المرأة وحقيقة خلقها من ضلع أعوج...

    • المرأة وحقيقة خلقها من ضلع أعوج...

      مساء الخير ويوم سعيد طيب




      الموضوع : المرأة وحقيقة خلقها من ضلع أعوج...





      ما حقيقة سر خلق المرأة من ضلع أعوج ؟ وكيف فهم كثير من الناس هذا السر وفسروه بالمعنى الخاطئ ؟ وكيف نساهم في تصحيح الصورة المركبة بالخطأ في أذهان من يعتقدون بالنقص في حق المرأة ؟




      كل هذه الأسئلة وغيرها نحاول أن نضعها بين أيدي الجميع لعلنا نقدم الشيء البسيط حول أهمية هذا الموضوع بإذن الله




      المرأة خلقها الله لتكون الأنس والسكينة للرجل وجعلها آية من آياته ومعجزة في خلقه بدلائل شاهدة في القرآن الكريم ومن المعجزة الإلهية في خلق المرأة أنها خلقت من نفس ذات البشر أي أن الرجل والمرأة من طبيعة بشرية واحدة أي وبذلك فإنه سبحانه وتعالى لم يجعل جنس الرجل من طبيعة والمرأة من طبيعة أخرى كالجن مثلا وذلك لتتلاءم وتتوافق طبيعة وفطرة الرجل مع طبيعة وفطرة المرأة وموضوع خلقها من ضلع أعوج أو كما جاء في بعض الروايات أن المرأة خلقت من ضلع آدم الأقصر الأيسر وهو نائم ... والله أعلم بهذه الرواية .




      والحقيقة في هذا الشأن أن زينة المرأة هي اعوجاجها من حيث الطبيعة وقبل الأخذ والرد إن اعتقد الإنسان إن خلق المرأة به نقص أو عيب... فمعنى ذلك أنه يعترض على من خلقه هو أيضا – سبحان الله- كيف يعتقد البعض من أصحاب العقول الرزينة بمثل هذا الاعتقاد الجاهلي .



      ولكن ما حقيقة الاعوجاج ؟ يقصد باعوجاج المرأة أنها عوجاء في طبيعتها وضعف إرادتها العاطفية التي لا تكون على حالة منتظمة مستمرة كما يبحث عنها الرجل في أي امرأة ويجهد نفسه ويطفحها بالمحاولات إلى حد اليأس والخروج عن المألوف بالتذمر من المرأة واتهامها بالقصر في التفكير وضيق البال وسوء المعاملة في كثير من ألأحيان فعلى هذا يجب أن لا نحمل عليها محمل التعنت والصلابة والقسوة والشدة ولكن الرجل الحصيف هو من يدرك كيف يجاري طبائع زوجته وكيف يجني ثمار طبيعتها بإدارته الحكيمة المتوافقة لكل حالات الطوارئ ونقصد بها الأوضاع النفسية والمزاجية وغيرها التي تمر بها المرأة ولو عدنا إلى طبيعة المرأة لوجدنا أن كل ما بها من صفات متزامن فعلاً بتغيرات وتحولات في مسار الحياة



      المثال التالي يوضح جانب من بين حقيقة المرأة



      المرأة عصبية في كثير من الأحيان هذا شيء وارد... ولكن في المقابل تمر بحالات الدورة الشهرية وهذه الفترة مما لا يخفى شأنها من أعراض تصاحبها ( آلام في الظهر وأسفل الحوض ، غثيان ، قيء ، تعكر المزاج ، قلة الأكل والشرب، الرغبة الشديدة في كثرة النوم حتى أن كثير من النساء من لا تقوى على مواجهة آلام الدورة الشهرية في اليوم الأول خاصة إلا بالنوم غير الطبيعي لساعات طويلة ، لا تطيق كثرة الحديث حتى أنها يسوء وضعها في حالة تهجم شخص ما عليها بالقول أو الفعل ...إلخ ذلك مما ارتبط بطبيعتها وهي لا إرادة لها في هذا الشأن فبقدر ما تمر به من اضطرابات بقدرما ينعكس عليها أثره وحكمة الله فيها نافذة



      فهل بعد هذه المضاعفات التي تمر بها تستغرب طبيعتها... هذا شأن وضع واحد ...ماذا عن بقية الأوضاع كالنفاس هو الآخر ومعانا تربية الأولاد ...إلخ



      إضافة إلى ذلك على الرجل أن يضع في اعتباره طالما أن المرأة من طبيعته فمعنى هذا أنه لا توجد امرأة كاملة كما الشأن بالنسبة للرجل كذلك... وعلى هذا الوضع يُحمل على الرجل أن يأخذ مسببات التوافق مع هذا الاعوجاج بالتعامل الفطن الآتي :



      - لا يعني الاعوجاج اهمال المرأة وتركها وشأنها لا فالعكس غير ذلك فهي بأشد الحاجة إلى من يُقـوّم سلوكها ويربيها ويأخذ بيدها ويصلح شأنها ويقوي عزيمتها وثقتها في نفسها لتمنح حبها لمن أحبته واختارته لا أن تجده بخلاف ما يسعدها .



      - إن من شأن التقارب أن يقرب كل بعيد ويكسر كل حاجز قد يعترض التهاون في الاهتمام بالزوجة.



      - لا يلزم الرجل أن يتبع أسلوب الشدة الكاسرة ولا اللين المفرط حتى يكون قائد زمام الأمور الزوجية( خير الأمور أوسطها).



      - استقصاء اهتمامات ورغبات الزوجة وإدراك مشاعرها وعواطفها لهو المحرك الأساس لحياة سعيدة طيبة.



      - ربط مزاج المرأة بأوقات ذات علاقة بظروفها وتحليل شخصيتها عبر أوقات متقاربة يُمكن من فهم نفسيتها قبل الدخول معها في جو ما وتوقع نتائجه مسبقاً.



      - إن اتباع أسلوب الاقتراب العميق من الزوجة من شأنه أن يكسر قيود الاحساس بالغربة والملل ويطوي الانعزالية من الحياة الزوجية .



      - بمثل ما يوجب الاقتراب من الزوجة إلا أن في بعض الأحيان يطلب الابتعاد عنها بقدر بسيط أقرب وأشبه بالوجود المستمر ولكن أي ابتعاد نقصد ؟ الابتعاد الذي يوفر قدراً كبيراً من مساحة الحرية النفسية للمرأة ذلك الابتعاد الذي يجدد نشاطها النفسي ويفرغ شحناتها الاكتئابية لأن النفس أيّا ما كانت تبقى لها طابعها البشري المستأنس والمتعطش لأن يكون بنفسه في بعض الأوقات والزوجة هي من تبحث عن مخارج لتجديد نشاطها وذلك استعداداً لبدء جميل آخر.




      بهذا القدر البسيط نصل إلى نقطة الانتهاء على أمل العودة في شرح آخر حول جانب آخر يتعلق بحقيقة وماهية تكوين الضلع ذاته ... بما يتميز به، وخصائصه، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيه وإشارته إلى الرفق بالنساء.



      أطيب التحيات السعيدة أتمناها للجميع / أخصائي علاقات أسرية
      الأسـرة أمان...واستقرار