تعاظم الحديث مؤخرا حول أخطار الأغذية المهندسة وراثيا على البشر، فقد كشفت دراسات معملية حديثة أجريت على الفئران احتواء 3 سلالات من الذرة المعدلة وراثيا على سموم وبكتيريا جرثومية يمكن أن تلحق أضرارا كبيرة بالكبد والكلى، وقد تجلب الإصابة بمرض السكري، وفقا لخبراء متخصصين في علم السميات.
والملفت للنظر أن تلك الدراسة أجرتها شركة مونسانتو عملاقة الهندسة الوراثية في العالم، واضطرت آسفة للكشف عن بياناتها، بعد أن تعرضت لضغوط قانونية من عدة جهات، أبرزها منظمة السلام الأخضر الدولية، والمجلس السويدي للزراعة، وباحثون في لجنة بحوث الهندسة الوراثية، وجماعة فرنسية مناهضة للأغذية المهندسة وراثيا.ويأتي ذلك الضغط على خلفية تاريخ الشركة الأسود، فهي تمتلك أكثر من 70 % من أسواق البذور المعدلة والعادية، وارتبط اسمها منذ أربعة أعوام بمحاولة رشوة كبار السياسيين وتهديدهم بتشويه سمعتهم؛ للتغطية على نشاط قامت به الشركة لحقن الماعز بهرمونٍ؛ ليدر لبنا وفيرا، والذي يحول اللبن في النهاية ليصبح مسببا السرطان لشاربيه.
تجارب مونسانتو -التي نشرت ملخصها مجلة "نيو ساينتست" العلمية في 22/1/2010 - أجريت على فئران لمدة ثلاثة أشهر، وتم تغذيتها طول هذه الفترة بثلاثة أصناف من الذرة المعدلة وراثيا وهي: (MON 810) و (MON 863) وهذين النوعين تبين أنهما يحتويان على جينات لبكتيريا جرثومة (Bt) البكتيرية المضادة ليرقات حفار ساق الذرة، وتتم زراعة النوع الأول (MON 810) بكثرة في أوروبا، خاصة في إسبانيا.
أما النوع الثالث من الأنواع الخطيرة فهي تحمل اسم (NK 603) فقد وجد أنها تحتوي على مادة "جلايفوست" (glyphosate) المقاومة للحشائش، وتنتشر ذراعة النوع الأول من الذرة على نطاق واسع في الولايات المتحدة الأمريكية.
وكشفت إعادة تحليل بيانات الدراسة التي يقودها البروفسير جيل اريك سيريليني في جامعة بواتييه في فرنسا أن الفئران التي تناولت الأنواع الثلاثة من الذرة المهندسة وراثيا ظهرت عليها نسب مرتفعة من السمية في الكبد والكلى، وقد تم نشر تفاصيل الدراسة في (المجلة الدولية للعلوم البيولوجية).
ليس هذا فحسب، بل عثر الباحثون في الأنواع الثلاثة أيضا على تركيزات غير معتادة من الهرمونات وغيرها تؤدي إلى ضعف وظائف الكبد والكلى، وظهر ذلك بشكل واضح خلال اختبارات البول للفئران.
تجلب السكري أيضا!!
في نهاية التجارب سجلت إناث الفئران التي تم تغذيتها بنوع (MON 863) من الذرة مستويات مرتفعة في نسبة السكر في الدم، كما سجلت ارتفاعا في مستوى المواد الدهنية، مما يعرضها للإصابة بمرض السكري، وهناك دلالات على أن الفئران التي تغذت على النوع (NK 603) ظهر عليها ضعف في وظائف الكلى، وفقا للبروفيسير سيريليني.
علق سيريليني على نتائج الدراسة قائلا: "ما عرضناه ليس دليلا قطعيا على وجود السمية في الذرة، لكنه يعد علامة على وجود السمية.. أنا متأكد من عدم وجود السمية الحادة، ولكن من الذي يضمن لنا أن هذه النسب من السمية ليست لها أي آثار مزمنة؟".. وأضاف "لحسم ذلك أطالب بتعدد الدراسات حول تلك الأنواع للتحقق أكثر من هذه الآثار".
وما يثير الدهشة أن شركة مونسانتو ردت -على استحياء- على نتائج الدراسة بعد أن تناولتها وسائل الإعلام، قائلة: إن هذه النتائج لا تعد دليلا على أن هناك أي خطر على المستهلك، وهذا رد طبيعي من الشركة المنتجة لهذه البذور، واتفق معها المجلس الأعلى للتكنولوجيا الحيوية في فرنسا قائلا إن الدراسة لا تقدم دليلا جديدا على سمية الأنواع الثلاثة من الذرة.
تاريخ مشوه
مونسانتو هي شركة متعددة الجنسيات تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية الزراعية، وتم تأسيسها في عام 1901، وهي المنتج الأول بالعالم لمبيد الحشائش "جلايفوست" الذي يتم تسويقه تحت اسم "راوند آب".
والشركة بلا منازع تعد أكبر منتج للبذور (العادية والمعدلة وراثيا)؛ حيث تملك 70 % من أسواق بذور مختلف المحاصيل في العالم، ويسميها الناشطون المعارضون للأغذية المعدلة وراثيا (Monsatan) وهي لعب على كلمة شيطان باللغة الإنجليزية.
وللشركة سجل غير مشرف في العديد من البلدان، ففي الولايات المتحدة تدور مناقشات ساخنة حول الآثار الصحية لمبيد الحشائش "راوند آب" الذي تبيعه الشركة للحكومة الأمريكية لرش حقول نبات الكوكا في كولومبيا بأمريكا اللاتينية، مما يؤثر على صحة المواطنين هناك.
وفي الهند استخدمت شركة مونسانتو جينات إنهائية في البذور أدت إلى إنتاج بذور عقيمة لا تنبت، مما أدي إلى مظاهرات غاضبة ضد الشركة، كما فشلت مؤخرا بذور القطن المعدل وراثيا في إنتاج محصول أوفر، كما وعدت الشركة برغم أثمانها العالية، والقيود التي تضعها الشركة على المزارعين.
وتواجه مونسانتو في الهند حاليا ما تسميه قرصنة بذور؛ لأن المزارعين الهنود أصبحوا يهجنون سلالات بذور خاصة بهم وبدون دفع مقابل الملكية.
واقعة أخرى تعرض لهاأربود بوستاي -أكبر العلماء في أبحاث الألبان- وهو ضمن الفريق الذي يضع برتوكول اختبار الأغذية المهندسة وراثيا لتعتمده بريطانيا، ومن ثم الاتحاد الأوربي، وهو أكثر العلماء الذين ارتبط اسمهم بالهندسة الوراثية؛ بسبب ما عاناه من هذه الشركة، فعندما قام باختبار البطاطس المعدلة وراثيا على الفئران، وجاءت نتيجة بحثه أن البطاطس تسببت في تدمير الجهاز المناعي للفئران، وتليف الكبد، ووجود خلايا سرطانية بالأمعاء الدقيقة، هذا بجانب اكتشاف صغر حجم الكبد، والمخ والخصية بهذه الفئران.
وعندما أعلن "بوستاي" عن نتيجة بحثه أخذ مديره -وهو مدير معهد Rowett الإنجليزي الذي يعمل به بوستاي- في الإشادة بكفاءة البحث وعمقه واعتباره نجاحا كبيرا للمعهد، إلا أن هذا الموقف تغير تماما فجأة ليتم فصل بوستاي وتنحية فريق البحث بأكمله، ومنع أي شخص من الوصول إلى ملفات الدراسة، وشن هجمات من الاستهزاء به، وعدم السماح له بالدفاع عن نفسه، وتهديده بأنه في حالة إفصاحه عن نتيجة بحثه فسوف يتم رفع دعوى قضائية عليه بتهمة تشويه سمعة المعهد والإضرار به ماديا.
والملفت للنظر أن تلك الدراسة أجرتها شركة مونسانتو عملاقة الهندسة الوراثية في العالم، واضطرت آسفة للكشف عن بياناتها، بعد أن تعرضت لضغوط قانونية من عدة جهات، أبرزها منظمة السلام الأخضر الدولية، والمجلس السويدي للزراعة، وباحثون في لجنة بحوث الهندسة الوراثية، وجماعة فرنسية مناهضة للأغذية المهندسة وراثيا.ويأتي ذلك الضغط على خلفية تاريخ الشركة الأسود، فهي تمتلك أكثر من 70 % من أسواق البذور المعدلة والعادية، وارتبط اسمها منذ أربعة أعوام بمحاولة رشوة كبار السياسيين وتهديدهم بتشويه سمعتهم؛ للتغطية على نشاط قامت به الشركة لحقن الماعز بهرمونٍ؛ ليدر لبنا وفيرا، والذي يحول اللبن في النهاية ليصبح مسببا السرطان لشاربيه.
تجارب مونسانتو -التي نشرت ملخصها مجلة "نيو ساينتست" العلمية في 22/1/2010 - أجريت على فئران لمدة ثلاثة أشهر، وتم تغذيتها طول هذه الفترة بثلاثة أصناف من الذرة المعدلة وراثيا وهي: (MON 810) و (MON 863) وهذين النوعين تبين أنهما يحتويان على جينات لبكتيريا جرثومة (Bt) البكتيرية المضادة ليرقات حفار ساق الذرة، وتتم زراعة النوع الأول (MON 810) بكثرة في أوروبا، خاصة في إسبانيا.
أما النوع الثالث من الأنواع الخطيرة فهي تحمل اسم (NK 603) فقد وجد أنها تحتوي على مادة "جلايفوست" (glyphosate) المقاومة للحشائش، وتنتشر ذراعة النوع الأول من الذرة على نطاق واسع في الولايات المتحدة الأمريكية.
وكشفت إعادة تحليل بيانات الدراسة التي يقودها البروفسير جيل اريك سيريليني في جامعة بواتييه في فرنسا أن الفئران التي تناولت الأنواع الثلاثة من الذرة المهندسة وراثيا ظهرت عليها نسب مرتفعة من السمية في الكبد والكلى، وقد تم نشر تفاصيل الدراسة في (المجلة الدولية للعلوم البيولوجية).
ليس هذا فحسب، بل عثر الباحثون في الأنواع الثلاثة أيضا على تركيزات غير معتادة من الهرمونات وغيرها تؤدي إلى ضعف وظائف الكبد والكلى، وظهر ذلك بشكل واضح خلال اختبارات البول للفئران.
تجلب السكري أيضا!!
في نهاية التجارب سجلت إناث الفئران التي تم تغذيتها بنوع (MON 863) من الذرة مستويات مرتفعة في نسبة السكر في الدم، كما سجلت ارتفاعا في مستوى المواد الدهنية، مما يعرضها للإصابة بمرض السكري، وهناك دلالات على أن الفئران التي تغذت على النوع (NK 603) ظهر عليها ضعف في وظائف الكلى، وفقا للبروفيسير سيريليني.
علق سيريليني على نتائج الدراسة قائلا: "ما عرضناه ليس دليلا قطعيا على وجود السمية في الذرة، لكنه يعد علامة على وجود السمية.. أنا متأكد من عدم وجود السمية الحادة، ولكن من الذي يضمن لنا أن هذه النسب من السمية ليست لها أي آثار مزمنة؟".. وأضاف "لحسم ذلك أطالب بتعدد الدراسات حول تلك الأنواع للتحقق أكثر من هذه الآثار".
وما يثير الدهشة أن شركة مونسانتو ردت -على استحياء- على نتائج الدراسة بعد أن تناولتها وسائل الإعلام، قائلة: إن هذه النتائج لا تعد دليلا على أن هناك أي خطر على المستهلك، وهذا رد طبيعي من الشركة المنتجة لهذه البذور، واتفق معها المجلس الأعلى للتكنولوجيا الحيوية في فرنسا قائلا إن الدراسة لا تقدم دليلا جديدا على سمية الأنواع الثلاثة من الذرة.
تاريخ مشوه
مونسانتو هي شركة متعددة الجنسيات تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية الزراعية، وتم تأسيسها في عام 1901، وهي المنتج الأول بالعالم لمبيد الحشائش "جلايفوست" الذي يتم تسويقه تحت اسم "راوند آب".
والشركة بلا منازع تعد أكبر منتج للبذور (العادية والمعدلة وراثيا)؛ حيث تملك 70 % من أسواق بذور مختلف المحاصيل في العالم، ويسميها الناشطون المعارضون للأغذية المعدلة وراثيا (Monsatan) وهي لعب على كلمة شيطان باللغة الإنجليزية.
وللشركة سجل غير مشرف في العديد من البلدان، ففي الولايات المتحدة تدور مناقشات ساخنة حول الآثار الصحية لمبيد الحشائش "راوند آب" الذي تبيعه الشركة للحكومة الأمريكية لرش حقول نبات الكوكا في كولومبيا بأمريكا اللاتينية، مما يؤثر على صحة المواطنين هناك.
وفي الهند استخدمت شركة مونسانتو جينات إنهائية في البذور أدت إلى إنتاج بذور عقيمة لا تنبت، مما أدي إلى مظاهرات غاضبة ضد الشركة، كما فشلت مؤخرا بذور القطن المعدل وراثيا في إنتاج محصول أوفر، كما وعدت الشركة برغم أثمانها العالية، والقيود التي تضعها الشركة على المزارعين.
وتواجه مونسانتو في الهند حاليا ما تسميه قرصنة بذور؛ لأن المزارعين الهنود أصبحوا يهجنون سلالات بذور خاصة بهم وبدون دفع مقابل الملكية.
واقعة أخرى تعرض لهاأربود بوستاي -أكبر العلماء في أبحاث الألبان- وهو ضمن الفريق الذي يضع برتوكول اختبار الأغذية المهندسة وراثيا لتعتمده بريطانيا، ومن ثم الاتحاد الأوربي، وهو أكثر العلماء الذين ارتبط اسمهم بالهندسة الوراثية؛ بسبب ما عاناه من هذه الشركة، فعندما قام باختبار البطاطس المعدلة وراثيا على الفئران، وجاءت نتيجة بحثه أن البطاطس تسببت في تدمير الجهاز المناعي للفئران، وتليف الكبد، ووجود خلايا سرطانية بالأمعاء الدقيقة، هذا بجانب اكتشاف صغر حجم الكبد، والمخ والخصية بهذه الفئران.
وعندما أعلن "بوستاي" عن نتيجة بحثه أخذ مديره -وهو مدير معهد Rowett الإنجليزي الذي يعمل به بوستاي- في الإشادة بكفاءة البحث وعمقه واعتباره نجاحا كبيرا للمعهد، إلا أن هذا الموقف تغير تماما فجأة ليتم فصل بوستاي وتنحية فريق البحث بأكمله، ومنع أي شخص من الوصول إلى ملفات الدراسة، وشن هجمات من الاستهزاء به، وعدم السماح له بالدفاع عن نفسه، وتهديده بأنه في حالة إفصاحه عن نتيجة بحثه فسوف يتم رفع دعوى قضائية عليه بتهمة تشويه سمعة المعهد والإضرار به ماديا.