مساء الخير للجميع
تحية طيبة في نهاية أسبوع سعيد مقدما
تحية طيبة في نهاية أسبوع سعيد مقدما
الموضوع: الغربة النفسية بين الزوج وزوجته
كثرت الشكاوى في هذا العصر نتيجة عدة متغيرات اجتماعية واقتصادية ونفسية وفكرية ...إلخ من المتغيرات وما صاحبها من الماديات التي يظهر لنا أثرها الجلي في كثير من المجتمعات في البلدان العربية من تشتت وابتعاد اجتماعي فيما بين الكثيرين منهم بعضهم البعض ولعل من بين أكثر الشكاوى التي تعصف بكيان المجتمع العربي عموما ممثلة في الأسر والعلاقات الأسرية وخاصة فيما يتعلق بالحياة الزوجية مشكلة الغربة النفسية بين الأزواج ... هذه الحياة التي لها من الشأن العظيم ما يكفي لبرهان قيمته واستظهار أهميته بما يعود به على بقية أفراد الأسرة بالحياة الكريمة السعيدة .
الغربة النفسية بين الأزواج ( الزوج والزوجة )
قد تكتمل عوامل البناء الأسري وقد تساعد على وجوده الإمكانيات المتوفرة لتكوينه وإيجاده بمعنى تحقق الزواج وإيجاد كل طرف لشريكه الذي طالما ظل كثيراً باحث عنه لتكوين أسرة ولكن في كثير من الأحيان سرعان ما تعترضه عقبات وتباعد بين أطرافه الاتساع المكاني وليس المقصود هنا بالاتساع المكاني ذلك الاتساع المحسوس الذي يكون بين منطقة إلى أخرى لا ... إنما اتساع الغربة النفسية والعاطفية مع وجود حالة من الاغتراب وفقدان الهوية الزوجية بينهما الاثنين.
وبقدر ما تختزن العلاقات الزوجية من مشكلات بقدر ما تكون هشاشة قاعدتها و بنيانها أقرب إلى التصدع والقابلية إلى الانهيار غير المرغوب فيه في كثير من الأحيان إلا حينما تتعذر كل الإمكانيات من استمرار الحياة السعيدة بما يطلبها كل طرف من طرفه الآخر .
تعريف الغربة النفسية بين الزوجين : رفض كلا من الزوج والزوجة لحياته مع طرفه الآخر وانعزاله وانحساره حول كيانه وذاته مع إبداء عدم الرغبة في التواصل مع بعضهما البعض فلا تفاعل بينهما ولا اشتراك وتقاسم في تحديد الأهداف والأحلام .
وفي ظل هذه الغربة النفسية يشعر كلا منهما بأن حياته لم تعد رائقة وليست بالسعيدة والجميلة وأن أفكاره ومعتقداته لم يعد لها معنى ولا قيمة ولا تقدير واعتبار.
ولو نستجمع مظاهر العيش الأسري في مجتمعاتنا العربية قبل عقود من الزمن لرأينا أن الترابط الأسري القائم على التفاعل والمشاركة وحب الإيثار للآخرين لمن أهم السمات المميزة للأسر في تلك الفترة فمع ضنك الحياة وشظف العيش وشحة الموارد التي يعيش عليها أفراد الأسرة إلا أنهن يهنئون حياة كريمة سعيدة يلتف بعضهم إلى بعض ويسكن الحب بينهم وينمو التوافق.
وفي المقابل نرى حال كثير من الأسر وقد ازدادت الفجوة بينهم فالزوج يسعى من أجل الحصول المشبع من المال وتكوين الثروات الطائلة في أحيانا كثيرة والزوجة مشغولة هي الأخرى باهتماماتها الكثيرة والأبناء هم الآخرين يقعون بين أسير وضحية بسبب الغربة وهم نتائج تفككها في حالة الانفصال.
إن من شأن الانفصال الزوجي أن تترتب عليه إفرازات اجتماعية تغذي المجتمع بفئة من المطلقين والمطلقات وتكتسح هويتهم بالملاحقة الاجتماعية لهم كون الرجل مطلق وهو أقل ملاحقة من المرأة التي تظلم في كثير من الأحيان وتوصف بأنها مطلقة تلك خشية تحسب لها كثير من النساء حينما يمقت أمثالهن مجتمع يوجه إليهن أصابع الاتهام بالتقصير في حق الحياة الزوجية ومن شأن هذا الأثر أيضا أن يتأثر الجيل الواعد الذي به ينعش الوطن بأفكار نيرة لأولئك الرجال أسوة بالنساء كذلك
ومن هذا المنطلق فإننا ندعوا جميع المتزجين والمتزوجات إلى نبذ الشقاق وفض النزاعات بينهم وذلك بحسب وضع وظرف كلاً منهم وبحسب اعتبارات هم أحرى بطرحها فيما بينهم وذلك استجابة واستعجال طارئ لتفادي انهيار البناء الأسري وانحلال الكيان الزوجي المتين.
وقد يتساءل قارئ عما يتوجب على الزوج فعله وكذلك الزوجة لتنفيذ ذلك الاستعجال الطارئ واستمرار تدفق دماء الحب في شرايين وأوردة الحياة الزوجية من طرق وغيرها فعليه نقول إلى الزوج أولاً:
- تذكر تلك العزيمة المتوقدة والمشاعر المفعمة بالفرح حينما تعقد عقد قرانك وتوافق على الارتباط بالفتاة التي اخترتها من بين فتيات أخريات في العالم أجمع ...تذكر ذلك الاستنطاق الذي رددته مع الشخص الذي عقد لك العقد على حسن العشرة عندها وجميل الصحبة معها وأداء الواجب واللازم لها ورفع الإساءة عنها ، وعلى إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان وعلى ما اتفقتما عليه من الصداق عاجله وآجله ....إلى غير ذلك من عبارات الإقرار الذاتي وقت الملكة.( أين هي الآن عند كثير من الأزواج ؟؟؟؟؟؟ ذهبت مع أدراج الرياح للأسف)
- تذكر الأيام الأولى وأوقات بداية الارتباط الزوجي الذي كنت تتفنن في عزف مقاطعه على أوتار الحب ولمسات الغزل ( مع باقات الورود الحمراء والصفراء ...إلخ التي كنت تحضرها ربما .
- جد في نفسك تقدير أهل زوجتك لك بمنحك ابنتهم فلذة أكبادهم وزهرة عمرهم وريحانة شبابهم وذلك بموافقتهم تزويجك إياها.
- قارن بين حياتين في عمرك عشت الأولى منها وقت ليس بقليل حينما كنت أعزب وحاول تذكر تلك المواقف الصعبة التي حدثت لك ولم تجد لك معين يشاركك بما ألم بك وكنت أشبه بالوحيد في زمانه.
- قـدّر مجهودات زوجتك واعتنائها بك وببيتك وما تقدمه لك من تقدير واحترام ورعاية رغم أنك قد أدرت لها ظهرك حينما احتاجتك في آناء الليل وأطراف النهار ربما.
- انظر إلى من هم حيارى يتخبطون وحيدين لا زوجات تسكن إليها أنفسهم ولا أبناء تقر بها أعينهم.
- استشعر عظمة أهمية الحياة الزوجية وطبق عليها القول "الصحة تاج على رؤوس الأصحاء" .
- ضع نفسك في جو تتخيل فيه أنك ستفقد زوجتك في حين أنك تتمتع بوجودها معك بالهناء والسعادة ... هل تستطيع أن تصير إلى ما تخيلته؟ يظهر لي أنك لن تستطيع استكمال تخيلك.
هذه كانت بعض الطرق والوسائل التي من شأنها أن تحدث فيك أمراً يجعلك تعيد ترتيب أجندة حياتك الزوجية من الآن فالآن نقطة البداية من حيث تعثرت المسيرة وانقطعت المؤنة الزوجية.
تحياتي الطيبة السعيدة / أخصائي علاقات أسرية
