للسفر لذلك ركزت على الكتب الأدبية وكتب التاريخ والسياسة، وكنت أفكر جدياً في أخذ القارئ الإلكتروني معي لكنني تراجعت في آخر لحظة، كان بإمكان القارئ الإلكتروني أن يوفر علي وزناً ومساحة وكان من المفترض أن أحمله معي.
في البداية يجب أن أذكر بأنني بدأت القراءة جدياً منذ ما يزيد عن 10 سنوات تقريباً، لذلك اليوم أجد نفسي أقرأ الكتب الإنجليزية بسرعة كافية والعربية بسرعة كبيرة وهذا يساعدني على قراءة المزيد، ولا شك لدي أن هناك أناس يقرأون أكثر مما أقرأ، لذلك يجب على من بدأ القراءة ألا يقارن نفسه بأناس يقرأون منذ سنوات.
قلت في الماضي أن القراءة ليست هواية ولا يجب أن تعتبر هواية بل هي شيء مثل التنفس وتناول الطعام، شيء لا يمكن أن يعيش الإنسان بدونه، لذلك أقوال مثل "لا أحب القراءة" أو "القراءة مملة" يجب أن تتوقف ليقول الناس "علي أن أبدأ القراءة" أو خير من ذلك "سأقرأ الآن!" بالنسبة لي القراءة ليست رفاهية يمكن الاستغناء عنها بل ضرورة لا يمكن لأي شخص أياً كان أن يستغني عنها، مهما كانت شخصيتك وهواياتك يمكن للقراءة أن تساعدك على أن تكون شخصاً أفضل.
السؤال هنا كيف تقرأ؟ أظن أن سؤال "لماذا تقرأ" أجيب عنه كثيراً وفي كل عام هناك عدة مقالات وكتب تطرح إجابات مختلفة له، فيبقى أن نتحدث عن كيفية القراءة، شخصياً لا أجد أبسط من أن تأخذ كتاباً وتتصفحه، تقرأ المقدمة، تقرأ بدايات جزء في منتصف الكتاب، تطلع على الفهرس، تقرأ اسم المؤلف وربما نبذة تعريفية عنه، إن كان الكتاب يحوي صوراً فشاهدها واقرأ التعليقات عليها، هكذا كنت أفعل ولا زلت لأتعرف على كتب مختلفة وهذا الاطلاع يساعدني على اكتشاف كتب تدفعني لقرائتها.
نقطة ثانية مهمة، لا تقرأ ببطء، لا تقفز من كلمة لأخرى وتصر على أن تقرأ كل كلمة كأنك تريد العودة إلى الصف الرابع الابتدائي وتقرأ بصوت عالي لكل "زملائك" في الفصل، لا تفعل ذلك، اقرأ بسرعة ولا تعد لكلمة سابقة، قد تتضايق من فعل ذلك أول الأمر لكنك ستعتاد على هذا الأسلوب وستجد أن ما تفقده من كلمات لن تفسد عليك فهم ما يعنيه المؤلف، فأنت تريد المعاني والأفكار وليس قراءة كل حرف في الكتاب.
يمكنك أيضاً أن تتجاوز بعض الكلمات والجمل وحتى الفقرات، في بعض الأحيان يمكنك أن تتجاوز المقدمات والخواتيم والملاحظات الجانبية، مرة أخرى، لا شيء يلزمك بقراءة كل شيء في كل كتاب، ويمكنني أن أقول بأنك غير ملزم بقراءة الكتب من أول صفحة لآخر صفحة بهذا الترتيب، بعض الكتب يمكن قرائتها بأي ترتيب يريده القارئ، فليس من المفيد مثلاً أن تقرأ شيئاً تعرفه جيداً، هذا ينطبق على الكتب التقنية التعليمية، فقد يتحدث كتاب عن شيء أنت تعرفه، تجاوز هذه الصفحات واقفز مباشرة إلى ما لا تعرفه، يبدو ذلك بديهياً لكنني أستغرب عندما أنصح الآخرين بهذا وأجدهم يقولون لي: كلامك صحيح، لم أفكر بفعل هذا من قبل!
تبقى مشكلة الوقت، "ليس لدي وقت" هو العذر الذي يتكرر كثيراً عندما يطرح موضوع القراءة، أعلم أن هناك أناس مشغولون فعلاً وليس لديهم وقت حتى لتناول الطعام وأخذ قسط من الراحة، تجدهم يأكلون بسرعة ولا ينامون إلا قليلاً، لكن هذا في رأيي ظرف مؤقت قد يستمر أياماً أو حتى أشهراً لكن لا أظن أن أحداً سيكون مشغولاً طول عمره بهذا الشكل، لا بد أن يكون لديك فترة من الوقت تستطيع فيها أن تقرأ أو تسمع كتاباً يقرأ.
الكتب المسموع متوفر الآن بمختلف أشكاله وهناك مواقع تقدم كتباً مسموعة مجانية، إذا كان لديك جهاز آي بود أو أي جهاز مماثل يمكنك أن تنزل كتباً أو تشتري بعضها لتسمعها في أي وقت مناسب لك، في السيارة، في الطائرة، في أوقات الانتظار، عندما تمشي على الكورنيش أو تجلس في حديقة.
كذلك الحال مع الكتاب الورقي، إن أردت أن تقرأ فاحمل معك كتاباً في كل وقت واقرأ في كل فرصة تتاح لك حتى لو كانت خمس دقائق.
يمكنك أن توفر وقتاً للقراءة بأن تأخذ وقتاً من شيء آخر، الحاسوب والتلفاز جهازان يستهلكان كثيراً من أوقات الناس، راجع عاداتك المتعلقة بالجهازين، هل كل ما تفعله في الحاسوب ضروري؟ هل من الضروري أن تفتح بريدك الإلكتروني عشر مرات كل ساعة؟ هل من الضروري أن تتابع كل هذه المدونات والمواقع؟ ثم ألم يحن الوقت لأن تتوقف عن مشاهدة المسلسلات وما يتخللها من إعلانات تثير الغثيان؟ جرب أن تتوقف عن متابعة التلفاز واستخدام الحاسوب، افعل ذلك لأسبوع واحد فقط واقرأ، من حق نفسك عليك أن تعطيها فرصة لتستمتع بالقراءة.
ما هو سر قرائتي للكتب؟ لا يوجد أي سر، كل ما أفعله هو إجبار نفسي على القراءة، وأن أحمل معي كتاباً طول اليوم ثم تخصيص وقت للقراءة قبل استخدام الحاسوب، هذا كل شيء.
المصدر : مدونة عبدالله المهيري
عندما كنت أعد حقيبة السفر كانت الكتب هي أكثر ما استهلك من وقتي، احترت في ما يجب علي أن أضعه، الكتب التقنية لم أضفها لأنني جربتها من قبل ولم تكن مناسبة للسفر لذلك ركزت على الكتب الأدبية وكتب التاريخ والسياسة، وكنت أفكر جدياً في أخذ القارئ الإلكتروني معي لكنني تراجعت في آخر لحظة، كان بإمكان القارئ الإلكتروني أن يوفر علي وزناً ومساحة وكان من المفترض أن أحمله معي.
في البداية يجب أن أذكر بأنني بدأت القراءة جدياً منذ ما يزيد عن 10 سنوات تقريباً، لذلك اليوم أجد نفسي أقرأ الكتب الإنجليزية بسرعة كافية والعربية بسرعة كبيرة وهذا يساعدني على قراءة المزيد، ولا شك لدي أن هناك أناس يقرأون أكثر مما أقرأ، لذلك يجب على من بدأ القراءة ألا يقارن نفسه بأناس يقرأون منذ سنوات.
قلت في الماضي أن القراءة ليست هواية ولا يجب أن تعتبر هواية بل هي شيء مثل التنفس وتناول الطعام، شيء لا يمكن أن يعيش الإنسان بدونه، لذلك أقوال مثل "لا أحب القراءة" أو "القراءة مملة" يجب أن تتوقف ليقول الناس "علي أن أبدأ القراءة" أو خير من ذلك "سأقرأ الآن!" بالنسبة لي القراءة ليست رفاهية يمكن الاستغناء عنها بل ضرورة لا يمكن لأي شخص أياً كان أن يستغني عنها، مهما كانت شخصيتك وهواياتك يمكن للقراءة أن تساعدك على أن تكون شخصاً أفضل.
السؤال هنا كيف تقرأ؟ أظن أن سؤال "لماذا تقرأ" أجيب عنه كثيراً وفي كل عام هناك عدة مقالات وكتب تطرح إجابات مختلفة له، فيبقى أن نتحدث عن كيفية القراءة، شخصياً لا أجد أبسط من أن تأخذ كتاباً وتتصفحه، تقرأ المقدمة، تقرأ بدايات جزء في منتصف الكتاب، تطلع على الفهرس، تقرأ اسم المؤلف وربما نبذة تعريفية عنه، إن كان الكتاب يحوي صوراً فشاهدها واقرأ التعليقات عليها، هكذا كنت أفعل ولا زلت لأتعرف على كتب مختلفة وهذا الاطلاع يساعدني على اكتشاف كتب تدفعني لقرائتها.
نقطة ثانية مهمة، لا تقرأ ببطء، لا تقفز من كلمة لأخرى وتصر على أن تقرأ كل كلمة كأنك تريد العودة إلى الصف الرابع الابتدائي وتقرأ بصوت عالي لكل "زملائك" في الفصل، لا تفعل ذلك، اقرأ بسرعة ولا تعد لكلمة سابقة، قد تتضايق من فعل ذلك أول الأمر لكنك ستعتاد على هذا الأسلوب وستجد أن ما تفقده من كلمات لن تفسد عليك فهم ما يعنيه المؤلف، فأنت تريد المعاني والأفكار وليس قراءة كل حرف في الكتاب.
يمكنك أيضاً أن تتجاوز بعض الكلمات والجمل وحتى الفقرات، في بعض الأحيان يمكنك أن تتجاوز المقدمات والخواتيم والملاحظات الجانبية، مرة أخرى، لا شيء يلزمك بقراءة كل شيء في كل كتاب، ويمكنني أن أقول بأنك غير ملزم بقراءة الكتب من أول صفحة لآخر صفحة بهذا الترتيب، بعض الكتب يمكن قرائتها بأي ترتيب يريده القارئ، فليس من المفيد مثلاً أن تقرأ شيئاً تعرفه جيداً، هذا ينطبق على الكتب التقنية التعليمية، فقد يتحدث كتاب عن شيء أنت تعرفه، تجاوز هذه الصفحات واقفز مباشرة إلى ما لا تعرفه، يبدو ذلك بديهياً لكنني أستغرب عندما أنصح الآخرين بهذا وأجدهم يقولون لي: كلامك صحيح، لم أفكر بفعل هذا من قبل!
تبقى مشكلة الوقت، "ليس لدي وقت" هو العذر الذي يتكرر كثيراً عندما يطرح موضوع القراءة، أعلم أن هناك أناس مشغولون فعلاً وليس لديهم وقت حتى لتناول الطعام وأخذ قسط من الراحة، تجدهم يأكلون بسرعة ولا ينامون إلا قليلاً، لكن هذا في رأيي ظرف مؤقت قد يستمر أياماً أو حتى أشهراً لكن لا أظن أن أحداً سيكون مشغولاً طول عمره بهذا الشكل، لا بد أن يكون لديك فترة من الوقت تستطيع فيها أن تقرأ أو تسمع كتاباً يقرأ.
الكتب المسموع متوفر الآن بمختلف أشكاله وهناك مواقع تقدم كتباً مسموعة مجانية، إذا كان لديك جهاز آي بود أو أي جهاز مماثل يمكنك أن تنزل كتباً أو تشتري بعضها لتسمعها في أي وقت مناسب لك، في السيارة، في الطائرة، في أوقات الانتظار، عندما تمشي على الكورنيش أو تجلس في حديقة.
كذلك الحال مع الكتاب الورقي، إن أردت أن تقرأ فاحمل معك كتاباً في كل وقت واقرأ في كل فرصة تتاح لك حتى لو كانت خمس دقائق.
يمكنك أن توفر وقتاً للقراءة بأن تأخذ وقتاً من شيء آخر، الحاسوب والتلفاز جهازان يستهلكان كثيراً من أوقات الناس، راجع عاداتك المتعلقة بالجهازين، هل كل ما تفعله في الحاسوب ضروري؟ هل من الضروري أن تفتح بريدك الإلكتروني عشر مرات كل ساعة؟ هل من الضروري أن تتابع كل هذه المدونات والمواقع؟ ثم ألم يحن الوقت لأن تتوقف عن مشاهدة المسلسلات وما يتخللها من إعلانات تثير الغثيان؟ جرب أن تتوقف عن متابعة التلفاز واستخدام الحاسوب، افعل ذلك لأسبوع واحد فقط واقرأ، من حق نفسك عليك أن تعطيها فرصة لتستمتع بالقراءة.
ما هو سر قرائتي للكتب؟ لا يوجد أي سر، كل ما أفعله هو إجبار نفسي على القراءة، وأن أحمل معي كتاباً طول اليوم ثم تخصيص وقت للقراءة قبل استخدام الحاسوب، هذا كل شيء.
المصدر : مدونة عبدالله المهيري
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions