تحقيق: محمود بن سعيد العوفي
- المعاملة الجيدة للمعلم والإدارة المدرسية تحسن سلوكيات الطالب
- النصح والإرشاد والمشاركة في الأنشطة أفضل الطرق لترويش المشاكسين
- متابعة أولياء الأمور لأبنائهم بالمدرسة ينعكس إيجاباً في سلوكياتهم وتحصيلهم الدراسي
- على التلميذ أن يعامل المعلم باحترام وتقدير حتى ينشأ إنساناً صالحاً ومتعلماً
مقدمة
-----------------------
كان الطالب فيما مضى لا يقوى على النظر في وجه معلمه، احتراماً لقوة شخصيته وهيبته، والعصا التي يلوح بها، فيما بدت الأمور تتبدل في عصر التطور والانفتاح، حيث لم يعد لتلك المفردة أهمية ولا تشكل رادعا لترهيب الطلاب في المدرسة، حتى بدأ التطاول على بعض المدرسين من قبل الطلبة فذهبت هيبة المعلم سدى ، ولا شك بأن البيئة الأسرية التي يعيش فيها الطالب التي تخلو من المراقبة والمتابعة والاهتمام تنعكس سلباً على البيئة المدرسية ولكن إذا وجد التعاون بين الأسرة وإدارة المدرسة سينعكس إيجاباً على صفات وسلوكيات الطالب وتحصيله الدراسي، وبالتالي بات من الضروري متابعة ولي الأمر لابنه الطالب باستمرار على الأقل في كل نهاية شهر يقوم بزيارة المدرسة ومقابلة المعلمين حتى يقف على سيرة ابنه التلميذ الأخلاقية والعلمية وبذلك يطمئن عليه، ولا شك أننا نعول على المعلم بأشياء كبيرة لأنه صاحب رسالة يجب تأديتها بإخلاص وإتقان وأن يصنع قوة لشخصيته وأن يتمتع ببعض الصفات الجميلة التي تساعده على أداء عمله على أكمل وجه ، ولن نخوض كثيراً في التقديم؛ لأن هناك ثمة أسئلة كثيرة تحتاج إلى أجوبة ووقفة حقيقية من قبل وزارة التربية والتعليم ولكن في ثنايا تحقيقنا آراء المعلمين والطلبة وأولياء الأمور.. فإلى التفاصيل.
-------------------------------
في البداية يرى المعلم صالح بن علي بن حميد المعمري مدير إحدى المدارس الحكومية: أن النظام التربوي يحرص على هيبة المعلم واحترامه باعتباره صاحب سلطة في الغرفة الصفية وفي المدرسة"، مشيرا الى إن الضرب لا يصلح أن يكون وسيلة للعقاب في المدارس ، بل يجب اللجوء إلى وسائل التوجيه والحوار والمناقشة، وقال: إن الضرب في المدارس واقع لا يرقى إلى مستوى الظاهرة في مؤسساتنا التعليمية، بل هو حالات تحدث هنا وهناك فإذا كانت هناك علاقة وطيدة بين المدرسة والطلاب والمجتمع الخارجي لا تكون هناك أية مشكلة إطلاقاً فإذا شعر الطالب بأن المعلم أب وأخ عندما يتم معاملته باحترام وتقدير، حتى ولو كان أخطأ ، وبالتالي عندما يرى إحساس الأبوة والأخوة موجود يستحيل أنه يمد يده أو يتلفظ بلسانه بكلمة نابية أو يستخدم آلة حادة ، وإذا كان لا يوجد تواصل بين المدرسة والمجتمع الخارجي أكيد ستكون هناك مشاكل كثيرة لأن المدرسة غير منزوية عن المجتمع الخارجي لأنه في الأصل الموجودون فيها هم من المجتمع نفسه سواء كانوا معلمين أو إداريين أو طلابا، وأوضح المعمري بأن المدرسة التي يديرها يوجد بها ألف ومائة طالب ولكن يراهم كأنهم طالب واحد..! وقال: لأننا لا نتعامل مع الطالب بمنطق لماذا أخطأت وبسرعة العقاب؟ ولكن نسأله عن سبب الخطأ ونحاول نصحه وإرشاده ونوضح له حجم المشكلة ونتائجها وكان هناك نماذج من الطلبة المشاكسين والحمد لله تمت معالجتهم بالطرق السليمة وذلك عبر مبدأ الأب والأخ وأشغلنا وقت الطالب بما يفيده ويحقق له كيانه وذاته وبالتالي تغير الطالب إلى الطريق القويم. المدرسة وأولياء الأمور وقال صالح المعمري: وأتمنى من أولياء الأمور أن يفعّلوا علاقتهم مع المدرسة بحيث تكون علاقة متينة لأنهم سلموا المدرسة فلذات أكبادهم وبالتالي لزم عليهم متابعة أبنائهم سواء كان بالاتصال أو بالزيارة أو إرسال رسالة عن طريق البريد الالكتروني وحاليا سهلت الأمور من خلال البوابة التعليمية ونحن متواصلون معهم من خلال الرسائل القصيرة وجلساتنا المستمرة معهم، وأناشد الطلبة بأن يجعلوا في مخيلتهم همّ عمان الوطن دائما، فإذا وضع كل طالب في باله مصلحة وأهمية وطنه فأكيد أنه سيلغي جميع الأشياء السلبية ويتجه إلى التحصيل الدراسي من أجل أن ينفع بلاده وإذا كل طالب فكر وتأمل في المنجزات التي تحققت على أرض عمان الغالية فيستحيل أن يكون هناك طالب فاشل بل سيكون الجميع ممتازين في كل شيء، في التحصيل الدراسي والأخلاق.
الضرب ليس حلاً
ومن جانبه أكد عادل بن سليمان بن ناصر العبيداني أخصائي اجتماعي في إحدى المدارس الحكومية بأن الطالب إذا كانت عنده مشكلة معينة تعتمد حلها عن طريق دراسة الحالة من قبل الأخصائي وذلك من خلال جمع المعلومات ومقابلة الطالب ثم يتم تشخيص الحالة وبعدها تتم معالجتها بالتعاون مع الأسرة وإدارة المدرسة، وتختلف مشاكل الطلاب فإذا كانت خاصة بالدراسة نتعاون مع لجنة التحصيل الدراسي بالمدرسة وأولياء الأمور أما إذا كانت مشاكل صحية يتم تحويل الطالب إلى المستشفى ومتابعة حالته أما إذا كانت اجتماعية أو أسرية فنطلب من ولي أمر الطالب الحضور إلى إدارة المدرسة ونتحاور معه ونبحث حتى نجد طريقة متفقة لحل مشكلة ابنه، موضحاً بأن لكل مشكلة حل، فإذا كان الطالب مشاغبا في الفصل أو المدرسة فبالتأكيد هناك أسباب جعلته يكون هكذا، وعندما يتوصل الأخصائي إلى الأسباب الكامنة من بينها ربما يكون هناك تفكك أسري أو ربما دلع زائد في المنزل أو غيرها من الظروف وبالتالي يتم تهدئة الطالب ويكون طالبا منتظما ويتم تشجيعه ومشاركته في الأنشطة ولا شك أنه سيتغير إلى الأحسن، من خلال تعديل سلوكه وإكسابه القدرة على التوافق الاجتماعي السوي وتهيئة ظروفه الملائمة التي تساعده على التوافق الاجتماعي وتقبله الدراسي، أما الضرب ليست الوسيلة التي تعالج مشاكل الطلاب ولكن النصح والإرشاد والموعظة تعطي ثمارا جيدة.
سمات المعلم وقال المعلم عبدالله بن خميس بن سليمان الهنائي: بما أني معلم في سلك التدريس منذ سبع سنوات تقريباً لا شك بأن المعلم يواجه الكثير من الصعوبات والضغوطات حيث يجد المعلم في قاعة الفصل فروقا فردية بين الطلاب سواء كان على المستوى التحصيلي أو الأخلاقي وهنا يجب على المعلم أن يتعامل مع طلابه بالوسطية فلا يكون شديدا ولا يكون متساهلا كثيراً ، حيث إنه إذا كان شديدا فالطالب لن يحب المعلم ويكره المادة التي يدرسها، فينبغي على المعلم أن يستخدم دبلوماسية معينة مع الطلاب وبأسلوب جميل وراق، معتبراً المعلم الذي يستخدم الضرب فاشلاً بكل المقاييس؛ لأن المعلم الذي تتوافر فيه السمات الشخصية اللازمة والواجب توافرها في المعلم الناجح لن تجد العصا أو غيرها من وسائل العقاب إلى يده سبيلاً ، ويضيف: إن من أهم الآثار المترتبة على الضرب هو اهتزاز شخصية الطالب وفقدانه الثقة في نفسه، وتعطل ظهور مهاراته وفكره الإبداعي، إلى جانب عدوانيته وبروز سلوك الضدية لديه، كذلك يتولد لدى التلميذ كره للمدرسة وكل ما يتعلق بالعملية التربوية من العوامل الأخرى، إضافة إلى تأصل السلوك غير المرغوب فيه من باب التحدي في بداية الأمر ثم يصبح سمة شخصية كما وأن تكليف الطالب المشاغب بأعمال تخص الفصل يشعره بقيمته ويرفع من شخصيته، ونتمنى من الطلبة الاهتمام بدراستهم وأن يعزفوا عن المشاغبة والمشاكسة وأن يبادلوا معلميهم الاحترام والتقدير. التدرج في العقاب وأوضح المعلم خالد بن حميد بن حارث المياحي أخصائي قواعد بيانات قائلاً: الضرب وسيلة تنفير ويزرع الضغينة، وله آثار نفسية وجسمية واجتماعية ويقول هناك بدائل كثيرة للضرب أهمها: الصبر والتدرج في العقاب، والعطاء والتشجيع والثناء للمجيدين والمنضبطين، والطالب العنيف لا تتولد لديه في تلك اللحظة أساليب العنف وإنما نتيجة تراكمات سواء كانت من الأسرة أو من الأساليب العشوائية التي يسودها الأطر العلمية لمعالجة مشاكل الطلبة من قبل المجتمع المدرسي والمتمثل في المعلم والمدير والأخصائي، وقال: لا توجد لدينا أية مشكلة في التعامل مع الطالب سواء أكان مشاغبا أو مستقيما ما دام التعاون مستمر من ولي الأمر ولكن إذا كان ولي الأمر بعيدا كل البعد عن ابنه أصلا لا شك أن الطالب ستكون سلوكياته غير طيبة ونحن في الحقيقة نعول بالكثير على الأسرة وعلى تعاونها مع البيئة المدرسية. الضرب يولد الكراهية أما الطالب أكرم بن راشد بن حمود السلماني المقيد بالصف الحادي عشر فيقول: المدرسة البيت الثاني للطالب وإذا واجهتني أية مشكلة أثناء الدراسة أبلغ مباشرة مدير المدرسة وهو بدوره يقوم بحلها أو تحويلها إلى الأخصائي الاجتماعي، مضيفاً بأن الانفتاح في إدارة المدرسة مع الطلاب يعطي إيجابية وقال: أنا لست ضد الضرب ولست مع الضرب مطلقا إنما بشرط أن يكون الضرب هدفه تعليميا وليس تأديبيا لأن الضرب يولد الكراهية ويبرز الشر لدى الطالب. والدي يتابع دروسي ويتفق معه زميله الطالب محمد بن أحمد بن حميد الغساني المقيد بالصف الحادي عشر بأنه لا يتقبل الضرب من قبل المعلم ويكفي نصحه وإرشاده إذا أخطأ ، مشيراً إلى أن والده لم يقم بزيارته في المدرسة بسبب أنه شاب كبير وأن آخر زيارة كانت لوالده عندما كان في الصف الثامن ولكن والده يتابع دروسه في المنزل وبالتالي يعرف مستواه الدراسي وسلوكياته: وقال : الحمد لله بفضل جهود المدرسة التي تبذلها لنا نحن الطلاب جعلتني أشارك في جميع الأنشطة سواء في الإذاعة المدرسية أو غيرها، مضيفاً: بأن أخلاق وسلوكيات الطلاب لا تنتج من البيئة المدرسية وإنما من البيئة الأسرية التي يعيشها متمنياً من زملائه الاهتمام بالدراسة. تبادل الاحترام بينما يتمنى الطالب فهد بن سرحان بن سلمان الحاتمي المقيد بالصف الحادي عشر بأن يتعامل المعلم مع الطلاب بأسلوب راق سواء في السلوك أو في شرح المادة التي يدرسها وقال: المادة ترتبط بالمعلم، بمعنى إذا كان الطالب مرتاحا مع المعلم بالتأكيد سيفهم المادة ، موضحاً: بأنه لم تصادفه أية مشكلة أثناء مسيرة دراسته لأنه يتبادل الاحترام مع المعلمين، وينصح الطالب المشاغب بأن يتجنب المشاكل وأن يحبب نفسه مع المعلمين وأن يعرف قيمة العلم لأن العلم يوصله إلى أعلى المراتب. الأنشطة الطلابية
ويقول الطالب حمود بن سالم بن محمد الشرياني المقيد بالصف الحادي عشر: الأنشطة الطلابية تحل من المشاكل والفوضى التي يعملها الطالب في المدرسة وتشغله ويجب على مدير المدرسة أن يعطي حرية الاختيار للطلاب في اختيار النشاط الذي يرغب فيه وقال: عندما أرغب في الخروج من المدرسة استأذن من مدير المدرسة أو الأخصائي الاجتماعي، ويقترح الشرياني أنه: إذا أخطأ الطالب أن تتم معاقبته بالدرجات ومؤكداً هو لا يرجح الضرب في المدرسة. المعاملة السيئة
من جانبه عزا الطالب عصام بن زاهر بن حمود السلماني المقيد بالصف الحادي عشر تراجع هيبة المعلم أمام طلابه الى ما قال إنها "معاملة سيئة يتلقاها الطلبة من معلميهم، والتي في كثير من الأحيان تفرض على الطالب ضغوطا وتوجد فيه أحقادا تجاه معلمه"، داعيا المعلم إلى التعامل بأسلوب علمي مع طلبته، مضيفاً: بأن هناك مشاكل يقوم بها الطالب تستاهل العقاب ولكن بشرط ألا يكون العقاب أكبر من الخطأ لأن في هذه الناحية يكون الطالب ثورة بركان، مؤكداً بأن الضرب موجود في المدارس ولكن ليس بكثرة والمعلم عندما يحمل العصا فإنه يفعل ذلك للتخويف فقط، وأخيراً يقول: عندنا في المدرسة برنامج ( أبدع وتعلم) وهو برنامج يحل مشاكل ضعف الطالب.
ولي أمر يشتكي
وبالصدفة وجدنا حمدان بن حبيب بن خلفان الخروصي في إحدى المدارس الحكومية جاء ليشتكي بأن أحد أبنائه مضروب بضرب مبرح من قبل أحد المعلمين من الجنسيات العربية حيث قال: ولدي طالب في المدرسة وأحد المعلمين قام بضربه بضرب مبرح وعندما سألت ولدي ما السبب الذي جعل المعلم يضربك بهذه الصورة؟ قال لي السبب تعليق لوحة في جدار الصف وأنا أخطأت في تعليقها وقام المعلم بضربي مضيفاً : يجب على المعلم أن ينبه الطالب إذا أخطأ وينصحه ويرشده وإذا لم يستجيب أن تطلب إدارة المدرسة ولي أمره ونحن الآباء قادرون على تربية أولادنا ولكن الطريقة التي قام بها المعلم بضرب ولدي غير طيبة وقال: يوجد في كل مدرسة إدارة وينبغي عليها مراقبة الطلاب والمعلمين وأن تقف محايدة بينهم وعلى الأخصائي الاجتماعي متابعة أمور الطلبة وتذليل عقباتهم، ومساعدتهم والأخذ بأيديهم، مؤكداً بأن الضرب يجعل الطالب لا يحب المدرسة إطلاقاً.
القوانين وأولياء الأمور
وأخيراً يعول سيف بن خميس اليحيائي على أولياء الأمور والقوانين ويقول :حينما يتزمت الآباء في كثير من شؤون حياة أولادهم يبحث هؤلاء الأولاد عادة عن وسائل لإظهار تفردهم وتميزهم عن غيرهم، والطلاب الذين يشعرون بالغضب أو المرارة ينتقمون ممن حولهم عن طريق عدم الامتثال مشيراً إلى أن هيبة المعلم واحترامه أهم عنصر لنجاح العملية التعليمية، وقال : إذا أصبح الطالب بلا متابعة رادعة في البيت والمدرسة ستكون كارثة كبيرة.أخيراً... لم يكن التجوال بين حنايا أضلاع المعلمين والطلبة وأولياء الأمور سهلاً، حول هذه القضية التي تمس فلذات الأكباد، أبناء المستقبل الذي يعول عليهم الوطن كثيراً، وإذا ما رجعنا إلى الوراء قليلاً كان للمعلم هيبته في السابق، ولكنها الآن أصبحت "في مهب الريح"، فأين يكمن السبب؟ وسؤالي لماذا أيها المعلم لا ترجع هيبتك أمام طلابك مثلما كنت في السابق تهاب معلمك؟، وعليك أيها المعلم أن تتذكر أن نجاحك في مهمتك التعليمية والتعلمية لا يتم على وجه أكمل بمجرد امتلاكك المعلومات والمعرفة الخاصة بموضوع الدرس بل عليك أن تفهم ديناميكيات الطلبة وأن تتقن مهارات إدارة الصف كتوفير المناخ النفسي والاجتماعي الملائم لعملية التعلم واستخدام أساليب وطرائق التعلم والتعليم التي تقوم على المشاركة والتعاون والحوار للوصول إلى الأهداف المشتركة من عمليتي التعليم والتعلم ، بالإضافة إلى ذلك نتمنى من أولياء الأمورالتعاون مع إدارة المدرسة لمتابعة أبنائهم سواء كان في سلوكياتهم أو في العملية التعليمية، حتى لا يتطاول الطالب على المعلم برفع أية أداة حادة أو كلمة تسيء له. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حسين الهلالي المدعي العام: القانون أعطى الحق للمعلم في التأديب فلا يجب أن يتجاوزه بإيذاء التلميذ أو المساس بسلامة بدنه وعلى الطالب معاملة المعلم معاملة الأب أكد سعادة الشيخ حسين بن علي الهلالي المدعي العام: بأن قانون الجزاء يحتوي على الأفعال التي يؤثمها المشرع ويخضع مرتكبيها للعقوبة ، فلكل شخص الحق في سلامة البدن، وبالتالي فأي اعتداء عليه يخضع للتجريم، ولا شك أن المعلم هو بمثابة الأب فيجب أن يحترم، ذلك أنه يؤثر في المجتمع بوجه عام من حيث الاضطلاع بتربية وتعليم التلاميذ الذين يشكلون المستقبل المرجو لهذا الوطن، ومن هذا المنطلق نظم المشرع العماني ما يمس المعلم من أفعال وراعى توجهه نحو الارتقاء بالمستوى التربوي للتلميذ إذ أباح ضروب التأديب التي ينزلها بالأولاد في حدود ما يبيحه العرف العام، كما جرم القانون الاعتداء على الموظف ( سواء كان معلماً أو غير ذلك) بالضرب أثناء قيامه بوظيفته أو بمناسبة قيامه بها وعاقب مرتكب هذه الجريمة بالسجن ثلاثة أشهر إلى سنة وبغرامة من عشرة ريالات إلى مائتين، أما إذا وقعت إهانة عليه بالكلام أو بالحركات علانية أو بالنشر أثناء قيامه بوظيفته أو بمناسبة قيامه بها يعاقب مرتكب هذه الجريمة بالسجن من عشرة أيام إلى ستة أشهر. وإذا كان الاعتداء بالطعن بالسكين أو بإطلاق النار فينظر إلى مدى توافر أركان جريمة محاولة القتل من خلال التحقيق فإن ثبتت أدلة الإثبات القاطعة على وقوعها ونسبتها إلى فاعلها فإنه يعاقب بالسجن لمدة خمس عشرة سنة وقد تخفض العقوبة، كما قد تزيد لتصل إلى عقوبات مغلظة أخرى إذا توافرت ظروف مشددة منصوص عليها قانوناً. وأضاف سعادته: الادعاء العام تعامل مع هذه الجرائم من منطلق كونه النائب عن المجتمع والممثل له والساعي إلى تحقيق موجبات القانون فغايته تحقيق العدالة وإنصاف المظلوم والأخذ بيد الضعيف، وهذا توجه الادعاء العام نحو كافة القضايا التي يضطلع بها. وحول عدد القضايا التي تلقاها الادعاء العام بين الطالب والمعلم أوضح سعادة الشيخ المدعي العام: بأن عدد القضايا قليل جداً التي تلقاها الادعاء العام من هذه القضايا التي يكون طرفاها الطالب والمعلم، فبعض هذه القضايا يخلص التحقيق فيها إلى عدم كفاية الدليل أو عدم الصحة وقد حفظت إحدى هذه القضايا بعد أن ادعى تلميذ واقعة أثبت التحقيق عدم صحتها، أما بعضها الآخر فإذا رجحت أدلة الإسناد على أدلة النفي فيها فإن الادعاء العام يحيلها إلى المحكمة لمعاقبة مرتكبيها وحتى تكون العقوبة زاجرة لهم ورادعة لغيرهم ممن لا يقدرون الرسالة التي يحملها المعلمون في مجال التربية والتعليم لا سيما إذا كان موضوعها اعتداء على المعلم الذي هو بمثابة الأب ويجب أن يحاط بكل احترام وتقدير. وأخيراً وجه سعادة الشيخ حسين الهلالي المدعي العام نصيحة إلى المعلم والطالب قائلاً: أقول للمعلم أن القانون أعطى لك الحق في التأديب فلا يجب أن تتجاوزه بإيذاء التلميذ أو المساس بسلامة بدنه، وأنه يجب أن تسلك الوسائل التربوية الأخرى للتأديب والتوجيه والعقاب – إذا لزم الأمر – دون تجاوز حرصاً على أن تتم العملية التعليمية في أجواء من الحب والاحترام المتبادل. وأقول للطالب أن المعلم له كامل الاحترام والتقدير وعليك أن تعامله معاملة الأب فلا تتجاوز في الحديث معه ولا يجب أن تكون علاقتك به خصومة في مركز الشرطة أو المحكمة إنما علاقة ود وتبجيل وشكر لأداء رسالته نحوك بتربيتك وتعليمك حتى تنشأ إنساناً صالحاً لوطنك. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدكتورة منى الجردانية : - الوزارة وضعت أنظمة وضوابط لتنظيم العلاقة بين الطالب والمعلم والحد من السلوكيات غير المرغوب بها - لجنة الانتظام والانضباط الطلابي يناط إليها النظر في أمور الطلبة وحل مشاكلهم سواء داخل المدرسة أو خارجها وعن تفسير وزارة التربية والتعليم حول هذه الظاهرة قالت سعادة الدكتورة منى بنت سالم الجردانية وكيلة وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج: بداية لابد من الإشارة إلى وزارة التربية والتعليم وانطلاقا من مهامها المتمثلة في إعداد أجيال هذا الوطن بما يحقق طموحات وتطلعات القيادة الحكيمة ،فانها تسعى دائما إلى غرس القيم النبيلة والأخلاق الحميدة في نفوس الطلبة بالتعاون مع الأسرة منذ دخولهم المدرسة ، وحتى انتهائه من آخر مراحل دراسته في المدرسة ، وذلك في خط متواز مع ما يتلقاه الطالب مع علوم ومعارف في المدرسة. وأكدت سعادتها: بأن لا يمكن القول بأي حال من الأحوال بأن ما تمت الاشارة اليه أصبح يشكل ظاهرة في مدارسنا ، بل على العكس من ذلك فجميع المعلمين في مدارسنا يتمتعون بتقدير عال من قبل طلابهم ، والاحترام المتبادل فيما بين الطرفين هي السمة الغالبة على هذه العلاقة . صحيح أن هناك بعض السلوكيات غير المرغوبة التي تأتي نتيجة لموقف لحظي، لكن ذلك من غير الجائز تعميمه على الجميع ، إذ أن هناك من الأنظمة والضوابط التي وضعتها الوزارة من أجل تنظيم العلاقة بين الطالب والمعلم ، ما يكفل من الحد من مثل هذه السلوكيات التي أشرتم إليها ، ومع كل ذلك تبقى العلاقة الايجابية والمحبة المتبادلة بين المعلم وطلابه هي الأساس في مثل هذه الحالات . الأنظمة واللوائح وحول الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لمعالجة مثل هذه المشاكل التي تحدث بين الطالب والمعلم ، أوضحت سعادة الدكتورة وكيلة وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج بأن وزارة التربية والتعليم وضعت منذ انطلاق النهضة التعليمية بالسلطنة مجموعة من الأنظمة واللوائح التي تنظم سير العملية التعليمية في مختلف المجالات ، ومنها ما ينظم العلاقة بين المعلم والطالب وإدارة المدرسة وزملائه ، فهناك على سبيل المثال لائحة شؤون الطلاب ، كما أن الوزارة تسعى دائما إلى تجديد وتطوير تلك اللوائح و الأنظمة والضوابط بما يتوافق مع كل مرحلة وفقا للمستجدات التربوية التي تحدث في هذا المجال ، وفي بداية كل عام دراسي تشكل لجان خاصة كلجنة الانتظام والانضباط الطلابي يناط إليها النظر في أمور الطلبة ، للجلوس والتحاورمعهم والاستماع إليهم وحل مشاكلهم والتعرف عليهم عن قرب، بقصد معرفة ما يمرون به من مشاكل سواء داخل المدرسة أو خارجها وهذا من أكثر الأمور التي يحتاجها الطالب في مراحله العمرية الأولية. وأضافت سعادتها : يوجد في كل مدرسة أخصائي اجتماعي أو أكثر حسب الكثافة الطلابية بها ، وهو يقوم بدور على جانب كبير من الأهمية ، وله تواصله الدائم مع مختلف الفئات الطلابية بالمدرسة ، ويعمل بالتعاون مع إدارة المدرسة على ايجاد الحلول الناجحة للمشكلات التي قد تعترض الطلبة . دليل للأخصائيين الاجتماعيين وأشارت سعادة الدكتورة: إلى أن الوزارة تقوم عبر أجهزتها المختصة بتنفيذ وتفعيل البرامج الوقائية والأساليب الإيجابية البديلة في التعامل مع الطلبة، ونشر الثقافة الإيجابية عند التعامل مع السلوكيات الطلابية في المدرسة خصوصا من قبل المعلمين، وتم وضع دليل للأخصائيين الاجتماعيين يحتوي على العديد من النقاط المهمة التي تعين الأخصائي الاجتماعي على أداء دوره على أكمل وجه ، وتوفير أخصائيين نفسيين في المحافظات والمناطق التعليمية، وتنفيذ مجموعة من البرامج التدريبية عن بعض السلوكيات غير المرغوب فيها داخل المدرسة وآلية التعامل معها ، ومن هذه البرامج : ملتقيات الأخصائيين الاجتماعيين التي عالجت الكثير من الظواهر ضمن برامجها التدريبية،و برنامج تنمية مهارات إدارة السلوك الطلابي وما احتواه من تدريب للمعلمين الجدد وإكسابهم مهارات التعامل مع الطلبة. إدارة سلوك الطلابي مضيفة سعادتها قائلة: ولو تحدثنا على سبيل المثال عن برنامج مهارات إدارة السلوك الطلابي في المدرسة ، فقد تم إصداره في كتاب في العام الدراسي 2008/2009م ، وتم تنفيذ برنامجا تعريفيا عنه بتاريخ 18/2/2009م لتعريف الفئات التربوية باستراتيجيات ومهارات التعامل مع السلوكيات الطلابية في المدرسة، تلاه تنفيذ البرنامج التدريبي للمعلمين الجدد في بداية العام الدراسي الحالي 2009/2010م حول مهارات إدارة السلوك الطلابي بجميع المحافظات والمناطق التعليمية.وتم توزيع نسخ الكتاب على جميع المدارس في المحافظات والمناطق التعليمية للاستفادة منه في المدارس. ويتعلق هذا البرنامج بتنفيذ التدخلات السلوكية الإيجابية الموجهة للطلبة ، باستخدام استراتيجيات وأساليب مخطط لها من قبل المعلمين أو الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة لتعليم وإكساب الطلبة السلوكيات المرغوبة ، ومنها: أساليب التحدث والاتصال مع الطلبة ، وطرق التدريس، وتعليم المهارات الاجتماعية ، وتحفيز دافعية الطلبة. كما يتعلق هذا البرنامج بالتعامل السليم مع المواقف اليومية أو السلوكيات غير المرغوبة التي تحدث في الصف، وتتضمن:تقييم السلوك غير المرغوب، والتعريف الإجرائي للسلوك غير المرغوب، وتعديل البيئة المحيطة بالطالب وتعديل السلوك، والمكافأة والتعزيز للسلوكيات البديلة.
وذكرت سعادتها أن مبررات تنفيذ هذا البرنامج هي : أنها تأتي ضمن إطار تفعيل دور المعلمين في التعامل مع السلوكيات الطلابية المختلفة، وتعليم الطلبة ممارسة القواعد السلوكية المدرسية والصفية، والحد من تزايد السلوكيات غير المرغوبة. وهكذا يمكن القول أن مثل هذه البرامج التي تنفذها الوزارة بشكل دائم ومستمر، تستهدف غرس القيم الايجابية في نفوس الطلبة ، بما يجعلها سلوكا وعادة ممارسة في حياتهم اليومية ، وهنا لابد من الإشارة إلى إن تعاون الأسرة مع هذه الجهود، والتواصل الدائم مع إدارات المدارس ، سيسهم وبشكل فاعل في الحد من السلوكيات غير المرغوبة إلى حد كبير، إن لم نقل القضاء عليها نهائيا داخل مدارسنا .
عقوبات الطالب والمعلم
وعن العقوبات التي يخضع لها الطالب والمعلم من قبل وزارة التربية والتعليم في حالة اعتداء أي منهما على الآخر قالت سعادة الدكتورة منى الجردانية وكيلة وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج: حددت لائحة شؤون الطلاب لمدارس التعليم الأساسي والعام الصادرة بالقرار الوزاري رقم (56/2008) ، الإجراءات التي يتم اتخاذها في حالة قيام الطالب بالاعتداء على الآخرين في المدرسة، فالفصل الرابع من هذه اللائحة تناول الانتظام الدراسي والانضباط السلوكي للطلاب، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الإجراءات تشمل الإجراءات الإرشادية والعلاجية لسلوك الطالب.
ونصّ البند (ب) من المادة (21) من هذه اللائحة المشار إليها سابقا، على فصل الطالب فصلاً نهائياً بقرار من الوزير في حالة الاعتداء على أحد العاملين بالمدرسة.
كما أنه توجد استمارة ( الضوابط والإجراءات المتبعة بشأن تحقيق الانضباط السلوكي للطلبة في المدارس) التي تم تفعيلها والعمل بها في مطلع العام الدراسي الحالي، والتي تتوافق في بنودها مع لائحة شؤون الطلاب، و تهدف لتحديد الإجراءات المتبعة مع المعلم والطالب قبل اتخاذ أي قرار إداري من قبل المعنيين في المديريات التعليمية بالمحافظات والمناطق. أما فيما يتعلق بالعقوبات التي يخضع لها المعلم في حالة اعتدائه على الطالب ـ إن حدث ذلك ـ فهناك العديد من الإجراءات الإدارية التي تقوم بها الوزارة تجاه هذا الموضوع، فلكل موقف أنظمة وضوابط لابد أن يخضع لها الجميع .نصيحة للجميع
وفي نهاية حديثها وجهت سعادة الدكتورة منى الجردانية وكيلة وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج نصيحة إلى الطالب والمعلمين والمعلمات وأولياء الأمور قائلة: أقول للطالب اجعل من المدرسة نقطة للانطلاق إلى المستقبل الذي أنت تتمناه، وضع أمام عينيك هدفا يجب أن تصل إليه، واجعل من المعلم قدوتك وأبا أو أما يهمه أمرك، فكل من في المدرسة من الهيئة الإدارية والتدريسية ، إنما وجدت من أجل رعايتك ومساندتك من كافة النواحي الاجتماعية والنفسية والصحية والتربوية، فلا تتردد في أخذ مشورتهم كلما احتجت إليهم.
كما إنني أنصح الإخوة والأخوات المعلمين والمعلمات للأخذ بأيدي أبنائهم الطلبة واحتضانهم والاستماع إلى مطالبهم وحل مشاكلهم والتحاور معهم بالأسلوب التربوي ، وعدم اللجوء إلى طريقة الشدة.
ولأن أولياء الأمور شركاء معنا في بناء مستقبل أبنائهم ، فأنني أرجو منهم أن يكونوا على اتصال دائم بإدارات المدارس ومعلميها ، والسؤال عن أبنائهم معرفيا وسلوكيا ، فالمدرسة والبيت مكملان لبعضهما البعض، ويهما تتحقق الآمال في ايجاد جيل قادر على أداء المهام المنوطة به في خدمة هذا الوطن الغالي وقائده المفدى ـ حفظه الله ورعاه .
- المعاملة الجيدة للمعلم والإدارة المدرسية تحسن سلوكيات الطالب
- النصح والإرشاد والمشاركة في الأنشطة أفضل الطرق لترويش المشاكسين
- متابعة أولياء الأمور لأبنائهم بالمدرسة ينعكس إيجاباً في سلوكياتهم وتحصيلهم الدراسي
- على التلميذ أن يعامل المعلم باحترام وتقدير حتى ينشأ إنساناً صالحاً ومتعلماً
مقدمة
-----------------------
كان الطالب فيما مضى لا يقوى على النظر في وجه معلمه، احتراماً لقوة شخصيته وهيبته، والعصا التي يلوح بها، فيما بدت الأمور تتبدل في عصر التطور والانفتاح، حيث لم يعد لتلك المفردة أهمية ولا تشكل رادعا لترهيب الطلاب في المدرسة، حتى بدأ التطاول على بعض المدرسين من قبل الطلبة فذهبت هيبة المعلم سدى ، ولا شك بأن البيئة الأسرية التي يعيش فيها الطالب التي تخلو من المراقبة والمتابعة والاهتمام تنعكس سلباً على البيئة المدرسية ولكن إذا وجد التعاون بين الأسرة وإدارة المدرسة سينعكس إيجاباً على صفات وسلوكيات الطالب وتحصيله الدراسي، وبالتالي بات من الضروري متابعة ولي الأمر لابنه الطالب باستمرار على الأقل في كل نهاية شهر يقوم بزيارة المدرسة ومقابلة المعلمين حتى يقف على سيرة ابنه التلميذ الأخلاقية والعلمية وبذلك يطمئن عليه، ولا شك أننا نعول على المعلم بأشياء كبيرة لأنه صاحب رسالة يجب تأديتها بإخلاص وإتقان وأن يصنع قوة لشخصيته وأن يتمتع ببعض الصفات الجميلة التي تساعده على أداء عمله على أكمل وجه ، ولن نخوض كثيراً في التقديم؛ لأن هناك ثمة أسئلة كثيرة تحتاج إلى أجوبة ووقفة حقيقية من قبل وزارة التربية والتعليم ولكن في ثنايا تحقيقنا آراء المعلمين والطلبة وأولياء الأمور.. فإلى التفاصيل.
-------------------------------
في البداية يرى المعلم صالح بن علي بن حميد المعمري مدير إحدى المدارس الحكومية: أن النظام التربوي يحرص على هيبة المعلم واحترامه باعتباره صاحب سلطة في الغرفة الصفية وفي المدرسة"، مشيرا الى إن الضرب لا يصلح أن يكون وسيلة للعقاب في المدارس ، بل يجب اللجوء إلى وسائل التوجيه والحوار والمناقشة، وقال: إن الضرب في المدارس واقع لا يرقى إلى مستوى الظاهرة في مؤسساتنا التعليمية، بل هو حالات تحدث هنا وهناك فإذا كانت هناك علاقة وطيدة بين المدرسة والطلاب والمجتمع الخارجي لا تكون هناك أية مشكلة إطلاقاً فإذا شعر الطالب بأن المعلم أب وأخ عندما يتم معاملته باحترام وتقدير، حتى ولو كان أخطأ ، وبالتالي عندما يرى إحساس الأبوة والأخوة موجود يستحيل أنه يمد يده أو يتلفظ بلسانه بكلمة نابية أو يستخدم آلة حادة ، وإذا كان لا يوجد تواصل بين المدرسة والمجتمع الخارجي أكيد ستكون هناك مشاكل كثيرة لأن المدرسة غير منزوية عن المجتمع الخارجي لأنه في الأصل الموجودون فيها هم من المجتمع نفسه سواء كانوا معلمين أو إداريين أو طلابا، وأوضح المعمري بأن المدرسة التي يديرها يوجد بها ألف ومائة طالب ولكن يراهم كأنهم طالب واحد..! وقال: لأننا لا نتعامل مع الطالب بمنطق لماذا أخطأت وبسرعة العقاب؟ ولكن نسأله عن سبب الخطأ ونحاول نصحه وإرشاده ونوضح له حجم المشكلة ونتائجها وكان هناك نماذج من الطلبة المشاكسين والحمد لله تمت معالجتهم بالطرق السليمة وذلك عبر مبدأ الأب والأخ وأشغلنا وقت الطالب بما يفيده ويحقق له كيانه وذاته وبالتالي تغير الطالب إلى الطريق القويم. المدرسة وأولياء الأمور وقال صالح المعمري: وأتمنى من أولياء الأمور أن يفعّلوا علاقتهم مع المدرسة بحيث تكون علاقة متينة لأنهم سلموا المدرسة فلذات أكبادهم وبالتالي لزم عليهم متابعة أبنائهم سواء كان بالاتصال أو بالزيارة أو إرسال رسالة عن طريق البريد الالكتروني وحاليا سهلت الأمور من خلال البوابة التعليمية ونحن متواصلون معهم من خلال الرسائل القصيرة وجلساتنا المستمرة معهم، وأناشد الطلبة بأن يجعلوا في مخيلتهم همّ عمان الوطن دائما، فإذا وضع كل طالب في باله مصلحة وأهمية وطنه فأكيد أنه سيلغي جميع الأشياء السلبية ويتجه إلى التحصيل الدراسي من أجل أن ينفع بلاده وإذا كل طالب فكر وتأمل في المنجزات التي تحققت على أرض عمان الغالية فيستحيل أن يكون هناك طالب فاشل بل سيكون الجميع ممتازين في كل شيء، في التحصيل الدراسي والأخلاق.
الضرب ليس حلاً
ومن جانبه أكد عادل بن سليمان بن ناصر العبيداني أخصائي اجتماعي في إحدى المدارس الحكومية بأن الطالب إذا كانت عنده مشكلة معينة تعتمد حلها عن طريق دراسة الحالة من قبل الأخصائي وذلك من خلال جمع المعلومات ومقابلة الطالب ثم يتم تشخيص الحالة وبعدها تتم معالجتها بالتعاون مع الأسرة وإدارة المدرسة، وتختلف مشاكل الطلاب فإذا كانت خاصة بالدراسة نتعاون مع لجنة التحصيل الدراسي بالمدرسة وأولياء الأمور أما إذا كانت مشاكل صحية يتم تحويل الطالب إلى المستشفى ومتابعة حالته أما إذا كانت اجتماعية أو أسرية فنطلب من ولي أمر الطالب الحضور إلى إدارة المدرسة ونتحاور معه ونبحث حتى نجد طريقة متفقة لحل مشكلة ابنه، موضحاً بأن لكل مشكلة حل، فإذا كان الطالب مشاغبا في الفصل أو المدرسة فبالتأكيد هناك أسباب جعلته يكون هكذا، وعندما يتوصل الأخصائي إلى الأسباب الكامنة من بينها ربما يكون هناك تفكك أسري أو ربما دلع زائد في المنزل أو غيرها من الظروف وبالتالي يتم تهدئة الطالب ويكون طالبا منتظما ويتم تشجيعه ومشاركته في الأنشطة ولا شك أنه سيتغير إلى الأحسن، من خلال تعديل سلوكه وإكسابه القدرة على التوافق الاجتماعي السوي وتهيئة ظروفه الملائمة التي تساعده على التوافق الاجتماعي وتقبله الدراسي، أما الضرب ليست الوسيلة التي تعالج مشاكل الطلاب ولكن النصح والإرشاد والموعظة تعطي ثمارا جيدة.
سمات المعلم وقال المعلم عبدالله بن خميس بن سليمان الهنائي: بما أني معلم في سلك التدريس منذ سبع سنوات تقريباً لا شك بأن المعلم يواجه الكثير من الصعوبات والضغوطات حيث يجد المعلم في قاعة الفصل فروقا فردية بين الطلاب سواء كان على المستوى التحصيلي أو الأخلاقي وهنا يجب على المعلم أن يتعامل مع طلابه بالوسطية فلا يكون شديدا ولا يكون متساهلا كثيراً ، حيث إنه إذا كان شديدا فالطالب لن يحب المعلم ويكره المادة التي يدرسها، فينبغي على المعلم أن يستخدم دبلوماسية معينة مع الطلاب وبأسلوب جميل وراق، معتبراً المعلم الذي يستخدم الضرب فاشلاً بكل المقاييس؛ لأن المعلم الذي تتوافر فيه السمات الشخصية اللازمة والواجب توافرها في المعلم الناجح لن تجد العصا أو غيرها من وسائل العقاب إلى يده سبيلاً ، ويضيف: إن من أهم الآثار المترتبة على الضرب هو اهتزاز شخصية الطالب وفقدانه الثقة في نفسه، وتعطل ظهور مهاراته وفكره الإبداعي، إلى جانب عدوانيته وبروز سلوك الضدية لديه، كذلك يتولد لدى التلميذ كره للمدرسة وكل ما يتعلق بالعملية التربوية من العوامل الأخرى، إضافة إلى تأصل السلوك غير المرغوب فيه من باب التحدي في بداية الأمر ثم يصبح سمة شخصية كما وأن تكليف الطالب المشاغب بأعمال تخص الفصل يشعره بقيمته ويرفع من شخصيته، ونتمنى من الطلبة الاهتمام بدراستهم وأن يعزفوا عن المشاغبة والمشاكسة وأن يبادلوا معلميهم الاحترام والتقدير. التدرج في العقاب وأوضح المعلم خالد بن حميد بن حارث المياحي أخصائي قواعد بيانات قائلاً: الضرب وسيلة تنفير ويزرع الضغينة، وله آثار نفسية وجسمية واجتماعية ويقول هناك بدائل كثيرة للضرب أهمها: الصبر والتدرج في العقاب، والعطاء والتشجيع والثناء للمجيدين والمنضبطين، والطالب العنيف لا تتولد لديه في تلك اللحظة أساليب العنف وإنما نتيجة تراكمات سواء كانت من الأسرة أو من الأساليب العشوائية التي يسودها الأطر العلمية لمعالجة مشاكل الطلبة من قبل المجتمع المدرسي والمتمثل في المعلم والمدير والأخصائي، وقال: لا توجد لدينا أية مشكلة في التعامل مع الطالب سواء أكان مشاغبا أو مستقيما ما دام التعاون مستمر من ولي الأمر ولكن إذا كان ولي الأمر بعيدا كل البعد عن ابنه أصلا لا شك أن الطالب ستكون سلوكياته غير طيبة ونحن في الحقيقة نعول بالكثير على الأسرة وعلى تعاونها مع البيئة المدرسية. الضرب يولد الكراهية أما الطالب أكرم بن راشد بن حمود السلماني المقيد بالصف الحادي عشر فيقول: المدرسة البيت الثاني للطالب وإذا واجهتني أية مشكلة أثناء الدراسة أبلغ مباشرة مدير المدرسة وهو بدوره يقوم بحلها أو تحويلها إلى الأخصائي الاجتماعي، مضيفاً بأن الانفتاح في إدارة المدرسة مع الطلاب يعطي إيجابية وقال: أنا لست ضد الضرب ولست مع الضرب مطلقا إنما بشرط أن يكون الضرب هدفه تعليميا وليس تأديبيا لأن الضرب يولد الكراهية ويبرز الشر لدى الطالب. والدي يتابع دروسي ويتفق معه زميله الطالب محمد بن أحمد بن حميد الغساني المقيد بالصف الحادي عشر بأنه لا يتقبل الضرب من قبل المعلم ويكفي نصحه وإرشاده إذا أخطأ ، مشيراً إلى أن والده لم يقم بزيارته في المدرسة بسبب أنه شاب كبير وأن آخر زيارة كانت لوالده عندما كان في الصف الثامن ولكن والده يتابع دروسه في المنزل وبالتالي يعرف مستواه الدراسي وسلوكياته: وقال : الحمد لله بفضل جهود المدرسة التي تبذلها لنا نحن الطلاب جعلتني أشارك في جميع الأنشطة سواء في الإذاعة المدرسية أو غيرها، مضيفاً: بأن أخلاق وسلوكيات الطلاب لا تنتج من البيئة المدرسية وإنما من البيئة الأسرية التي يعيشها متمنياً من زملائه الاهتمام بالدراسة. تبادل الاحترام بينما يتمنى الطالب فهد بن سرحان بن سلمان الحاتمي المقيد بالصف الحادي عشر بأن يتعامل المعلم مع الطلاب بأسلوب راق سواء في السلوك أو في شرح المادة التي يدرسها وقال: المادة ترتبط بالمعلم، بمعنى إذا كان الطالب مرتاحا مع المعلم بالتأكيد سيفهم المادة ، موضحاً: بأنه لم تصادفه أية مشكلة أثناء مسيرة دراسته لأنه يتبادل الاحترام مع المعلمين، وينصح الطالب المشاغب بأن يتجنب المشاكل وأن يحبب نفسه مع المعلمين وأن يعرف قيمة العلم لأن العلم يوصله إلى أعلى المراتب. الأنشطة الطلابية
ويقول الطالب حمود بن سالم بن محمد الشرياني المقيد بالصف الحادي عشر: الأنشطة الطلابية تحل من المشاكل والفوضى التي يعملها الطالب في المدرسة وتشغله ويجب على مدير المدرسة أن يعطي حرية الاختيار للطلاب في اختيار النشاط الذي يرغب فيه وقال: عندما أرغب في الخروج من المدرسة استأذن من مدير المدرسة أو الأخصائي الاجتماعي، ويقترح الشرياني أنه: إذا أخطأ الطالب أن تتم معاقبته بالدرجات ومؤكداً هو لا يرجح الضرب في المدرسة. المعاملة السيئة
من جانبه عزا الطالب عصام بن زاهر بن حمود السلماني المقيد بالصف الحادي عشر تراجع هيبة المعلم أمام طلابه الى ما قال إنها "معاملة سيئة يتلقاها الطلبة من معلميهم، والتي في كثير من الأحيان تفرض على الطالب ضغوطا وتوجد فيه أحقادا تجاه معلمه"، داعيا المعلم إلى التعامل بأسلوب علمي مع طلبته، مضيفاً: بأن هناك مشاكل يقوم بها الطالب تستاهل العقاب ولكن بشرط ألا يكون العقاب أكبر من الخطأ لأن في هذه الناحية يكون الطالب ثورة بركان، مؤكداً بأن الضرب موجود في المدارس ولكن ليس بكثرة والمعلم عندما يحمل العصا فإنه يفعل ذلك للتخويف فقط، وأخيراً يقول: عندنا في المدرسة برنامج ( أبدع وتعلم) وهو برنامج يحل مشاكل ضعف الطالب.
ولي أمر يشتكي
وبالصدفة وجدنا حمدان بن حبيب بن خلفان الخروصي في إحدى المدارس الحكومية جاء ليشتكي بأن أحد أبنائه مضروب بضرب مبرح من قبل أحد المعلمين من الجنسيات العربية حيث قال: ولدي طالب في المدرسة وأحد المعلمين قام بضربه بضرب مبرح وعندما سألت ولدي ما السبب الذي جعل المعلم يضربك بهذه الصورة؟ قال لي السبب تعليق لوحة في جدار الصف وأنا أخطأت في تعليقها وقام المعلم بضربي مضيفاً : يجب على المعلم أن ينبه الطالب إذا أخطأ وينصحه ويرشده وإذا لم يستجيب أن تطلب إدارة المدرسة ولي أمره ونحن الآباء قادرون على تربية أولادنا ولكن الطريقة التي قام بها المعلم بضرب ولدي غير طيبة وقال: يوجد في كل مدرسة إدارة وينبغي عليها مراقبة الطلاب والمعلمين وأن تقف محايدة بينهم وعلى الأخصائي الاجتماعي متابعة أمور الطلبة وتذليل عقباتهم، ومساعدتهم والأخذ بأيديهم، مؤكداً بأن الضرب يجعل الطالب لا يحب المدرسة إطلاقاً.
القوانين وأولياء الأمور
وأخيراً يعول سيف بن خميس اليحيائي على أولياء الأمور والقوانين ويقول :حينما يتزمت الآباء في كثير من شؤون حياة أولادهم يبحث هؤلاء الأولاد عادة عن وسائل لإظهار تفردهم وتميزهم عن غيرهم، والطلاب الذين يشعرون بالغضب أو المرارة ينتقمون ممن حولهم عن طريق عدم الامتثال مشيراً إلى أن هيبة المعلم واحترامه أهم عنصر لنجاح العملية التعليمية، وقال : إذا أصبح الطالب بلا متابعة رادعة في البيت والمدرسة ستكون كارثة كبيرة.أخيراً... لم يكن التجوال بين حنايا أضلاع المعلمين والطلبة وأولياء الأمور سهلاً، حول هذه القضية التي تمس فلذات الأكباد، أبناء المستقبل الذي يعول عليهم الوطن كثيراً، وإذا ما رجعنا إلى الوراء قليلاً كان للمعلم هيبته في السابق، ولكنها الآن أصبحت "في مهب الريح"، فأين يكمن السبب؟ وسؤالي لماذا أيها المعلم لا ترجع هيبتك أمام طلابك مثلما كنت في السابق تهاب معلمك؟، وعليك أيها المعلم أن تتذكر أن نجاحك في مهمتك التعليمية والتعلمية لا يتم على وجه أكمل بمجرد امتلاكك المعلومات والمعرفة الخاصة بموضوع الدرس بل عليك أن تفهم ديناميكيات الطلبة وأن تتقن مهارات إدارة الصف كتوفير المناخ النفسي والاجتماعي الملائم لعملية التعلم واستخدام أساليب وطرائق التعلم والتعليم التي تقوم على المشاركة والتعاون والحوار للوصول إلى الأهداف المشتركة من عمليتي التعليم والتعلم ، بالإضافة إلى ذلك نتمنى من أولياء الأمورالتعاون مع إدارة المدرسة لمتابعة أبنائهم سواء كان في سلوكياتهم أو في العملية التعليمية، حتى لا يتطاول الطالب على المعلم برفع أية أداة حادة أو كلمة تسيء له. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حسين الهلالي المدعي العام: القانون أعطى الحق للمعلم في التأديب فلا يجب أن يتجاوزه بإيذاء التلميذ أو المساس بسلامة بدنه وعلى الطالب معاملة المعلم معاملة الأب أكد سعادة الشيخ حسين بن علي الهلالي المدعي العام: بأن قانون الجزاء يحتوي على الأفعال التي يؤثمها المشرع ويخضع مرتكبيها للعقوبة ، فلكل شخص الحق في سلامة البدن، وبالتالي فأي اعتداء عليه يخضع للتجريم، ولا شك أن المعلم هو بمثابة الأب فيجب أن يحترم، ذلك أنه يؤثر في المجتمع بوجه عام من حيث الاضطلاع بتربية وتعليم التلاميذ الذين يشكلون المستقبل المرجو لهذا الوطن، ومن هذا المنطلق نظم المشرع العماني ما يمس المعلم من أفعال وراعى توجهه نحو الارتقاء بالمستوى التربوي للتلميذ إذ أباح ضروب التأديب التي ينزلها بالأولاد في حدود ما يبيحه العرف العام، كما جرم القانون الاعتداء على الموظف ( سواء كان معلماً أو غير ذلك) بالضرب أثناء قيامه بوظيفته أو بمناسبة قيامه بها وعاقب مرتكب هذه الجريمة بالسجن ثلاثة أشهر إلى سنة وبغرامة من عشرة ريالات إلى مائتين، أما إذا وقعت إهانة عليه بالكلام أو بالحركات علانية أو بالنشر أثناء قيامه بوظيفته أو بمناسبة قيامه بها يعاقب مرتكب هذه الجريمة بالسجن من عشرة أيام إلى ستة أشهر. وإذا كان الاعتداء بالطعن بالسكين أو بإطلاق النار فينظر إلى مدى توافر أركان جريمة محاولة القتل من خلال التحقيق فإن ثبتت أدلة الإثبات القاطعة على وقوعها ونسبتها إلى فاعلها فإنه يعاقب بالسجن لمدة خمس عشرة سنة وقد تخفض العقوبة، كما قد تزيد لتصل إلى عقوبات مغلظة أخرى إذا توافرت ظروف مشددة منصوص عليها قانوناً. وأضاف سعادته: الادعاء العام تعامل مع هذه الجرائم من منطلق كونه النائب عن المجتمع والممثل له والساعي إلى تحقيق موجبات القانون فغايته تحقيق العدالة وإنصاف المظلوم والأخذ بيد الضعيف، وهذا توجه الادعاء العام نحو كافة القضايا التي يضطلع بها. وحول عدد القضايا التي تلقاها الادعاء العام بين الطالب والمعلم أوضح سعادة الشيخ المدعي العام: بأن عدد القضايا قليل جداً التي تلقاها الادعاء العام من هذه القضايا التي يكون طرفاها الطالب والمعلم، فبعض هذه القضايا يخلص التحقيق فيها إلى عدم كفاية الدليل أو عدم الصحة وقد حفظت إحدى هذه القضايا بعد أن ادعى تلميذ واقعة أثبت التحقيق عدم صحتها، أما بعضها الآخر فإذا رجحت أدلة الإسناد على أدلة النفي فيها فإن الادعاء العام يحيلها إلى المحكمة لمعاقبة مرتكبيها وحتى تكون العقوبة زاجرة لهم ورادعة لغيرهم ممن لا يقدرون الرسالة التي يحملها المعلمون في مجال التربية والتعليم لا سيما إذا كان موضوعها اعتداء على المعلم الذي هو بمثابة الأب ويجب أن يحاط بكل احترام وتقدير. وأخيراً وجه سعادة الشيخ حسين الهلالي المدعي العام نصيحة إلى المعلم والطالب قائلاً: أقول للمعلم أن القانون أعطى لك الحق في التأديب فلا يجب أن تتجاوزه بإيذاء التلميذ أو المساس بسلامة بدنه، وأنه يجب أن تسلك الوسائل التربوية الأخرى للتأديب والتوجيه والعقاب – إذا لزم الأمر – دون تجاوز حرصاً على أن تتم العملية التعليمية في أجواء من الحب والاحترام المتبادل. وأقول للطالب أن المعلم له كامل الاحترام والتقدير وعليك أن تعامله معاملة الأب فلا تتجاوز في الحديث معه ولا يجب أن تكون علاقتك به خصومة في مركز الشرطة أو المحكمة إنما علاقة ود وتبجيل وشكر لأداء رسالته نحوك بتربيتك وتعليمك حتى تنشأ إنساناً صالحاً لوطنك. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدكتورة منى الجردانية : - الوزارة وضعت أنظمة وضوابط لتنظيم العلاقة بين الطالب والمعلم والحد من السلوكيات غير المرغوب بها - لجنة الانتظام والانضباط الطلابي يناط إليها النظر في أمور الطلبة وحل مشاكلهم سواء داخل المدرسة أو خارجها وعن تفسير وزارة التربية والتعليم حول هذه الظاهرة قالت سعادة الدكتورة منى بنت سالم الجردانية وكيلة وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج: بداية لابد من الإشارة إلى وزارة التربية والتعليم وانطلاقا من مهامها المتمثلة في إعداد أجيال هذا الوطن بما يحقق طموحات وتطلعات القيادة الحكيمة ،فانها تسعى دائما إلى غرس القيم النبيلة والأخلاق الحميدة في نفوس الطلبة بالتعاون مع الأسرة منذ دخولهم المدرسة ، وحتى انتهائه من آخر مراحل دراسته في المدرسة ، وذلك في خط متواز مع ما يتلقاه الطالب مع علوم ومعارف في المدرسة. وأكدت سعادتها: بأن لا يمكن القول بأي حال من الأحوال بأن ما تمت الاشارة اليه أصبح يشكل ظاهرة في مدارسنا ، بل على العكس من ذلك فجميع المعلمين في مدارسنا يتمتعون بتقدير عال من قبل طلابهم ، والاحترام المتبادل فيما بين الطرفين هي السمة الغالبة على هذه العلاقة . صحيح أن هناك بعض السلوكيات غير المرغوبة التي تأتي نتيجة لموقف لحظي، لكن ذلك من غير الجائز تعميمه على الجميع ، إذ أن هناك من الأنظمة والضوابط التي وضعتها الوزارة من أجل تنظيم العلاقة بين الطالب والمعلم ، ما يكفل من الحد من مثل هذه السلوكيات التي أشرتم إليها ، ومع كل ذلك تبقى العلاقة الايجابية والمحبة المتبادلة بين المعلم وطلابه هي الأساس في مثل هذه الحالات . الأنظمة واللوائح وحول الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لمعالجة مثل هذه المشاكل التي تحدث بين الطالب والمعلم ، أوضحت سعادة الدكتورة وكيلة وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج بأن وزارة التربية والتعليم وضعت منذ انطلاق النهضة التعليمية بالسلطنة مجموعة من الأنظمة واللوائح التي تنظم سير العملية التعليمية في مختلف المجالات ، ومنها ما ينظم العلاقة بين المعلم والطالب وإدارة المدرسة وزملائه ، فهناك على سبيل المثال لائحة شؤون الطلاب ، كما أن الوزارة تسعى دائما إلى تجديد وتطوير تلك اللوائح و الأنظمة والضوابط بما يتوافق مع كل مرحلة وفقا للمستجدات التربوية التي تحدث في هذا المجال ، وفي بداية كل عام دراسي تشكل لجان خاصة كلجنة الانتظام والانضباط الطلابي يناط إليها النظر في أمور الطلبة ، للجلوس والتحاورمعهم والاستماع إليهم وحل مشاكلهم والتعرف عليهم عن قرب، بقصد معرفة ما يمرون به من مشاكل سواء داخل المدرسة أو خارجها وهذا من أكثر الأمور التي يحتاجها الطالب في مراحله العمرية الأولية. وأضافت سعادتها : يوجد في كل مدرسة أخصائي اجتماعي أو أكثر حسب الكثافة الطلابية بها ، وهو يقوم بدور على جانب كبير من الأهمية ، وله تواصله الدائم مع مختلف الفئات الطلابية بالمدرسة ، ويعمل بالتعاون مع إدارة المدرسة على ايجاد الحلول الناجحة للمشكلات التي قد تعترض الطلبة . دليل للأخصائيين الاجتماعيين وأشارت سعادة الدكتورة: إلى أن الوزارة تقوم عبر أجهزتها المختصة بتنفيذ وتفعيل البرامج الوقائية والأساليب الإيجابية البديلة في التعامل مع الطلبة، ونشر الثقافة الإيجابية عند التعامل مع السلوكيات الطلابية في المدرسة خصوصا من قبل المعلمين، وتم وضع دليل للأخصائيين الاجتماعيين يحتوي على العديد من النقاط المهمة التي تعين الأخصائي الاجتماعي على أداء دوره على أكمل وجه ، وتوفير أخصائيين نفسيين في المحافظات والمناطق التعليمية، وتنفيذ مجموعة من البرامج التدريبية عن بعض السلوكيات غير المرغوب فيها داخل المدرسة وآلية التعامل معها ، ومن هذه البرامج : ملتقيات الأخصائيين الاجتماعيين التي عالجت الكثير من الظواهر ضمن برامجها التدريبية،و برنامج تنمية مهارات إدارة السلوك الطلابي وما احتواه من تدريب للمعلمين الجدد وإكسابهم مهارات التعامل مع الطلبة. إدارة سلوك الطلابي مضيفة سعادتها قائلة: ولو تحدثنا على سبيل المثال عن برنامج مهارات إدارة السلوك الطلابي في المدرسة ، فقد تم إصداره في كتاب في العام الدراسي 2008/2009م ، وتم تنفيذ برنامجا تعريفيا عنه بتاريخ 18/2/2009م لتعريف الفئات التربوية باستراتيجيات ومهارات التعامل مع السلوكيات الطلابية في المدرسة، تلاه تنفيذ البرنامج التدريبي للمعلمين الجدد في بداية العام الدراسي الحالي 2009/2010م حول مهارات إدارة السلوك الطلابي بجميع المحافظات والمناطق التعليمية.وتم توزيع نسخ الكتاب على جميع المدارس في المحافظات والمناطق التعليمية للاستفادة منه في المدارس. ويتعلق هذا البرنامج بتنفيذ التدخلات السلوكية الإيجابية الموجهة للطلبة ، باستخدام استراتيجيات وأساليب مخطط لها من قبل المعلمين أو الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة لتعليم وإكساب الطلبة السلوكيات المرغوبة ، ومنها: أساليب التحدث والاتصال مع الطلبة ، وطرق التدريس، وتعليم المهارات الاجتماعية ، وتحفيز دافعية الطلبة. كما يتعلق هذا البرنامج بالتعامل السليم مع المواقف اليومية أو السلوكيات غير المرغوبة التي تحدث في الصف، وتتضمن:تقييم السلوك غير المرغوب، والتعريف الإجرائي للسلوك غير المرغوب، وتعديل البيئة المحيطة بالطالب وتعديل السلوك، والمكافأة والتعزيز للسلوكيات البديلة.
وذكرت سعادتها أن مبررات تنفيذ هذا البرنامج هي : أنها تأتي ضمن إطار تفعيل دور المعلمين في التعامل مع السلوكيات الطلابية المختلفة، وتعليم الطلبة ممارسة القواعد السلوكية المدرسية والصفية، والحد من تزايد السلوكيات غير المرغوبة. وهكذا يمكن القول أن مثل هذه البرامج التي تنفذها الوزارة بشكل دائم ومستمر، تستهدف غرس القيم الايجابية في نفوس الطلبة ، بما يجعلها سلوكا وعادة ممارسة في حياتهم اليومية ، وهنا لابد من الإشارة إلى إن تعاون الأسرة مع هذه الجهود، والتواصل الدائم مع إدارات المدارس ، سيسهم وبشكل فاعل في الحد من السلوكيات غير المرغوبة إلى حد كبير، إن لم نقل القضاء عليها نهائيا داخل مدارسنا .
عقوبات الطالب والمعلم
وعن العقوبات التي يخضع لها الطالب والمعلم من قبل وزارة التربية والتعليم في حالة اعتداء أي منهما على الآخر قالت سعادة الدكتورة منى الجردانية وكيلة وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج: حددت لائحة شؤون الطلاب لمدارس التعليم الأساسي والعام الصادرة بالقرار الوزاري رقم (56/2008) ، الإجراءات التي يتم اتخاذها في حالة قيام الطالب بالاعتداء على الآخرين في المدرسة، فالفصل الرابع من هذه اللائحة تناول الانتظام الدراسي والانضباط السلوكي للطلاب، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الإجراءات تشمل الإجراءات الإرشادية والعلاجية لسلوك الطالب.
ونصّ البند (ب) من المادة (21) من هذه اللائحة المشار إليها سابقا، على فصل الطالب فصلاً نهائياً بقرار من الوزير في حالة الاعتداء على أحد العاملين بالمدرسة.
كما أنه توجد استمارة ( الضوابط والإجراءات المتبعة بشأن تحقيق الانضباط السلوكي للطلبة في المدارس) التي تم تفعيلها والعمل بها في مطلع العام الدراسي الحالي، والتي تتوافق في بنودها مع لائحة شؤون الطلاب، و تهدف لتحديد الإجراءات المتبعة مع المعلم والطالب قبل اتخاذ أي قرار إداري من قبل المعنيين في المديريات التعليمية بالمحافظات والمناطق. أما فيما يتعلق بالعقوبات التي يخضع لها المعلم في حالة اعتدائه على الطالب ـ إن حدث ذلك ـ فهناك العديد من الإجراءات الإدارية التي تقوم بها الوزارة تجاه هذا الموضوع، فلكل موقف أنظمة وضوابط لابد أن يخضع لها الجميع .نصيحة للجميع
وفي نهاية حديثها وجهت سعادة الدكتورة منى الجردانية وكيلة وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج نصيحة إلى الطالب والمعلمين والمعلمات وأولياء الأمور قائلة: أقول للطالب اجعل من المدرسة نقطة للانطلاق إلى المستقبل الذي أنت تتمناه، وضع أمام عينيك هدفا يجب أن تصل إليه، واجعل من المعلم قدوتك وأبا أو أما يهمه أمرك، فكل من في المدرسة من الهيئة الإدارية والتدريسية ، إنما وجدت من أجل رعايتك ومساندتك من كافة النواحي الاجتماعية والنفسية والصحية والتربوية، فلا تتردد في أخذ مشورتهم كلما احتجت إليهم.
كما إنني أنصح الإخوة والأخوات المعلمين والمعلمات للأخذ بأيدي أبنائهم الطلبة واحتضانهم والاستماع إلى مطالبهم وحل مشاكلهم والتحاور معهم بالأسلوب التربوي ، وعدم اللجوء إلى طريقة الشدة.
ولأن أولياء الأمور شركاء معنا في بناء مستقبل أبنائهم ، فأنني أرجو منهم أن يكونوا على اتصال دائم بإدارات المدارس ومعلميها ، والسؤال عن أبنائهم معرفيا وسلوكيا ، فالمدرسة والبيت مكملان لبعضهما البعض، ويهما تتحقق الآمال في ايجاد جيل قادر على أداء المهام المنوطة به في خدمة هذا الوطن الغالي وقائده المفدى ـ حفظه الله ورعاه .
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions