وبهذه المناسبة تحدث "للرؤية" العميد محمد بن علي الفارسي من البحرية السلطانية العمانية حيث قال : البحرية السلطانية العمانية على إستعداد لتقديم كل ما بوسعها من أجل إنجاح الفعاليات الوطنية وهذا ما نفتخر به. وأضاف قائلاً: إن الشباب الذين سيبحرون في هذه السفينة هم من أفضل الشباب العماني الذين تم إختيارهم لهذه المهمة الوطنية . وأضاف قائلاً: ومهما تكلمنا عن هذا البلد وعن قيادته الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه القائد الأعلى للقوات المسلحة لأن نستطيع أن نفي بحقهم وما حققته السلطنة خلال السنوات الماضية كثيراً ونتمنى أن يكون المستقبل أفضل .

كما تحدث صالح بن سعيد الجابري قبطان سفينة "جوهرة مسقط" للرؤية قائلاً : "نحن نقول لعمان و للعالم، أن الأمجاد العمانية البحرية والتي اشتهرت في السنوات الماضية ما زالت موجودة، بوجود شباب عماني طموح يستطيعون إعادة التاريخ، وهذه الرحلة هي لأول سفينة تبنى بالحبال بعد القرن التاسع الميلادي" وعن وسائل الاتصال مع الأهالي قال الجابري "نحن نملك وسيلة اتصال نستخدمها في الأوقات الطارئة فقط، وغير ذلك فنحن لن نكون على اتصال مع الأهالي ولكننا نسألهم أن يدعوا لنا بالتوفيق، فهذه الرحلة التاريخية هي إعادة لرحلات القرن التاسع الميلادي، بنفس الطريقة التقليدية"
وفي حديث لسعادة خليل بن عبد الله الخنجي رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان قال من خلاله : إن السفر والترحال عبر البحر بالنسبة للعمانيون ضارب في التاريخ منذ الأزل، وقد شهد التاريخ بذلك. وأضاف قائلاً: وسوف تساهم هذه الرحلة في الترويج للسياحة العُمانية ونحن في غرفة تجارة وصناعة عمان نجتهد لنضيف إسهامات في بناء السياحة وهذا جزء من العمل الوطني الذي نضعه على عاتقنا.

كما تحدث إلينا البحار أدم بن محمد بن أحمد البلوشي مسئول سطح السفينة قائلاً: "هذه الرحلة التاريخية ستكون إلى الهند "كوتشين" ثم سريلانكا ثم ماليزيا في مرحلتين أو نقطتين وستنتهي في سنغافورة، وهناك سوف نقدم السفينة هدية من حكومة السلطنة إلى الشعب السنغافوري، وفي سنغافورة تم عمل متحف خاص يضم ما وجدوه في السفينة القديمة، وستوضع السفينة في ذلك المتحف، ومن المتوقع أن تستغرق السفينة من 4 إلى 6 أشهر، وأنا سعيد جداً بهذه الرحلة رغم قضائي قرابة الـ 20 سنة في العمل البحري، و سفري الدائم في الرحلات البحرية، إلا أنني أشعر اليوم بسعادة غامرة لكوني أحد أفراد طاقم "جوهرة مسقط" والذي يبلغ عددهم 17 شخص، منهم 8 بحارة إلى جانب القبطان صالح بن سعيد الجابري والذي يملك خبرة طويلة في الإبحار القاري تصل إلى 24 سنة، ويوجد بعض الفنيين والنجارين، ونسألكم الدعاء لنا بالحفظ والعودة إلى البلد ونحن بألف خير".
وعبر سعيد بن محمد الطارشي أحد البحارو الذين سيبحرون في هذه السفينة عن فرحته قائلاً: "لي الفخر أن أكون أحد أفراد طاقم سفينة "جوهرة مسقط" والتي تعتبر أمانة في أعناقنا حتى نوصلها إلى سنغافورة، لا أشعر بأي خوف لإنه سبق لي السفر في سفن شرعية إلى الدول الأوربية" وعن نوعية الطعام التي ستكون معهم قال الطارشي " نحمل معنا أنواع الطعام العمانية التقليدية كالعوال والقاشع و المالح، والمشاكيك العمانية" وأضاف على ذلك البحار يحي بن جمعة الفراجي قال "شعوري لا يوصف لأن جوهرة مسقط تعيد أمجاد الأجداد، ونتمنى من الأهل أن يدعون لنا بالتوفيق، والحفظ، فالرحلة طويلة وشاقة، وقد تستغرق قرابة الـ 6 أشهر" كما بادله البحار أحمد بن محمد العدوي الشعور نفسه .


يحكي لنا شباب عُمان الذين سيمتطون ظهر السفينة إلى سنغفورة تجربتهم التي سبقت هذه الرحلة من باب التجربة وأخذ الإحتياط والتمرس على الإبحار بسفينة جوهرة مسقط حيث يقول البحار " روبرت جاكسون " أكملنا الليلة الأولى في تجربة الإبحار حيث أبحرت السفينة بسلاسة شرقا على طول الساحل مساء، لكن قلة الريح في المساء جعلت القبطان صالح الجابري يقرر إنزال الأشرعة، وأن نتوقف في الليل، مما أعطى الطاقم الفرصة لإجراء تدريب "انتشال الغريق" لمراجعة إجراءات الطوارئ والإسعافات الأولية. ويضيف قائلاً: بمجرد ما انتظمت السفينة، قام أحمد العدوي وآدم البلوشي بإعداد وجبة لذيذة من الكباب والدجاج المشوي على الفحم "في صندوق الطهي الخشبي في السفينة"، بالإضافة إلى السلطات والفاكهة، كما أعطى طاقم السفينة للوجبة نكهة خاصة بشيء من الدعابة والمزاح والمحادثات بينما كان الجميع يجلسون تحت ضوء النجوم، وبعد منتصف الليل أصدر المساعد أول خميس الحمداني جدول المراقبة، ثم أخلد أفراد الطاقم للراحة الليلية، كما اختار البعض النوم على الأسرة المصنوعة من القماش في الطابق السفلي، بينما اختارت الأغلبية النوم في الهواء الطلق على سطح السفينة.
ويكمل البحار "روبرت جاكسون" حكايته قائلاً: بدأ اليوم الثاني من التدريبات على ظهر السفينة في الساعة الخامسة والنسف صباحًا بزيارة خاصة إلى جوهرة مسقط قام بها معالي السيد بدر بن حمد بن حمود أمين عام وزارة الخارجية ولقد كان معاليه ومازال داعما سخيا ومتحمسا لمشروع "جوهرة مسقط" منذ بدايته وقد جاء معاليه حاملا معه إفطارا سخيا وشهيا ليتناوله مع أفراد الطاقم. ومع بزوغ ضوء الفجر، هب نسيم لطيف على السفينة وبدأت الجوهرة الإبحار بهدوء نحو الغرب. جلس كل من على سطح السفينة معا لتناول وجبة الإفطار الوفيرة والشهية، ولدى الانتهاء من تناول الطعام، قام معاليه بجولة في السفينة بصحبة القبطان صالح الجابري، وطرح أسئلة حول بناء السفينة، والمؤن التي ستحملها، وعن الملاحة التقليدية.

ويستكمل البحار "روبرت جاكسون" حكايته قائلاً: تمثل نهاية اليوم الثاني من تجارب الإبحار آخر مرة تبحر فيها الجوهرة قبل توجهها إلى الهند. وقد أعرب القبطان صالح الجابري عن سعادته بنتائج تجارب الإبحار، مشيرا إلى أنه وجميع أفراد الطاقم اكتسبوا معرفة ثمينة حول كيفية التعامل مع السفينة في مختلف ظروف البحر والجو، حيث قال القبطان صالح الجابري: "لكل سفينة شخصيتها الفريدة، ومن الأهمية بمكان أن نتعرف على بعضنا البعض بشكل جيد قبل بدء رحلة طويلة كهذه. إنها سفينة قوية، وتسير بشكل جيد جدا، وأنا على ثقة أننا نستطيع معا أن نكلل هذه الرحلة بالنجاح".

جوهرةُ مسقط" في سطور
يُعد مشروع "جوهرة مسقط" من أهم وأبرز المشاريع التأريخية وذلك لعدة أسباب أبرزها تأريخ السفينة الزمني الطويل والذي يعود إلى القرن التاسع للميلاد، ويستند بناء "جوهرة مسقط" إلى العديد من المصادر التاريخية التي تضم أيضاً بقايا "البليتانج" التي اكتشفت في عام 1998، كما يبلغ طول السفينة 18 متراً وتم صناعتها دون استخدام "المسامير" حيث تم ربط الألواح معاً بواسطة ألياف النارجيل بطريقة محكمة جداً، كما وتم دهن الخشب بطبقة من دهن الماعز الممزوج بالجير، وألواح السفينة مصنوعة من خشب "الأفزيليا أفريكانا" الذي جلب خصيصاً من جمهورية غانا. وتم بناء الفسينة في ساحة أعدت خصيصاً لهذا المشروع في قرية "قنتب" الساحلية في سلطنة عمان. وأبحرت الفسينة صباح الأمس من ميناء السلطان قابوس إلى "سنغفورة" حيثانطلق في شهر فبراير الجاري 2010 وستصل سنغافورة في شهر يونيو القادم من هذا العام، مستعيدة بذلك طريق التجارة البحرية القديم بين شبه الجزيرة العربية والشرق الأقصى، وسيستخدم البحارة في هذه السفينة تقنيات الملاحة التقليدية التي كانت تستخدم في القرن التاسع للميلاد في الإبحار.

موقع السفينة الإلكتروني
أطلق هذا الموقع بالتعاون بين حكومتي سلطنة عمان وجمهورية سنغافورة وبمساهمة مالية منهما وذلك لتغطية تكاليف بناء (واعادة ) رحلة السفينة الشراعية العربية التي تمت في القرن 9 الميلادي. يقوم ببناء السفينة الشراعية "جوهرة مسقط" فريق من الخبراء في مكان اختير خصيصا لهذا الغرض في حوض بناء السفن بـ "قنتب" في سلطنة عمان. ويستخدم الخبراء مجموعة من المصادر التاريخية بما فيها الاكتشافات الأثرية من حطام (السفينة الشراعية العربية) "بيليتونج" بالاضافة إلى كنز "تانج" الذي اكتشف في المياه الأندونيسية عام 1998.

ولقد تمّ إعادة بناء السفينة الشراعية باستخدام الأدوات المتوفرة التي استخدمها الحرفيون العرب والتي تعود للقرن 9 الميلادي. لقد تمّ تخييط (ربط) الألواح معا باستخدام ألياف جوز الهند، كما تمّ تصنيع الألواح المربعّة من سعف النخيل. ويتضمن الموقع الأقسام التالية: مقاطع فيديو برحلة "جوهرة مسقط" وخريطة "جوهرة مسقط" وطرقها المحتملة، إلى جانب جدول زمني يوضح مراحل المشروع بالإضافة إلى 3 أبعاد متسلسلة تسمح للمستخدمين دراسة فروع السفينة المختلفة. مع معرض الصور، ويتمتع الموقع بالكثير من الخدمات التي يمكن أن تفيد المستصفح بالإضافة إلى أرشيف القسم، مع معلومات عن بناء السفينة وقسم التعليم والمواد التعليمية للطلبة والمعلمين. وتم تصمم الموقع وقام بتطويره الشركة المتحدة للاعلام التلفزيوني الرقمي "www.inclusivedigital.tv"


الثلاثا16فبراير2010