الليلة المشؤومة

    • الليلة المشؤومة

      في هذه الليلة المشؤومة شاءت الأقدار أن تغرس خنجر القضاء على خاصرة تلك الأسرة الضعيفة ....وأناخت فيها المصائب رحالها المنهكة بوجع السفر إلى العالم الآخر ... فعند عودة الزوج إلى المنزل وجد زوجته تعاني الآم المخاض فماذا عساه أن يفعل وهو مسلوب ألا راده مشلول الفكر هب مسرعا لا يدري على أي نجم يهتدي فالثريا شارفت على الأفول .
      أدار محرك سيارته الذي لم يبرد من حرارة المعصية بعد، وأطلق العنان للفرس الحديدي يشق الطريق ويخترق أسوار الظلام ... وما هي إلا لحظات حتى فرض سلطان النوم هيمنته على ذلك العقل المخمور الذي دبت به أم الكبائر دبيب النمل ، حاول أن يستجمع قواه ويصب جل انتباهه على الشارع ولكن أبى إلا أن يتهاوى ويخر على المقود مغشيا عليه فتنحرف المركبة عن خط سيرها وتدهور عدة مرات حتى تستقر في بطن الوادي .... أفاق الزوج بعض الشيء على صوت ضعيف مخنوق العبرات يئن تحت المركبة .. يا للهول ويا لعظم المصيبة إنها زوجته وفقيدتة وحبيبته تحتضر والفرس الحديدي جاثم على صدرها فهولم يصب بأذى لأن الله يمهل ولا يهمل .... فبعد محاولات يائسة استمرت حتى شروق الشمس ، أخرجت الزوجة من تحت المركبة في حاله يندى لها الجبين ويشيب لها راس الوليد في المهد، يا للمسكينة فقد عفر وجهها المرمري بالتراب ولطخ جسدها الطاهر بالدماء ، في هذه اللحظات تقف إرادة الإنسان عاجزة عن فعل شئ حيث نقلت الزوجة إلى المستشفى ولكن ليس لاتمام عملية الوضع وانما لاستخراج شهادة الوفاة.