معاناة في حافلات المدارس

    • معاناة في حافلات المدارس

      الوطن -

      علي البادي:



      لا يزال في الذاكرة مشهد ذاك الصباح الذي كان فيه حادث انقلاب حافلة تنقل مجموعة أطفال من طلاب إحدى المدارس الخاصة في منطقة الباطنة، وجميعهم في أعمار لم تتجاوز العشر سنوات، وقد ذهبت في هذا الحادث روح طفل بريء لم يتجاوز الثامنة من عمره ، وبقي الخوف والفزع يخيم على قلوب زملائه الأطفال الذين عاشوا تلك اللحظات القاسية والصعبة ، ولا يزال في الذاكرة حادث التصادم في ولاية محوت بالمنطقة الوسطى بين حافلة تكتظ بالطالبات وبين سيارة أخرى، فقدنا خلاله براعم واعدة ينتظرها المستقبل للعطاء من اجل الوطن والمجتمع ، ولا يزال في القلب وَجلٌ وفَزعٌ حين رؤية حافلة مدرسية تنقل بضعفين أو أكثر لما تتسع من ركاب ، يقودها شاب متهور ربما لم يصل الى عمر الثلاثين عاما ، وتنقصه جوانب كثيرة في أساسيات الثقافة المرورية وأخلاقيات القيادة والشعور بالمسئولية ، أو يقودها رجل يتجاوز عمره الستين عاما وقد اعتراه ضعف البصر، وأثقلته الدنيا بهمومها، أو حافلة أخرى تهم بالدخول أو العبور في إحدى تقاطعات طريق الباطن ، أو مشهد تسابق سائقين لحافلتين مدرسيتين يحاول كل منهم أن يتفوق على زميله الآخر بإظهار شجاعة القيادة والمهارة الزائفة، ومشاهد أخرى باقية وتتكرر كل يوم، مع نقل الطلاب في الذهاب والإياب من وإلى المدارس ، وهو ما يشكل معاناة حقيقية يعيشها طلابنا يوميا في حافلات المدارس.

      فعلا لقد اصبح الوضع اليوم في معظم حافلات المدارس يشكل هما دائما لدى أولياء الأمور، خوفا على فلذات أكبادهم، فيما يرونه من تصرفات يحدثها بعض سائقي هذه الحافلات، من حيث التهور أحيانا، وأخرى عدم الاكتراث لنتائج التصرفات الخاطئة وعدم الشعور بالمسئولية، أثناء قيادة هذه الحافلات، فضلا عن التزاحم في حافلات النقل من وإلى المدارس، ومضاعفة أعداد الركاب للتوفير واختصار الوقت والجهد، وهنا ربما يعذر ملاك هذه الحافلات المستأجرة في هذا الاختصار والتوفير لأنهم يرون أن ما يدفع لهم من أجرة يومية يفرض ذلك!

      من المعلوم أن لوزارة التربية والتعليم دورا بارزا ومهما في تقنين مهام ونوعية الحافلات المستأجرة لنقل طلاب المدارس ، وفي الكيفية المفترضة لمن يقوم بقيادة هذه الحافلات ، ونحن لا نقصي هذه الجهود أو نتجاهلها ، إلا أن الأمر لا يزال بحاجة إلى مراجعة سواء في نوعية الحافلات وجاهزيتها أم في نوعية الأشخاص الذين يقومون على قيادتها ، حيث من المهم جدا أن تكون هذه الحافلات بطرازات حديثة ، وأن تكون مجهزة بالتكييف وأن تتم زيادة أعداد الحافلات بحيث نقلل من الازدحام وعدم مضاعفة الأعداد في النقلة الواحدة ، كما يأمل الجميع في أن يكون في كل حافلة مشرف للذكور ومشرفة للإناث ، حفاظا على سلامة الطلاب وتنظيما لهم في حال الصعود والنزول من الحافلة ، ولتعليمهم كيفية الجلوس بانتظام أثناء سير الحافلة، حيث من غير الممكن أن يكون قائد الحافلة هو السائق والمشرف في آن واحد.

      ختاما بقدر ما نثمن جهود وزارة التربية والتعليم في كافة المجالات التي من شأنها النهوض بالمستوى التربوي والتعليمي والتحصيل المعرفي لدى الطلاب وسعيها نحو توفير وسائل الراحة للطلاب وتمكينهم من اكتساب المعرفة، فمن المؤمل أن يعاد النظر في الحال الراهن لحافلات المدارس من جميع الجوانب.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions
    • فعلا أمر محزن أن نشاهد مثل هذه الحوادث المريعة للطبة وأنا طالبة وأخاف شخصيا من التعرض لحادث مروري في طريق المنزل الى المدرسة أو العكس ولكن في الحقيقة لا تتوفر الحافلات التي تستطيع أن تقل أعدادهائلة من الطلاب وتوفر المقاعد للجميع فبعض الطلبة يظلون واقفين طوال الطريق وهو أمر يجب أن يأخذ بعين الاعتبار ...حفظ الله الطلبة ومستخدمي الطريق من كل شر...