بقلم - سالم الحبسي

مع فارق التشبيه.. والبعد كل البعد مابينهما إلا أنني وجدت نفسي أربط الحجرين ببعضهما البعض.. منها وجدت في المراجع بأن الحجر الأسود (الركن) هو في الأصل حجرا ابيضا ناصع اللون.. ولكن مع مرور الزمن وبسبب نشوب حريق لأكثر من مرة تحول هذا الحجر إلى حجر أسود.. وهو يأخذ ذات الأهمية لم يتغير رغم مرور قرون من الزمن عليه.. لن أتحدث عن أهمية الحجر الأسود لأن معظمنا يعرف أهميته.. ويعرف ماذا يعني.. ولكن سأعكس مابين اللونين على اعتبار إنه يمكن أن يكون الحجر إذا تغيرت ألوانه ذو فائدة أو بدون فائدة تجارية.. ويمكن أن يكون حجرا أصم وأجرد.. في الوقت يمكن أن يكون الحجر حجرا كريما فيروزيا أو عقيقا.. إلخ..!

تصور عندما تكون اتحاد رياضي يريد أن يحول جدرانه بمثل (الحجر الأبيض) يتبارك به المتباركون بلمسه وتقبيله.. ويتشدق به المتلمسون للوصول إلى غاياتهم وتطلعاتهم.. ويمتدحه الشعراء الذين يتبعهم الغاوون وغير الشعراء لمجرد أنه أصبح حجرا أبيض وهو مجرد حجر..

لا يكاد هذا الاتحاد أن يكون قد اتخذ قرارا في تحويل جوهري أو شكلي لشكل مسابقة ما.. إلا بدأ المتشدقون ينهالون بالمديح.. ويتمسحون بالحجر الأبيض.. رغم أن القرار لم يمر بعد على طاولة مجلس الإدارة.. إلا إنه من خطط (التبجيل والتدليل).. هو المديح حتى لو لم يكن في أهله..!

المهم خوفي أن يتحول هذا الحجر الأبيض إلى حجر بدون فائدة من كثرة المديح الذي زاد على شعر الأصمعي..وهو المديح الذي يخرج عن اللباقة المهنية.. كما تعودنا.. فلم يدرك هذا الاتحاد أن يعلن لا من قريب ولا من بعيد عن هذا (التغيير التاريخي).. وقد لاقى كل هذا (المديح الفسيفسائي).. قبل أن نرى التغيير على أرض الواقع.. وقبل أن نشاهد نتائجه على المسابقة.. وقبل حتى أن يعلن عنه رسميا أو بأي شكل من الأشكال الإعلان.. وكما هي القرارات السابقة التي تطبخ بعيدا وبعد أن تنضج تعرض على طاولة هذا الاتحاد.

سؤالي هو هل يحتاج العمل الناجح أو العمل المميز إلى مديح والى قصائد شعرية من أعتى الشعراء حتى نشعر بأنه عمل مميز بحق.. وهل يحتاج العمل الذي يضيف تطورا إلى (مديح مسبق).. أم هو (غلاف واق) لاستباق قرارات مجلس الإدارة الذي سيقول نعم وبدون تردد بعد (معلقات المديح).. أم هو شعور بنقص جانب من الجوانب وعلينا أن نكيل المديح لهذا التحول التاريخي والتغيير الذي لم يسبق له مثيل.. والذي عجز على أن يأتي بمثله من سبق هذا الاتحاد.!!

كل هذه الأسئلة وجهتها أمام (الحجر الأبيض).. فظل صامتا بدون أن يرد.. وسلملي على الكأس..!