الموسيقى التقليدية العمانية بمحاضرة في ا

    • الموسيقى التقليدية العمانية بمحاضرة في ا

      كتب:عبدالرزاق الربيعي

      نظم النادي الثقافي مساء أمس محاضرة تحدث فيها مسلم بن أحمد الكثيري، مدير مركز عُمان للموسيقى التقليدية حول تجربة جمع وتوثيق الموسيقى التقليدية العُمانية التي بذلها مركز عُمان للموسيقى التقليدية الذي تأسس في يناير 1984 ، تناول فيها عدة محاور من بينها :أهمية الجمع والتوثيق وبداية العمل بالتوثيق و الفعاليات ... والإصدارات، والخدمات المتنوعة وأكد "أن القليل من الناس الذين يعرفون إن المركز هو أول من قام بتوثيق الحرف التقليدية العُمانية وكان ذلك في التسعينيات من القرن الماضي، وكثير من الوثائق المصورة تم تسليمها إلى الهيئة العامة للصناعات الحرفية بعد تأسيسها في ( 2003 )، وكان من قبل قد جمع عدد لا بأس به من الألعاب الشعبية منذ بداية الثمانينيات.. وخلال السنوات الماضية قدم المركز ـ ولا يزال ـ خدمات كثيرة لمختلف المؤسسات الحكومية التي تطلب إصدارات أو صور وتسجيلات سمعية أو مرئية أو بيانات موسيقية تساعدها على إقامة فعاليات موسيقية تقليدية عُمانية، ولكن، نلاحظ باستمرار أن بعضها يتجاهل المركز كمصدر لتلك البيانات والصور عندما تقوم باستخدامها ونشرها.

      لم تتوقف عمليات الجمع الميداني، ولكن كنا نضطر لأسباب مختلفة إدارية ومالية وفنية إلى تأجيل بعضها. وخلال الفترة القادمة نستعد ـ إن شاء الله ـ لبدء مرحلة أخرى من الجمع الميداني النوعي بجانب بعض المشاريع المهمة ذات العلاقة.

      لقد أصبح المركز أمرا واقعا، ولكن ليس أي أمر وأي واقع !، فهو يعتبر اليوم واحدا من أهم المؤسسات المختصة بالموسيقى المحلية بالمنطقة العربية، فأرشيفه يضم آلاف الوثائق السمعية والمرئية وعشرات الآلاف من البيانات والحقائق حول الموسيقى التقليدية العُمانية وتراثها، بل إن المركز يضم أكبر أرشيف موسيقى للأصوات والشلات والمقاصب التي عبر بها العُمانيون في مختلف الولايات والمناطق عن حبهم لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - منذ أن تولى جلالته مقاليد الحكم وحتى آخر عمل ميداني قام به المركز في عام 2000.

      وبناء على الجهود المبذولة في مجال جمع وتوثيق الموسيقى التقليدية العُمانية نال المركز جائزتين هامتين هما: جائزة المجلس الدولي للموسيقى ـ اليونسكو عام 2002، وجائزة المجمع العربي للموسيقى ـ جامعة الدول العربية عام 2005، لم تحصل عليهما ـ حسب علمنا ـ أية مؤسسة موسيقية في الجزيرة العربية.

      وقال" لا بد من التأكيد على أهمية الجهود الفردية في مجال التوثيق الكتابي، فكانت كتابات سالم بن محمد الغيلاني منذ 1969 التي اختصت بــ " الشعر النبطي أو الشعر الشعبي" ـ حسب استخدامه ـ تتضمن تعريفات حول بعض أنماط الموسيقى التقليدية العُمانية وروادها في سياق تعريف تراثي عنوانه " الأدب الشعبي " والذي يشمل في نظره على" الأمثال والأشعار والتقاليد والحكايات والأساطير والأزياء والفنون ".

      من هنا، فمن الناحية التاريخية تعتبر كتابات الغيلاني هي الأولى في هذا المجال ـ حسب علمي ـ في عُمان رغم أنها كانت تتناول بعض أنماط الموسيقى التقليدية في سياق أدبي غرضه الشعر ورواده كما ذكرت، ذلك إن الموسيقى وآلاتها ولغتها وأساليب أدائها وصيغها اللحنية والإيقاعية لم يتم التعرض لها موسيقيا وغير موسيقيا إلا مع إصدارات المركز منذ 1989، فهذه مجالات تختص بها علوم موسيقية عديدة لم تكن معروفة في عُمان قبل هذه الفترة، وهي لا تلتقي مع الآراء المتأثرة بتوجهات علم الفلكلور إلا في السياق الثقافي العام؛ فالموسيقى لها علومها التي تعالج اشكالياتها التطبيقية والنظرية والجمالية منذ أن كانت تتبوأ مكانة مرموقة لدى الفلاسفة القدامى. ويعود ظهور علم الموسيقى في الحضارة العربية الإسلامية إلى القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي مع رسائل الكندي ( ت. حوالي 874). ومنذ القرن التاسع عشر وفي ظل الاهتمام بالثقافات غير الأوروبية تنوعت المناهج والدارسات الموسيقية تبعا لذلك.

      وهكذا مع مركز عُمان للموسيقى التقليدية نشأ البحث الموسيقي في عُمان وبدأ يخطو خطواته الأولى ـ إن جاز لي القول ـ وكشفت البحوث الموسيقية عن واقع موسيقي عُماني متنوع وزاخر بأنماط وصيغ الغناء والآلات الموسيقية المصاحبة وهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بكل أشكال الحياة الاجتماعية والثقافية، لذلك كان دائما على فريق الجمع والبحث الميداني العمل في ظروف اجتماعية وجغرافية وبيئية خصبة وثرية فنيا.

      واختتم محاضرته بقوله" إن الموسيقى التقليدية لا تكمن أهميتها فيما تكتنزه من ذاكرة اجتماعية فحسب بل، وفي عناصرها الفنية الحية ومفرداته اللحنية والإيقاعية والشعرية التي لا تزال تتداول وتتناقل بين الناس في مناسباتهم المختلفة. لقد كان للمناسبات الاجتماعية والعادات المرتبطة فيها كالأعراس والأعياد الدينية والدُنيوية... وغيرها دوراً أساسياً في الحفاظ على استمرارها. ونظراً للمتغيرات الحديثة ( الاقتصادية، والثقافية، والتعليمية.. ) التي تجري في البلاد وتؤثر على بنية المجتمع التقليدي، فإن تأسيس مركز عُمان للموسيقى التقليدية يمثّل ـ في نظري ـ دماً جديداً ينساب في شرايين هذه المسيرة الطويلة بما يحمل من أدوات ووسائل تضمن استمرار الثقافة الموسيقية وتطبيقاتها الفنية للأجيال العُمانية القادمة. من هنا يعمل المركز بالتعاون مع مختلف المؤسسات الحكومية لنشر الثقافة الموسيقية التقليدية العُمانية وتعميقها وترسيخها بين الشباب العُماني بوسائل مختلفة وبالأدوات والوسائل الحديثة ـ الإعلامية والثقافية والتعليمية" ثم دارت مناقشات مع الحضور .


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions