الشبيبة -*تــركـيـة البوسعيدي:



كلمة سجن تعني أكثر من كلمة.. وأكثر من معنى وأكثر من لغة وشكل... سابقاً يقال السجن تأديب وتهذيب.. وفي لغة القانون أو لغة العامة كل شخص أتى جرما يخالف المبادئ والأخلاق والأعراف في المجتمع... أو جرما حرمه الشرع وحرمه القانون ومخالفا لكل مواد الدستور والقانون ... يعاقب بالسجن حسب حجم الجرم الذي أتى به هذا الشخص... ما هي المعاملة التي يعامل بها السجين داخل السجن؟ يعامل معاملة إنسانية معاملة أخلاقية، لا تهان كرامة السجين ولا يتعدى على اعتباره الشخصي أو إهانة مذهبه وديانته ولا ينزع اعترافه بالقوة أو بالتعذيب أو بإهانة الكرامة أعتقد هذه بعض الأخلاقيات التي يجب أن يتحلى بها رجل القانون أيا كانت رتبته، لكن ما يحدث في السجون التي تشرف عليها أمريكا شيء مغاير ومخالف لكل القوانين الدولية، وأكبر دليل على تعسف أمريكا والضرب بالقوانين عرض الحائط ما حصل في سجن (أبو غريب) العراقي، من إهانة بلغت أقصى حد لها وأقصى حد من القذارة والبذاءة لجنود مرتزقة تعاملوا مع السجين العراقي وكأنه خارج معنى الإنسانية ماذا نسمي المعاملة معاملة حيوان؟ لا والله الحيوان يلقى رعاية واهتماما أكبر وأفضل من الإنسان، ماذا يعني عندما يعذب السجين العراقي عندما يعرى ويربط على الجدار أمام أعين زملائه السجناء الآخرين؟

أين الإنسانية عندما يعرى ويسحب بحبل أمام أعين الكل؟ أين الإنسانية عندما تمارس السجانة الجنس مع زميلها أمام كل السجناء؟ حتى تثيرهم أين إنسانية السجين حين يطلب منه شرب بوله أعزكم الله؟ أين إنسانية السجين عندما يصب الماء البارد فوقه وهو عار وفي فصل الشتاء؟ أين كرامة الإنسان حين ينتزع منه الاعتراف بالضرب والصفع على الوجه والركل بالقدم وبالشتم والسب وشتم الأم بأقذع الألفاظ؟ أين جمعيات حقوق الإنسان في ذاك الوقت الأغبر؟ الذي أبكى كل بيت وهو يشاهد الجنود الأمريكان المرتزقة يعيثون الفساد ويهينون كرامة الرجل العراقي؟ ابن الرافدين، أين كانت جمعية حقوق الإنسان عندما كانت تنتهك كرامة السجين الذي سلب منه حريته وهو بين أربعة جدران يحرم من كل حقوقه التي أقرتها كل القوانين الدولية.. تنتهك إنسانيته ويحرم من أبسط حقوقه وهو الطعام والشراب الصحيين والعلاج، سجن آخر تشرف عليه الجنود الأمريكيين لا يقل مآسي وانتهاكا وتعذيبا عن سجن أبو غريب.. وهو سجن ( كروبر) يضم هذا السجن أكثر من (0 300) الاف سجين والعدد يزيد طالما بقيت القوات الامريكيه في العراق التي تهاجم البيوت بدون استئذان والناس نيام تنتزع الرجال والشبان من مرقدهم ولا ترحم توسلات النساء وفزع الأطفال وصراخهم ، أما السجن أو المعتقل الشهير الذي يمارس أفظع صنوف التعذيب والمهانة الانسانيه ، ( غوانتانامو) شاعت شهرته بعد احداث 11 سبتمبر فكل من تشك أمريكا فيه له صلة بالإرهاب أو القاعدة من كافة دول العالم ... في هذا السجن أكثر من ( 250) سجينا لم يحاكموا ، ولم توجه لهم تهم محدده لمجرد أن أمريكا تشك بانتمائهم للقاعدة .

في هذا السجن انتهاك من نوع آخر وإهانه حينما يمارسون حقهم الديني ( الصلاة وقراءة القرآن ) حيث قام الجنود بتمزيق القرآن الكريم ورميه تحت أقدامهم الوسخة وغير هذا رمي القرآن الكريم في المراحيض ونزع سجادة الصلاة من أمام السجين ويرددون على السجناء أليس هذا دينكم الذي أمركم بقتل الأبرياء اطلبو منه أن ينقذكم منا ، قمة في القذاره والعنصرية التي يتعامل بها الأمريكي الذي يتشدق بالحرية والديمقراطية والانسانيه المزعومة التي هم بعيدون عنها ، السجين في هذا السجن يعامل بأقل من معاملة ( الكلب ) يحرم من ابسط الحقوق ، العناية الطبية غير متوفرة, المحامون كحق للمتهم غير موفرين ، لا يقدم لهم الطعام الصحي يحرمون حتى من الهواء والشمس وإذا توفر لهم الخروج خارج الغرف المغلقة المظلمة في حالات استثنائية فقط يخرج مقيد اليدين والقدمين ومعصوب العينين ولمدة ساعتين فقط من أربع وعشرين ساعة ، أيضا يحرمون من كتابه الرسائل لذويهم إلا بطلب ويوفر هذا الطلب بعد مده طويلة من المماطله والتعذيب النفسي ، وتمر هذه الرسائل للمراقبة والتفتيش وقراءة كل كلمة عن طريق مترجم ، هذا مجرد نبذه مختصره عن العذاب النفسي والجسدي من آلاف طرق التعذيب التي يلاقيها المعتقل في هذا السجن سيىء السمعة على مستوى سجون العالم ...

نبذه عن تاريخ معتقل ( غوانتانامو ) والمعتقلات الأخرى في أمريكا ، تقرير نشرته جريدة ( الحياة ) 23/يونيو/2009م ، قاعدة ( غوانتانامو) تقع على الساحل الجنوبي الشرقي من كوبا وتبعد 645 كيلو مترا عن ميامي وتعترف أمريكا إنها تحتجز الآن ( 26 ألفا ) في سجون سريه وإنه دخل ما يقارب من (80 ألفا ) في المعتقلات منذ 2001 ، أكبر سجون ( إل سي أي أيه ) في أفغانستان يعرف باسم ( سوالت بيت) ويقال إن أحد المعتقلين توفي نتيجة التجمد من البرد بعد أن جرد من ملابسه وترك مقيدا بالسلاسل على أرض اسمنتيه ، ثم نقل هذا السجين إلى شمال كابول ، وأيضا عرفت سجون أخرى سرية تعرف باسم ( المواقع السود) وتم اختيار مواقع لها خارج أمريكا حتى تبعد عنها التهمه ، وهذه المواقع يقال إنها موجودة في تايلند وأفغانستان وأوروبا ، ودول عربيه ، وهناك أيضا ترحيلات استثنائية يشتبه فيها بتورطهم في أعمال إرهابية هؤلاء يرحلون إلى دول تجيز تعذيب السجين كما يشاع والله أعلم يتم ترحيلهم إلى سوريا ، والمغرب ، ومصر وسجل أكثر من (200) سجين عام 2006م ، وهناك أيضا سجون عائمة تحتجز عدد من المعتقلين يتم استجوا بهم والتحقيق معهم قبل ترحيلهم إلى أماكن سرية .

أحلى الكلام :

نصيحة

لاتحقرن الناس واشكر ما قد صنعوا.