هل يتوقف النزوح إلى العاصمة تدريجيا؟ أخبار الشبيبة

    • هل يتوقف النزوح إلى العاصمة تدريجيا؟ أخبار الشبيبة

      تحقيق - نبيلة الدشيشة

      لو كان هنالك أكثر من مسقط ؟
      سؤال له أبعاد واسعة النطاق بأدمغة الشباب المقيم بالعاصمة مسقط التاركين ولاياتهم بحثا عن الوظيفة الجيدة ذات الدخل المطلوب أو ما يتناسب مع مؤهله الجامعي ودورته التدريبية بعد الثانوية العامة لتتباين الأجوبة بين النتائج الإيجابية فيما لو كانت بالولايات تخطيط حديث يهتم بالخدمات الوظيفية مما يوفر لهم النزوح الإجباري للعاصمة مسقط والتي باتت تستهلك رواتبهم الضعيفة في ظل تصاعد الإيجارات والاختناق المروري فهذا يدخل ضمن الجوانب النفسية والجسدية أيضا.

      فالتخطيط المدني كما يصنفه المهندسون المدنيون من المهام الإنسانية القديمة لضمان الاستقرار حيث كان إيجاد الشكل والمعالم المنظورة للمدن هو أقصى غاية الاهتمام ، ومن ثم كانت أهم موضوعات تخطيط المدن هي اختيار الموقع و التشكيل والتنظيم الداخلي .

      وهذا ما تفتقره ولايات لها تاريخ عريق يلتمس فيها أبناؤها عشوائية التخطيط من نواحي الفرص الوظيفية التي لا تتناسب مع عدد سكانها أو حتى النواحي الجمالية الأخرى.

      تقول سامية بنت علي الشكيلية من منطقة سيفم بولاية بهلاء:

      إنها تشعر بالعشوائية في تخطيط ولايتها ففي منطقتها كاملة لا تجد إلا محلا ومحلين مما يضطرها إلى الذهاب للسوق المركزي الذي يبتعد عنها ساعة كاملة ، وحتى السوق المركزي يعاني من ضيق شوارعه بسبب موقعه الكائن بحارات ضيقة تفتقر لمواقف للسيارات ويعتبر الشارع المؤدي للسوق شارع عام لذلك الازدحام يكون كبيرا عليه، أما مستشفى بهلاء فمنزويٌ في بقعة بعيدة وضيقة هذا من النواحي الشكلية وما ينتج عنها من سلبيات واضحة أما من ناحية الخدمات الوظيفية ففي بهلاء لا تجد فرص عمل حقيقية وإلا لما عملتُ بالعاصمة مسقط، كل ما تجده هنالك مكاتب تخليص معاملات وعددا من الورش الصناعية ومكاتب صغيرة لشركات ومقاولات وعددا من الدوائر الحكومية وفروعا صغيرة لشركات الاتصالات والبنوك وبما أن جميع المنشآت المذكورة فروع صغيرة فإن أعداد الموظفين فيها قليلة مما يضطرنا للنزوح إلى العاصمة.

      وفي صلب موضوع التحقيق قالت سامية الشكيلية :

      بالتأكيد عندما يكون لولايتي أو لنزوى تخطيط جديد من أهدافه زيادة الفرص الوظيفية فسيحدث ذلك فرقا في حياتي كلها خاصة في الجوانب النفسية سأشعر براحة داخلية عظمى وسط أهلي بدل العيش بغرفة مع أربع بنات بسبب غلاء الإيجارات بالعاصمة.

      حاتم السدي:

      تخطيط يوفر فرصا وظيفية وانتعاشة اقتصادية هذا ضرب من الخيال صعب تحقيقه بولايتي (نخل) ولكن إن أصبح الخيال حقيقة فإن ذلك سيوفر عليّ المسافة التي أقطعها يوميا حيث إنني أعمل بمسقط وأسكن بنخل فأركب سيارتي الساعة السادسة صباحا متوجها إلى العمل لأصل هناك في حدود الثامنة ونصف إذا كان الطريق مزدحما .

      هذه المسافة تجهدني لا بل تتعدى ذلك إلى تأثيرها السلبي على أداء وظيفتي بشكل متقن فالإجهاد يغلب على معظم الوقت وإن كنت تعودت على التعب.

      وإن قلنا سنحل المشكلة بالعيش وعائلتي بمسقط فإن مسألة الإيجارات المرتفعة تستوقفني كثيرا في ظل ما أجنيه من راتب بالقطاع الخاص.

      أتمنى أن يعاد تخطيط ولايتي أو بعض الولايات القريبة منها من ناحية فرص العمل حتى يتسنى لي أن أبدع بعملي عن طريق نفسية منتعشة وليست مرهقة كما أشعر يوميا.

      ** الازدحام سيقل بالعاصمة

      سالم بن سعيد الشحمي من ولاية جعلان يقول :

      عندما تكون هنالك أكثر من مسقط من النواحي الوظيفية فإن الازدحام سيكون أقل وطأة على العاصمة حتى أن الحوادث الناجمة عن الزحمة ستقل، كثيرون هم من يعملون بالعاصمة مسقط ويعيشون بولاياتهم قاطعين بذلك المسافات الطويلة وسط تلوث بيئي من غازات السيارات المتزاحمة بشوارع مسقط وهو بالتأكيد منظر صباحي متكرر.

      وعن تخطيط ولايته(جعلان) قال:

      لا ننكر أن هنالك إصلاحات بالشوارع من قبل البلدية ولكن عدا ذلك ليس هنالك حركة سوى انتعاشة بسيطة بمركز المدينة(( الغنيمي )) حيث السوق.

      وأضاف : ليس هنالك نظام فيما يستحدث من مرافق بجعلان فالأهالي لا ينسقون مع البلدية والبلدية تفعل ما تريد لذلك أشعر بالعشوائية .

      ** ((الأفضل موجود ولكن .... ))

      هدى بنت سيف السليمانية تقول:

      أشعر بتغير للأفضل بولايتي (قريات) من حيث الشوارع ونحمد الله على ذلك ولكن النقطة التي أثرتموها عن تخطيط للولايات يهتم بخدمات التوظيف فهذا بالفعل نحن بحاجة لهكذا حلول جميلة لتبخر الراتب بالإيجار والمصاريف الباهضة للمعيشة بمسقط والجميل أنه ستكون ولايتي (( مسقط صغيرة ))

      ومن الولاية نفسها (( قريات )) تؤكد آمنة السوطية على أن معظم الحوادث تحدث عن التزاحم الناتج عن خروج الناس بوقت واحد في اتجاه واحد صوب وظائفهم بالعاصمة مسقط فلو كان بالولايات فرص وظيفية حقيقية لخفّت طوابير السيارات باتجاه مسقط وبالتأكيد سيقل النزوح إلى مسقط إن لم يختفِ وبذلك ستنتعش الحركة بالولايات ما دام أهلها فيها طوال الأسبوع وليس بإجازة نهاية الأسبوع فقط.

      نصرة المعمرية تعمل بالقطاع الخاص بالعاصمة مسقط من عام 2000م وهي تؤكد أن بولايتها (عبري) فرص عمل محدودة بالقطاع الحكومي ولكنها تعتبر ككم جيدة جدا فالمشكلة شخصية لديها وليس لها علاقة بالتخطيط أو ما شابه فالحظ لم يحالفها للعمل بعبري هذا بالنسبة للقطاع العام أما القطاع الخاص فهي ترفض عروضه لأنه يتوجب عليها العمل بفترتين مما يستحيل عليها كونها امرأة متزوجة وحامل.

      ولكنها تخيلت بوجود تخطيط يعيد النظر بزيادة الفرص الوظيفية لتؤكد أنها ستعود لمنطقتها لتعيش مع أهلها والأهم رجوع معظم الراتب لجيبها بعدما كان يذهب في الإيجار المرتفع بمسقط.

      منى الرواحية من المضيبي تقول:

      صحيح أنه تم تجديد شارع قريات والذي زاد فيه المارة من مناطق الشرقية ولكن ذلك لايعني أن يقطع هؤلاء العاملون بمسقط تلك المسافة ذهابا وإيابا ليزاحموا كل صباح، أما يوم الأربعاء تجد الجميع يترك العمل قبل نهاية الدوام ليذهب لمنطقته والبعض بالقطاع الخاص يفضل عدم الداوم بالخميس .

      زكية بنت علي وعفاف السالمية تقولان إنهن يتمنين أن تهتم الجهات المعنية بالولايات أكثر من ذلك فعمان جميلة وواسعة والتخطيط الجميل والمفيد فيها ممكن فقط النظرة الجادة هي التي نحتاج إليها، وطبيعي أننا نأمل بتوافر الوظائف بالولايات حتى نستطيع أن نكون قريبين من أهلنا لنعيش حياتنا الاجتماعية التي ماتت بحياة مسقط العصرية ومن جانب آخر سنوفر الكثير ماليا فكل شيء غالٍ بمسقط حتى فواتير الكهرباء نشعر أنها تأتي عالية من فاتورة منازلنا بالبلد.

      وعبر إدريس الهشامي عن رأيه بشكل عام قائلا:

      نعم أشعر بأنه قبل التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت يوجد تخطيط عشوائي على مستوى السلطنة وكان التغيير بطيء وأتمنى أن يكون التخطيط مدروسا من قبل الجهات المختصة بالدولة وما يتناسب والكثافة السكانية ، أما بعد التعداد وبعدما حللت بيانات السكان والمساكن والمنشآت انفتحت الأمور وتطورت بحيث صيغت الخطط التنموية وتم تخصيص التنموية وتم تخصيص مبالغ لجميع المجالات التنموية ( التعليمية والصحية والخدمية)) وما يتناسب وحجم سكان المنطقة .

      ولوجود التنمية في المنطقة فالشركات المنفذة للمشاريع الكبيرة تكثر وينعكس ذلك في انتعاش الحركة التجارية والاقتصادية للمنطقة مثل (( توظيف الكوادر من المنطقة ونشاط الحركة التجارية والاقتصادية للمنطقة مثل : توظيف الكوادر من المنطقة ونشاط الحركة التجارية في مختلف المجالات وإيجار المباني .. وغيرها) وهنالك شركات كبيرة في المنطقة تم افتتاحها خلال السنوات الماضية وستوظف هذه الشركات عددا كبيرا من المواطنين والمواطنات الراغبين في العمل على مستوى المدينة.

      وعن شعوره بالعشوائية في تخطيط بعض الولايات يقول :

      أعتقد أن ذلك يرجع لعدة أسباب:

      وجود أراضٍ أهلية استخدمت لأغراض مختلفة ( زراعي – تجاري –وصناعي) المواطن هو الذي شكلها لأنها لا توجد قيود وضوابط كثيرة تنظم هذه المواضيع آنذاك حيث تم إنشاء بعض المشاريع في المواقع الزراعية والسكنية . حاليا تخطيط الولايات أكثر تنظيما بحيث خصصت مواقع للمنشآت التجارية والسكنية والصناعية أما بالنسبة للأراضي الزراعية فظلّت مثلما هي زراعية ولن يتم تغييرها إلى سكني أو تجاري إلا في الحالات الاستثنائية.

      ** من أهل مسقط

      يقول أيمن من سكان مسقط وليس نازح إليها:

      أصبحت الكثافة السكانية كبيرة بمسقط من جراء تمركز الوظائف فيها وطبيعي يكون هذا النزوح من أبناء الولايات عليها ولكن ما أعانيه يوميا كوني أسكن منطقة تحتاج إلى تنسيق حيث المباني مزدحمة والمواقف دائما مشغولة حتى أمام بيتي فالجميع بالبيت لديهم سيارات من ثلاث سيارات إلى أربع تقريبا، وما أريد قوله إن العاصمة مسقط لديها أيضا مشاكل بالتخطيط فكيف بالولايات التابعة ولكنني أتمنى تخطيطا يحل أزمة الشباب العاملين بمسقط النازحين من الولايات فالعمل بمناطقهم وسط أهلهم أفضل ماديا وجسديا ونفسيا.

      ** رأي الاقتصاديين

      يقول الدكتور صلاح عبد الرحمن الطالب خبير اقتصادي:

      السلطنة ككل الدول النشأة التي بدأت بالتمركز بالعاصمة كونها الواجهة الأولى للبلد لذلك نجد الزحمة جراء نزوح سكان الولايات للعاصمة مسقط بسبب الوظائف بالقطاع الخاص أو العام وهذا شيء طبيعي جدا ومع تخطيط الحكومة الواضح للأعين في التخطيط والإنشاء للمشاريع التنموية خارج العاصمة ضمن الخطة الخمسية القادمة فإن هذا النزوح سيتوقف تدريجيا لا بل وسيندهش الجميع بأن النزوح سيكون عكسي أي من العاصمة للولايات التي ستصبح موقع جذب للعمل في تلك المشاريع فالمسألة مسألة وقت لا أكثر وما يعانيه شباب اليوم من غلاء بالمعيشة في مسقط يمكن تفاديه أو حتى محاولة الوصول لحل من خلال عمل تعداد لخريجي الجامعات والمعاهد ونوعية تخصصاتهم ففي إحدى الندوات التي حضرتها وكانت حول تخصص التربية وكيف أن هذا التخصص فيه من الفائض فلو تدراكنا هذ الفائض بمعرفة ما نحتاجه من تخصصات تتناسب مع سوق العمل ومع التوزيع المتوازن للمشاريع التنموية في أنحاء ولايات السلطنة فإننا سنهون من معاناة شباب اليوم.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions