الموساد والإنتربول العربي أخبار الشبيبة

    • الموساد والإنتربول العربي أخبار الشبيبة

      كتب - أحمد إبراهيم

      "جان فالجان ومنير داجان" اسمان مختلفان لشخصين مختلفين، إلتقيت بالأول منهما في العشرينيات من عمري وأعجبت بأدواره البطولية على صفحات "البؤساء" للكاتب الفرنسي الكبير "فيكتور هيجو" الذي يقدم في رائعته شخصية "جان فالجان" محطما ونازعا لقوالب الجمود من شريعة الغاب بروح الأحرار في الثورة الفرنسية، وأما الثاني فلم اسمع بهذا الاسم قبل اليوم، وإنما لأول مرة اعرف بان رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) اسمه منير داجان.!

      الموساد كان على وشك الاحتفال وإذا بالإنتربول أصدر أمر الاعتقال، واحتفالات الموساد كثيرة ومغلقة تحت الأرض وما بالعلن إلا القليل من تلك التي تعرف بحفلات التغطية، يعني أن ما يتم الاحتفال به مرة او مرتين علنا ببعض المنجزات ما هو الا للتغطية على كل الهزائم، الا ان إسرائيل استبدلت هذه المرة عنوان الحفل من "التغطية" إلى "الغموض" بشأن الموساد وبما طالبتها كل من لندن وباريس ودبلن بايضاحات حول تزوير واستخدام جوازات سفر مواطنيها.

      استطاعت شرطة دبي وبرؤية قيادة دبي المقتدرة والإمارات الحكيمة والآمنة استصدار الإنتربول أمر الاعتقال، إنه مكسب عربي وإنتصار قومي تجاوز الحدود البرية والبحرية لدولة الامارات وتجاوز حدود ملف إغتيال محمود المبحوح، وبتأكيدات من قيادة شرطة دبي أن "تحقيقاتها تكشف وبنسبة 99% من التأكيد على ضلوع الموساد في هذه الجريمة" .. ولم تكتف بهذا القدر، بل وأضافت إنه "يجب على الانتربول ان تصدر مذكرة للمساعدة في تحديد مكان رئيس الموساد والقاء القبض عليه" وبذلك استرعت انتباه عدة حكومات إلى صور جوازات سفر أوروبية مزورة لـ11 شخصا دخلوا الامارات ليعبثوا بأمنها وليكدروا الصفو بين صفوف الأشقاء العرب.

      إلا ان تلفيقات ليبرمان يوم الاربعاء كانت ان الانتحال اوالتزوير ليس دليلان كافيان، كما تشدق بعده مباشرة وزير خارجية إسرائيل بسلاح الغموض وان "الغموض هو من أدواتنا الإستراتيجية سنحافظ عليها وسنتواصل بها..!"

      نحن أمام منعطف له مكسب تاريخي وإستراتيجي لكل العرب، انه بداية فشل (الموساد) أمام نجاح دبي، وإنه بداية نجاح عربي في تحويل الموساد من حجمها الخرافي الى حجمها الطبيعي في الأذهان، الموساد لم نقرأها اكثر من حلقات رفعت الجمال أو رأفت الهجان، إنها ليس الا جهاز المخابرات الإسرائيلية المسمى بالموساد، ويعني الخط الدفاعي الأول المكلف بعمليات التجسس والتصفية الجسدية ومكافحة عمليات المقاومة والنضال من جانب الفلسطينيين، وينصب الهدف الرئيسي للموساد على الدول العربية والمنظمات التابعة لها والمنتشرة بكافة أنحاء العالم بالإضافة إلى التنظيم المستتر لهجرة اليهود من سوريا وإيران وأثيوبيا، ويتركز نشاط عملاء الموساد أيضا في الدول الغربية والأمم المتحدة.

      الموساد ليست على المريخ ولا على كواكب أخرى وانما المركز الرئيسي للموساد يقع على مساحات من الشعب الفلسطيني بمدينة تل أبيب ولايتجاوز عدد عامليها 1500 فرد حسب تقديرات مسجلة في أواخر الثمانينيات، وقد يكون أقل من هذا العدد بكثير بعد إستعاضة كثافة الكادر البشري بالتقنيات الآلية الدقيقة والمصغّرةmicro ، ومن أولى مؤشرات عدم دقة أجهزة الموساد، مقابل دقة أجهز شرطة دبي، إستعانة الأولى بالتزوير، وتعريتها أمام الثانية ثم أمام كل العالم بأن الموساد لجأت للتزوير وهى التي استخدمت جوازات سفر مواطنين من دول أخرى لعملائها.

      ومنعطف آخر للموساد، ولخلاف لما جرت العادة على عدم الافصاح عن اسم وهوية رئيس (الموساد) باعتباره أحد الرموز والأسرار الأمنية المحظورة، نرى الاعلام كلها تعلن اليوم عن اسم (منير داجان) كما كان يعلن يوما في قاعات المسارح والسينماءات لمشاهدي البؤساء عن (جان فالجان)، وعلى ذمة ذاكرتي وما قرأتها في سبتمبر 2002م عن الرئيس الجديد للموساد اسمه "مائير داجان"، ونقرأه اليوم (منير داجان) وقد يكون هو نفسه غير اسمه الى منير أو استخدمه لتنوير العرب بإنارة مزورة لمنير مزور، خاصة ان سياسة إسرائيل الدولية وعقيدتها الحاخامية تسمح بالقتل والتزوير إذا كان العرب هم المستهدفون.

      الموساد الفاشلة أمام نجاحات دبي، يعيد للأذهان ان (الموساد) لاتعني نجاح تلو النجاح، وانما فشلها أكثر من نجاحاتها، لكن حفلات التغطية كما أسلفت تطفئ أعوام الفشل بشمعة النجاح، ففي 7 يناير 1974م فشلت (الموساد) بمدينة ليلهامر بالنرويج وبخمسة من أكفأ من عملائها بقتل "أحمد بوشيقي" من أصل جزائري كان يحمل جواز سفر مغربي خطأ منهم بأنه "علي أحمد سلامه" رئيس أمن منظمة التحرير الفلسطينية الذي كان يعتقد أنه المدبر الأول لمذبحة الرياضيين الإسرائيليين بدورة الألعاب الأولمبية بمدينة ميونيخ عام 1972م.

      وفي عام 1996 فشلت (الموساد) أمام فراسة الأمن المصري عندما أعلنت سلطات الأمن المصرية عن سقوط سبع شبكات تجسس إسرائيلية وفي 15 نوفمبر 1995م فشلت (الموساد) في تأمين الحياة لرئيس الوزراء الإسرائيلي "إسحق رابين" الذي اغتيل على يد اليهودي المتشدد من أصل يمني "إيجال عمير" .. ولعل "عمير" بأصوله العربية إنفرد بين الإسرائيليين بكفاءات إختراقية للخط الدفاع الإسرائيلي الأول: (الموساد) .. وفي نفس الفترة تم إغتيال مواطن سويدي وعن طريق الخطأ من الموساد والذي على إثره تمت إقالة رئيسها من منصبه، وتم للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل الافصاح عن الاسم الكامل لرئيس الموساد الجديد عندما قرر "بيريز" علنا إسناد المهمة الى الجنرال "داني ياتوم".

      وفي 24 سبتمبر 1997م استطاعت قوة خاصة من الموساد التسلل إلى الأراضي الأردنية بجوازات سفر كندية مزورة لاغتيال "خالد مشعل" كبير القادة السياسيين بحركة حماس بعد حقنه بمادة مسممة، ولكنها فشلت امام نجاح السلطات الأردنية في الحصول على اعترافات مثيرة استطاعت من خلالها ممارسة الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإطلاق سراح الشيخ "أحمد ياسين" مؤسس حركة حماس.

      حقا إنه منعطف تاريخي لتتويج الحق وتعرية التزوير، فالصهاينة هم الذين زوروا تاريخ المنطقة وحذفوا منها بطولات أمجادها من أبنائها الشرعيين، ونسبوها زورا الى عملاء الموساد والى من جلس وسيجلس في الوزارة الحربية بتل أبيب من موشي دايان الى ليبرمان، وهم الذين خدعوا الشعب الإسرائيلي وخدّروه بالاعلام الكاذب، الاعلام آخ من الاعلام ومن تلك الأبواق المأجورة التي تشحنها حفنات من الدولارات لتبطل الحق وتحيى الباطل، فيولد للفضائيات أبناء شرعيون، هم الأحفاد اللاشرعيين لذلك الثراء الفاحش، الذي أوهمنا أينما وجد جان فالجان او رأفت الهجّان فعن يمينيه وشماله وخلفه وفوقه بل وتحت (منير داجان)

      *كاتب إماراتي.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions