[FONT="]يحكى أن في هذا العصر والزمان ، شاب ذو خلق رفيع بارا بوالديه [/FONT][FONT="] ، [/FONT][FONT="]يحترمهم ويقدر وجهة نظرهم [/FONT][FONT="]ـ [/FONT][FONT="]أنهى مرحلة الدراسة الثانوية ، ثم واصل تعليمه فنال الشهادة الجامعية في إحدى التخصصات الهندسية ، في السنة الأخيرة من دراسته تعلق قلبه بفتاة جامعية تدرس في أحد تخصصات كلية التربية ، كثرت النظرات ، وتبادلوا أرقام الجوالات ، وهنالك على مدار الوقت تكثر المسجات ، حتى تعدى الأمر إلى القيام ببعض المقابلات ، من أجل تفريغ المشاعر الدافئة ، التي تتدفق من تلك القلوب الصافية ، التقيا في آخر لقاء قبل تخرجهما ، على الأمل أن يتواصل اللقاء برسائل قصيرة بعضها عن طريق الجوالات ، والبعض الأخر عن طريق إحدى الرسائل العابرة أجواء المنتديات ، تعرف على أسمها المستعار ، وبادلها هو كذلك باسمه المستعار فلان ، واستمرا على هذا النهج بعد تخرجهما ، رسائل كثيرة متبادلة ، والسهر يحلوا ويمتد إلى أخر الليل لغاية الواحدة ، تعلقت القلوب مع بعضها ـ وكاناّ لا يقدران أن يفترقا ولو دقيقة واحدة ، رزقه الله فرصة عمل فشغل أحدى الوظائف بإحدى المؤسسات الحكومية ، بيمنا شغلت تلك الفتاة وظيفة مدرسة أجيال في إحدى المدارس الثانوية ، انقضت سنة من مباشرة عملهما ، وما زالت القلوب متباعدة ، تقربها تلك الكلمات الواردة في الرسائل المتبادلة ، في يوم من الأيام صارح والده بالأمر بأنه يرغب أن يتزوج من فلانة بنت فلان الفلانية من الولاية الفلانية . فسر والديه بهذا الخبر ـ لكن الأب كان يسعى أن يظفر أبنه ببنت عمه عن الفتاة الأجنبية ، فقال له ابنه : يا أبتاه أن هذه العادات قد ولى زمانها ـ فنحن في عصر النت والتعارف بلغة الرسائل الهاتفية واللقاءات الجانبية ، لا عصر أن يربط فلان بابنة عمه الفلانية .[/FONT]
[FONT="]تقبل الأب الأمر وشرع في بناء غرفة إضافية ، لتكون مقرا لأبنه وزوجته الجامعية ، تباحث الأب عن أسرة فلانة ونسبها وأصلها وأحوالها ، كما هو متبع معنا في مجتمعاتنا المحلية ، فجاءه الخبر اليقين بأن يطمئن قلبه فهي من أسرة محافظة وذات مكانة اجتماعية . فرح الشاب بذلك وبعث لها برسالة سلكت مسارها مثلما تسري بسرعة موجات البرقية ، عرفت الفتاة بأنهم قادمون بطلب يدها من أهلها ، ففرحت وأخبرت أمها بما تخفيه في قلبها من شهور ماضية ، كون قلب الأم قريب من مشاعر أبنتها العاطفية ، استبشرت خيرا وفرحت وأخبرت زوجها بالأمر ، وجاء الموعد المحدد وأحضرت مراسم الضيافة التقليدية ، المعدة بالطريقة العمانية ، تبادلا أقطاب الحديث وناقشت الأسرتين الأمر ، وطلب ولي أمر الفتاة فرصة زمنية ، ليتم الرد عليهم سواء بالموافقة أو بأن الكتبة لم تشأ من قبل رب البرية.[/FONT]
[FONT="]هنا قلبي الطرفين الحبيب والحبيبة يزداد قلقا ـ يحسبان الأيام والليالي لتمر بسرعة صاروخية ، يوم الأربعاء تحدث والد الفتاة بوالد الشاب بأن الأمر قد حسم ، وبإمكانكم المعاودة بزيارة ثانية ، هنا عاد السكون للقلوب الصافية ، فتم ترتيب الزيارة بعد ذلك للم شمل القلوب المتباعدة ، المهر كذا وحفل الزفاف سيكون في قاعة المرجان ، فهذا ما هو متبع في هذا العصر والزمان ، فقبل الشاب بتلك الشروط مهما كلفه الأمر من أثمان ، فقال لعمه : على بركة الرحمن .[/FONT]
[FONT="]جهزت الغرفة لتكون عش الحياة الزوجية ، واتفقت الأسرتين على أن يكون القران والدخلة في يوم واحد بعد شهرين من الآن ، فحان الموعد المنتظر والعروسان على أهبة الاستعداد ، السيارة الفارهة التي صنعت في دولة اليابان ، زينت بمختلف الورود ذات أشكالا وألوان ، تم زفاف العروس إلى قاعة المرجان ، امتلأت القاعة بنسوة أتت من مختلف الأماكن والبلدان ، وهنالك طاولات كبيرة بها من الأكل والشراب من مختلف الأصناف والألوان ، وزغاريد أم العريس وجاراتها يتردد صداها في أرجاء المكان . أخيرا انتهت مراسم الحفل ورجع العروسان إلى عش الحياة الزوجية ، فقرأت أخته الكبرى ما تيسر من الآيات القرآنية ، بعد ذلك غادر الحضور المكان ، فأخيرا ألتم الشمل وتعانق القلبان ، وعادت الأعين تتحاور لكنها هذه المرة سيكون لها تأثير على الوجدان ، وفاضت المشاعر الدافئة المختزنة في القلوب عندما التقت الشفتان .[/FONT]
[FONT="]صباحية مباركة هكذا تكلم قلب الأم عندما صبح عليها العروسان ، وأمتلئ البيت بنساء الجيران والحيان ، أتوا ليباركوا للعروسان ، زغردت الأم بصوت عالي ترددت أصدائه في كافة أرجاء المكان ، قابلتها زوجة أبنها كأنها رأت شيطان ، فقالت لها نحن بعد الظهر مسافرين إلى بعض البلدان ، لسنا معينين بأمر هذه النسوان ، قدمي لهن القهوة ليفضى المكان . رحلا لقضاء شهر العسل في احد البلدان التي أختارها الاثنان ، ثم رجعا ومرت الشهور وهما على أحسن حال ، بعد سنة رزقهم الرحمن بجارية سموها (جمان) فرح جديها بها عند رأوا حفيدتهم فأخذتها الجدة وضمتها في الأحضان ، قالت ودموع الفرح تنسكب من العينان ، تذكرت كم عدد السنين التي مضت عندما كنت يا ولدي في سن جمان ، ملئت البشاشة وجههم ـ ففي البيت عصفورة صغيرة تغرد بصوتها في أرجا المكان ، شأت الأقدار بعد سنوات بسيطة أن تغادر روح الأب إلى باريها ، في غمضة عين ولا بأي سبب كان ، الحزن خيم أرجا المنزل ـ وشرع الأهل والجيران لمواساتهم وتخفيف عن كاهلهم هموم المصيبة والأحزان ، مضت شهور وبدأ العروسان يخططان على ماذا يا ترى ؟ على أن يكون لهما مكان .[/FONT]
[FONT="]سنوات مضت منذ وفاة الأب ، فقاما بمشروع بناء بيت الأحلام ، في أرض يملكها الشاب منحت له من قبل وزارة الإسكان ، أخيرا المقاول الذي سيقوم بتنفيذ المشروع بادر بعمله ليكتمل البنيان ، وبعد شهور جهز المنزل وتم تأثيثه بكافة الأجهزة الكهربائية والأثاث الراقي وبمختلف الأثمان ، وفي يوم من الأيام صارحت الزوجة زوجها بما يدور في بالها وتخطط له بفضل وساوس الشيطان ، بأنها ترغب في أن يعيشا بمفردهم وبدون أمك يا فلان ، فقال لها : ما هذا الكلام يا فلانة ! أبعقلك تتكلمين ـ أم أصابك شي من الهذيان . فقالت هذا شرطي فأختر يا أمك ، أو أنا من سيعيش في ذلك المكان ، أشتد الخلاف بينهما وعلت أصواتهما حتى خرجت عن إطار الغرفة ، وأرتجف قلب الأم لما حدث وكان ، فقامت من فراشها وأسرعت تكابر نفسها لتقوى على السير، فهمست بأذنها على باب الغرفة فسمعت مطلب زوجة أبنها ، وماذا وسوس لها الشيطان ، سحبت نفسها رويدا ـ رويدا حتى لا يشعر بها من هم بالمكان ، أخذت تفكر وتحسب ما مغزى ذلك الكلام ، وبعد لحظات نامت ودعت لها أن يهديها الرحمن .[/FONT]
[FONT="]في اليوم التالي وبعدما حضر أبنها وزوجته من مقر عملهما وتناولا الغداء ، تركتهما يأخذوا راحتهم من ضغوط العمل وزحمة الشارع وبعد المكان ، وإثناء المساء طلبت من أبنها وزوجته الحضور وكانت الحفيدة (جمان) في أحضانها تطبطب عليها لتأخذ جرعة من الحنان . فقالت لأبنها : يا بني ـ أنت عيني التي أبصر بها ، وأرى بها من حولي لا أريد أن أخسرها ، وأنا الأصبع الذي سيتسبب بفقعها ، أذهبا أنت وزوجتك وجمان ، وانتقلا إلى منزلكم على بركة الرحمن ، أما أنا فأني عاهدت والدك أن أبقي في منزلي ، حتى تغادر روحي إلى باريها ، فأتمنى أن يرزقني ربي أن ألتقي به في نعيم الجنان ، لا أريد أن أكون سببا للفراق بينك وبين زوجتك وجمان ، لتظل عيني التي أبصر بها في هذا المكان ، إذا رغبتم بزيارتي فقلبي يحتضنكم وستجدون مني كل محبة وحنان .[/FONT]
[FONT="]وهكذا تظل نبع الحنان وافية مخلصة لزوجها حتى عندما يرحل من هذه الدنيا ، وتظل ينبوع حنان يتدفق لأبنائها وأحفادها ربت أبنائها قبل ذلك ، وتحملت الكثير والكثير من أجلهم وعانت زفرات الولادة القاسية ، تتأمل أن يخرج ما في أحشائها سليما معافى ، وما يزال ذلك الينبوع يتفجر بالحنان لأحفادها ـ تفرح عندما تحتضنهم ، وترى بشاشة وجهها عندما ينامون في حضنها ، (تظل الأم مدرسة عظيمة والجنة تحت أقدامها من عرفت معني هذه الكلمة وقيمتها )، ومن واقع أحداث هذه القصة نقول بأن تلك الزوجة المتسلطة لا تعرف ماذا ستخبئ لها الأيام والأعوام ، فربما تكون معاملة أبنائها من جنس العمل الذي قامت به ، مثلما عاملة أم زوجها ، فمن رزقه الله والدين حنونين على قيد الحياة عليه أن يعتني بهم ، ويسهر على راحتهم ، ويبجلهم ويحترمهم ولا يقول لهم كلمة أف ولا ينهرهما ، إجلالا وتعظيما لهم وردا للجميل الذي قدموه لكم ، ومن كان مثلي رحلا والديه ، أو ممن رحل احدهما أن يدعوا لهم بالمغفرة وأن يدخلهم المولى عز وجل في الجنان .[/FONT]
[FONT="]قال تعالى في محكم كتابه العزيز " [/FONT][B]وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) سورة الإسراء[FONT="] (صدق الله العظيم) [/FONT][/B]
[FONT="]ملاحظة الفقرات التي تحتها خط ما هي إلا تحليل للأحداث القصة بإمكانكم التكرم إبداء وجهة نظركم الكريمة بشأنها إذا رغبتم بذلك . كذلك إضافة ما هو جديد من آراء تجاه القصة إذا وجدت جوانب تقصير من قبلي لم أتطرق بسردها فمنكم المعذرة عن الإطالة.[/FONT]
[FONT="]تقبل الأب الأمر وشرع في بناء غرفة إضافية ، لتكون مقرا لأبنه وزوجته الجامعية ، تباحث الأب عن أسرة فلانة ونسبها وأصلها وأحوالها ، كما هو متبع معنا في مجتمعاتنا المحلية ، فجاءه الخبر اليقين بأن يطمئن قلبه فهي من أسرة محافظة وذات مكانة اجتماعية . فرح الشاب بذلك وبعث لها برسالة سلكت مسارها مثلما تسري بسرعة موجات البرقية ، عرفت الفتاة بأنهم قادمون بطلب يدها من أهلها ، ففرحت وأخبرت أمها بما تخفيه في قلبها من شهور ماضية ، كون قلب الأم قريب من مشاعر أبنتها العاطفية ، استبشرت خيرا وفرحت وأخبرت زوجها بالأمر ، وجاء الموعد المحدد وأحضرت مراسم الضيافة التقليدية ، المعدة بالطريقة العمانية ، تبادلا أقطاب الحديث وناقشت الأسرتين الأمر ، وطلب ولي أمر الفتاة فرصة زمنية ، ليتم الرد عليهم سواء بالموافقة أو بأن الكتبة لم تشأ من قبل رب البرية.[/FONT]
[FONT="]هنا قلبي الطرفين الحبيب والحبيبة يزداد قلقا ـ يحسبان الأيام والليالي لتمر بسرعة صاروخية ، يوم الأربعاء تحدث والد الفتاة بوالد الشاب بأن الأمر قد حسم ، وبإمكانكم المعاودة بزيارة ثانية ، هنا عاد السكون للقلوب الصافية ، فتم ترتيب الزيارة بعد ذلك للم شمل القلوب المتباعدة ، المهر كذا وحفل الزفاف سيكون في قاعة المرجان ، فهذا ما هو متبع في هذا العصر والزمان ، فقبل الشاب بتلك الشروط مهما كلفه الأمر من أثمان ، فقال لعمه : على بركة الرحمن .[/FONT]
[FONT="]جهزت الغرفة لتكون عش الحياة الزوجية ، واتفقت الأسرتين على أن يكون القران والدخلة في يوم واحد بعد شهرين من الآن ، فحان الموعد المنتظر والعروسان على أهبة الاستعداد ، السيارة الفارهة التي صنعت في دولة اليابان ، زينت بمختلف الورود ذات أشكالا وألوان ، تم زفاف العروس إلى قاعة المرجان ، امتلأت القاعة بنسوة أتت من مختلف الأماكن والبلدان ، وهنالك طاولات كبيرة بها من الأكل والشراب من مختلف الأصناف والألوان ، وزغاريد أم العريس وجاراتها يتردد صداها في أرجاء المكان . أخيرا انتهت مراسم الحفل ورجع العروسان إلى عش الحياة الزوجية ، فقرأت أخته الكبرى ما تيسر من الآيات القرآنية ، بعد ذلك غادر الحضور المكان ، فأخيرا ألتم الشمل وتعانق القلبان ، وعادت الأعين تتحاور لكنها هذه المرة سيكون لها تأثير على الوجدان ، وفاضت المشاعر الدافئة المختزنة في القلوب عندما التقت الشفتان .[/FONT]
[FONT="]صباحية مباركة هكذا تكلم قلب الأم عندما صبح عليها العروسان ، وأمتلئ البيت بنساء الجيران والحيان ، أتوا ليباركوا للعروسان ، زغردت الأم بصوت عالي ترددت أصدائه في كافة أرجاء المكان ، قابلتها زوجة أبنها كأنها رأت شيطان ، فقالت لها نحن بعد الظهر مسافرين إلى بعض البلدان ، لسنا معينين بأمر هذه النسوان ، قدمي لهن القهوة ليفضى المكان . رحلا لقضاء شهر العسل في احد البلدان التي أختارها الاثنان ، ثم رجعا ومرت الشهور وهما على أحسن حال ، بعد سنة رزقهم الرحمن بجارية سموها (جمان) فرح جديها بها عند رأوا حفيدتهم فأخذتها الجدة وضمتها في الأحضان ، قالت ودموع الفرح تنسكب من العينان ، تذكرت كم عدد السنين التي مضت عندما كنت يا ولدي في سن جمان ، ملئت البشاشة وجههم ـ ففي البيت عصفورة صغيرة تغرد بصوتها في أرجا المكان ، شأت الأقدار بعد سنوات بسيطة أن تغادر روح الأب إلى باريها ، في غمضة عين ولا بأي سبب كان ، الحزن خيم أرجا المنزل ـ وشرع الأهل والجيران لمواساتهم وتخفيف عن كاهلهم هموم المصيبة والأحزان ، مضت شهور وبدأ العروسان يخططان على ماذا يا ترى ؟ على أن يكون لهما مكان .[/FONT]
[FONT="]سنوات مضت منذ وفاة الأب ، فقاما بمشروع بناء بيت الأحلام ، في أرض يملكها الشاب منحت له من قبل وزارة الإسكان ، أخيرا المقاول الذي سيقوم بتنفيذ المشروع بادر بعمله ليكتمل البنيان ، وبعد شهور جهز المنزل وتم تأثيثه بكافة الأجهزة الكهربائية والأثاث الراقي وبمختلف الأثمان ، وفي يوم من الأيام صارحت الزوجة زوجها بما يدور في بالها وتخطط له بفضل وساوس الشيطان ، بأنها ترغب في أن يعيشا بمفردهم وبدون أمك يا فلان ، فقال لها : ما هذا الكلام يا فلانة ! أبعقلك تتكلمين ـ أم أصابك شي من الهذيان . فقالت هذا شرطي فأختر يا أمك ، أو أنا من سيعيش في ذلك المكان ، أشتد الخلاف بينهما وعلت أصواتهما حتى خرجت عن إطار الغرفة ، وأرتجف قلب الأم لما حدث وكان ، فقامت من فراشها وأسرعت تكابر نفسها لتقوى على السير، فهمست بأذنها على باب الغرفة فسمعت مطلب زوجة أبنها ، وماذا وسوس لها الشيطان ، سحبت نفسها رويدا ـ رويدا حتى لا يشعر بها من هم بالمكان ، أخذت تفكر وتحسب ما مغزى ذلك الكلام ، وبعد لحظات نامت ودعت لها أن يهديها الرحمن .[/FONT]
[FONT="]في اليوم التالي وبعدما حضر أبنها وزوجته من مقر عملهما وتناولا الغداء ، تركتهما يأخذوا راحتهم من ضغوط العمل وزحمة الشارع وبعد المكان ، وإثناء المساء طلبت من أبنها وزوجته الحضور وكانت الحفيدة (جمان) في أحضانها تطبطب عليها لتأخذ جرعة من الحنان . فقالت لأبنها : يا بني ـ أنت عيني التي أبصر بها ، وأرى بها من حولي لا أريد أن أخسرها ، وأنا الأصبع الذي سيتسبب بفقعها ، أذهبا أنت وزوجتك وجمان ، وانتقلا إلى منزلكم على بركة الرحمن ، أما أنا فأني عاهدت والدك أن أبقي في منزلي ، حتى تغادر روحي إلى باريها ، فأتمنى أن يرزقني ربي أن ألتقي به في نعيم الجنان ، لا أريد أن أكون سببا للفراق بينك وبين زوجتك وجمان ، لتظل عيني التي أبصر بها في هذا المكان ، إذا رغبتم بزيارتي فقلبي يحتضنكم وستجدون مني كل محبة وحنان .[/FONT]
[FONT="]وهكذا تظل نبع الحنان وافية مخلصة لزوجها حتى عندما يرحل من هذه الدنيا ، وتظل ينبوع حنان يتدفق لأبنائها وأحفادها ربت أبنائها قبل ذلك ، وتحملت الكثير والكثير من أجلهم وعانت زفرات الولادة القاسية ، تتأمل أن يخرج ما في أحشائها سليما معافى ، وما يزال ذلك الينبوع يتفجر بالحنان لأحفادها ـ تفرح عندما تحتضنهم ، وترى بشاشة وجهها عندما ينامون في حضنها ، (تظل الأم مدرسة عظيمة والجنة تحت أقدامها من عرفت معني هذه الكلمة وقيمتها )، ومن واقع أحداث هذه القصة نقول بأن تلك الزوجة المتسلطة لا تعرف ماذا ستخبئ لها الأيام والأعوام ، فربما تكون معاملة أبنائها من جنس العمل الذي قامت به ، مثلما عاملة أم زوجها ، فمن رزقه الله والدين حنونين على قيد الحياة عليه أن يعتني بهم ، ويسهر على راحتهم ، ويبجلهم ويحترمهم ولا يقول لهم كلمة أف ولا ينهرهما ، إجلالا وتعظيما لهم وردا للجميل الذي قدموه لكم ، ومن كان مثلي رحلا والديه ، أو ممن رحل احدهما أن يدعوا لهم بالمغفرة وأن يدخلهم المولى عز وجل في الجنان .[/FONT]
[FONT="]قال تعالى في محكم كتابه العزيز " [/FONT][B]وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) سورة الإسراء[FONT="] (صدق الله العظيم) [/FONT][/B]
[FONT="]ملاحظة الفقرات التي تحتها خط ما هي إلا تحليل للأحداث القصة بإمكانكم التكرم إبداء وجهة نظركم الكريمة بشأنها إذا رغبتم بذلك . كذلك إضافة ما هو جديد من آراء تجاه القصة إذا وجدت جوانب تقصير من قبلي لم أتطرق بسردها فمنكم المعذرة عن الإطالة.[/FONT]

