
هذا مختصر لحوار جمعني مع المذيع العُماني "يوسف الهواتي"، قبل إسبوع تقريبًا، حيث تحدث الهوتي عن الإعلام العماني وعن مسيرته الإعلامية .
بداية تحدث الهوتي عن بداية عشقه للإعلام والذي بدأ من المرحلة الابتدائية عندما ألتحق الهوتي بالمدرسة وكانت أيامها تعيش البلاد حالة من عدم الاستقرار الأمني بسبب حرب أكتوبر عام 1973م، "حرب أكتوبر تعرف كذلك بحرب تشرين وحرب يوم الغفران هي حرب دارت بين كل من مصر وسوريا من جانب وإسرائيل من الجانب الآخر في عام 1973م. بدأت الحرب في يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق ليوم 10 رمضان 1393 هـ بهجوم مفاجئ من قبل الجيش المصري والجيش السوري على القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان. تم إيقاف النار في 24 أكتوبر 1973، وقد هدفت مصر وسورية إلى استرداد شبه جزيرة سيناء والجولان التي سبق أن احتلتهما إسرائيل.انتهت الحرب رسميا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974 حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.
يقول الهوتي : لم أكن أعرف معنى الإعلام ولكن بعد هذا الانتصار العظيم بدأت أستشعر المعنى الإعلامي الحقيقي من خلال تلك الفعاليات التي أقمنها في الإذاعة المدرسية، والتي كنا نقرأ من خلالها بعض القصائد الحماسية، كما كنا نسمع الإذاعة من خلال المذياع اليدوي. ويضيف الهوتي قائلاً: وبدأت أتعلم ملامح الإعلام من خلال المعلمين في المدرسة من خلال الإذاعة المدرسية، وبعض الوسائل التي نقدمها مثل الكتابة على اللوائح الحائطية .
ويستمر المذيع يوسف في سرد حكاية بدايته الإعلامية قائلاً: وفي يوم من الأيام كانت المدرسة قد أقامت مسابقة إعلامية وكان صاحب السمو السيد فهد بن محمود ال سعيد نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء حاليًا، و وزير الإعلام سابقًا راعي المناسبة وعند تجواله في مرفقات الفعالية شاهد إبداعات الطلاب فطلب منا التدرب في وزارة الإعلام وبالتحديد الإذاعة. وبالفعل ذهبنا إلى الإذاعة وتم إجراء عدة امتحانات وعندما اجتزناها تم قبولنا كموظفين وليس كمتدربين فحسب، فقد كنا نعمل في الفترة المسائية، ونتعلم في المدرسة في الفترة الصباحية وكنت يومها في الصف الأول الثانوي .
ويستطرق الهوتي حديثه في ما يخص بداية الحركة الإعلامية في السلطنة وعن هدف الإعلام في فترة السبعينات والتي استهدفت بناء الإنسان العُماني وتعزيز اللحمة الوطنية . ويضيف الهوتي قائلاً: يجب أن نذكر إيجابيات تلك الحقبة ولا نذكر السلبيات فحسب فالحق يقال أن تلك الفترة كانت فترة ناضجة إعلاميًا.
ومن المدرسة إلى مدير قسم "الدسك" في قسم الأخبار وكان يومها يوسف الهوتي لم يتجاوز عمره 24 عامًا، ويذكر الهوتي هذا التاريخ جيداً حيث يقول : تم تعيني مديرا في قسم الأخبار بتاريخ 13/1/1990م، وكانت الظروف السياسية صعبة جداً حيث دارت حرب بين الكويت والعراق واضطرابات أمنية في اليمن وغيرها من الاضطرابات الأمنية الأخرى في البلد. يبتسم يوسف ويقول "قد يكون هذا من سوء حضي" .
وتحدث الهوتي عن المرحلة الإعلامية في الفترة الأولى للنهضة المباركة ويقول عنها : أستطيع أن أقول أن الحكومة كانت تصرف مبالغ طائلة جداً على الإعلام في الفترة السابقة وبالأخص في الفترة من 75 وإلى 80 وذلك لتوطيد النظام، ولم اللحمة الوطنية والمحافظة على المواطنة وغرس مفهوم المساوة بين المواطنين وربط الريف بالحضر وبناء الهوية العمانية والإنسان العماني وهذه الأبجديات التي نتعز ونفتخر فيها اليوم. ويضيف الهوتي قائلاً: أما مرحلة الثمانينات كانت مرحلة متغيرة لمسيرة الإعلام العماني. ويؤكد على ذلك قائلاً: كانت مرحلة ما بعد السبعينات تريد منا المساهمة كإعلاميين في مسيرة التنمية وهذا ما يطلق عليه بالإعلام التنموي وكانت تلك المرحلة مقبولة وملائمة للحقبة الزمنية التي كانت تعيشها البلاد في تلك الأيام .
وبعد هذه المرحلة المضيئة من حياة هذا الإعلامي الكبير يتحدث الهوتي عن المرحلة التي بدأت تُغير ملامح شخصيته الإعلامية والتي بدأت بعودة مذيعنا من الدراسة الجامعية حيث يقول : أصطدمت بالواقع المحلي والذي لم يتغير منذ الثمانينات، على الرغم من أن الإعلام العماني كان يمر بمراحل ناجحة حينما بدأ بالإعلام الذي زرع الوطنية عند الشعب وغرس فيهم حب الوطن والمواطنة، ومن ثم أنتقل إلى مرحلة التنمية التي شارك فيها أبناء الشعب مرحلة التطوير، إلا أن سنوات التسعين من القرن الماضي حدثت أحداث في المنطقة كان لا بد من الإعلام العماني أن يتغير معها ويتطور ليواكبها إلا أن الحال كان غير ذلك لهذا تدنى المستوى الإعلامي وحدثت الكثير من المشاكل بيني وبين بعض المسئولين في الإعلام .
يواصل الهوتي حديثه في هذا الموضوع قائلاً: اختلطت مفاهيم الإعلام لدينا من مراحل السبعينات والثمانينيات بمراحلة التسعينات ولهذا شعرنا بالهزيمة الذاتية. ويضيف: والإعلامي إذا شعر بالهزيمة لأن يستطيع القيادة وعلى الإعلامي أن يكون قائداً ولا مقاداً. ويضيف قائلاً: خرجت من قسم الأخبار عام 1995م بعد قصة انتشرت كثيراً والكل يعرفها. على شكل مداعبة أطلقت كلمة للهوتي قائلاً: ذكرنا بالحكاية... يتبسم الهوتي قائلاً: سنذكركم بها وهي كالأتي .
يومها كان "رابيل" يقوم بزيارة للسلطنة والإعلام العُماني "يتكتم" على الخبر وفي المقابل كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية تذيع الخبر بشكل علني ولهذا طلبت مني قناة "MBC" تغطية الخبر، وقدمت الموضوع باتصال وكان يومها عام 1995م، وكان المذيع "أنطوان عون" وسألني عدة أسئلة وكانت روح "الحُب القابوسي" تسري في عروقي ولهذا دافعت عن السلطنة وقمت بتوضيح أسباب زيارة "رابيل" للسلطنة، وما حدث أن وكالة الأنبياء "رويتر" نشرت أن مسئول عماني يبرر زيارة "رابيل" للسلطنة وهذا ما أحدث شي من الإرباك في الوزارة وأثر على وظيفتي ولهذا كان أمامي أن أترك المسئولية التي وضعت على عاتقي في الوظيفة.
وبلغت تقارير الهوتي التي قدمها لقناة MBC خلال عمله كمراسل أكثر من 1760 تقرير كلها عن عُمان حيث يقول : حاولت استغلال الإعلام الإقليمي للترويج لبلدي عُمان. وأضاف قائلاً: النجاح الإعلامي يأتي محليًا قبل إقليميًا.
وقبل انتقال الهوتي لقناة العربية قدم الكثير من البرامج المحلية التي قدمت الكثير من المواضيع للمجتمع وأتى على رأسها البرنامج الكبير والجماهيري "في دائرة الضوء" والذي قال عنه : لقد قاتلت الكثير وقدمت التضحيات من أجل هذا البرنامج حتى وصلت المضايقات إلى مرحلة "التهديد". وفي المقابل يحكي الهوتي عن أكبر معاناتهُ في التلفزيون العماني قائلاً: بينما كنت أشغل وظيفة مدير قسم في التلفزيون العُماني كنت أستلم راتب شهري وقدرهُ 700 ريال، بينما في شركة MBC كنت أستلم 3 ألاف دولار شهريًا و وظيفتي "مراسل" .
يقول الهوتي : وجدنا في مرحلة عام 2000 أن الإعلام العماني يتطلب برامج من نوع خاص، لهذا انتقلنا إلى برامج مثل في "دائرة الضوء" و"برنامج شؤون عائلية" و "حوار على الهواء" وكنت يومها أطرح أسئلة لا يستطيع الإعلاميون اليوم طرحها في برامجهم. ويضيف قائلاً: إذا أعتبر الإعلام أن الوطن هو الروح فعليه أن يعمل من أجل هذا الوطن.
يقول الهوتي : مشكلة الإعلام اليوم هي "باقة القنوات" ولهذا نحن اليوم في محك صعب لأننا نتلقى وهذا التلقي يجعلنا نعيش حالة من الاغتراب، لأننا نشاهد ونسمع أخبار بلادنا من قنوات فضائية أخرى، ومثلما يقال "الماء الراكد تم طمره بجيل".
الحرية في الإعلام تلعب دورا كبيرا جدا في نجاح الإعلامي وفي هذا المجال يقول الهوتي : عندما سألت عن مدى حريتي في القناة التي أعمل فيها الآن قال لي المدير : "حريتك مثل المساحة بين السماء والأرض". وأضاف قائلاً: كل واحد يتحمل مسئولية ما يقول وهو بوابة نفسه وهذا ما يفتح للإعلامي أبواب من الإبداع والتألق .
وبكل جرأة يطلق الهوتي عبارة "الإعلامي العماني مهمش"، والإعلام الحاضر ما هو إلا "إعلام تنموي" وعلى الجهات المختصة أن تبذل الأموال التي تدفعها على الإعلام في مجالات أخرى أولى بها مثل بناء المدارس والمؤسسات الأخرى إذا كان الإعلام العُماني ما زال يؤدي نفس الأداء الذي لعبه عام 1975م. ويحكي الهوتي حكاية حصلت مع أهالي محافظة مسندم عندما اشتكى أحد المواطنين لجلالة السلطان أثناء زيارته للمحافظة عن عدم إستقطاب أهالي مسندم لتردد "الإذاعة" كما أنهم لا يشاهدون التلفزيون العُماني.
وأخيراً تقدم الهوتي بالشكر الجزيل على هذا الحوار، كما تحدث كثيراً عن مواضيع قد نسردها لكم في المستقبل القريب، وشكراً جزيلاً.
ابن المرار، محمد سعيد
السبت 2010-02-06
مسقط، الخوير، دوحة الأدب
5.21 عصرا
المصدر : مدونة ابن المرار
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions