عُمان:*افتتح أمس مركز الابتكار الصناعي تحت رعاية صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد وذلك بمقر المركز بمنطقة الرسيل الصناعية بحضور عدد من اصحاب المعالي والسعادة والصناعيين ويأتي افتتاح هذا المركز في اطار الجهود الرامية لتطويرالصناعة العمانية والارتقاء بها ومساعدة القطاع الصناعي لتطوير منتجاته وزيادة قدرته على دخول أسواق جديدة.



وهنأ صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد مؤسسة الرسيل الصناعية والمؤسسات الصناعية بافتتاح مركز الابتكار الصناعي موضحا انه من المهم في مجال الصناعات هو البحث والتطوير وان نجاح أي مؤسسة عالمية أو إقليمية إذا لم تكن هناك عوامل فعالة في البحث والتطوير للرقي بها فلن يكتب لها النجاح. مشيرا إلى أن المركز بادرة وخطوة أولى في الطريق الصحيح من جانب مجلس البحث العلمي ووزارة التجارة والصناعة للنهوض بمتطلبات البحث للرقي بالمؤسسات الصناعية بشتى احجامها صغيرة أو متوسطة أو كبيرة ووضع أسس البحث والتطوير ودعائم الركائز المطلوبة بالنهوض بالصناعة والصناعيين.

ودعا سموه في تصريح للصحفيين عقب افتتاح مركز الابتكار الصناعي القطاع الخاص بالاهتمام بموضوع البحث والتطوير من اجل نجاح ورقي المؤسسات مهما كان حجمها مؤكدا سموه أن مركز الابتكار الصناعي يعد بادرة وخطوة أولى في الطريق الصحيح من قبل مجلس البحث العلمي ووزارة التجارة والصناعة للنهوض بمتطلبات البحث والتطوير للرقي بالمؤسسات الصناعية بشتى مختلف أحجامها ووضع أسس ودعائم البحث والتطوير والركائز المطلوبة للنهوض بالصناعة والصناعيين، معربا عن أمله في أن تكون الكوادر الأكاديمية والعلمية والصناعية موجودة لدعم مركز الابتكار الصناعي بهدف التقدم بثبات نحو الأمام للرقي بالصناعة في السلطنة.

وقدم سموه شكره للمؤسسات التي ساهمت في دعم المركز وتمنى للكوادر الأكاديمية والعلمية والصناعية الداعمة للمركز التقدم والثبات للرقي بالصناعة في السلطنة.

تعزيز القدرة التنافسة

وكان معالي مقبول بن علي بن سلطان وزير التجارة والصناعة قد ألقى كلمة في حفل افتتاح المركز قال فيها: ان الاستراتيجية الصناعية المستقبلية للسلطنة تتضمن تفعيل نشاط البحث والتطوير لرفع كفاءة وإنتاجية وتنافسية الصناعات العمانية، ومساعدتها على مقابلة مختلف التحديات، موضحا ان مجلس البحث العلمي يعمل على تنظيم شؤون البحث العلمي وتشجيعه ودعمه وفقا لاستراتيجية متكاملة تهدف الى تأسيس أنظمة مبدعة تتجاوب مع المتطلبات المحلية والاتجاهات العالمية وتساند الابتكار والتميز العلمي.

وأشار معاليه إلى انه في ظل التطورات الاقتصادية العالمية المعاصرة وتنامي اتجاهات تحرير التجارة العالمية مصحوبة بالتطور الصناعي التقني الهائل، مؤكدا ان قيام هذا المركز ضرورة لمساعدة قطاع الصناعة العماني على القيام بدوره في تحقيق التنمية الشاملة للسلطنة ويسهم بفعالية في تعزيز القدرة التنافسية لصناعاتنا.

وأوضح وزير التجارة والصناعة ان مركز الابتكار الصناعي يهدف الى تقديم خدماته للصناعات الصغيرة والمتوسطة بالسلطنة بشكل خاص ومساعدتها على أداء الدور الكبير المناط بها في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية موضحا ان هذه المؤسسات بحاجة الى الدراسات والبحوث والاستشارات التي تساعدها على تطوير منتجاتها، وتعزيز قدراتها التنافسية بالسوق المحلي والاسواق العالمية، وكذلك مساعدتها في جوانب الابداع والابتكار ونقل التقنية كما يساهم في الجوانب الفنية والإدارية والتنظيمية والتسويقية وذلك من خلال امكانياته البحثية.

وفروع توسعية مستقبلا

وقال هلال بن حمد الحسني الرئيس التنفيذي للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية في تصريح للصحفيين عقب حفل الافتتاح: يعتبر مركز الابتكار الصناعي من المراكز المهمة والأساسية التي تلعب دورا متميزا في تقديم خدماته الفنية والمساندة لتطوير وتحسين منتجاتنا الوطنية من أجل الرقي بها للدخول في الأسواق التنافسية الجديدة ولا يخفى على احد أن هناك منافسة قوية في الصناعية من خلال المتغيرات وعلينا أن نقوم بتقديم كافة المساندة التي تقوم على دعم وتطوير هذه المنتجات العمانية في السلطنة.

وأضاف الحسني: إن المركز يعتبر أداة حقيقية من خلال تقديم الاستشارات الفنية والأكاديمية وأصبح اليوم هناك مزيج من البحوث الأكاديمية والخبرات الصناعية التي تتوفر بالمركز للقيام بإعداد كافة التصويرات لتطوير المنتج .. وتطوير المنتج لا بد أن تكون له استمرارية حيث ان هناك عددا من المشاريع التي يقوم المركز على دعمها وهناك مشروع من المبادرات الفردية في منجم المعرفة في واحة المعرفة مسقط حيث يتم دعم هؤلاء الشباب من خلال المركز ومتابعة تنفيذ خطوات أعمالهم من حيث تقديم الدراسات الفنية والاستشارية والدعم المادي الذي تم تقديمه لهم ليتمكنوا من تطوير منتجاتهم للدخول في الأسواق العالمية والمجاورة.

وأكد أن المركز أصبح بداية يقوم بتجديد وتقديم وتحفيز هذه المصانع وإدخال فروع للمركز في المناطق الصناعية مثل منطقة صحار ونزوى وريسوت والتي تحتاج إلى مثل هذه المساندة الفنية والعمل على تحفيزها لإيجاد فرص للتجاوب مع الثقافة الابتكارية في السلطنة. مشيرا الى ان المركز سيقوم بإعداد وإقامة ندوات في مختلف المناطق لتعريف الصناعيين بخدمات المركز ومدى إمكانية الاستفادة منه بشكل جيد.

تنمية الصناعة العمانية

من جانبه قال الدكتور حمد بن هاشم الذهب رئيس مجلس إدارة مركز الابتكار الصناعي أن بادرة إنشاء مركز الابتكار الصناعي تعد احدى الخطوات المهمة لتطبيق النهج السديد لباني النهضة العمانية المباركة حيث أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - في أحد خطاباته السامية على ضرورة تنمية الصناعة العمانية والاهتمام بالكوادر الوطنية التي من شأنها أن تسهم في تراكم المعرفة والخبرة العلمية محليا لدفع عجلة التطور والنمو الاقتصادي الذي يعد احد أهداف المركز المنشودة.

وأضاف الذهب في كلمته ان من أهداف مركز الابتكار الصناعي غرس وترسيخ ثقافة الابتكار والبحث وتفعيلها في قطاع الصناعة في السلطنة لتطوير الصناعات العمانية والارتقاء بها ومساعدة القطاع الصناعي لتطوير منتجاته وزيادة قدراته الاستيعابية لدخول أسواق جديدة محلية وعالمية على حد سواء، كما يعمل على بناء القدرات من خلال دمج المهارات العلمية والتكنولوجيا الجديدة والمساعدة في تحليل التحديات التي تواجه التنمية الصناعية وإنشاء دليل متكامل للأغراض الاقتصادية.

أولويات المنظومة الوطنية

كما ألقى الدكتور محمد بن عادل بن سعيد المغيري الأمين العام المساعد لتنمية القدرات البحثية والابتكارية بمجلس البحث العلمي كلمة قال فيها: ان من أهم أولويات المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار على المدى المتوسط والبعيد هو الاستخلاص المعزز للنفط والغاز ومعالجة وتحلية المياه وترشيد استهلاك الطاقة وتطوير البدائل المتجددة والحفاظ على البيئة وتطوير نظم المعلومات والاتصالات.

واشار الى ان المجلس قام بإعداد خطة متكاملة لمحتوى برنامج تنفيذي تجريبي وتكوين لجنة وطنية لمتابعة التنفيذ، وتعيين مدير البرنامج وتمويل أكثر من 75% من تكلفة البرنامج مشيرا إلى أهم المرتكزات المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار والتي تعمل على ربط مدخلات ومخرجات البحث العلمي بالاقتصاد القومي بشكل فال والبحث عن مصادر بديلة للطاقة على المستوى الوطني وتعزيز قدرات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التأثير إيجابيا على النمو الاجتماعي والاقتصادي، وتعزيز قدرات الكوادر المحلية لتكون على مستوى عالمي في الانتاجية.

التوسع والاستدامة الصناعية

من جانبه قال الدكتور عبدالله بن محمد الزكواني مدير مركز الابتكار الصناعي في كلمته أن المركز يركز على بناء منظومة للتقدم نحو التوسع والاستدامة الصناعية من خلال المثابرة على نشر المعرفة وبناء القدرات ويشمل هذا المشروع المجتمع الصناعي والمجتمع البحثي (المراكز الأكاديمية والبحثية) ووسطاء المعرفة (محليا ودوليا) كما يقوم المركز بتفعيل التعاون بين الجانبين عبر وسطاء المعرفة والابتكار وكذلك الاستشاريون الذين يقومون بدور مركزي في هذه المهمة.

الجدير بالذكر ان مركز الابتكار الصناعي تم تأسيسه مطلع العام الماضي وذلك ايمانا بأهمية البحث العلمي بهذا المجال وبالشراكة فيما بين المؤسسة العامة للمناطق الصناعية ومجلس البحث العلمي حيث يعتبر من المشاريع الوطنية التي من شأنها الاسهام برفع وتيرة القطاع الصناعي في السلطنة.

ويهدف المركز الى ايجاد وسائل مستدامة لنشر ثقافة الابتكار في القطاع الصناعي في السلطنة بغرض تطوير الصناعات العمانية والارتقاء بها ومساعدة القطاع الصناعي لتطوير منتجاته وزيادة قدرته الاستيعابية لدخول اسواق جديدة محلية وعالمية على حد سواء.

ويعد المركز بادرة فريدة من نوعها تهدف الى دعم المشاريع الصناعية بالسلطنة وربطها بمراكز البحوث المختلفة وخلال الفترة البسيطة الماضية تم بناء شبكة علاقات جيدة مع المراكز البحثية والاقليمية والدولية لزيادة التعاون في مجال تطوير الصناعات الوطنية.

وتتمثل رؤية المركز في إيجاد ثقافة الابتكار والبحث وتفعيلها في القطاعات الصناعية الى جانب بناء القدرات من خلال دمج المهارات العلمية والتكنولوجية الجديدة، وبشكل أكثر تحديدا فقد تم تصميم البرنامج من اجل تحفيز الابتكار (البحث والتطوير) ونقل الأنشطة في القطاع الصناعي بالاضافة الى تعزيز القدرة على الابتكار في الصناعات العمانية وتعزيز القدرة التنافسية للصناعات العمانية.