لننظم حملة لا للهواتف النقالة! - جديد عبدالله المهيري

    • لننظم حملة لا للهواتف النقالة! - جديد عبدالله المهيري

      الأخ محمد كتب موضوعاً يسأل فيه أين أجد هذا الهاتف؟ ووضع خصائص يريدها في الهاتف ونبه إلى أنه لا يريد شيئاً سواها، وفي تويتر قال أنه يريد شراء هاتف بشاشة كبيرة ومساحة تخزين كبيرة ولا تهم باقي الخصائص، وصلته مقترحات مني ومن غيري لكنها كلها غير مناسبة لأسباب مختلفة، المشكلة في شركات الهاتف النقال أنها لا تفكر كثيراً بالفئات المختلفة للسوق، خذ نوكيا على سبيل المثال، لديها العديد من الهواتف وكثير منها لا يختلف عن بعضها البعض إلا في خاصية واحدة أو خاصيتين، وهذا يزيد من حيرة المشتري.

      خذ على سبيل المثال فئة كبار السن ممن يرغبون في هاتف بسيط لا يقدم أكثر من إمكانية إجراء المكالمات وربما تلقي الرسائل ويجب أن يحوي شاشة كبيرة واضحة، هناك هواتف بهذه المواصفات وقد كتبت عنها في مدونة الطريق الأبسط، المشكلة هنا أنها محدودة بأسواق محددة وغالباً السوق الأمريكي فقط وبعضها مرتبط بخدمات لا تتوفر إلا في أسواق محددة.

      شركة مثل نوكيا من المفترض أن تقدم هاتفاً لكبار السن أو حتى للناس الذين يرغبون بشيء أبسط من أبسط هاتف تقدمه نوكيا، لكن نوكيا تضيع كثيراً من جهودها في إنتاج هواتف متشابهة ووبين حين وآخر تضع مزيداً من الخصائص فيها ثم تعطيها رقماً أعلى، ونوكيا ليست الوحيدة، معظم شركات الهواتف النقالة تتنافس في ما بينها على إضافة الخصائص وتعقيد الواجهات وصنع منتجات لا تقدم تجربة استخدام جيدة، لكن نوكيا قررت أن تقلص عدد "هواتفها الذكية" إلى النصف في عام المقبل وسبق لها أن أعلنت عن إعادة تصميم نظام التشغيل سمبيان 60 في 2010 وعرضت صوراً للواجهة الجديدة وبعض التفاصيل، منها إلغاء 350 خطوة غير ضرورية، تحسين أداء النظام، دعم تقنية اللمس، تقليل عدد الخطوات لأداء أي وظيفة.

      كان عليهم أن يفعلوا ذلك منذ وقت طويل، نظام سمبيان 60 الحالي من أسوأ الأنظمة في رأيي من ناحية تجربة الاستخدام، هواتف نوكيا التي تستخدمه قد تكون رائعة من ناحية الجهاز وخصائصه لكن النظام نفسه يفسد كل شيء، النظام جعلني أكره التعامل مع الهواتف التي تستخدمه.

      نوكيا ليست الوحيدة بالطبع، معظم شركات الهواتف تتسابق في ما بينها على إضافة مزيد من الخصائص وإنتاج مزيد من الأجهزة التي لا تختلف عن بعضها البعض في شيء وكثير منها لا يقدم تجربة استخدام جيدة، من الصعب أن تجد هاتفاً بشاشة كبيرة الحجم وفي نفس الوقت غير ملونة، شاشات الأبيض والأسود أكثر وضوحاً ويمكنها أن تعمل بشكل رائع تحت أشعة الشمس وهذا ما لا يمكن أن يحدث مع الشاشات الملونة، كثير من الهواتف لا يمكن رؤية شاشتها تحت الشمس.

      على أي حال، ما أثار انتباهي في موضوع الأخ محمد هي التعليقات، أحدهم يقول:
      [INDENT]عيش من غير هواتف هيكون افضل بدل الحيرة يا صاحبي
      [/INDENT]ثم يقول آخر:
      [INDENT]أعتقد أن اقتنائي لجهاز هاتف محمول...منذ سنوات كانت من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها في حياتي
      المحمول يجعل من الشخص آليا إلى درجة كبيرة و لا يستمتع بالبساطة .....و لذة الحياة كل اللذة في تلك البساطة...أما عن الكماليات التي بهذه الأجهزة
      فلا أريد الحديث عنها لأن الأمر قد يحتاج صفحات
      [/INDENT]وتعليق آخر:
      [INDENT]في الحقيقة أن الآن أكمل سنة وثلاثة أشهر ولا أكمل جوال أو هاتف لأني لم أشعر بأنه مهم ولم أفتقده.
      فالإنترنت أهم لدي من الهاتف.
      [/INDENT]اقرأ بقية التعليقات التي تتحدث عن تجارب الناس مع هواتف أبسط وكيف أنها أفضل من الهواتف الكبيرة المعقدة التي يسمونها "الهواتف الذكية،" هناك فئتان من الناس أجدها في التعليقات، فئة لا تريد استخدام الهواتف والثانية تريد هواتف بسيطة.

      كنت أريد التعليق على الموضوع لكنني تراجعت، كنت سأقول بأن على من لا يرغب في استخدام هاتف نقال أن يبدأوا حملة مثل حملات "لا للتلفاز" لكنها تركز أكثر على تكوين مجتمع إلكتروني من الرافضين لاستخدام الهواتف النقالة، مجتمع يعطي أفكاراً للآخرين حول كيفية إيجاد بدائل للهاتف النقال، فالمؤسسات الحكومية والخاصة أصبحت تعتمد كثيراً على الهواتف، أصبحت جملة "لا أملك هاتفاً" تبدو غريبة جداً، صدقوني جربت هذا في السنوات الماضية عندما حاولت التخلي عن الهاتف، مع أن كثيراً من المؤسسات لا تتصل أبداً إلا أن عدم وجود رقم هاتف نقال يصبح في بعض الأحيان عائقاً أمام المعاملة، بل عائق أكبر من عدم توفر ورقة رسمية، لا زلت أذكر وجه الموظف الذي أكد أنه سيلغي المعاملة ما لم أعطه رقم هاتف، أعطيته رقم هاتف أخي، لكن المؤسسة لم تتصل أبداً وليست بحاجة لفعل ذلك.

      سؤالي للمعلقين، هل توقفت عن استخدام الهاتف في الماضي أو الآن؟ هل تستخدم الهاتف وترغب في التخلص منه؟ أخبرنا عن الأسباب.

      اهتمامي يزداد بموضوع عدم استخدام تقنيات محددة، في المستقبل سنرى المزيد من الناس يعلنون رفضهم لتقنيات معينة لأسباب مختلفة، وأظن أن علينا تقبل وجود مثل هذه الفئة من الناس، والأهم علينا ألا نضغط عليهم وندفعهم للتخلي عن آرائهم وأفكارهم.





      المصدر : مدونة عبدالله المهيري


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions