التسرب الدراسي 2- 2 الأسباب، والحلول المقترحة

    • التسرب الدراسي 2- 2 الأسباب، والحلول المقترحة

      عُمان -

      د. رحمة بنت عبدالله الهشامية:



      إذ أردنا أن نضع حلا لهذه المشكلة فلابد أولا أن نحدد السبب وراء هذه المشكلة لكل حالة على انفراد، بحيث يعامل الطالب المتسرب كحالة منفردة تتم دراستها من قبل الأخصائي الاجتماعي الشخص المخول بالمدرسة للبحث في مثل هذه الحالات على أن يشكل فريق عمل.

      بعد أن فصلنا تعريفا للتسرب الدراسي والآثار المترتبة عليه في المقال السابق، نناقش هنا الأسباب المؤدية للتسرب والحلول المقترحة لحل هذه المشكلة من واقع تلك الأسباب ويمكننا أن نقسم أسباب هذه الظاهرة إلى ثلاثة أقسام:

      القسم الأول ويعود إلى المتسرب نفسه:

      1- تدني التحصيل الدراسي لدى الطالب والشعور بأنه أقل من أقرانه قد يدفعه للهروب من المدرسة والانقطاع عن الدراسة.

      2- المرحلة العمرية التي يمر بها الطالب المتسرب والتي غالبا ما تكون مرحلة المراهقة حيث يطيب للمراهق كسر القوانين والتمرد عليها ظنا منه أن هذا يعد إثباتا للشخصية والحرية، وغالبا ما تظهر هذه الأفكار لدى الذكور في مجتمعنا أكثر من الإناث حيث وأنه بحكم العادات والتقاليد ما زالت البنت في مجتمعنا تحيط نفسها بالقوانين والعادات والتقاليد؛ لأنها ترى فيها الحماية والأمان بينما يرى الذكر أن التحرر منها يعد إثباتا لرجولته.

      3- رفقاء السوء فكلما اجتمع حوله رفاق السوء كلما زينوا له الخروج عن المألوف ومجاراتهم في كل ما يقومون به حتى وإن كان دمارا للمستقبل، وقد يصل به الأمر أن يثق بهم بينما يشكك في نوايا أهله الذين يرى فيهم صورة السجان الذي يريد أن يقيده.

      القسم الثاني ويعود للأسرة:

      1- ويعد الطلاق والمشاكل الاجتماعية التي قد تدمر الأسرة العامل الأكثر بروزا في التسرب الدراسي حيث ينشغل الأهل بالمشاكل الدائرة بينهم ويهملون الأبناء فيفقدون السيطرة على كل شيء.

      2- عدم وجود شخص متعلم في الأسرة يساعد الطالب على إنجاز فروضه، والقيام بما يطلب منه في المدرسة، ومتابعة تقدمه في الدراسة.

      3- تدني المستوى الاقتصادي للأسرة مما يجعلها تدفع بأبنائها للبحث عن موارد الرزق أو تجعلها تعجل بزواج البنات مما يعني ترك المدرسة والعودة إلى قافلة الأمية.

      4- الدلال الزائد من الوالدين أو أحدهما مما يدفعهم إلى تحقيق رغبات الأطفال في عدم الذهاب للمدرسة خوفا عليهم.

      5- القسوة الزائدة أحيانا من الوالدين والمعاملة الشديدة قد تدفع بالبعض للهرب من المدرسة؛ لأنه إذا لم يحقق ما يرغب فيه الوالدان من مستوى فسيكون مصيره أشد العقاب.

      القسم الثالث ويعود للمدرسة:

      1- ضعف الكفاءة المهنية لدى بعض المعلمين مما قد يؤثر سلباً على علاقته بتلاميذه.

      2- قسوة بعض المعلمين وعدم احترامهم لآدمية الطالب فيكثرون من العقاب البدني والنفسي مما ينفر الطلاب من المدرسة.

      3- يتفنن بعض المعلمين في إثبات سيطرتهم على التلاميذ فيهجمون عليهم بسيل لا حد له من الواجبات والطلبات التي لا تنتهي.

      4- المناهج الدراسية الطويلة والتي لا تراعي الفروق الفردية، كما أنها تخلو من عناصر التشويق، وتبتعد عن حياة الطالب وبيئته مما يجعلها عبئا على الطالب .

      5- عدم تفعيل دور الأنشطة اللاصفية في استيعاب الطلاب ومراعاة احتياجاتهم وسد أوقات فراغهم بكل ما هو نافع ومفيد.

      6- تعامل بعض الإدارات المدرسية بنوع من اللامبالاة لحالات الغياب المتكررة وعدم تطبيق الآليات الموضوعة للحد منها.

      7- ضعف العلاقة بين أولياء الأمور والمدرسة.

      و إذ أردنا أن نضع حلا لهذه المشكلة فلابد أولا أن نحدد السبب وراء هذه المشكلة لكل حالة على انفراد، بحيث يعامل الطالب المتسرب كحالة منفردة تتم دراستها من قبل الأخصائي الاجتماعي الشخص المخول بالمدرسة للبحث في مثل هذه الحالات على أن يشكل فريق عمل فلا يعقل أن يعمل بمفرده في مدرسة قد يصل تعدادها إلى الألف طالب مما يعني أن نسبة التسرب قد تصل إلى عشرات المتسربين بالنظر إلى الأسباب التي قد تكون وراء هذه الظاهرة يمكننا أن نضع بعض الحلول المقترحة.

      1- عمل دراسات بحثية من فترة إلى أخرى للوقوف عل مستوى وجود هذه الظاهرة وحدتها، وبالتالي وضع الآليات لحلها ووزارة التربية والتعليم مطالبة بأن تقوم بهذا النوع من الدراسات بين الفينة والأخرى.

      2- توثيق العلاقة بين البيت والمدرسة بشتى الطرق، فعلى ولي الأمر متابعة ابنه في المنزل والحضور للمدرسة دوريا للاطمئنان على وضعه في المدرسة دراسيا وسلوكيا، والمشاركة في مجالس الآباء، والاطلاع على تقارير المدرسة، والمشاركة في المناسبات التي يدعى إليها.

      3- العمل على تطوير المناهج بحيث تلبي الاحتياجات النفسية والعقلية والعمرية للطالب، كما تراعي الفروق الفردية بين الطلاب.

      4- تنويع طرق التدريس المناسبة التي تسمح للطالب بالمشاركة الفعالة مع تطوير نظام التقويم وتنويعه ليناسب الفروق الفردية بين الطلاب.

      5- منع العقاب بكل أنواعه داخل المدرسة وتدريب المعلمين على طرق التعامل مع نفسيات الطلاب بكل أنواعها، وتدعيم العلاقة الإنسانية بين الطالب والمعلم.

      6- المتابعة المستمرة من قبل إدارة المدرسة بحيث ترصد تغيب الطلاب وتبحث في الأسباب وتعلم ولي الأمر مباشرة.

      7- تفعيل الأنشطة المدرسية بحيث تعمل على استيعاب الطلاب ومساعدتهم على قضاء أوقات فراغهم في كل نافع ومفيد.

      8 - تضافر الجهات المختلفة في المجتمع لحل هذه المشكلة فوزارة التنمية الاجتماعية شريك أساسي مع وزارة التربية والتعليم في حل مثل هذه المشاكل فقد تلعب دورا أساسيا في حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية حتى لا تصل الأمور إلى حد التسرب، كذلك وزارة الإعلام والدور الإعلامي الذي لابد أن تقوم به لنشر الوعي لدى أفراد المجتمع ودق ناقوس الخطر حول هذه المشكلة وتوعية أولياء الأمور.

      9 - وضع تشريعات تعاقب أولياء أمور الطلاب المتسربين بعد تقديم الحلول المناسبة التي تجنب الطالب الخروج من المدرسة .

      10- إعادة صياغة البيئة المدرسية بحيث تكون بيئة جذب للطالب، فيقبل الطالب على المدرسة رغبة لا رهبة.

      11- الاهتمام والتشجيع للطلاب المجيدين علميا وخلقيا، ومتابعة الطلاب دون المستوى في التحصيل الدراسي ووضع الخطط العلاجية للنهوض بمستواهم، ومساعدتهم على تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions