أنين إنسان عُماني جدا جدا جداً .. - جديد معاوية الرواحي

    • أنين إنسان عُماني جدا جدا جداً .. - جديد معاوية الرواحي


      المَعلوم من الوطن بالضرورة ..

      ثرثرة عن الكتابة وعن التدوين ..





      أهلا بكم يا أصدقائي، يبدو لي أنمحاولتي أن أتخذ مقاربة جديدة لوضع فكرة القيمة قد فتَّحت لي ما يمكنني أن أسميهثقوباً هائلة في النسيج الذي أحاول أن أحيط به العالم. كما يفعل العنكبوت أحياناًبحشرةٍ تفوقُه حجما يحلو لمن يحاول التفكير وعلى ضوء ذلك الفهم أن يؤطِّر الأشياءمستخدما مقاربته الخاصَّة، وكما يقول إنسان عزيز:


      it is always good to seek anotheropinion.



      أي [من الجيد دائماً أن تكون سيخاً لرأي آخر] J ..



      &&&



      أتعرفون ذلك الشعور المزعج عندماتقومون بتغيير نظام التشغيل في جهازكم الخاص. الأمر شبيه بذلك، أعني في السابق كانكل شيء عبارة عن معادلات متشابكة، وعندما يزداد الأمر ويفوق قدرة الذاكرة المؤقتةللفرد على إدراكِها فإن الدماغ بخبثٍ وتحايلٍ يلقي باللائمة على كثرة المصفوفاتواستحالة الإحاطة بها علماً، الأمر نفسَه ربما الذي يقولُه الدين عن إحصاء نعمِالله، فكرة اللانهاية الأزلية وأن العقل غير قادر على إدراكِها، وهلمَّ جرَّا. أياكانت أدمغتكم أو عقولكم ومهما كان ذكاؤكم الاجتماعي أو طرق تفكيركم، خطيين أودائريين أو كليين أو جانبيين، أو أي اتجاه من الاتجاهات التقسيمية التي يحلو لمننحتَ قبلَكم في الفكرة قولَها، لماذا أقول: نحتَ في الفكرة؟ لأنني أشبهها بصخرة.يبدو لي تشبيها في غير محلِّه، ربما هو ليس نحتاً ربما هو عَمل جَماعي على تشكيلكتلة ضخمة، هو عَمل كبير جداً يقوم به البشر أجمعين ويتوارثون المهمات، بعضهم يسلكالأنفاق، وبعضهم يحدد للناس الطريق وبعضهم يسمي الشوارع.
      &&&



      المنطق يقول أن العَمرَ محدود، وأنالتجارب قابلة للفشل، وأن الإنسان في النهاية مهمٌ لذاتِه ولنفسِه مهم للغاية ولايريد أن يضيع العُمر إلا بعدما يتأكد أن الشيء الذي يفعله سيكون له الأثر المَقبولفي مكان وبيئة الدراسة التي يريد خوضَها، المكان الذي يريد الانتصار عليه بفهمِهإن أردنا منح الفكرة زخما لغوياً.


      &&&



      كلمات مثل الأسماء ــ الأفكار ــالأشياء ـ التعريفات، كلها ستحتاج إلى تعريف دقيق للغاية قبل الخوض في مدلولاتِها.


      قبل التوغل في الأحراش الكثيفة التي تكمن وراءالجذوع العَريضة من الأفكار يجبُ معرفة حجم الجذع ونوع وصفته واستخدامِه وزارعهوظروف نشأتِه قبل الوثوق به والصعود أو الغوص في جذورِه، الجذور تتشعَّب وتعودُ فيالنهاية إلى ذلك التبادُل البدائي بين الجذر والأرض، وفوق تكبر الشجرة وهي تعتمدعلى المستوى البدائي من التمثيل الضوئي، عدا ذلك تفاصيل معقَّدة. الفكرة تبدومخيفة من هُنا واختزالية، ولكنها في الوقت نفسه معقدة وقابلة للتوسع.
      &&&



      العُزلة:


      أمقتُ هذه الكلمة كثيراً، ربما من كثرما اغتصبت وامتهنت كرامتُها وغبَّنت وترمَّلت وضوجعت آلاف المرات كعاهرة تايلانديةمصابة بالسفلس وتُعيل قرية كاملة !!! الأدباء العُمانيون لم يبقوا شيئا لهذهالكلمة ذا بال من كثر ما أقحموها في كلِّ شيء، جعلوها مقدَّسة ومدنَّسة ومركوبةوراكبة وفوق وتحت وكل شيء. أمقتُها ولكنني مضطر لاستخدامِها لأنني اتفقتُ معَكم أنأتوقف عن نحت الكلمات بنفسي، يجب أن أقبلَ هذه الحقيقة أن اللغة وضعت [تواضعاً]وفي النهاية استخدامُها يجب ألا يخرج عن هدفِه الحقيقة وهو إيصال فكرة معيَّنةيحملها اللفظ ومعنى تكوُّنه الألفاظ إن تراصَّت مكونة جملا وفقرات.


      العُزلة تبدو خياراً مهمَّا للغاية، خياراًمن خيارات التي يجب على العقل أن يعيشها بالضرورة، ولكن من يقول لكم ذلك؟؟ يقوللكم من لا يستطيع فعلَها، أعني قد اعتدتُ على البهارات والـــ [Junkthoughts] وكلام المنتديات،نعم كلام المنتدى والسبلة ولا سيما ذلك غير الجاد إطلاقاً والذي هدفه التأجيج الفارغممتع للغاية، وربما يكون مهما في سياقات معيَّنة ولكنَّه أيضا قد يغلبُ على المرءويصبح عادةً. وسأعطيكم مثلا مؤسفا عمَّا يحدث في عُمان:


      ــ يوجد فتى صغير للغاية عمره 19 عاماً يتفنن بشدَّة في الكتابة عن مختلفالمواضيع الثورية الرقابية التي تتناول ملفات الفساد في الدولة. لا أدافع عنالدولة هُنا أعني في البلاد عمارات مقشوعة، أو أحداث تدلُّ، أعني السلطان نفسَهتكلَّم عن الفساد !!! ولكن الفكرة التي تزعجني هي استباق هذا الشاب وفهمَه المسبقأنَّ [القارئ يريد ذلك] القارئ يريد أن يفتحَ السلبة ويشعر أنَّه مظلوم وأن كل شيءسيء، ثمَّة جانب نفسي أو فكري فيه يريد منه أن يشرعنَ ربما أخطاءً له، يريد أنيشرعن لجوءه إلى ابن عمِّه للتوسط لأخيه مثلا لوظيفة لا يستحقها، أو يشرعن مثلاتأخره اليومي عن الدوام الرسمي وعدم اهتمامِه بأكل عيشِه، أو ربما يشرعن أي شيءآخر، القارئ يبحثُ عن الكاتب الذي يقول له كلاماً يريد سماعَه، كلاما جاهزا،وعندما يأتي كاتب ويتكلَّم في هذه الموضوعات يقومُ القارئ بتحييد الأفكار الرئيسيةالباعثة للكتابة ويضع تفسيرَه الخاص. كأنَّه يقول: ليس من المعقول أن يقول فلان أنهذا الجانب ليس سيئا، من المؤكَّد أنه خائف أو طبَّال، وهذه مصيبة كبيرة. المصيبةالأكبر التي أراها هي المحاولين التوفيق بين الدولة والشعب، أعني كم هو سخيف ذلك!!! وكم هي إضاعة حقيقية للعمر !!!


      الكل الآن أصبح بإمكانِه أن يكتبَ ماشاء، وشخصياً أقول لكم لستُ بريئا من هذا الاستغلال الذي أراه أخلاقيا للحرية أنيكتب المرء. لا أجد أن المشكلة في ما يُكتب، أو من يكتب بقدر ما هي الرغبة المسبقةفي قراءة ما يُراد قراءته، على طريقة [ما يطلبه القراء]. يكتب هذا الشاب الصغيرالذي عمره [19] سنة عن الفساد في الحكومة، وتكاد تشعر من كلامِه أنَّه موظف فيوزارة خدمية أمضى 22 سنة منها في مكتب وزير كَبير، في نهاية المَطاف تقرأُ الكلامالجاهز نفسَه ولا جديد.


      &&&



      بالأمس اتصلَ بي مجموعة من الأصدقاءعلى خلفية المقالات عن العَريضة، لا أخفيكم كنت أشعر بالذنب وأقول لقد قسوت علىاليحيائي، ولكنني بصدق لم أكن أكتب سوى ما اعتدت كتابتَه، أن أكون صادقاً وأن أبدئالكلمة التي أخجل منها، ليست الفكرة في القسوة ولكن في ما وراء الظاهر، وراءالظاهر لا يمكنني حسمَه ولكنني أقرأ مؤشراتِه الموجودة، هل فهمتم ما أريد قولَه؟؟أزعجني أحد المعلقين بطريقته إذ يقول [أنت تفهم كذا ــ ولكنك تريد أن تقول كذا]لماذا يا صديقي؟؟ لماذا أكذب عليك؟ إن كنت أفهمُ كذا لماذا أقول كَذا كما تقول؟؟؟كان يكفيني أن ألعب اللعبة بطريقة أخرى ولكن لا أعتقد أنني قادر على ذلك.


      التقيت بالأمس بشاب عُماني يعمل فيعُمان موبايل، لا أخفيكم كدت أن أقفز كالطفل عندما قالَ لي: أقرأ مدونتك كلَّ يوم.


      أعني ما الذي سيشعر المرء بالسعادة أكثر من ذلك؟بصدق يا أصدقاء ما الذي يجلب السعادة أكثر؟؟ هل هو احترام الأدباء؟ أم احترامإدارة السبلة التي كما يبدو البعض أصبح يتملق له؟ أم احترام المدونين؟ أم ماذا؟؟أم احترام المحسوبين على الحكومة؟ أم الحكومة نفسَها؟ أم أن يتخلص المرء من بعضالبغيضين من عملِه الذين لا يطيقونَه لأنهم يرونَه شاباً رقيعاً يجب عليه أن يشكرالحكومة وأن يعبدها ليل نهار؟؟؟


      يعود المرء إلى صوابِه عندما يلتقي بمن هم ليسوامأزومين ومتوحشين ومستعدين لدوس من يقف في طريقهم. يعود ويشعر أنَّه يكتبُ لأبناءبلدِه لأنَّه منهم ويعبِّر عن نفسِه من خلالِهم لا العكس. يعود إلى هدوئه عندمايتصل به أحدهم ويذكره لماذا يفعلُ كلَّ هذا، يخبرُه بهدوء أنَّك وإن كنتَ ستعانيمما تقول فإنَّ الذي يريد أن يضعك في إطار سيضعك، كنتَ راهباً تبتياً أو كنتَراقصاً استعراضيا في لاس فيغاس، الذي يريد أن يعاملك وفقَ نظرياتِه الخاصة ووفقأمراضِه النفسية ووفقَ شعورِه الحانق دائما بأن أحدا غيرَه لا يمكنُ أن يفهمَ كمايفهم، الذي يريد ذلك هو إنسان يمكن العيش تماماً بدونِه، على رأي عمار المعمري يجبتطبيق نظرية [يغيبوا] وهي نظرية قام بتطويرِها بطريقة رائعة.
      &&&



      حاولتُ جاهداً أن أحترمَ آراء البعض،ولكنني الآن وصلت إلى حالة من النفور تجعلني لا أستطيع حتى سماعَهم أو حتى قراءةما يكتبون. ذلك لأنهم لم يعطونني فرصة أبدا لأبلعَهم.


      أعني ماذا عساي أن أقول لإنسان جاءويقول لي: أنت مدسوس من قبل الأجهزة الأمنية؟ حسنا وماذا لو كنت مدسوساً من قبلالأجهزة الأمنية؟ فلنفترض أنني كذلك، أليس هذا من الهامشي في التاريخ، ألا يُعاملالكتَّاب بما كتبوا؟؟ هل تقرأون أوفيد الآن بما فعلَه مع بلاط الملك؟ أم تعاملونالمتنبي كشاعر سلطة؟؟ أعني هذا الرعب الذي يعيشه المرء في عُمان بسبب الثقافةالمختلة في فهمِ فهمِ الثقافة، الفهم البدائي لكلمة [كاتب]. فهمٌ مرعب ومخيفللغاية.


      كنت بالأمس مع صديقي يوسف، جلستُ معَهإلى طاولة في مطعمٍ في الخوض وطفقنا نتشاكى، هو من جهة غاضب على النقَّاد وأناغاضب على الكتَّاب. هل تعرفون ما يفعله الكتاب بأنفسهم؟ هل تجاوزوا حتى هذه اللحظةقضاياهم الصغيرة؟ هل تطوروا كما تطوَّر العالم؟ هل يعرفون ما الذي يدور الآن فيالعالم التقني وعالم المعرفة القائمة على المجتمع والناس كافَّة؟ هل يعرفون ذلك؟


      الصغار همومُهم صغيرة:


      طالما ما كنت مؤمنا بالمساواة والخ الخالخ، من الكلام الفاضي الذي ينشر في الجرائد، الآن لم أعد كذلك. ثمة أناس صغار وهمصغار للأبد. الذين لا يستطيعون تجاوزَ الأمس والبقاء في دوَّامة من التفكيروالتعبير لا تتغير هم صغارٌ لأنَّهم أصغر من أن يغيروا ما بأنفسهم. مهما بدا هذاالكلام متوحشاً، أقوله وأنا أتألم، أعني لم يكن لدي مشكلة أني يفعل ما يشاء، ولكنتجَّار الوهم آن لنا أن نتصدى لهم.


      لا أقصد أحداً معيَّنا أو حادثةمعيَّنة هُنا ولكنني أتكلم بشكلٍ عامٍ عن الوضع المفزع الذي يحدث لدينا في عُمان.الوضع الذي جعل من حالة الهلع كلَّية ومنتشرة، والدولة لدينا التي انشغلَنابمهاجمة فسادِها تعيد ترسيخ مصائب كبرى مثل القبلية أو تعيد تقريب الدينيين مرَّةأخرى، وعوضا عن ذلك نحن غارقون في مناقصة فلان ومناقصة علَّان.


      صدقوني لا أقول هُنا: لا تناقشوا ملفات الفساد،ولكن ثمَّة صورة أكثر إرعاباً في الدولة، أعني هذا فهمي البسيط وقد أكون مخطئاً،إنهم يعيدون القبلية مرَّة أخرى، وإنَّهم يعيدون الدينيين إلى أماكنِهم السابقة،وجماعتُنا مشغولون بالنسق اللغوية للقصة والصورة الشعرية في قصيدة النثر وتداولالكلام عن فلانٍ الشاعر وفلانٍ الكاتب الذي يحب فلانةً الكاتبة. ربما في يومٍ منالأيام ــ وأقول هذا بأسى شديد ــ كنتُ من هؤلاء، نعم ولم أكن مهم فحسب وإنما كنتأسوأهم، كنت مصدقاً الحكاية تصديقاً هائلا حتى ابتلعتُ السنارة إلى أن وصلتللأمعاء، وشاءت صدف أخرى أن أخرجَ لاحقاً، ولكن من الذي سينجو من ذلك التشوُّهالكبير؟؟ من؟؟


      &&&



      كنت مخطئا عندما حسبتُ في وقت سابقٍ أن[الفرَّامة] قد أنجَت عالم الكتاب منها، كنت مخطئا بشدة. لقد فُرم الجميع وها هيبقايا الأجساد هائمة في البلاد باحثة عن الرزق. الكتاب مشغولون بعالمِهم الصغير،أحدهم مشغول بتنصيب نفسِه وصياً على الشعراء، وآخر مشغول بتنصيب نفسِه وصيا علىالقاصين، وآخر وصيا على الإعلاميين، وآخر ــ وهم التحف الحقيقية ــ الأكاديمي الذيسيَّس نفسه حتى لم تعد ترى فيه الإنسان الذي كانَه يوم كان طفلا.


      الأكاديمي الذي لا يخرس ولا يصمتُ ولا يرعوي أنيغرسَ في طلَّابِه أنَّ هؤلاء ــ الذين يخالفونَه الرأي ــ أعداء للوطن ويكيل أشنعالتهمَ باسم الوطن وباسم العلم وباسم الحقيقة. أما هؤلاء ماذا يفعلُ المرء؟؟؟


      &&&

      دعوة إلى الشراسة:


      الطبول أكثر ضجيجاً، وما يدريني قدأكون نفسي طبلا في سياقٍ من السياقات، طبل أمام الدينيين الذين يحسبون أنني أعارضوجودَهم لأن الحكومة تطلب مني ذلك، طبل أمام الثقافيين الذين يحسبون أنني أكيل لهمالتهم لأن جهاز الأمن يطلب مني ذلك، طبل أمام الاجتماعيين الذين يحسبون أنني أريدالشهرة عندما أكتب فحسب، وطبل أمام بعض الأصدقاء [وعصابي ــ ومشخبط أكبر] الذينيسمعون كلاماً في حانةٍ ويبنون عليه مشروعا شخصياً كبيراً.


      لو ظلَّ المرء ينتظرُ من الناس قَبولالتعب، والوضع في عُمان سيء للغاية بسبب هذا الهلع الذي يسيطر على كلِّ شيء.


      صديقي يوسف بالأمس كان يائسا ومحبطاًوقد أخذ سيرتي الذاتية وأرسلَها [من هاتِفه الآي فون الرائع] إلى وكالة إعلاميةتريد محرراً يجيد اللغة العربية في بريطانياً، أعني أنا مستعد تماما للذهاب لو كانالراتب جيداً، ولكن ليس هذا ما يتعبني. يتعبني أن يعتقدَ البعض أنني أريد شيئا، أوأنني أكسب شيئا بسبب ما أفعلُ هنا؟ بصدق هل أنتم لا ترون أم لا تقرأون؟؟ ما بكم ياناس؟ ما بكم؟؟ هل يجب عليَّ أن أشتمَ كلَّ شيء أو أن أمدح كلَّ شيء لأرضيكم؟؟صدقوني إن كنت من قبل قد استسلمت لهذه المشيئة لم يعد باستطاعتي ذلك.


      &&&



      دعوة للشراسة:


      لا زلتُ مع تفاؤلي بالأفق الذي يطرحهالتدوين، ولا أقصد التدوين الذاتي أو العسقي الذي حتى هذه اللحظة لم يتسرطن فيعالم التدوين العُماني، وإنما ذلك الصوت الشبابي [الفردي] الصادر من القلوب والذييكتبُ لسببٍ آخر غير اتخاذ الكتابة وسيلة إلى غاياتٍ ليست أزلية ونبيلة أوأخلاقية. يكتبون لأنهم يفكرون بأنفسهم ولا أحد يفكر نيابةً عنهم. اليوم يكتب هؤلاءغدا يتكلم الشباب الذين في المكاتب، الموظفين الذين يسومهم مدير عام أحمق أو وكيلوزارة خنيث سوء العذاب بسبب سياسة فرق تسد، الشباب الذين لم يعد لديهم ما يخسرونَهسوى أخلاقِهم ومبادئهم، الشباب الذين أخطأوا في يومٍ من الأيام وعقلوا، والشبابالذي تراجعوا عن السير في عالم الفرَّامة الذي سيعركهم عرك الرحى.


      لست مع التدوين لأنَّه تدوين، ولكنلأنَّه على الأقل غير ملوَّث كثيرا بالخطابات القديمة التي شبعنا منها وقتلتناووأدت أحلامنا في مهدِها. مع التدوين كما يفعل حمد الغيثي وعمار [لو فقط شوية تركجانب التصعيد] ومسقطية الهوى وآخرون مثل التاريخ وحسين العبري وبعض الناس.


      لستُ معَه لأنني منساق وراء المنظومةالمنتجة أو المفرزة للبلوغز ولكن لأنها الخيار الوحيد المطروح، الخيار الذي يتابعهشبابٌ عُمانيون وشابات عُمانيات. عسى أن يوصل التدوين هذه الرسالة التي تقول:البشر عليهم أن يغيروا مناهجهم عندما يثبت خطؤها، وعليهم أن يكونوا شجعان في إعلانذلك، كما أن عليهم الاعتراف إن اتكأوا على منطلق ضعيف. حتى هذه اللحظة متفائلللغاية، وعسى أن يفرز كل هذا بؤرة صغيرة من الضوء سوف تتسع لتغير هذا الظلامالمرعب إلى ظلام أقل حلكة، يمكِّن العقلاء من الخروج من بيوتِهم وفعلِ شيء ضدَّالبشاعات التي يفعلها كل السفهاء باسم الوطن والدين والثقافة.








      المصدر : مدونة معاوية الرواحي


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions