عن الوظيفة في عُمان / عبودية القرنِالجديد/ وحكمة الوزارات الأزلية
مُلاحظة عزيزي القارئ: إنكنتَ تجاوزتَ الخامسة والثلاثين فثمة احتمال كبير جدا أن هذا المقال يطرح أشياءًتجاوزتَها منذ زمنٍ طويلٍ، ولعله لا يهمك أو يثير غيظك لأنَّه يتحدَّث عن خيارٍاخترتَه وأنت الآن تُعاني بسببه أو تسيرُ به كما يسير بك إلى نهايتيكما المتوقعتينأو غير المتوقَّعتين.
أهلاً بكم يا أصدقائي العُمانيين،مسقطُ اليوم أقل شراسةً والشتاء لم يعد يعضنا كلَّ صباح ونحن خارجين من الحمَّاممبللين بالماء المغسول بالكلور نسابقُ الزمن كي لا نتأخَّر عن السادسة والنصفالساعة التي تتقيأ فيها عُمان كلَّ سيَّاراتِها المتجهات إلى شارع الوزارات.
أظنِّي أنَّ عباس محمود العقَّاد هوالذي قال أن الوظيفةَ هيَ عبودية القرن والعشرين. لم يعش أبو محمود طويلاً لكييتأكَّد أنَّ كلامَه ينطبقُ على الوظيفة في القرن الحادي والعِشرين أيضا.
في عُمان تحديداً قد تكون الوظيفة هيالمعبِّر الرئيسي عن قيمةِ الإنسان، والمؤسف في المسألة أن أصحاب القيَم الأخرىالمختلفة عن كونِهم موظفين فقط في الدولة يسعون جاهدينَ إلى دمج قيمةٍ سابقةيرونَها مثل القيمة القَبَلية أو قيمة انتمائهم إلى التيَّار الديني بقيمة وظيفية.المجتمع حتى زمنٍ قريب كان ــ ولا يزال في بعض مناطقِه ــ يُعلي من شأن البشرويخفض من شأنِه حسب مكان وظيفتهم أو صفتهم الوظيفية، وكما يقول البعض مثلا [فرَّاشفي الديوان ولا مدير في وزارة الصحَّة] وبالطبعِ هذا عائد إلى ثقافة اجتماعيةطويلة تمتد لأربعين عاماً من عُمر الدولة ولا أجد في نفسي القدرة على تتبعِها،لذلك سأعتمد على وجود هذه الثقافة دون إثباتِها تاركاً ذلك لغيري الذي ربما سيريدتولي هذه المهمَّة.
&&&
بالنسبة لنا نحن الشباب قد لا نكون مثلما هوالجيل القَديم مع الوظيفة، أعني نحن نعيش عصر الفرص والخيارات والشركات التي تعطيرواتب تفوق الألف، ولم تعد فكرة [الولاء] لوزارة أو جهة حكومية أمراً مطروحاً أمامالانصياع لأحكام الزمان الجديد. في عصرٍ سابقٍ وحتى هذه اللحظة يرى بعض أفرادالحرس القَديم من الخمسينيين الذين لم تتطور عقولُهم مع تطور الوضع أنَّ الانتماءللوزارة يعني الانتماء للوطن، ويقيسون طاعة المدير لوكيله من طاعة الوكيل لوزيرهمن طاعة الوزير لسلطانِه، أعني كان هذا الربط الغريب موجوداً، ومع أننا نعيش الآنعصر ما بعد الألفين لا تزال جيوبٌ من أصحاب هذه العقليات موجودة حوالينا مؤثرينبشدَّة على ثقافة الوظيفة والعَمل الحكومي.
عدا بعض الهيئات التي أنشأت حديثاًوالتي يقودُها مجموعة من العُمانيين الذينَ حصلوا على مؤهلات وتعلموا في عصرالسلطان قابوس، لا يبدو الوضع في الهيئات الحكومية مبشراً أو مشجعاً. ثمة تراكمهائل من تقريب وإبعاد الكفاءات بناء على اعتبارات أبعد ما تكون من مصلحة العَمل،أو المصلحة الإدارية المتعارف عليها. الذين أصبحوا مدراء عموم، ووكلاء وزارات فيجيوب كثيرة من الهيئات الحكومية ينتمون إلى المدرسة القَديمة جداً، المدرسة التيتربط حتى هذه اللحظة الولاء للوطن بالبقاء في الوظيفة. أهم ما يتكئ عليه هؤلاء هوأنَّ الطاعة الطويلة، والإخلاص في العَمل الذي يتمثَّل في البقاء طويلاً بعدَه، أوالمجيء مبكراً وكذلك التسعي هُنا وهُناك من أجل المدير والتقرُّب إليه اجتماعياًوربما إحضار بعض الاحتياجات له يمثُّل السلوك الوظيفي الأمثل، وعلى الموظف ــ وفقفهمهم ــ الانتظار طويلاً إن كانوا يوماً من الأيَّام سوفَ يفعلون ما يعدونَه به،لذلك مثلا ترى في الجهات الحكومية استجداء المناصب والمسميات بشكلٍ بشعٍ للغاية،ترى فلاناً يستجدي منصب مدير دائرة، وآخر يستجدي منصب رئيس قسم لأنه كما يرى [قدقام بالذي عليه] ويجب عليهم [عدم نسيانِه !!!] وكأنما نسيَ أن المناصب تكليف بمهاموليست تشريف ومكافآت !!!
&&&
الخَيار الأخلاقي/ الخيار الوطني:
بالنسبة لنا نحن الجيل الشاب يختلفُالوضع، ورؤيتنا للوظيفة تختلف تماماً عن رؤية هؤلاء الذين ينتمون للجيل القَديم.نحن أصبحنا أكثر عَملية وبراغماتية عندما ننظر إلى الوظيفة.
وبالطبع فإنَّ الوجهة الوظيفية الأولىللعَمل في حكومة سلطنة عُمان هي المكتب السلطاني، وبالذات إن كنت كلبانياً أومعمرياً فإنَّ فرصَك ستكون أعلى لأنك قريب بشدَّة من عدد كبير موجود سلفاً فيالمجتمع لديه خبرة كافية لينصحوك بالعَمل هُناك !!!!
لديك مثلا جهاز مخيف فيالأدب الذي نشره المصريون والعراقيون، مرعب موجود في ألسنة الناس على هيئة [جهازالأصابع ــ دبب الماء] أصبح وجهة رئيسية للشباب الذين يريدون العَمل، نعم أتحدث عنجهاز الأمن، ودعوا عنكم الكلام الفارغ الذي يردده البعض أن جهاز الأمن يديرُهمجموعة من العجائز الخ الخ الخ.
الشباب وعدد كبيرٌ منهم يسعون جاهدين للعَمل فيإحدى الأجهزة الأمنية أو العسكرية لجودة الرواتب وسمعة بيئة العَمل الحسنَة.بالطبع سيقولُ أحد المتعودين على النظام المصري [مش ممكن، يا عم دول مخابرات أولادكلب] يا جَماعة الخير نحن لسنا دولة بوليسية وإن كان بهذا الجهاز بعض الأغبياءالذين ينتمون إلى فكرة القَمع وإيصال قوَّة الدولة بالضرب من يد من حديد فإنَّالأمل معقود بيد الشباب الذين ذات يوم سيتولَّونَ المناصب ولن يكون هدفَهم إرضاءفلانا الوزير أو فلانا الوكيل لأنهم يرونَه من رموز الوطن وإنما الوطن قبل كل شيء،لا أقول هذا عن فهم ولكن عن تكهُّن والله أعلم.
يأتي في الترتيب بعد ذلك البلاطالسلطاني، ولن أخوضَ كثيراً فيه سوى ما له علاقة بالأشياء العامَّة المنشورة سلفاًفي الصحف وذلك لكوني موظفاً فيه.
ولكن للبلاط السلطاني سمعة حسنة وجدول رواتبأحسن من غيرِه من الجهات، وحتى هذه اللحظة لا يزال [موظفو الديوان] من المحسوبينعلى أبناء النعيم والراحة في المجتمع، وأيضا ثمة ميزة رائعة التي هي التقاعد بنظام[80%] من الراتب الإجمالي الميزة التي تجعل الكثيرين طامحين في العَمل لعشرين سنةوالتقاعد هانئين.
الآن ظهرت مجموعة من الهيئات مثل هيئةتقنية المعلومات، والمجالس مثل مجلس البحث العلمي ومجلس الاختصاصات الطبية، وكماأعرف من الذي يعملون هُناك يعتمدُ الوضع تماماً على الرئيس الذي يرأس المجلس أوالهيئة، لديك مثلا نجاح هائل في هيئة تقنية المعلومات ورواتب جيِّدة واحترامللموظف العُمان، كذلك في مجلس الاختصاصات الطبيَّة، ومجلس البحث العِلمي غير مؤكدالتوجهات كما يبدو ولا يبدو أنَّ الشباب الذين عملوا فيه راضين كثيرا ولكن سأدعهذا لهم لعدم رغبتي الخوض فيه.
&&&
خارطة العَمل والوظائف تغيَّرت جذرياعلى مستوى المؤسسات والهيئات، ولكن ثقافة العَمل العُماني في أماكن كثيرة لا يبدوأنَّها تريد أن تتغير. هذا يضع الشباب مثلنا في موقفٍ صعبٍ للغاية، ولا سيما هؤلاءالذين لديهم طموح ورغبة في العطاء والإضافة للجهة التي يعملون فيها.
كفلسفة عَمل، الوظيفة لا تُمنح !! هذافهمي للأمر، أعني يعطى المرء راتباً مقابل جهد يقوم به لجهة تقوم بتوظيفِه، هذهفكرة التأجير والاستئجار وخير من استأجرتَ المؤهل الكفء.
هُنا الفكرة مختلفة قليلاً، وعندمانتحدث عن الخمسينيين والأربعينيين الذين لم تتح لهم فرصة مثلا للتعليم الجامعيآخذين خبرتَهم من الوظيفة نفسَها [الخبرة على رأس العَمل] كما يقول المصطلحالمتعارف عليه حكومياً، عندما نتحدث عن هؤلاء فإنَّ المصيبة تكون ظاهرة وواضحة،أعني صحيح من هؤلاء من استطاع أن يكوِّن خبرة هائلة وأن ينتجَ ويقدِّم مساهمات هائلةخدمت البلاد كاملة، ولكن أيضا فريق كَبير منهم يعاني من نوستالجيا مُرعبة وترديدحنيني دائما [للماضي الجَميل]، وكيفَ كان يمكنَه أن يكون [وكيلاً] لولا أن الوزيرالذي قرَّبه قد صدر بحقِّه مرسوم سلطاني أن يكون مستشاراً للدولة. هذه الحالاتموجودة في كلِّ مكان، المؤسف في الأمر أنَّهم لا يكتفون بإفساد حياتهم، ولكنهمأيضا يعيثون فسادا في عقولِنا وقلوبِنا نحن الشباب.
نحن الشباب عندما نعمل في وزارة لديناطموح، ولكننا نقف أمام خيارات أخلاقية ووظيفية صعبة للغاية، ويكون الخيار أكثرصعوبة عندما يكون الجو الذي نعملُ فيه غير صالح وغير عادل.
تقوم جهات حكومية، ولا سيما الوزاراتالخدَمية على سياسة النجاح بالتزلف، وكلما كان الإنسان بلا قيمة وخالياً من القدرةعلى الإسهام كانَ ذلك مدعاة لتقريبِه والاهتمام به، البعض يحلو له أن يلعبَ هذاالدور الهامشيَّ أن يكون لصيقا تابعاً لأحد الراسخين في الوزارة محققاً له رغباتهوممررا الأجندات التي يريدُها. لديك مثلا قانونيون في بعض الجهات الحكومية يقومونبليِّ عنق القانون من أجل مشيئة مدير عام، ولديك مثلا اختصاصيون في الحاسب الآلييقومون بخلق بيئة قمعية غير عادلة في الأنظمة الموجودة في الجهة الحكومية، ولديكمئات المصائب التي تكمن وراءها فكرة مرعبة، أن يقود الحرس القديم كفاءات وطموحاتالشباب التائقين للتغيير وللتطوير.
الحكومة وحدَها متناقضة ولا تريد توضيحالرسالة، من ناحية تخرج لنا وزارات وهيئات حكومية بتصريحات عن الشباب والتغييروالسعي للحكومة الإلكترونية، ومن ناحية أخرى يدير هذه المشاريع مجموعة من العجائزالذين أكلَ الدهر منهم وشرب، لا تفهموني خطأً لا أنادي بعدم مكافأة الذين أخلصوالسنوات كثيرة، هؤلاء يمكن مكافأتهم بمختلف الأشكال والطرق، يمكن منحهم المال أوالتقاعد برواتب إجمالية أو تدريس أبناءهم على حساب الدولة، هذه في النهاية من طرقالمكافآت، ولكن أن أجعَلهم سيوفا مسلطة على رقاب من يمثِّل الأمل للغد؟؟ هل هذهسياسة حكيمة؟؟ الحكومة عايَتْ بنا في تصريحاتِها المتناقضة، ولا يبدو أن الأمرواضح وإنما هو الصراع التقليدي بين الجيل القَديم والجيل الحديث.
&&&
لا زلت أوجه كلامي للشباب الذين يصغرونعن سنِّ الثلاثين، بصدق نحن محظوظون ونعيش في العصر شبه الذهبي للوظائف الحكومية،لم ندخل العَمل في عالم الآلات الكاتبة أو عالم الأرشيف الذي كان من يعملُ فيهيصاب باكتئاب وبإدمان للكحول، نحن جئنا في زمن الأجهزة وجئنا في زمن الفاكساتوالإيميلات، وصحيح الجهات الحكومية حتى هذه اللحظة تأبى الخروج عن هذا السلوكالكلاسيكي [المذكرات والرسائل] إلا أن وجود الوسائط اللازمة سوف يجعلُ من التغيرللحكومة الإلكترونية مسألة وقت. نحن محظوظون ويجب أن نعترف بذلك، ولكن أيضا نحننعاني من لعنة [التسميع ــ المسامعة] التي يرهقنا بها كلُّ أفراد الحرس القدَيم،يعني لا ذنبَ لي ولك أن يكون فلان أو [أبو فلان] قد عَمل في الوزارة عام 1972 !!لا ذنبَ لي، عندما أكون مختلفا في طريقتي عن التعبير للوظيفة فهذا لا يعني أن عليَّأن أمارس السلوك القديم القائم على طاعة المُدير كما يُطاع الشيخ، كما يقول ليأحدهم من الشيَّاب الذين تقاعدوا الآن [هيهه يا ولدي، وين الزمان يوم الواحد كانيذبح إذا اشتغل في حكومة، تو شيء ناس ما فيهم [أدب] ترفع قضايا على جهة عَملهم].
ما فيهم أدب !!! بهذا الفهم أي تطوير سوف يأتي،كما قلتُ وكما أفهم نحن الشباب أكثر براغماتية، أعني الجهة التي تعطينا راتباً هيالتي نقدم لها السيرة الذاتية، ولولا شح الوظائف في عُمان لخلت دوائر حكومية كثيرةجداً من الموظفين بسبب السياسات الاستبدادية التي يُعاملُ بها الموظفون، هذا ينطبقعلى الجَميع كما يبدو.
&&&
الخيار الأخلاقي، أو الخيار الوطني لميعد مطروحاً، والجو الوظيفي في عُمان مشحون بالمحسوبيات القَبلية والجهوية، وليسذلك في صالح العَمل العام. الآن على المرء أن يقرر عدة خيارات وجودية كبيرة وهو فيبداية عَملِه أهمها هل سيقبل أن يتنازل أخلاقيا وإنسانياً أمام الوضع الحالي؟؟الوضع كما يشتكي كثيرون يحفل ويقرِّب المتزلفون الملتصقون بمؤخرات صناع القرار،هؤلاء الذين لا وجوه لهم ولا انتماء ولا أخلاق وأحيانا لا فهمَ وظيفي ولا قدراتلغوية حتى هم الذين يستطيعون المضي قدما إن كان المسؤول الذي يصنعهم ويقربهم لهأجندات ويريد مجموعة من الدمى لكي يحركها من بعيد. في جهات حكومية تجدُ أن تعيينشاب عُماني حاصل على الماجستير أو الدكتوراة ويتعامل مع الموظفين تعاملاً إدارياً مبنياعلى المدارس الحديث في علم الإدارة، تجد ذلك قد شكَّل ثورةً في أداء قسم واحد،والأمثلة كثيرة، رحم الله أبا سهام الذي كان دائما ما يقول لي [الشاب العُمانييحتاج لمنحه الفرصة فقط]. وها هي الأمثلة تكثر، وثمة جوائز عالمية قادَها قسميرأسه شابٌ مؤهَّل لا يُمارس عليه الإرهاب الوظيفي.
&&&
لا أقصدُ أبدا أن أتفلسفَ عليكم، في نهايةالمطاف ما أقولُه هُنا هي مشاهدات وأحاديث طويلة مع أصدقاء، أنا نفسي لدي وظيفةعادية وشهادتي هي الثانوية العامَّة وراض بالوضع والحمد لله على كلِّ حال. الأمرالذي يجعلني أشعر بمسؤولية بالغة، ويجعلني أطلبُ وأنادي منكم أجمعين أن تكتبوا عنهذا الأمر هو ما يحدث من خسارات بالغة على صعيد الكفاءات البشرية بسبب [الفرَّامة]الصغرى أو الكبرى في الجهات الحكومية، والحال أكثر صعوبة بالنسبة للكفاءاتالعُمانية القادمة من الخارج، لكم أن تتخيلوا إنسانا درس في بريطانيا وأخذَ العلمالإداري من شتى أصقاع الأرض وعاد إلى عُمان مقررا أن يعمل في جهة حكومية تحتاج له،تخيلوا أن يوقع سوء حظه مع مدير عُماني ليست لديه شهادة جامعية ومصاب بألف عقدةنقص ليسومَه سوء العذاب. خسرنا مئات الشباب بسبب حمقى مثل هؤلاء ولا يبدو أنالوزراء في عُمان يرعوون عن هذا السلوك، الوزير الشيخ يجلب لنا شيوخا، والوزيرالتاجر يجلب لنا تجارا، والوزير المطوَّع يجلب لنا مطاوعة والوزير المثقف يجلب لنامثقفين وكأن الذي يمسك منصباً في عُمان عليه مسؤولية اجتماعية أن يجلبَ من يستطيعجلبَه ممن هم في دائرته، السلوك ضارب في أعماق النفس البشرية الجمعية العُمانيةكما يبدو !!
الحالة المثيرة للاستغراب: بدأتالحكومة في منتصف التسعينات بالتخلص من وزراء حقبة الثورة ووزراء زمان التي كسبتولاءهم، وبدأت فكرة تعيين الحاصلين على شهادة الدكتوراة، وأكبر الأمثلة على ذلك هوالدكتور خميس العلوي الذي يرى البعض أنَّ إدارته لوزارة الإسكان [في بدايتِه] كانتإدارة رائعة ومن ثمَّ تغيرت الأحوال كما يبدو، لن أخوضَ في أكثر من ذلك خوفاً علىنفسي من قضية ولكن لدينا أمثلة أخرى مثل الوزير الرمحي، وأحمد الرواحي الذي لم يطلفي كرسي الوزارة. لماذا توقفت الحكومة عن الدكترة؟؟؟ هل بسبب خميس العلوي؟؟ أمبسبب سلوكيات الدكاترة العُمانيين؟ أم ببساطة قد سئمت من العدد الهائل منالأكاديميين الذين نسي البحث العلمي ونسي التطور علمياً وتقديم البحوث ليلهث ليلنهار وراء منصب من المناصب مسيِّساً نفسَها تسييساً بشعاً؟؟؟؟ من أين ما جئنانحللها تطلع مصيبة أخرى.
والطريقة العُمانية في العَمل الحكومي هي [مشِّيحالك] ما دام الحال يمشي فلا داعي للفروطية والتفولية والكلام الفاضي مثل [التطويرــ تنمية الذات] اللعبة واضحة والذي يريد أن يسلكَها عليه أن يعرف شروطَها ويقيسنفسَه، إن كان قوياً ولن يقعَ فليخضها واثقا، وأما إن كان ضعيفاً ويعرف أنَّه مايروم يتحملها فليسكن وليعملَ هادئا ساكناً واضعاً سماعة الأذنين ويسمع عبد الحليموهو ينهي مُعاملة مواطنٍ يقفُ أمامَه منذ نصفِ ساعة.
&&&
ما هو الحل؟؟؟
الحلُّ بيدك يا صديقي العُماني:
1. يمكنك أن تحاول الخوض في عالم الوظيفة دون تنازلاتأخلاقية وعليك أن تتحملَ ما يحدث لك في حال إخفاقك وظيفياً، على الأقل قد اشتريتَنفسَك وكرامتك.
2. يمكنك البحث عن مكانٍ آخر في حال لم تطق صبراً وضقت ذرعابمديرتك التي تريد تطفيشَك لأنك كائن ذي خصيتين وهي تريد كائنة ذات نهدين.
3. يمكنك أن تطنِّش،وتؤدي عملَك بطريقة تكفل لك ألا تفصل وأنت تنتظر إحدى الأشياء الآتية:
أ- تهدأ وتنتظرتغيَّر الأوضاع للأحسن.
ب- ينقرعُ وكيلوزراتك إلى وزارة أخرى فتتح لك فرصة أحسن.
ت- تبدأ عملاخاصَّ في المساء يجلب لك مالا إضافياً.
ث- تفتح مهذونةوتلقي فيها ما بقلبِك وعقلِك.
ج- أو تهدأوتركِّز على هواياتِك الأخرى.
4. وأخيراً يمكنك أن تنسى كل شيء عن الوظيفة وتلفتُ لعائلة،فما جدوى الركض وراء وظيفة ستنتهي منها نهاية المطاف بالكثير من المال ولكنك قدخسرت أكبر بناتِك وأصغر أبنائك يمرُّالعمر عليك وتدرك بعد فوات الأوان أن خيطَ الدخان الذي كنتَ تطارده كان وهماًوانتهى ولم يعد أمامَك سوى النظر بحسرة إلى الماضي الجَميل والحاضر الذي كان يمكنهأن يكون جَميلاً.
&&&
خاتمة:
الوظائف الحكومية في النهاية هي التيتقود غير ذلك، لا يمكننا أن نثق بأجهزة أمنية، أو بادعاء عام أو بشرطة أو بغير ذلكونظام الأقدمية وتطفيش أصحاب الرأي المختلف والشباب المتعلمين والمؤهلين هو الذييجري في الجهات الحكومية، صحيح سيحصل الشباب على وظائف في شركات مثل النورس والموجوغير ذلك، ولكن في نهاية المطاف الحكومية هي التي تقرر للنورس، وتقرر للموج، وتقررلكل الشركات ماذا تفعل.
الحكومة تريد إدارة شؤونِها بطريقة معقَّدة،فهي التي تجلب الشيوخ على المَناصب، وقد جرَّبت جلب أنواع مختلفة من الناس ولايبدو أنَّهم يرعوون عن سلوكِهم القادم من المجتمع الذي يجعل من المرء عبداً لحاجاتجماعتِه، ثمة خلل مخيف أين يكمن لست أدري، هذا الخلل جعلَ من التجار يجلبون تجاراويجعلون من الوزارات دكاكين، والشيوخ يحولونها إلى سبلة حارة.
ما الحل إذن؟؟ من أين نجلب عُمانيين لإدارةالشأن العام؟؟ لست أدري ..
أعرف أن علينا أن نحاول جاهدين تطهيرأنفسِنا من السوء والحقد والغل وتطهير قلوبِنا من الكراهية وأن نفعل على الأقل مابوسعِنا لخدمة فكرة سامية اسمها الوطن، وإن كنا لا نستطيع ذلك، يمكننا أن نكتفيبالصمت، وتربية أبنائنا بطريقة سوف تمنحنا على الأقل الأمل أن عُمان ستنجبُ غيرَناممن يقدرون على تغيير هذا الواقع البائس في العَمل الحكومي.
المصدر : مدونة معاوية الرواحي
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions