الوطن -

يعقوب الندابي:



كثيرا ما نسمع ملاحظات وشكاوي من أولياء الأمور حول إرهاق الطلبة ببحوث وأنشطة لا صفية وأعمال منزلية يقوم بها الطالب مما تكلف ولي أمر الطالب مبالغ مالية وأنها تضيع وقتا كبيرا من الطالب في إنجازها بالبيت ، ولكن في حقيقة الأمر بأن المدرسة بريئة من تلك الإتهامات التي تنهال عليها بين الحين والأخر من بعض أولياء الأمور ومن أراد الواقع فعليه الرجوع إلى إدارات المدارس ليتعرف عن قرب ماهية تلك الأنشطة المطلوبة ، والواقع أن تلك البحوث كما يسميها أولياء الأمور هي عبارة عن تقارير بسيطة لا تتجاوز الصفحة الواحدة تطلب من الطالب لتحقيق أهداف تربوية عديدة منها تدريب الطالب على البحث والرجوع إلى المراجع والمصادر المتوفرة لديه إضافة إلى تدريبه على الكتابة وتعلم الخط العربي والتدريب على قواعد اللغة العربية بمختلف أشكالها وألوانها واكتساب معارف ومهارات جديدة وتكون كتابة تلك التقارير بخط الطالب وبجهده وما يقوم به الطلبة بمساعدة أولياء أمورهم من الكتابة بأستخدام أجهزة الحاسوب وعمل بحوث مكونة من عشرات الصفحات وهي عبارة عن قص ولصق من مواقع بالشبكة العالمية للمعلومات أو الرجوع للمكتبات العامة لعمل تلك البحوث هي تصرفات غير مسؤولة عنها المدرسة بل إجتهادات فردية غير مطلوبة ولا ملزمة من الطالب بشيء ولا يجب أن نلقي اللوم على المدرسة ومعلميها ،

فالمعلم يدرك القدرات الفردية للطالب ويعرف الأعباء التربوية التي يتحملها الطالب ، وما يقوم به من المعلم من تكاليف للطالب إنما هي بسيطة وسهلة يجب التعامل بها بنفس البساطة ، وعندما يطلب المعلم من الطالب بعمل مشروع تربوي بكل التأكيد هو لخدمة المنهج الدراسي وواقعه أن يستفيد الطالب من خامات البيئة المحلية المتاحة لديها بالمنزل أو البيئة المحيطة به بهدف ربط المناهج الدراسية بالبيئة المحلية وواقع الطالب الذي يعيشه ، وأن ما يقوم به ولي الأمر من الاستعانة بالنجار والحداد والخطاط في عمل هذه المشاريع هو تصرف غير صحيح وليس مطلوب على الطالب فمن المفروض أن يقوم الطالب بعمل مشروعه بنفسه وبالإمكانات المتاحة لديها دون أي مشتريات يتحملها ولي الأمر وعادة ما تكون هذه المشاريع محدودة ، وما نتمناه من أولياء الأمور إذا كان هناك أي لبس حول مفاهيم هذه المشاريع التربوية مراجعة المدرسة التي بدورها ستوضح ما هو مطلوب تنفيذه من الطالب وحقيقة لا نجحدها بأن وزارة التربية والتعليم دائماً ما تشدد على إدارات المدارس حول هذه الأنشطة وتؤكد بعدم إرهاق الطالب بما لاطاقة له ، ونحن كأولياء أمور ينبغي علينا أن نتفهم الواقع ونعمل جاهدين على فهم حقيقة تلك المشاريع التربوية المطلوبة من أبنائنا .