يحكى أن في هذا العصر والزمان ، عن ثلاث شبان في ريعان شبابهم ، من الولاية الفلانية ، أنهوا دراستهم الثانوية ، ثم تعينوا في مختلف المؤسسات الحكومية ، فشغلوا بعض الوظائف الإدارية ، فضلوا أن يسكنوا في مسقط العامرة بحكم ظروف عملهم اليومية ، وأن يرجعوا إلى بلادهم في الإجازة الأسبوعية . في مساء الأربعاء التقوا في البلاد التي تحتضنها بساتين النخيل الباسقات ، وبين ضفاف الوادي تعانق نخيلها التلال الجبلية ، واتفقوا أن يجلسوا في سهرة ليلية ، ونسيم الهواء في فصل الصيف ينعش الروح عندما يهب بنسمات عليلة .
هاهم وصلوا المكان وبدءوا بإشعال النار ، فلسهرة بعض المشويات والمقبلات الضرورية ، وهنالك في الأكياس بعضا من زجاجات المشروبات الغازية ، كذلك السهرة لا تحلوا في نظرهم بدونها ذات الدخان المنبعث من القارورة الزجاجية ، ولها معسلا بمختلف الألوان والنكهات ، كنا نسمع عنها في الزمن الماضي أنها منتشرة في البلدان الشامية ، أما اليوم فوضع بلادنا أختلف وأصبحت الشيشة تدار في مختلف المقاهي الليلية ، فأتوا بأنواع مختلفة من المعسلات فمنها الخوخ ، والتفاح ، والفراولة الوردية . رشفة تتبعها رشفات ، فقد يصاب الشخص الغير متعود عليها بتشحرجات صدرية.
وأخيرا جهزت المشويات المعدة بالتبزيرة العمانية ، فوضعت على جمرات نارا هادئة ، وبعد ساعة زمان تعشى الحضور وامتلأت البطون ، بما لذ وطاب من لحوم بيضاء مشوية ، ثم شربوا شرابهم المفضل من تلك المشروبات الغازية . الساعة الآن تقترب الواحدة فجلسوا يتحدثون ، ويصفون سياراتهم ( الكامري الأسترالية ، والمكسيما اليابانية ). فقال الأول : سيارتي المكسيما عزمها وقوة انطلاقتها أسرع من سيارتك يا فلان ، فهي تنطلق بسرعة عزم ، وبقوة اندفاع تشابه المقذوفات الصاروخية ، فرد عليه الثاني لا بأس يا صاحبي ـ الشارع الآن فاض ولا به أية سيارة فهيا إذا تتحدى ـ لنعرف من هي السيارة الفولاذية . التي ستنطلق بسرعة صاروخية ، فقال الثالث دعوا عنكم هذه السوالف والأمور الشيطانية ، فلا داعي للتهور والتخميس والقيادة بسرعة جنونية . فالشوارع ليست ملكا لنا سخرتها الحكومة خدمة لكافة القاطنين والعابرين لهذه الأرض العمانية .
أخيرا انتهت سهرتهم وتحاورا الصديقان ، وتحديا بعضهما على من يكسب الرهان ، فنزعة الشيطان بات راسخة في العقول والأذهان ، فأي السيارتين ستصل قبل إلى نهاية الميدان . ترجلوا جميعا وركبوا الثلاثة وانطلاقا بسرعة صاروخية ، فالشارع فاض والمراسية تحلوا في نظرهم ، فمؤشر السرعة يستغيث بصفارات تحذيرية ، فربما وصلت السرعة المائة والثمانين كيلومتر في الساعة فتعدت حدود السرعة القانونية ، وما هي إلاّ لحظات فانحرفت السيارتين عن مسارهما واصطدمتا بالحواجز الإسمنتية ، تبعثرت أجزاء السيارتين وتعالت أصوات ممن سمع دوي الحادث الهائل ، فأسرعوا لإنقاذ من بداخل مقصورتي السيارتين فهنالك ترقد جثث خاوية ، وعلى الإسفلت تجمعت برك دماء تشابه البرك المائية . نقلا المصابين إلى قسم الطوارئ ووضعوا في غرف الإنعاش في حالة يرثى عليهم ، وما هي إلا دقائق حتى فارقوا الحياة ـ أمانة ورجعت إلى رب البرية ، أستعلم أهلهم وأقاربهم بالخبر وذهبوا إلى المستشفى ـ فوجدوهم جثث على الآسرة ملقية ، تعالت صرخات الأمهات والآباء بفقدان فلذات أكبادهم بسبب سرعة جنونية . فتلك هي نهاية التحدي والتخميس ، إنها حقا نهاية مأساوية .
جوانب المناقشة /
§ لماذا بعض الشباب لا يكترث بجوانب قانون المرور بالرغم أنه وضع لحمايتهم من كوارث الحوادث المرورية ؟
§ هل التحدي أو التخميس بالسيارات عند بعض الشباب تعد هواية أم أنها طيش ونزعة شيطانية ؟
§ ألاّ تشكل هذه الظاهرة الخطيرة قلق وإزعاج للعامة ، وخاصة بقيام الشباب بتنفيذها في ساعات متأخرة من الليل ؟
§ لماذا لا يكترث بعض الشباب للعاقبة التي تنتظرهم ، ويعتبروا أن القانون دائما يقف ضدهم ، فنجدهم يتذمرون عند دفع المخالفات المرورية ، وخاصة فيما يتعلق بتجاوز السرعة القانونية ؟
§ هل العقوبات المعمول بها حاليا من قبل الجهات المختصة كفيلة بالحد من هذه الظاهرة ؟
§ ما هو دور أولياء الأمور والمجتمع للتوعية من أخطار هذه الظاهرة ، أليس من المفروض أن نكون كلنا شرطة ؟
§ هل تؤيدون زيادة التوعية المرورية بإقامة محاضرات توعية في المدارس وخاصة لطلاب الثاني عشر الثانوي ؟
ملاحظة هامة / بإمكانكم أعزائي إثراء الموضوع بأية معلومات إذا وجد به أية جوانب نقص من قبلي لم أتطرق إليها ؟
هاهم وصلوا المكان وبدءوا بإشعال النار ، فلسهرة بعض المشويات والمقبلات الضرورية ، وهنالك في الأكياس بعضا من زجاجات المشروبات الغازية ، كذلك السهرة لا تحلوا في نظرهم بدونها ذات الدخان المنبعث من القارورة الزجاجية ، ولها معسلا بمختلف الألوان والنكهات ، كنا نسمع عنها في الزمن الماضي أنها منتشرة في البلدان الشامية ، أما اليوم فوضع بلادنا أختلف وأصبحت الشيشة تدار في مختلف المقاهي الليلية ، فأتوا بأنواع مختلفة من المعسلات فمنها الخوخ ، والتفاح ، والفراولة الوردية . رشفة تتبعها رشفات ، فقد يصاب الشخص الغير متعود عليها بتشحرجات صدرية.
وأخيرا جهزت المشويات المعدة بالتبزيرة العمانية ، فوضعت على جمرات نارا هادئة ، وبعد ساعة زمان تعشى الحضور وامتلأت البطون ، بما لذ وطاب من لحوم بيضاء مشوية ، ثم شربوا شرابهم المفضل من تلك المشروبات الغازية . الساعة الآن تقترب الواحدة فجلسوا يتحدثون ، ويصفون سياراتهم ( الكامري الأسترالية ، والمكسيما اليابانية ). فقال الأول : سيارتي المكسيما عزمها وقوة انطلاقتها أسرع من سيارتك يا فلان ، فهي تنطلق بسرعة عزم ، وبقوة اندفاع تشابه المقذوفات الصاروخية ، فرد عليه الثاني لا بأس يا صاحبي ـ الشارع الآن فاض ولا به أية سيارة فهيا إذا تتحدى ـ لنعرف من هي السيارة الفولاذية . التي ستنطلق بسرعة صاروخية ، فقال الثالث دعوا عنكم هذه السوالف والأمور الشيطانية ، فلا داعي للتهور والتخميس والقيادة بسرعة جنونية . فالشوارع ليست ملكا لنا سخرتها الحكومة خدمة لكافة القاطنين والعابرين لهذه الأرض العمانية .
أخيرا انتهت سهرتهم وتحاورا الصديقان ، وتحديا بعضهما على من يكسب الرهان ، فنزعة الشيطان بات راسخة في العقول والأذهان ، فأي السيارتين ستصل قبل إلى نهاية الميدان . ترجلوا جميعا وركبوا الثلاثة وانطلاقا بسرعة صاروخية ، فالشارع فاض والمراسية تحلوا في نظرهم ، فمؤشر السرعة يستغيث بصفارات تحذيرية ، فربما وصلت السرعة المائة والثمانين كيلومتر في الساعة فتعدت حدود السرعة القانونية ، وما هي إلاّ لحظات فانحرفت السيارتين عن مسارهما واصطدمتا بالحواجز الإسمنتية ، تبعثرت أجزاء السيارتين وتعالت أصوات ممن سمع دوي الحادث الهائل ، فأسرعوا لإنقاذ من بداخل مقصورتي السيارتين فهنالك ترقد جثث خاوية ، وعلى الإسفلت تجمعت برك دماء تشابه البرك المائية . نقلا المصابين إلى قسم الطوارئ ووضعوا في غرف الإنعاش في حالة يرثى عليهم ، وما هي إلا دقائق حتى فارقوا الحياة ـ أمانة ورجعت إلى رب البرية ، أستعلم أهلهم وأقاربهم بالخبر وذهبوا إلى المستشفى ـ فوجدوهم جثث على الآسرة ملقية ، تعالت صرخات الأمهات والآباء بفقدان فلذات أكبادهم بسبب سرعة جنونية . فتلك هي نهاية التحدي والتخميس ، إنها حقا نهاية مأساوية .
جوانب المناقشة /
§ لماذا بعض الشباب لا يكترث بجوانب قانون المرور بالرغم أنه وضع لحمايتهم من كوارث الحوادث المرورية ؟
§ هل التحدي أو التخميس بالسيارات عند بعض الشباب تعد هواية أم أنها طيش ونزعة شيطانية ؟
§ ألاّ تشكل هذه الظاهرة الخطيرة قلق وإزعاج للعامة ، وخاصة بقيام الشباب بتنفيذها في ساعات متأخرة من الليل ؟
§ لماذا لا يكترث بعض الشباب للعاقبة التي تنتظرهم ، ويعتبروا أن القانون دائما يقف ضدهم ، فنجدهم يتذمرون عند دفع المخالفات المرورية ، وخاصة فيما يتعلق بتجاوز السرعة القانونية ؟
§ هل العقوبات المعمول بها حاليا من قبل الجهات المختصة كفيلة بالحد من هذه الظاهرة ؟
§ ما هو دور أولياء الأمور والمجتمع للتوعية من أخطار هذه الظاهرة ، أليس من المفروض أن نكون كلنا شرطة ؟
§ هل تؤيدون زيادة التوعية المرورية بإقامة محاضرات توعية في المدارس وخاصة لطلاب الثاني عشر الثانوي ؟
ملاحظة هامة / بإمكانكم أعزائي إثراء الموضوع بأية معلومات إذا وجد به أية جوانب نقص من قبلي لم أتطرق إليها ؟
تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة ولد الفيحاء ().
