أقزام بمسؤليات عملاقة؛؛؛

    • أقزام بمسؤليات عملاقة؛؛؛

      أقزام بمسؤوليات عملاقة !!

      دائما ما يخيل لنا أن كبار المسئولين في بعض المؤسسات والشركات على قدر كبير من الوعي والإدراك وأن قدراتهم عملاقة كمسؤولياتهم، إلا أنه من الملاحظ أن البعض عمالقة بمسؤولياتهم وأقزام بقدراتهم، وهذا بحد ذاته مؤشر خطير جدا، حيث إنه يقود هذه المؤسسات إلى الهاوية.
      إن المتابع للأزمة المالية العالمية يجد أن بداية الانهيار كانت بتعيين مسئولين (أقزام القدرات) على رأس وحدات شركات وبنوك عملاقة، وأن هؤلاء الأقزام لم يستطيعوا أن يصبحوا عمالقة كمؤسساتهم ومسؤولياتهم، بل إنهم أصروا على أن يقزموا مؤسساتهم ومسؤولياتهم، وأن يهبطوا بها إلى مستوى قدراتهم المتواضعة، وكانت نتيجة ذلك مأساوية بكل المقاييس.
      إن ظاهرة أقزام القدرات بدأت في الانتشار وبشكل لافت .. بعض هؤلاء الذين لا يملكون أية قدرات تذكر، يضع من ضمن أولوياته إن لم تكن الأولوية الوحيدة، عدد السيارات المستخدمة في المؤسسة التي يترأسها، والبعض الآخر يقوم بمنع الشاي والقهوة في مؤسسته بهدف تقليص المصروفات، وبعضهم يقلص عدد الأوراق المستخدمة، أيضا بهدف تقليص المصروفات، في حين أن الأوامر التغييرية للمشاريع المناطة بهم تتجاوز عشرات الملايين، ما يدل على سوء التخطيط لهذه المشاريع .. أليس من يفكر في الشاي والقهوة تاركا المشاريع العملاقة قزما في تفكيره وقدراته؟!!
      وهنا أتذكر أبياتا قالها المتنبي:
      على قدر أهل العزم تأتي العزائم
      وتأتي على قدر الكرام المكارم
      وتعظم في عين الصغير صغارها
      وتصغر في عين العظيم العظائم

      يبدو أن المتنبي لو كان يعيش في زمننا هذا؛ لكان لسبب أو آخر، بائعا في أحد مطاعم الوجبات السريعة!

      كلمة أخيرة:
      إن الاستهتار بالمسؤوليات الملقاة على عاتق هذه المؤسسات، وعدم الاستفادة من تجارب وأخطاء الآخرين، يعتبر إساءة للأمانة وإساءة لهذه المؤسسات وأدائها، والتي تعتبر جزءًا من المنظومة الاقتصادية للبلاد.

      طارق بن عمر المرهون
      كاتب اقتصادي
      منقول جريدة الوطن
      alwatan.com./dailyhtml/economy.html



      المؤشر يشير إلى هبوط أسهم القيم والمبادئ في بورصة الأخلاق والأدب
      Mr.3FrEeT:110103_ko