عُمان -
حيدر بن عبد الرضا اللواتي:

اذا يحصل في عالم السيارات؟ هل هي حرب ضد الاستثمارات الأجنبية في الشركات اليابانية المنتجة للسيارات في العالم، أم أنها ثأر من شركات معينة لصالح شركات أخرى؟ أم أنها قضية إخلاص الإدارات في تقديم منتج خالٍ من العيوب في ظل حرصها على مبادئ حماية المستهلكين؟
قبل الخوض في ذلك نؤكد أن الإدارات الراقية في أي مؤسسة في العالم، وخاصة اليابانية منها حريصة على تقديم منتج بعيد عن خلل أو نقص في مكوناتها، حتى لو اكتشف هذا الأمر لاحقا، وبالتالي فهي حريصة على تقديم منتج يتمتع بجميع صفات الإتقان. وهذا مبدأ إسلامي أيضا قبل كل شيء حيث ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله:" إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ".
لقد طغت قضية سحب السيارات اليابانية من بعض أجزاء العالم على مختلف وسائل الإعلام مؤخرا باعتبار أن حياة الملايين من الأشخاص مرتبطة بهذه القضية، الأمر الذي دعا شركة تويوتا مؤخرا بالاعتذار على لسان رئيسها أكيو تويودا عن استدعاء ملايين السيارات بسبب أخطاء لطخت شهرتها العالمية.
في نظر الإدارة اليابانية أن هذه القضية لا تعني الشركة اليابانية فقط، فهي جزء من الاقتصاد المحلي الياباني، بل أن هذه القضية مرتبطة بدولة وبشعب يصل عدده أكثر من 120 مليون نسمة، همهم الوحيد هو تقديم أحسن ما لديهم من المنتجات في العالم. إذاً هؤلاء يهتمون بأن لا تؤدي هذه الأخطاء إلى الإضرار بسمعة اليابان كدولة وشهرتها في عالم السيارات خاصة الماركات المعروفة لدى الشعوب، وثقتهم في تلك المنتجات التي تنقل لنا هذه العبارة وهي: «صنعت في اليابان» بالرغم من الإنتاج أصبح اليوم خارج اليابان. ففي أغلب بيوت العالم لا يخلو بيت من وجود سيارة يابانية، أو أي جهاز أو منتج كهربائي أو إلكتروني. وهذا ما تحرص عليها الإدارات في هذه الدولة، الأمر الذي يسبب القلق لهم من وجود أخطاء في أي منتج، خاصة إذا كانت هناك تبعات تترتب على ذلك كخسائر في الأرواح.
البعض يرى أن سحب بعض أنواع السيارات من الأسواق العالمية وخاصة الهجينة منها يعني خسائر مالية بالبلايين لشركات يابانية، ولكن ما يؤكده رئيس مجلس إدارة تويوتا في اعتذاره غير ذلك عندما قال: «آمل أن أعيد تويوتا إلى الربحية، وأن أسهم في إعادة إنعاش اليابان».
إن أكثر وسائل الإعلام التي كانت قسوة على اليابان في نقد هذا الأمر هي الوسائل الغربية والأمريكية، حيث أكدت صحيفة نيويورك تايمز في تحليل لها في هذا الموضوع قائلة: إن تويوتا التي طالما مثلت القوة الاقتصادية المتعاظمة لليابان، أصبحت أحد رموز انحدارها. لنترك هذا الأمر لهم، فهم أدرى بأهدافهم في نقد بعضهم البعض في مثل هذه القضايا. ولكن نحن نعلم اليوم بأن الاستثمارات الأجنبية في اليابان وفي شركات السيارات التي تنتجها بالذات تتفوق أحيانا عن 50%، وهي مناسبة جيدة للنقد والتجريح بصورة يمكن استغلال هذه القضية لصالح الشركات الأوروبية والأمريكية المصنعة للسيارات والتي تكتظ مخازنها اليوم بآلاف من السيارات التي لم يتم تسويقها وبيعها نتيجة الأزمة المالية والاقتصادية التي طالت العالم مؤخرا. وهنا لا نريد ذكر أسماء الشركات المنافسة للسيارات اليابانية، ولكن المسألة تتدخل أيضا في حرب المنافسة القائمة في تلك الأسواق، وأن الحقائق المقبلة سوف تكشف عن ذلك لأن الأخطاء الكامنة في عالم السيارات تختلف من شركة إلى أخرى، وأن الكثير من شعوب العالم لا تعاني فقط من المنتجات اليابانية بل هناك أخطاء مماثلة في المنتجات الأجنبية الأخرى، سواء أكانت في عالم السيارات، أو في غيرها من القطاعات الأخرى. وربما هذه المقولة التي سردتها تكون خاطئة في اعتقاد وظن الآخرين، ولكن في منطقتنا الخليجية، وبالذات في السلطنة، فان نسبة أكثر من 75% من السيارات التي تسيير على الشوارع العمانية هي صناعة يابانية، وأن أغلب هؤلاء المستخدمين لها لا يعانون من أخطاء تلك السيارات، ولكن هذا لا يعني بأن السيارات اليابانية أحسن حالا من الماركات الأجنبية الأخرى التي تتمتع بصفات ومزايا أفضل، خاصة في حقل السلامة الذي يجب أن يحرص عليه الجميع عند قيامه بشراء المركبة الجديدة. وهذا الأمر يعتمد على الحالة الاقتصادية للأشخاص في العالم، حيث استطاعت الإدارة اليابانية أن توفر أنواعا من السيارات التي تناسب مختلف القدرات المالية للأشخاص، وكسبت بذلك الكثير من الأفراد خلال العقود الأربعة الماضية.
إن إنتاج الشركات اليابانية للسيارات تكبر كل عام، حيث أصبحت بعضها كشركة تويوتا لها فروع في كثير من دول العالم، وأن الكثير من العمال يقتاتون من خلال العمل والخدمة لدى هذه الشركة التي بلغت مبيعاتها في العام الماضي 230 مليار دولار، لتصبح اليوم واحدة من كبريات الشركات التي تحقق الأرباح لمساهيمها، وكذلك تعد من أكبر دافعي الضرائب للحكومة اليابانية، ولشركات الإعلانات والصحف التي تعتمد عليها في الحصول على الحصة السنوية منها.
إن بعض اليابانيين يشعرون اليوم بأنه إذا كانت حالة وصحة تويوتا غير جيدة فان صحة هؤلاء الناس غير جيدة أيضا. وهذه هي حالة المؤسسات، بل الدول أيضا، فلا يبقى شيء على حاله، وأن دوام الحال من المحال، وعلى هؤلاء مواجهة أي قصور ناتج في عملية الإنتاج. ولكن في جميع الحالات فان الأساليب التي تتبعها الإدارة اليابانية في مثل هذه الأزمات، تؤدي دائما إلى إدخال المزيد من أساليب التقنية الحديثة والأسس الجديدة لمواجهة أية احتمالات غير متوقعة، وهذا ما ستتبعها القيادات في المؤسسات اليابانية بعد ورود تلك الأخطاء، وذلك من خلال ما يؤمنون به في عملية الإنتاج التي تعني لهم الروح القادرة على إنتاج مميز والمقدرة على تحسين نظام الإنتاج، وهي الروح التي تجلت على مدى قرون في كمال إتقان الصناعة في هذه الدولة التي خلقت معجزة اليابان إبان الحرب العالمية الثانية.
إن اعتراف هذه الشركة بعيوبها يعني أنها تتبع أسلوب الإفصاح والشفافية في مثل هذه القضايا الحساسة وفي النقد الذاتي، وهذا سوف يكسبها مزيدا من الثقة في المستقبل كما يراها البعض.
حيدر بن عبد الرضا اللواتي:

اذا يحصل في عالم السيارات؟ هل هي حرب ضد الاستثمارات الأجنبية في الشركات اليابانية المنتجة للسيارات في العالم، أم أنها ثأر من شركات معينة لصالح شركات أخرى؟ أم أنها قضية إخلاص الإدارات في تقديم منتج خالٍ من العيوب في ظل حرصها على مبادئ حماية المستهلكين؟
قبل الخوض في ذلك نؤكد أن الإدارات الراقية في أي مؤسسة في العالم، وخاصة اليابانية منها حريصة على تقديم منتج بعيد عن خلل أو نقص في مكوناتها، حتى لو اكتشف هذا الأمر لاحقا، وبالتالي فهي حريصة على تقديم منتج يتمتع بجميع صفات الإتقان. وهذا مبدأ إسلامي أيضا قبل كل شيء حيث ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله:" إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ".
لقد طغت قضية سحب السيارات اليابانية من بعض أجزاء العالم على مختلف وسائل الإعلام مؤخرا باعتبار أن حياة الملايين من الأشخاص مرتبطة بهذه القضية، الأمر الذي دعا شركة تويوتا مؤخرا بالاعتذار على لسان رئيسها أكيو تويودا عن استدعاء ملايين السيارات بسبب أخطاء لطخت شهرتها العالمية.
في نظر الإدارة اليابانية أن هذه القضية لا تعني الشركة اليابانية فقط، فهي جزء من الاقتصاد المحلي الياباني، بل أن هذه القضية مرتبطة بدولة وبشعب يصل عدده أكثر من 120 مليون نسمة، همهم الوحيد هو تقديم أحسن ما لديهم من المنتجات في العالم. إذاً هؤلاء يهتمون بأن لا تؤدي هذه الأخطاء إلى الإضرار بسمعة اليابان كدولة وشهرتها في عالم السيارات خاصة الماركات المعروفة لدى الشعوب، وثقتهم في تلك المنتجات التي تنقل لنا هذه العبارة وهي: «صنعت في اليابان» بالرغم من الإنتاج أصبح اليوم خارج اليابان. ففي أغلب بيوت العالم لا يخلو بيت من وجود سيارة يابانية، أو أي جهاز أو منتج كهربائي أو إلكتروني. وهذا ما تحرص عليها الإدارات في هذه الدولة، الأمر الذي يسبب القلق لهم من وجود أخطاء في أي منتج، خاصة إذا كانت هناك تبعات تترتب على ذلك كخسائر في الأرواح.
البعض يرى أن سحب بعض أنواع السيارات من الأسواق العالمية وخاصة الهجينة منها يعني خسائر مالية بالبلايين لشركات يابانية، ولكن ما يؤكده رئيس مجلس إدارة تويوتا في اعتذاره غير ذلك عندما قال: «آمل أن أعيد تويوتا إلى الربحية، وأن أسهم في إعادة إنعاش اليابان».
إن أكثر وسائل الإعلام التي كانت قسوة على اليابان في نقد هذا الأمر هي الوسائل الغربية والأمريكية، حيث أكدت صحيفة نيويورك تايمز في تحليل لها في هذا الموضوع قائلة: إن تويوتا التي طالما مثلت القوة الاقتصادية المتعاظمة لليابان، أصبحت أحد رموز انحدارها. لنترك هذا الأمر لهم، فهم أدرى بأهدافهم في نقد بعضهم البعض في مثل هذه القضايا. ولكن نحن نعلم اليوم بأن الاستثمارات الأجنبية في اليابان وفي شركات السيارات التي تنتجها بالذات تتفوق أحيانا عن 50%، وهي مناسبة جيدة للنقد والتجريح بصورة يمكن استغلال هذه القضية لصالح الشركات الأوروبية والأمريكية المصنعة للسيارات والتي تكتظ مخازنها اليوم بآلاف من السيارات التي لم يتم تسويقها وبيعها نتيجة الأزمة المالية والاقتصادية التي طالت العالم مؤخرا. وهنا لا نريد ذكر أسماء الشركات المنافسة للسيارات اليابانية، ولكن المسألة تتدخل أيضا في حرب المنافسة القائمة في تلك الأسواق، وأن الحقائق المقبلة سوف تكشف عن ذلك لأن الأخطاء الكامنة في عالم السيارات تختلف من شركة إلى أخرى، وأن الكثير من شعوب العالم لا تعاني فقط من المنتجات اليابانية بل هناك أخطاء مماثلة في المنتجات الأجنبية الأخرى، سواء أكانت في عالم السيارات، أو في غيرها من القطاعات الأخرى. وربما هذه المقولة التي سردتها تكون خاطئة في اعتقاد وظن الآخرين، ولكن في منطقتنا الخليجية، وبالذات في السلطنة، فان نسبة أكثر من 75% من السيارات التي تسيير على الشوارع العمانية هي صناعة يابانية، وأن أغلب هؤلاء المستخدمين لها لا يعانون من أخطاء تلك السيارات، ولكن هذا لا يعني بأن السيارات اليابانية أحسن حالا من الماركات الأجنبية الأخرى التي تتمتع بصفات ومزايا أفضل، خاصة في حقل السلامة الذي يجب أن يحرص عليه الجميع عند قيامه بشراء المركبة الجديدة. وهذا الأمر يعتمد على الحالة الاقتصادية للأشخاص في العالم، حيث استطاعت الإدارة اليابانية أن توفر أنواعا من السيارات التي تناسب مختلف القدرات المالية للأشخاص، وكسبت بذلك الكثير من الأفراد خلال العقود الأربعة الماضية.
إن إنتاج الشركات اليابانية للسيارات تكبر كل عام، حيث أصبحت بعضها كشركة تويوتا لها فروع في كثير من دول العالم، وأن الكثير من العمال يقتاتون من خلال العمل والخدمة لدى هذه الشركة التي بلغت مبيعاتها في العام الماضي 230 مليار دولار، لتصبح اليوم واحدة من كبريات الشركات التي تحقق الأرباح لمساهيمها، وكذلك تعد من أكبر دافعي الضرائب للحكومة اليابانية، ولشركات الإعلانات والصحف التي تعتمد عليها في الحصول على الحصة السنوية منها.
إن بعض اليابانيين يشعرون اليوم بأنه إذا كانت حالة وصحة تويوتا غير جيدة فان صحة هؤلاء الناس غير جيدة أيضا. وهذه هي حالة المؤسسات، بل الدول أيضا، فلا يبقى شيء على حاله، وأن دوام الحال من المحال، وعلى هؤلاء مواجهة أي قصور ناتج في عملية الإنتاج. ولكن في جميع الحالات فان الأساليب التي تتبعها الإدارة اليابانية في مثل هذه الأزمات، تؤدي دائما إلى إدخال المزيد من أساليب التقنية الحديثة والأسس الجديدة لمواجهة أية احتمالات غير متوقعة، وهذا ما ستتبعها القيادات في المؤسسات اليابانية بعد ورود تلك الأخطاء، وذلك من خلال ما يؤمنون به في عملية الإنتاج التي تعني لهم الروح القادرة على إنتاج مميز والمقدرة على تحسين نظام الإنتاج، وهي الروح التي تجلت على مدى قرون في كمال إتقان الصناعة في هذه الدولة التي خلقت معجزة اليابان إبان الحرب العالمية الثانية.
إن اعتراف هذه الشركة بعيوبها يعني أنها تتبع أسلوب الإفصاح والشفافية في مثل هذه القضايا الحساسة وفي النقد الذاتي، وهذا سوف يكسبها مزيدا من الثقة في المستقبل كما يراها البعض.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions