أخي ورود..
بارك الله فيك .. أثقلت عليك باتهاماتي غير الواضحه،، وربما مثلما أشرت.. قمت بجرح بعض النفوس الغالية.. أعتذر لك ولها.. وسأحاول أن أستفيض في معنى ما أوردت.. حيث أن ما خلصت إليه لم يكن هو ظني وهدفي فيها أو في مشاعرها.. والحب نعمة لم تكتب للجميع.. و لا أرى فيها مذمة أو إثم..
أختي الغالية هند..
عندما طالبتك بالإيمان بالله.. فهو الإيمان بأن ما أصابك لم يكن ليخطأك .. وما أخطأك لم يكن ليصيبك.. ولو اجتمع عليهما أهل الأرض جميعاً ما غيروه..
وأستطاع الإنسان أن يطيل عمره بالدعاء...
أنا لا أتحدث عن دينك وأداء فرائضك، لا أحاول أن ادعي تقصيرك في الدعاء والتسبيح واللجوء إلى الله بالأذكار.. ولكن يجب أن يكون اليقين في قلبك.. أنه أمر حسن.. وأنك عندما ترضين بقضاء الله لا يكون في صدرك عليه منه حزن.. أو مشقه.. أسكبي الدموع بين يدي مولاكي، واتركي تلك الهموم،
أقبلي على الحياة التي منحك الله إياها.. فهل تعلمين.. أنك عندما تتوقفين دون سبب.. أنك كمن تعترض..
فنحن في الحياة.. عندما يمنع أهلنا عنا شيئاً.. نرفض أن نأخذ البدائل منهم.. باعتبار أنه نوع من الحرمان الذاتي، والذي يهدف إلى تأنيب ضمير أولي الأمر.. فهل ترغبين حاشا لله.. أن يكون رد فعلك نوع من التأديب..
يا أختي.. نحن نعيش هذه الحياة بقلوبنا.. فلا تتعلقي بالحب.. وما أدراك.. لربما أراد اللـه أن يحمي طهر قلبك من العذاب.. عندما تعيشين مع رجل نسجت حوله أحلاماً كثيره.. ثم عندما عشت معه بدا بغير هيئته وصورته.. إن كمال الدين الحلال.. فما بالك تتعلقين بشخص قد وهبتيه أختاً .. كزوج لأعز صديقاتك..
هنا الشيطن يعيش وهنا ستكبر الفتنه.. فإنك إن كنت شجعتيه أن يخطوا خطواته نحو استقرار اسري مع صديقتك.. فإنك في ذات الوقت.. حرمتيه هناء الإستقرار.. بأنه سيبقى يفكر باسباب عدم ارتباطك.. ويبني في مخيلته أوهاماً حول مشاعرك.. فتصبح الزوجة التي بين يديه.. مهما بلغ تأدبها وحسن تبعلها.. صورة باهتة أمام ذكريات طفولته.. ومحـبوبته. والتي أصبحت أخته.. والذي يعلم أنها كانت تحلم معه بعش الزوجيه، ثم حطمت أحلامها.. لتبقى على عذرية الإتفاق..
ألست هنا تحطمين تلك المظلة التي بنيتيها؟؟
أختي..
عندما تقبلين قضاء اللـه.. تذكري إنما الحياة دار اختبار.. وأن أخاك.. إن كان أخوك في الحياة، وكنت تشعرين نحوه بغير ذلك من حب خاص.. ومشاعر مختلفه.. فادعي اللـه أن يجمعكما في الآخره.. على تلك الحال.. كزوج وزوجه..
إن القضية أبداً لم تكن كنوع من الإرشاد والتوعية للغير .. إن هذه القصة هي حقيقة.. وهي معاناة يومية.. تعيشينها.. أدرك أن الحب جميل.. ولكن عندما نتركه ليشوهنا فإننا نجعله في هيئة وحشية.. فأنت تشوهين جمال الحب.. باتخاذ موقف فردي لا طائل منه..
نعم إن كان المتقدمون لك أقل من الشروط التي تعتقدينها في شريك الحياة.. أما أن يكون المتقدم حسن الخلق والصفات والطبيعة.. فإنك لن تسعي إلى الحصول على الحب مرة أخرى.. ولن تبحثي عن مشاعر حب.. تداوي جروح الواقع.. فتوكلي على اللـه.. وأقدمي على هذه الخطوه.. وكوني بقدرة أخاك الذي لا نعلم كيف هي مشاعره، ولن نعلم.. أين قد تصل.. ولكننا نحترم فيه الزوج والأب.. فلا تكوني غصناً يابساً.. وكوني كما أنتي .. كما أراد لكي اللـه.. وعسى أن تتعرفي على حب آخر.. يجعلك أكثر حظاً.. وجمالاً..
أختي.. واللـه لم أكن لأهينك.. ولكنني أعتقد فيك من الوعي، ما يمنعني أن أرسل كلمات إشفاق أو حزن أو عتب ولوم.. وأراكي قادرة على فهم حقيقة ثابته.. إذا أصبحت القلوب لا تمدنا بالحياة فعلينا أن نستأصلها..
كل التحية