الوطن -*خولة بنت سلطان الحوسني:

هكذا يمر المشهد الواقعي المسجل في الذاكرة أمام عيني كسالبية فيلم (نيجاتيف) قبل أن أستيقظ في صباح كل سنة أو كل شهر وأرى ما أرى ، السالبية مضاءة بالكامل ومجموعة من الأطفال يستمتعون في المربع الأول وفجأة تختفي الإضاءة ويحترق ذلك الجزء ، فينتقلون للمربع الثاني للبحث عن مكان آخر للمتعة واللعب وقضاء أجمل فترات عمرهم لكن الإضاءة تختفي ويحترق المربع ، لم ييأسوا وينتقلوا إلى المربع الآخر وهكذا، ويتكرر المشهد حتى ينتهي الفيلم ويكبرون لكن ماذا فعلوا بعد انتهاء الفيلم هل استسلموا لقدرهم أم أن اتجاها لم يخططوا له قادهم له ، بعد أن ضاقت بهم سبل الترفيه ، وأماكن مرحهم أخذت تختفي تدريجياً.
هذه قصة أطفال ومراهقين في أحد أحياء محافظة مسقط ، فقد كنت أستمتع بالنظر إليهم وهم يلعبون في عصر كل يوم بعد عناء يوم دراسي فينصبون الأخشاب مكونين ملعب كرة قدم أم حلبة سباق صغيرة ليلهوا بدراجاتهم وبعربات التسوق الآتية من المركز التجاري في الجوار، لكن هذه الأشياء لا يمر عليها أشهر حتى تختفي من ذلك المكان الذي كانت فيه فينتقلون إلى قطعة أخرى ، لأن المكان السابق اجتاحته الجرافات أو (الشيول) كما يطلق عليه بالعامية كخطوة أولى لبناء منزل لأن تلك الأرض وزعت لتصبح منزلاً لأطفال هم أيضاً سيعانون ما يعانيه الأطفال الذين كانوا يلعبون على تلك القطعة من الأرض ، المساحة الأخرى التي انتلقوا للعب عليها أصبح مصيرها كمصير المساحة السابقة وهكذا، فهؤلاء في هجرة دائمة غير مستقرين يبحثون عن أرض فضاء للعب وليسجلوا ذكريات في الأحياء التي ترعرعوا بها، لكن العمران وعدم تخصيص مساحات ولتكن فارغة في كل حي سكني قتل من تلك اللحظات الرائعة التي ما زال كل منا يحتفظ فيها بذاكرته وخاصة أبناء القرى من خارج المحافظة.
انتهى الأمر بهؤلاء الأطفال أو الذين اجتازوا لتوهم مرحلة الطفولة ، أن أصبحوا يتخذون من الشوارع الخالية من المطبات في الأماكن السكنية أماكن للعبهم ، إلا أن حركة السيارات التي لا تتوقف تحرمهم من متعة اللعب ، بل إن خروج الأطفال أمام سيارة قادمة بسرعة لا تراعي ظروف المكان أمر متوقع لا تحمد عقباه ، إذن أين نصيب هؤلاء من تلك المساحات التي يمارسون فيها حريتهم البريئة.
هؤلاء سيكبرون فكيف سيقضون أوقات فراغهم وأخطر ما يكون هو وقت الفراغ، ما نقرأه الآن الاتجاه للمحلات التجارية والتقليد بما لا يحبذ ، أما التلفاز فهو الوسيلة الأقرب والأسهل وأعوذ بالله من رذيلة القنوات فإما موسيقى وأغان هابطة وبرامج تشجع على الانخراط في الغناء، أو قنوات بها من المسلسلات والأفلام والبرامج ما يهدم أخلاق شباب هذه الأمة ويجرهم إلى طرق الشيطان، وإذا ابتعدوا قليلاً عن التلفاز فأصحاب السوء في الانتظار ليجروهم للمخدرات والمسكرات.
قد تكون هذه المشاهد ليست بغريبة على سكان محافظة مسقط وضواحيها من الولايات ، لكنها مستنكرة لمن قضى حياته في القرى وجال وصال واستمتع مع أصدقائه بكل الألعاب التي تدور في خاطره بل إن مساحة ملعب كرة القدم أكبر من مساحة الملعب المتعارف عليه دولياً.
فاعتبار وضع مساحات وإن كانت فضاء شيء يجب وضعه في الحسبان عند تخطيط الأحياء حتى يتمكن هؤلاء من اللعب وقضاء أوقات فراغهم بالقرب من منازلهم وتحت أعين أهاليهم، قد يقول قائل هناك المتنزهات والحدائق، هو كذلك والمؤسسات المعنية لم تغفل عن توفيرها وتأهيلها لجميع أفراد الأسرة لكن ارتيادها يكون في الإجازات ومتى سنحت فرصة الأهل وليس بشكل يومي.
وما زال الأطفال يكافحون من أجل الحصول على مساحة للعب وإن كانت على كومة تراب تشكلت بعد حفر بناء المنزل.

هكذا يمر المشهد الواقعي المسجل في الذاكرة أمام عيني كسالبية فيلم (نيجاتيف) قبل أن أستيقظ في صباح كل سنة أو كل شهر وأرى ما أرى ، السالبية مضاءة بالكامل ومجموعة من الأطفال يستمتعون في المربع الأول وفجأة تختفي الإضاءة ويحترق ذلك الجزء ، فينتقلون للمربع الثاني للبحث عن مكان آخر للمتعة واللعب وقضاء أجمل فترات عمرهم لكن الإضاءة تختفي ويحترق المربع ، لم ييأسوا وينتقلوا إلى المربع الآخر وهكذا، ويتكرر المشهد حتى ينتهي الفيلم ويكبرون لكن ماذا فعلوا بعد انتهاء الفيلم هل استسلموا لقدرهم أم أن اتجاها لم يخططوا له قادهم له ، بعد أن ضاقت بهم سبل الترفيه ، وأماكن مرحهم أخذت تختفي تدريجياً.
هذه قصة أطفال ومراهقين في أحد أحياء محافظة مسقط ، فقد كنت أستمتع بالنظر إليهم وهم يلعبون في عصر كل يوم بعد عناء يوم دراسي فينصبون الأخشاب مكونين ملعب كرة قدم أم حلبة سباق صغيرة ليلهوا بدراجاتهم وبعربات التسوق الآتية من المركز التجاري في الجوار، لكن هذه الأشياء لا يمر عليها أشهر حتى تختفي من ذلك المكان الذي كانت فيه فينتقلون إلى قطعة أخرى ، لأن المكان السابق اجتاحته الجرافات أو (الشيول) كما يطلق عليه بالعامية كخطوة أولى لبناء منزل لأن تلك الأرض وزعت لتصبح منزلاً لأطفال هم أيضاً سيعانون ما يعانيه الأطفال الذين كانوا يلعبون على تلك القطعة من الأرض ، المساحة الأخرى التي انتلقوا للعب عليها أصبح مصيرها كمصير المساحة السابقة وهكذا، فهؤلاء في هجرة دائمة غير مستقرين يبحثون عن أرض فضاء للعب وليسجلوا ذكريات في الأحياء التي ترعرعوا بها، لكن العمران وعدم تخصيص مساحات ولتكن فارغة في كل حي سكني قتل من تلك اللحظات الرائعة التي ما زال كل منا يحتفظ فيها بذاكرته وخاصة أبناء القرى من خارج المحافظة.
انتهى الأمر بهؤلاء الأطفال أو الذين اجتازوا لتوهم مرحلة الطفولة ، أن أصبحوا يتخذون من الشوارع الخالية من المطبات في الأماكن السكنية أماكن للعبهم ، إلا أن حركة السيارات التي لا تتوقف تحرمهم من متعة اللعب ، بل إن خروج الأطفال أمام سيارة قادمة بسرعة لا تراعي ظروف المكان أمر متوقع لا تحمد عقباه ، إذن أين نصيب هؤلاء من تلك المساحات التي يمارسون فيها حريتهم البريئة.
هؤلاء سيكبرون فكيف سيقضون أوقات فراغهم وأخطر ما يكون هو وقت الفراغ، ما نقرأه الآن الاتجاه للمحلات التجارية والتقليد بما لا يحبذ ، أما التلفاز فهو الوسيلة الأقرب والأسهل وأعوذ بالله من رذيلة القنوات فإما موسيقى وأغان هابطة وبرامج تشجع على الانخراط في الغناء، أو قنوات بها من المسلسلات والأفلام والبرامج ما يهدم أخلاق شباب هذه الأمة ويجرهم إلى طرق الشيطان، وإذا ابتعدوا قليلاً عن التلفاز فأصحاب السوء في الانتظار ليجروهم للمخدرات والمسكرات.
قد تكون هذه المشاهد ليست بغريبة على سكان محافظة مسقط وضواحيها من الولايات ، لكنها مستنكرة لمن قضى حياته في القرى وجال وصال واستمتع مع أصدقائه بكل الألعاب التي تدور في خاطره بل إن مساحة ملعب كرة القدم أكبر من مساحة الملعب المتعارف عليه دولياً.
فاعتبار وضع مساحات وإن كانت فضاء شيء يجب وضعه في الحسبان عند تخطيط الأحياء حتى يتمكن هؤلاء من اللعب وقضاء أوقات فراغهم بالقرب من منازلهم وتحت أعين أهاليهم، قد يقول قائل هناك المتنزهات والحدائق، هو كذلك والمؤسسات المعنية لم تغفل عن توفيرها وتأهيلها لجميع أفراد الأسرة لكن ارتيادها يكون في الإجازات ومتى سنحت فرصة الأهل وليس بشكل يومي.
وما زال الأطفال يكافحون من أجل الحصول على مساحة للعب وإن كانت على كومة تراب تشكلت بعد حفر بناء المنزل.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions