مجتمعٌ يُعسِّر الزواج ويُيسِّر الطلاق!
للأعزب من الرجال يقولون "لا تتزوَّج فما أصعب وأشق الزواج في مجتمعنا" وللمتزوج منهم يقولون "طلِّقْ فما أسهل وأيسر الطلاق"
إنهما ظاهرتان اجتماعيتان متناقضتان ولكنَّهما متَّحدتان اتحادا لا انفصام فيه ...عرفهما مجتمعاتنا (في السنوات الأخيرة على وجه الخصوص) وهما: ظاهرة استعصاء الزواج وظاهرة استسهال الطلاق.
والمصلحون الاجتماعيون يحاولون إصلاحاً أُسَرياً من خلال ابحاثهم لكنهم يقومون بابحاث تشبه البحث في رائحة الشيء وليس في ذات وماهية الشيء.
موضه الطلاق الاكتروني.....
الطلاق عندنا الآن أصبح إلكترونيا (عبر الموبايل\ الجوال أو الانترنت) وإن ظل الزواج محكوما بعادات وتقاليد أكل الدهر عليها وشرب أما القضاة الشرعيون فأفتوا بجواز هذا الطلاق شرعاً ولكن بعد إثباته.
توجه اصابع الاتهام الى :
الموبايل والانترنت..يتهمان بأنهما سهلا ويسرا وسرعا الطلاق فنسبة أبغض الحلال عند الله آخذة في الاتِّساع.
الاسباب الحقيقيه للطلاق :
ونحن لو عزمنا على البحث في ذات الشيء وليس في رائحته لتوصلنا إلى أن سبب تزايد حالات الطلاق يكمن في "الزواج" عندنا فنحن نتزوَّج بما يجعل الطلاق النهاية السريعة للزواج.
عندمالا تؤدي الدولة وظيفتها الاجتماعية على خير وجه في تهيئت "المناخ الاقتصادي ـ الاجتماعي" بسبب فشل التنميه الاقتصاديه يجعل مجتمعاتنا مُسرِعة في التحول إلىمجتمعات يتضاءل فيها المتزوِّجون الدائمون ويَعْظُم في الوقت ذاته المُطلِّقون والمُطلَّقات و"جيش العاطلين عن الزواج" أي العاجزون اقتصادياً عن الزواج.
موازين الزواج اختلَّت عند الفتاة (وأهلها) فالشاب الطالِب للزواج لا يعرَف وزنه إلا في الميزان الذي إنْ لم تضع فيه نقوداً لن تَعْرِفَ\ أو يُعْرَف وزنك.
أما سبب هذا الاختلال في موازين الفتاة التي هي في سِن الزواج تكون مكرهةً على نبذ الموازين الإنسانية والحضارية للزواج وكل ميزان غير اقتصادي أو مالي وصار لا بد بالتالي للفتاة (ولو كانت عاملة) من أن تبحث أولاعن مقومات "الأمن الاقتصادي ـ الاجتماعي" في الشاب المرشح للزواج منها.
وهكذا يقع الشاب بين مطرقة العجز الاقتصادي \ الفقر وسندان العادات والتقاليد العائلية والعشائرية للزواج فأهل الفتاة يفضلون أن تبقى عانسا إلى الأبد على زواجها من شاب لا يملك من المال
متجاهلين جوانب اخرى كالجانب الاخلاقي ..
تطرف الفتاة في شروطها ومطالبها فقبل العنوسه تتطرف الفتاة في شروطها التي جلها مالي أو يمت بصلة إلى المال أما بعده أو في أثنائه تخضع لتطرف مضاد ومعاكِس هو تطرُّفها في التنازل والتخلِّي ليس عن تلك الشروط والمطالب فحسب... وإنما التخلي عن حقوقها بوصفها إنسانا وزوجة... وكأن الحل الوسط الذي ينبذُ الإفراط والتفريط معا لا مكان له في ثقافة الزواج عند الفتيات.
مجتمعاتنا لم تعرف بعد العلاقة السوية بين الجنسين والتي يحتاج إليها كلا الجنسين كاحتياجه إلى الهواء النظيف ويكفي أن نضيف إلى أزمة العلاقة السوية أزمة الزواج أو أزمة العنوسه لدى الفتيات والشباب حتى نحصل على مجتمع غالبية شبابه لا علاقه لهم بالحياة العامة في وجهها السياسي على وجه الخصوص..
فالشاب يستنفذ جهده ووقته في تذليل عقبات من طريق زواجه فكيف له وهو على هذه الحال (من البطالة في وجهيها الاقتصادي والزواجي)ان يشترك في الحياه العامه وخاصه الحياه السياسيه .
إنَّ أشياء عدةً نتوهم أنها موجودة في مجتمعنا ولكنَّها في الحقيقة غير موجودة.....
ونحن طالما سمعنا عن قصص حب دامت سنوات فأنتهت إلى زواج لم يدم أكثر من أيام أو أسابيع أو أشهر فلماذا؟
لأن تلك السنوات الطويلة من الحب لم يكن فيها من الحقيقة والواقع والصدق والشفافية إلا ما يؤكد أنها زمن طويل استنفده المحبُّون في الكذب والخداع والزيف والتمثيل.. وفي حياةٍ وتجربة ظاهرهم فيهما غير باطنهم وباطنهم غير ظاهرهم.
ولما كان الزواج شاءوا ذلك أم أبوا هو الحياة بحقائقها العارية من كل وهم تحطَّمت على صخرته وبقوَّة الضرورة كل أوهام الحب التي لبسوها زمنا طويلا أو البسوها لبعضهم بعضا.
هناك من يتحدث عن الفروق النوعية في مجتمعنا بين "الزواج التقليدي" و"الزواج عن حُب"، مفضلا الثاني على الأول وكأن علاقة الحب في مجتمعنا تملك من الخواص والصفات ما يسمح لها بأن تكون كالكاشف الضوئي الذي يري كلا الطرفين الآخر على حقيقته بوجهيها الإيجابي والسلبي.
إن تلك العلاقة ولأسباب لا تخص طرفيها وإنما تخص المجتمع لا تنتِج "معرفةً" بل تنتج "جهلاً" ومزيداً من الجهل فكلَّما طال زمن الحبّ ازداد جهل كلا الطرفين بالآخر.
و الأزواج في مجتمعنا يظهرون دائما فشلا وجهلا وعجزا في الحب وفي الزواج وفي أن يكونوا الآباء الحقيقيين لأبنائهم فلا شيء ينجحون فيه سوى الطلاق والإكثار من الزوجات والإكثار من الأولاد. إنَّهم يفشلون في ما يجب أن ينجحوا وينجحون في ما يجب أن يفشلوا!
للأعزب من الرجال يقولون "لا تتزوَّج فما أصعب وأشق الزواج في مجتمعنا" وللمتزوج منهم يقولون "طلِّقْ فما أسهل وأيسر الطلاق"
إنهما ظاهرتان اجتماعيتان متناقضتان ولكنَّهما متَّحدتان اتحادا لا انفصام فيه ...عرفهما مجتمعاتنا (في السنوات الأخيرة على وجه الخصوص) وهما: ظاهرة استعصاء الزواج وظاهرة استسهال الطلاق.
والمصلحون الاجتماعيون يحاولون إصلاحاً أُسَرياً من خلال ابحاثهم لكنهم يقومون بابحاث تشبه البحث في رائحة الشيء وليس في ذات وماهية الشيء.
موضه الطلاق الاكتروني.....
الطلاق عندنا الآن أصبح إلكترونيا (عبر الموبايل\ الجوال أو الانترنت) وإن ظل الزواج محكوما بعادات وتقاليد أكل الدهر عليها وشرب أما القضاة الشرعيون فأفتوا بجواز هذا الطلاق شرعاً ولكن بعد إثباته.
توجه اصابع الاتهام الى :
الموبايل والانترنت..يتهمان بأنهما سهلا ويسرا وسرعا الطلاق فنسبة أبغض الحلال عند الله آخذة في الاتِّساع.
الاسباب الحقيقيه للطلاق :
ونحن لو عزمنا على البحث في ذات الشيء وليس في رائحته لتوصلنا إلى أن سبب تزايد حالات الطلاق يكمن في "الزواج" عندنا فنحن نتزوَّج بما يجعل الطلاق النهاية السريعة للزواج.
عندمالا تؤدي الدولة وظيفتها الاجتماعية على خير وجه في تهيئت "المناخ الاقتصادي ـ الاجتماعي" بسبب فشل التنميه الاقتصاديه يجعل مجتمعاتنا مُسرِعة في التحول إلىمجتمعات يتضاءل فيها المتزوِّجون الدائمون ويَعْظُم في الوقت ذاته المُطلِّقون والمُطلَّقات و"جيش العاطلين عن الزواج" أي العاجزون اقتصادياً عن الزواج.
موازين الزواج اختلَّت عند الفتاة (وأهلها) فالشاب الطالِب للزواج لا يعرَف وزنه إلا في الميزان الذي إنْ لم تضع فيه نقوداً لن تَعْرِفَ\ أو يُعْرَف وزنك.
أما سبب هذا الاختلال في موازين الفتاة التي هي في سِن الزواج تكون مكرهةً على نبذ الموازين الإنسانية والحضارية للزواج وكل ميزان غير اقتصادي أو مالي وصار لا بد بالتالي للفتاة (ولو كانت عاملة) من أن تبحث أولاعن مقومات "الأمن الاقتصادي ـ الاجتماعي" في الشاب المرشح للزواج منها.
وهكذا يقع الشاب بين مطرقة العجز الاقتصادي \ الفقر وسندان العادات والتقاليد العائلية والعشائرية للزواج فأهل الفتاة يفضلون أن تبقى عانسا إلى الأبد على زواجها من شاب لا يملك من المال
متجاهلين جوانب اخرى كالجانب الاخلاقي ..
تطرف الفتاة في شروطها ومطالبها فقبل العنوسه تتطرف الفتاة في شروطها التي جلها مالي أو يمت بصلة إلى المال أما بعده أو في أثنائه تخضع لتطرف مضاد ومعاكِس هو تطرُّفها في التنازل والتخلِّي ليس عن تلك الشروط والمطالب فحسب... وإنما التخلي عن حقوقها بوصفها إنسانا وزوجة... وكأن الحل الوسط الذي ينبذُ الإفراط والتفريط معا لا مكان له في ثقافة الزواج عند الفتيات.
مجتمعاتنا لم تعرف بعد العلاقة السوية بين الجنسين والتي يحتاج إليها كلا الجنسين كاحتياجه إلى الهواء النظيف ويكفي أن نضيف إلى أزمة العلاقة السوية أزمة الزواج أو أزمة العنوسه لدى الفتيات والشباب حتى نحصل على مجتمع غالبية شبابه لا علاقه لهم بالحياة العامة في وجهها السياسي على وجه الخصوص..
فالشاب يستنفذ جهده ووقته في تذليل عقبات من طريق زواجه فكيف له وهو على هذه الحال (من البطالة في وجهيها الاقتصادي والزواجي)ان يشترك في الحياه العامه وخاصه الحياه السياسيه .
الزواج عن حُب بين الحقيقه والوهم
إنَّ أشياء عدةً نتوهم أنها موجودة في مجتمعنا ولكنَّها في الحقيقة غير موجودة.....
ونحن طالما سمعنا عن قصص حب دامت سنوات فأنتهت إلى زواج لم يدم أكثر من أيام أو أسابيع أو أشهر فلماذا؟
لأن تلك السنوات الطويلة من الحب لم يكن فيها من الحقيقة والواقع والصدق والشفافية إلا ما يؤكد أنها زمن طويل استنفده المحبُّون في الكذب والخداع والزيف والتمثيل.. وفي حياةٍ وتجربة ظاهرهم فيهما غير باطنهم وباطنهم غير ظاهرهم.
ولما كان الزواج شاءوا ذلك أم أبوا هو الحياة بحقائقها العارية من كل وهم تحطَّمت على صخرته وبقوَّة الضرورة كل أوهام الحب التي لبسوها زمنا طويلا أو البسوها لبعضهم بعضا.
هناك من يتحدث عن الفروق النوعية في مجتمعنا بين "الزواج التقليدي" و"الزواج عن حُب"، مفضلا الثاني على الأول وكأن علاقة الحب في مجتمعنا تملك من الخواص والصفات ما يسمح لها بأن تكون كالكاشف الضوئي الذي يري كلا الطرفين الآخر على حقيقته بوجهيها الإيجابي والسلبي.
إن تلك العلاقة ولأسباب لا تخص طرفيها وإنما تخص المجتمع لا تنتِج "معرفةً" بل تنتج "جهلاً" ومزيداً من الجهل فكلَّما طال زمن الحبّ ازداد جهل كلا الطرفين بالآخر.
و الأزواج في مجتمعنا يظهرون دائما فشلا وجهلا وعجزا في الحب وفي الزواج وفي أن يكونوا الآباء الحقيقيين لأبنائهم فلا شيء ينجحون فيه سوى الطلاق والإكثار من الزوجات والإكثار من الأولاد. إنَّهم يفشلون في ما يجب أن ينجحوا وينجحون في ما يجب أن يفشلوا!