الشبيبة -
د.شبر الموسوي:

من مظاهر التأثر بمظاهر الحداثة والحضارة الغربية وجود عدد هائل من المصطلحات الأجنبية داخل اللغة العربية أو اللغة المتحدثة، فاللغة العربية المستعملة في الخليج تزخر بعدد وافر من المفردات والمصطلحات الهندية والإيرانية والانجليزية. ولا تخلو لغة التخاطب اليومي حتى بين العرب أنفسهم من هذه الكلمات الأجنبية لأنهم في أحيان كثيرة لا يعرفون الكلمات العربية المقابلة لها، فيستعلمون المفردة الأجنبية بعد تعريبها. وتأثير اللغات الأجنبية أكثر ظهورا في المناطق الحضارية والساحلية، وهذا لا يعني محدودية التأثير في الداخل خاصة إذا علمنا أن البلاد تتميز بهجرة عالية ومستمرة إلى المدن بسبب الانحياز إلى المدينة على حساب مناطق البدو والريف . وهذه المناطق الداخلية وصلتها القوى العاملة الأجنبية أيضاً.
ويوجد هناك العديد من الأمثلة لكلمات أجنبية لا يوجد لها كلمات عربية بديلة عنها وأصبحت هي الأصل في الاستخدام اليومي والتجاري بعد تعربيها وإضفاء الصبغة العربية عليها، وتتركز هذه الكلمات في الآلات والصناعة. ولنأخذ مثلا السيارة، فكل المصطلحات أجزاؤها والتعابير المرتبطة بها انجليزية، وهذا أمر طبيعي كون أن بلد المنشأ للسيارة أجنبيا، وأن المتعاملين في صناعة وإنتاجها، وبيع قطع غيارها وربما إصلاحها كلهم من الأجانب ، وقد نجم عن ذلك التحدث بلغة وسيطة ذات أصل انجليزي ولكنها تنطق مثل العربية، فالسائق يسمى ديورل driver ، وسويك أو سويج وهي تعريف لكلمة switch؛ أي مفتاح السيارة، والتاير هو إطار السيارة من كلمة tyer الإنجليزية، و"الليت" هو المصباح الكهربائي مأخوذة من light الانجليزية ، والواير هو السلك من wire ، وتستعمل كلمة جمبين وهي المطبات الوعرة التي تخفف السرعة وهي من jumping . ونسمع أن السيارة انكيج أي محجوزة بالكامل engage، والليسن مال السيارة أي رخصة القيادة من كلمة licence الانجليزية، والبيك آب سيارة نقل من pick up، والتاكسي سيارة أجرة من كلمة taxiالإنجليزية، وتستعمل كلمة البيمة وهي كلمة فارسية يقصد بها التأمين وتستخدم كلمة انشورنس من كلمة insurance.
وكذلك الكلمات التي تستعمل في العمل والوظائف أصبحت مرتبطة بالمصطلحات الأجنبية، فالمكتب يسمي "حفيز أو هفيز" وهي تحريف لكلمة office الانجليزية، وكلمة يفنش أي ينهي عقد عمل شخص ما وهي مأخوذة من كلمة finish الإنجليزية، ويقولون فلان مأبسن اليوم ، أي أنه غائب عن العمل وهي مأخوذة من كلمة absent الإنجليزية ، وكنسل الشيء أي ألغاه من cancel ، وتستعمل كلمة ويزه أو فيزا بشكل واسع وهي تعني تأشيرة العمل وهي مأخوذة من visa .
وبالنسبة للبناء وأدوات المنازل والطبخ نجد عددا من الكلمات الهندية والفارسية والانجليزية، وذلك أن مجموعة من هذه الأعمال والأدوات مرتبطة بالقوى العاملة الأجنبية، ومن ذلك كلمة "بشكار" وهي تعني الخادم أو الشغال الذي يخدم في البيوت، وهناك كلمات إيرانية نحو داروازه تعني الباب ، وبردة تعني الستارة، وجامة تعني الزجاج، واستكانة شاي تعني كوب الشاي، وبجلي الفانوس الغازي.
ونجد مفردات هندية خاصة بالأكل مثل كلمتي جبابتي ، وبراتا وهي الخبز الهندي المقلي بالسمن، وصالونة أو سالنه وهي الخضار المطبوخ باللحم وهي المرق الذي يؤكل مع الرز وهو يعرف حديثا بالكاري ، ويسمى الليمون الحامض باللومي ، والمانجو بالهمبة وهي كلمات هندية.
وما تقدم يمثل عينة مختارة بصفة عشوائية، وأصبحت هذه الكلمات تدريجيا جزءا من اللغة المتداولة ولغة الخطاب اليومي، وليس المهم مصدر الكلمة ولكن المهم أنها أصبحت جزءا من اللغة المتحدثة ويفهمها كل من يتعامل بهذه اللغة، وهكذا يتم تذويب اللغة العربية في هجين لغوي يبدو أنه يتغلب عليها تدريجيا ويتقدم منع ازدياد تأثير القوى العاملة الأجنبية وانتشارها في مجالات الحياة اليومية.
ولم يتوقف الأمر عند دخول مفردات ومصطلحات عديدة على اللغة العربية في المنطقة، وهي ظاهرة قد يعتبرها البعض عادية – مهما كان حجمها- تحدث بين اللغات والثقافات المتجاورة، كما أن استعارة المصطلحات وعالميتها أمر طبيعي , ولكن المسألة تجاوزت دخول المفردات فلقد أصبح تكوين وتركيب الجملة العربية أصبح وقوعه غريبا أحيانا على الأذن وفي وسائل الإعلام والإعلان. وتظهر ركاكة اللغة وضعفها في الإعلانات المنتشرة في أسواق المنطقة، والتي يقرأها الأطفال يوميا وترسخ خطأ في ذاكرتهم . وأغلب لافتات المحلات التجارية يقوم بكتابتها آسيويون لا يعرفون اللغة العربية، ولكنهم يرسمون الكلمات العربية رسما دون فهم في تكوين الجملة ، ويرجع هذا إلى أن من يقوم بكتابة تلك اللافتات أياد عاملة رخيصة لا تفهم اللغة ولا تعرف شيئا عن الخط العربي ، وأيضا إلى عد الرقابة عليها.
وتبرز ظاهرة اللغة العربية الركيكة بوضوح بين الجيل الجديد وإلى الفئات الشبابية التي تعمل وتحتك بالقوى العاملة الأجنبية في مواقع العمل ، فبالإضافة إلى عامل الشارع والاحتكاك بالأجانب يوجد المربيات وخدم المنازل وهم يشكلون لغة الأطفال نتيجة لانشغال الوالدين. ويمكن للباحث والمتفحص لكتابات التلاميذ والطلاب أن يجد أنهم يولدون لغة محتواها اللغوي ضعيف للغاية، وذلك لأن هؤلاء الطلبة يعيشون ازدواجية حقيقية، فهم يتخاطبون في البيت والشارع بلغة هجينة مثل "أنت ما في معلوم رفيك، ومخ مال انته خراب وايد ، يسوي جنجال ما في زين " ثم يذهبون للمدرسة ويتلقون دروسهم باللغة العربية التي تتخلف عما يتحدثونه في البيت والشارع . كما أن وجود طلاب من قبائل وعرقيات مختلفة مثل البلوش والزنجباريين ربما يرفد هؤلاء الطلبة بمفردات وكلمات جديدة ومهجنة أخرى .
ولا شك بأن آثار القوى العاملة الوافدة على المجتمع هو الأبرز ضمن هذا الإطار، فلقد كان تأثير هذا التواصل على اللغة والثقافة في المجتمع العماني واضحا في الفترات الأخيرة من عصر النهضة. وقد أصبحت القوى العاملة الوافدة تمثل عاملا مهما في انتشار العديد من الألفاظ المهجنة وذلك من خلال ممارسة بعض المهن أو أدوات العمل ذاتها، وقد أدى تواجد القوى العاملة الوافدة إلى ظهور نوع من اللغة والثقافة المجتمعية الخاصة بهم، وإلى بروز مستوى ثالث من اللغة بين العمانيين وبين المتحدثين الأجانب أو القوى العاملة الوافدة لغة وسيطة بين العربية وبين اللغات الأسيوية التي يتكلم بها العمال الأجانب.
د.شبر الموسوي:

من مظاهر التأثر بمظاهر الحداثة والحضارة الغربية وجود عدد هائل من المصطلحات الأجنبية داخل اللغة العربية أو اللغة المتحدثة، فاللغة العربية المستعملة في الخليج تزخر بعدد وافر من المفردات والمصطلحات الهندية والإيرانية والانجليزية. ولا تخلو لغة التخاطب اليومي حتى بين العرب أنفسهم من هذه الكلمات الأجنبية لأنهم في أحيان كثيرة لا يعرفون الكلمات العربية المقابلة لها، فيستعلمون المفردة الأجنبية بعد تعريبها. وتأثير اللغات الأجنبية أكثر ظهورا في المناطق الحضارية والساحلية، وهذا لا يعني محدودية التأثير في الداخل خاصة إذا علمنا أن البلاد تتميز بهجرة عالية ومستمرة إلى المدن بسبب الانحياز إلى المدينة على حساب مناطق البدو والريف . وهذه المناطق الداخلية وصلتها القوى العاملة الأجنبية أيضاً.
ويوجد هناك العديد من الأمثلة لكلمات أجنبية لا يوجد لها كلمات عربية بديلة عنها وأصبحت هي الأصل في الاستخدام اليومي والتجاري بعد تعربيها وإضفاء الصبغة العربية عليها، وتتركز هذه الكلمات في الآلات والصناعة. ولنأخذ مثلا السيارة، فكل المصطلحات أجزاؤها والتعابير المرتبطة بها انجليزية، وهذا أمر طبيعي كون أن بلد المنشأ للسيارة أجنبيا، وأن المتعاملين في صناعة وإنتاجها، وبيع قطع غيارها وربما إصلاحها كلهم من الأجانب ، وقد نجم عن ذلك التحدث بلغة وسيطة ذات أصل انجليزي ولكنها تنطق مثل العربية، فالسائق يسمى ديورل driver ، وسويك أو سويج وهي تعريف لكلمة switch؛ أي مفتاح السيارة، والتاير هو إطار السيارة من كلمة tyer الإنجليزية، و"الليت" هو المصباح الكهربائي مأخوذة من light الانجليزية ، والواير هو السلك من wire ، وتستعمل كلمة جمبين وهي المطبات الوعرة التي تخفف السرعة وهي من jumping . ونسمع أن السيارة انكيج أي محجوزة بالكامل engage، والليسن مال السيارة أي رخصة القيادة من كلمة licence الانجليزية، والبيك آب سيارة نقل من pick up، والتاكسي سيارة أجرة من كلمة taxiالإنجليزية، وتستعمل كلمة البيمة وهي كلمة فارسية يقصد بها التأمين وتستخدم كلمة انشورنس من كلمة insurance.
وكذلك الكلمات التي تستعمل في العمل والوظائف أصبحت مرتبطة بالمصطلحات الأجنبية، فالمكتب يسمي "حفيز أو هفيز" وهي تحريف لكلمة office الانجليزية، وكلمة يفنش أي ينهي عقد عمل شخص ما وهي مأخوذة من كلمة finish الإنجليزية، ويقولون فلان مأبسن اليوم ، أي أنه غائب عن العمل وهي مأخوذة من كلمة absent الإنجليزية ، وكنسل الشيء أي ألغاه من cancel ، وتستعمل كلمة ويزه أو فيزا بشكل واسع وهي تعني تأشيرة العمل وهي مأخوذة من visa .
وبالنسبة للبناء وأدوات المنازل والطبخ نجد عددا من الكلمات الهندية والفارسية والانجليزية، وذلك أن مجموعة من هذه الأعمال والأدوات مرتبطة بالقوى العاملة الأجنبية، ومن ذلك كلمة "بشكار" وهي تعني الخادم أو الشغال الذي يخدم في البيوت، وهناك كلمات إيرانية نحو داروازه تعني الباب ، وبردة تعني الستارة، وجامة تعني الزجاج، واستكانة شاي تعني كوب الشاي، وبجلي الفانوس الغازي.
ونجد مفردات هندية خاصة بالأكل مثل كلمتي جبابتي ، وبراتا وهي الخبز الهندي المقلي بالسمن، وصالونة أو سالنه وهي الخضار المطبوخ باللحم وهي المرق الذي يؤكل مع الرز وهو يعرف حديثا بالكاري ، ويسمى الليمون الحامض باللومي ، والمانجو بالهمبة وهي كلمات هندية.
وما تقدم يمثل عينة مختارة بصفة عشوائية، وأصبحت هذه الكلمات تدريجيا جزءا من اللغة المتداولة ولغة الخطاب اليومي، وليس المهم مصدر الكلمة ولكن المهم أنها أصبحت جزءا من اللغة المتحدثة ويفهمها كل من يتعامل بهذه اللغة، وهكذا يتم تذويب اللغة العربية في هجين لغوي يبدو أنه يتغلب عليها تدريجيا ويتقدم منع ازدياد تأثير القوى العاملة الأجنبية وانتشارها في مجالات الحياة اليومية.
ولم يتوقف الأمر عند دخول مفردات ومصطلحات عديدة على اللغة العربية في المنطقة، وهي ظاهرة قد يعتبرها البعض عادية – مهما كان حجمها- تحدث بين اللغات والثقافات المتجاورة، كما أن استعارة المصطلحات وعالميتها أمر طبيعي , ولكن المسألة تجاوزت دخول المفردات فلقد أصبح تكوين وتركيب الجملة العربية أصبح وقوعه غريبا أحيانا على الأذن وفي وسائل الإعلام والإعلان. وتظهر ركاكة اللغة وضعفها في الإعلانات المنتشرة في أسواق المنطقة، والتي يقرأها الأطفال يوميا وترسخ خطأ في ذاكرتهم . وأغلب لافتات المحلات التجارية يقوم بكتابتها آسيويون لا يعرفون اللغة العربية، ولكنهم يرسمون الكلمات العربية رسما دون فهم في تكوين الجملة ، ويرجع هذا إلى أن من يقوم بكتابة تلك اللافتات أياد عاملة رخيصة لا تفهم اللغة ولا تعرف شيئا عن الخط العربي ، وأيضا إلى عد الرقابة عليها.
وتبرز ظاهرة اللغة العربية الركيكة بوضوح بين الجيل الجديد وإلى الفئات الشبابية التي تعمل وتحتك بالقوى العاملة الأجنبية في مواقع العمل ، فبالإضافة إلى عامل الشارع والاحتكاك بالأجانب يوجد المربيات وخدم المنازل وهم يشكلون لغة الأطفال نتيجة لانشغال الوالدين. ويمكن للباحث والمتفحص لكتابات التلاميذ والطلاب أن يجد أنهم يولدون لغة محتواها اللغوي ضعيف للغاية، وذلك لأن هؤلاء الطلبة يعيشون ازدواجية حقيقية، فهم يتخاطبون في البيت والشارع بلغة هجينة مثل "أنت ما في معلوم رفيك، ومخ مال انته خراب وايد ، يسوي جنجال ما في زين " ثم يذهبون للمدرسة ويتلقون دروسهم باللغة العربية التي تتخلف عما يتحدثونه في البيت والشارع . كما أن وجود طلاب من قبائل وعرقيات مختلفة مثل البلوش والزنجباريين ربما يرفد هؤلاء الطلبة بمفردات وكلمات جديدة ومهجنة أخرى .
ولا شك بأن آثار القوى العاملة الوافدة على المجتمع هو الأبرز ضمن هذا الإطار، فلقد كان تأثير هذا التواصل على اللغة والثقافة في المجتمع العماني واضحا في الفترات الأخيرة من عصر النهضة. وقد أصبحت القوى العاملة الوافدة تمثل عاملا مهما في انتشار العديد من الألفاظ المهجنة وذلك من خلال ممارسة بعض المهن أو أدوات العمل ذاتها، وقد أدى تواجد القوى العاملة الوافدة إلى ظهور نوع من اللغة والثقافة المجتمعية الخاصة بهم، وإلى بروز مستوى ثالث من اللغة بين العمانيين وبين المتحدثين الأجانب أو القوى العاملة الوافدة لغة وسيطة بين العربية وبين اللغات الأسيوية التي يتكلم بها العمال الأجانب.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions