يوماً بعد يوم تزداد عدد المواضيع التي لا أكتبها، أسأل نفسي "هل هناك فائدة؟" ويأتي الجواب "لا" ليس لأنني يائس بل لأن زوار مدونتي ليس الجمهور المستهدف لهذه المواضيع بل أناس آخرين لن يصلهم كلامي، خصوصاً أعضاء بعض المنتديات التي أزورها، حاولت أن أكتب أفكاري في أحد هذه المنتديات، قمت بإنشاء بريد جديد لم أستخدمه إلا للتسجيل في المنتدى، اخترت اسماً وهمياً لكن الأعضاء ظنوا أنه اسمي الحقيقي، وبدأت أكتب ردوداً ثم كتبت بضعة مواضيع.
هذه التجربة جعلتني أتذكر لماذا خرجت من المنتديات، الحوار مع كثير من الأعضاء ليس له فائدة تذكر لأن أسلوب الحوار المتبع لديهم لا يختلف عن كلام بوش الصغير: إما معي أو ضدي، إما نتفق أو نختلف، لا توجد حالة وسطى نتفق فيها على بعض النقاط ونختلف على بعضها، وإن اختلفت معك مرة فسأختلف معك طوال الوقت فقط لأنني كرهت رأيك في موضوع كذا وكذا.
هذا التطرف الحواري يذهب إلى المواضيع نفسها، فإن كتبت معارضة لشيء ما تأتي الردود لتقول لي أنني أعني بأنني أريد الشيء الآخر المضاد لما أنتقده والذي يعني بلا شك أنني أريد التطرف أيضاً، ولدي أمثلة مختلفة لتوضيح ذلك، المنتدى الذي سجلت فيه إماراتي لذلك كنت المواضيع المطروحة تدور حول بلادنا.
خذ خطبة الجمعة الموحدة مثلاً، إذا انتقدها شخص ما يفترض الأعضاء أنه يريد أن تصبح الخطب متطرفة إرهابية تدعوا للتطرف والإرهاب، ويذكرونه بأن الخطب اليوم هادئة عقلانية وأن خطب الأمس كانت صراخاً وتشدداً وتطرفاً وإرهاباً، من يقرأ لهم يتصور بأن الإمارات كانت غابة موحشة في الماضي وأن الخطباء كلهم كانوا يدعون الناس إلى الإرهاب وهذا بالطبع غير صحيح، عدد الحالات التي أتذكرها والتي تسببت في فصل الخطيب لكلام قاله قليلة ويمكن عدها على يد واحدة، ويمكن التخمين بأن هناك مزيد منها لكنها لم تصل إلى ظاهرة تدعوا للقلق.
ألا توجد حالة وسطى؟ أو حتى حالات وسطى؟ ألا يمكن أن نجمع بين توحيد الخطب وترك الحرية لبعض الخطباء بأن يقولوا ما يريدون؟ يمكن فعل ذلك، ويمكن للجهات المسؤولة أن تعرف من هو الخطيب المناسب الذي يمكن الوثوق به لكن فكرة "ترك الحرية" أصبحت صعبة وتزداد صعوبة مع الأيام مع رغبة البعض في إحكام السيطرة أكثر على وسائل نشر الأفكار ومحاولتهم وضع مرشحات تمنع الأفكار أو تسمح لها بالمرور على حسب أهوائهم.
أي قضية لها علاقة بالدين يمكن إدخال اتهامات التطرف والإرهاب فيها، مرحباً بكم في عالم ما بعد 11 سبتمبر حيث التدين تهمة، الاتهام بالتطرف وسيلة رائعة لإسكات الآخرين أو لتغيير مسار الحوار والتشويش عليه.
بعد ذلك هناك الأعضاء الذين يريدون أن تكون الحياة وردية اللون لا مكان فيها للسلبية والتشاؤم والمشاكل، الورديين اسم مناسب لهم، أحد الأعضاء يشتكي أن المؤسسة الفلانية لم تنجز له معاملته مع أنه أحضر كل الأوراق المطلوبة وفعل كل شيء تحتاجه المعاملة، يأتي أحد الورديين هؤلاء ويردد عليه الشريط المعروف، الاسطوانة المشروخة، الأغنية القديمة: راجع المسؤولين وما في داعي تكتب مثل هذي المواضيع والمسؤولين ما بيقصرون.
ما الداعي إذاً لوجود المنتديات والمدونات؟ ولماذا تكتب الصحف عن أي مشكلة في أي مؤسسة؟ بل ولماذا لدينا برامج البث المباشر؟ لم أكن أعلم أن الأمر بهذه السهولة، إن كان فقط الكلام مع المسؤولين سيحل المشكلة فلا أظن أن هناك أي داعي للشكوى في أي وسيلة إعلامية، هذا بالمناسبة يذكرني بأحد المذيعين في برامج البث المباشرة، يردد على المتصلين نفس الكلام "كلم المسؤولين" وحتى أصحاب الرسائل النصية القصيرة يسمعون الحكمة اليومية تردد عليهم "كلم المسؤولين،" لماذا يتعب المذيع نفسه بأن يعمل في هذا البرنامج إن كان هذا ما يقدمه للناس كحل لمشاكلهم.
الورديين يعيشون بيننا، رأيت أحدهم يشهق بصوت عالي مستنكراً كلاماً قلته، يمكن أن أقول بأنه رجل طيب يريد الخير للناس كلهم ويرى الخير في كل الناس وهذا أمر طيب، المشكلة أن المشاكل ستكون موجودة ما دام أن هناك أناس يعيشون مع بعضهم البعض، المشاكل ستبقى موجودة لأن الناس يأتي منهم الخير والشر ولا يمكن أن نرى الكل بعيون وردية.
هل أكمل؟ لا داعي لفعل ذلك، تجربتي في ذلك المنتدى مر عليها أكثر من عام الآن ولم أعد للمشاركة، حتى هذا الموضوع يجب أن يكون أحد هذه المواضيع التي لم أكتبها، من أراد الحوار والعمل فعليه بأرض الواقع، الأمور مختلفة على أرض الواقع، قليلاً وكثيراً.
هذه التجربة جعلتني أتذكر لماذا خرجت من المنتديات، الحوار مع كثير من الأعضاء ليس له فائدة تذكر لأن أسلوب الحوار المتبع لديهم لا يختلف عن كلام بوش الصغير: إما معي أو ضدي، إما نتفق أو نختلف، لا توجد حالة وسطى نتفق فيها على بعض النقاط ونختلف على بعضها، وإن اختلفت معك مرة فسأختلف معك طوال الوقت فقط لأنني كرهت رأيك في موضوع كذا وكذا.
هذا التطرف الحواري يذهب إلى المواضيع نفسها، فإن كتبت معارضة لشيء ما تأتي الردود لتقول لي أنني أعني بأنني أريد الشيء الآخر المضاد لما أنتقده والذي يعني بلا شك أنني أريد التطرف أيضاً، ولدي أمثلة مختلفة لتوضيح ذلك، المنتدى الذي سجلت فيه إماراتي لذلك كنت المواضيع المطروحة تدور حول بلادنا.
خذ خطبة الجمعة الموحدة مثلاً، إذا انتقدها شخص ما يفترض الأعضاء أنه يريد أن تصبح الخطب متطرفة إرهابية تدعوا للتطرف والإرهاب، ويذكرونه بأن الخطب اليوم هادئة عقلانية وأن خطب الأمس كانت صراخاً وتشدداً وتطرفاً وإرهاباً، من يقرأ لهم يتصور بأن الإمارات كانت غابة موحشة في الماضي وأن الخطباء كلهم كانوا يدعون الناس إلى الإرهاب وهذا بالطبع غير صحيح، عدد الحالات التي أتذكرها والتي تسببت في فصل الخطيب لكلام قاله قليلة ويمكن عدها على يد واحدة، ويمكن التخمين بأن هناك مزيد منها لكنها لم تصل إلى ظاهرة تدعوا للقلق.
ألا توجد حالة وسطى؟ أو حتى حالات وسطى؟ ألا يمكن أن نجمع بين توحيد الخطب وترك الحرية لبعض الخطباء بأن يقولوا ما يريدون؟ يمكن فعل ذلك، ويمكن للجهات المسؤولة أن تعرف من هو الخطيب المناسب الذي يمكن الوثوق به لكن فكرة "ترك الحرية" أصبحت صعبة وتزداد صعوبة مع الأيام مع رغبة البعض في إحكام السيطرة أكثر على وسائل نشر الأفكار ومحاولتهم وضع مرشحات تمنع الأفكار أو تسمح لها بالمرور على حسب أهوائهم.
أي قضية لها علاقة بالدين يمكن إدخال اتهامات التطرف والإرهاب فيها، مرحباً بكم في عالم ما بعد 11 سبتمبر حيث التدين تهمة، الاتهام بالتطرف وسيلة رائعة لإسكات الآخرين أو لتغيير مسار الحوار والتشويش عليه.
بعد ذلك هناك الأعضاء الذين يريدون أن تكون الحياة وردية اللون لا مكان فيها للسلبية والتشاؤم والمشاكل، الورديين اسم مناسب لهم، أحد الأعضاء يشتكي أن المؤسسة الفلانية لم تنجز له معاملته مع أنه أحضر كل الأوراق المطلوبة وفعل كل شيء تحتاجه المعاملة، يأتي أحد الورديين هؤلاء ويردد عليه الشريط المعروف، الاسطوانة المشروخة، الأغنية القديمة: راجع المسؤولين وما في داعي تكتب مثل هذي المواضيع والمسؤولين ما بيقصرون.
ما الداعي إذاً لوجود المنتديات والمدونات؟ ولماذا تكتب الصحف عن أي مشكلة في أي مؤسسة؟ بل ولماذا لدينا برامج البث المباشر؟ لم أكن أعلم أن الأمر بهذه السهولة، إن كان فقط الكلام مع المسؤولين سيحل المشكلة فلا أظن أن هناك أي داعي للشكوى في أي وسيلة إعلامية، هذا بالمناسبة يذكرني بأحد المذيعين في برامج البث المباشرة، يردد على المتصلين نفس الكلام "كلم المسؤولين" وحتى أصحاب الرسائل النصية القصيرة يسمعون الحكمة اليومية تردد عليهم "كلم المسؤولين،" لماذا يتعب المذيع نفسه بأن يعمل في هذا البرنامج إن كان هذا ما يقدمه للناس كحل لمشاكلهم.
الورديين يعيشون بيننا، رأيت أحدهم يشهق بصوت عالي مستنكراً كلاماً قلته، يمكن أن أقول بأنه رجل طيب يريد الخير للناس كلهم ويرى الخير في كل الناس وهذا أمر طيب، المشكلة أن المشاكل ستكون موجودة ما دام أن هناك أناس يعيشون مع بعضهم البعض، المشاكل ستبقى موجودة لأن الناس يأتي منهم الخير والشر ولا يمكن أن نرى الكل بعيون وردية.
هل أكمل؟ لا داعي لفعل ذلك، تجربتي في ذلك المنتدى مر عليها أكثر من عام الآن ولم أعد للمشاركة، حتى هذا الموضوع يجب أن يكون أحد هذه المواضيع التي لم أكتبها، من أراد الحوار والعمل فعليه بأرض الواقع، الأمور مختلفة على أرض الواقع، قليلاً وكثيراً.
المصدر : مدونة عبدالله المهيري
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions