ويؤثر كل من التفاؤل والتشاؤم في تشكيل سلوك الفرد، وعلاقاته الاجتماعية وصحته النفسية والجسمية، فالمتفائل يتوقع الخير والسرور والنجاح، وينجح في تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي، وينظر إلى الحياة بمنظار ايجابي ويكون أكثر إشراقاً واستبشاراً بالمستقبل وبما حوله، ويتمتع بصحة نفسية وجسمية جيدة، بينما المتشائم يتوقع الشر واليأس والفشل وينظر إلى الحياة بمنظار سلبي.
مع أهمية مفهومي التفاؤلOptimism والتشاؤمPessimism في الحياة الإنسانية لان الناس ترغب في صحبة المتفائل أكثر من صحبة المتشائم، كما أنهم يودون سماع الأخبار والأحاديث السارة المتفائلة أكثر من المتشائمة، بل يوصي البعض بضرورة التحلي بصفة التفاؤل والابتعاد عن التفكير التشاؤمي0
وفي الحياة اليومية كان للتفاؤل والتشاؤم مظاهر ومؤشرات جمة فهم يتفاءلون من رؤية قطيع الغنم فهو من الغنيمة ، أو القطة تلحس وتمد كفها بوجهها أو الفراشة عند الماء ، أو تربية السلحفاة أو استحكاك الحاجب الأيسر ، أو اليد اليسرى ، أثناء الأكل أو رؤية من يحبون صباحا فيعد ذلك النهار سعيدا ، أو من رؤية الهلال أول ما يهل ، فضلا عن الحمام أو الماء الوفير أو بعض الوجوه فرؤيتها تجلب الخير لنا ، أو من انقلاب علبة الكبريت على جانبها أو وقوع الصحن وكسره فهو يأخذ الشر معه أو وقوع وسخ الطير على أحد المارة ، أو وضع نعل الفرس فوق عتبة باب المنزل ، ويتشائمون من سماع صوت الغراب ؛ لأنه غراب البين.
وكذلك رؤية قطيع من الماعز فهو من العزى ، أو من وجود الصحن المكسور أو المرآة المكسورة أو المقص المفتوح في البيت ، أو من لبس المرآة ثياب سود لغير حزن ، أو من كنس المنزل عند المغرب ، أو من عد الأشياء لأنه يقلل البركة ، أو من انقلاب الحذاء ، أو من رؤية وجوه بعض الأشخاص فرؤيتها نحس عليهم أو كنس المنزل ، أو تقليم الأظافر ليلا .
أن كثير من البشر يعتقدون أن لبعض الأعداد دور في حياتهم فمنها ما يجلب الضرر ومنها ما يجلب الخير ويضرب المثل بالعدد 13 في النحس فهو يمثل ظاهرة عالمية حيث يعتقد الكثير من الناس أن اليوم أو البيت أو الشيء الذي يحمل الرقم يصاب فيه بالضرر الإنسان ويضرب المثل بالعددين 7و 10 ، إذ يعتقد إن سبب تفاؤلهم أو تشاؤمهم هذا ؛ أنهم يعدون حدوث هذه الأشياء إنذار بالشؤم والنحس وقدوم المصائب والأخبار المزعجة ، من وداع وفراق وإفلاس ومرض وموت ... الخ ، أو بشائر بالنجاح والخير والسعادة والتقاء الأحبة والاجتماع بهم والغنى وقدوم الأفراح والأخبار السارة ... الخ . بسبب اقتران حدوثها معا صدفة وتكرارها لمرات عديدة فأصبحت معتقدات يفكرون ويؤمنون بها .
وقد أرتبط الوجه بالكلمة الطيبة ،وقد يعبس الوجه بسبب الأزمات النفسية التي تترك أثارها العميقة عليه ، فتصبح جزءاً من ملامحه ، لا يملك حيالها شيئاً لمحوها ، إلا أذا درب ذاته على استجابات جديدة قائمة على التفاؤل والحب والثقة ؛ ولذا قال الإمام الصادق عليه السلام ((الانقباض من الناس مكسبه للعداوة)) ، ((وحسن البشر يذهب السخيمة) وقال أبو حاتم (البشاشة أدام العلماء ، وسجية الحكماء)
كما تنوعت النظريات التي حاولت تفسير التفاؤل والتشاؤم وتعدد الباحثون والمهتمون بدراستها وتعدد تعريفاتها وتنوعها بشكل يصعب جمعها أو حصرها ، مما أدى إلى اختلاف مفاهيم تفسيرها .
قسم هيبوقراط الناس إلى أنماط تبعا لكيمياء الدم إلى أربعة أنواع كل نوع له حياته المزاجية الخاصة ، وله الأمراض الخاصة التي يتعرض لها تبعا لتكوين الدم هذه .
وهذه الأنواع هي :
•1. الصفراوي Choleric وهو حاد الطبع متقلب المزاج .
•2. السوداوي أو الميلانكولي Melancholic وهو يميل إلى الحزن ، والنظر إلى الحياة نظرة سوداء .
•3. اللمفاوي Phlegmatic وهو بارد في طباعه جاف .
•4. والدموي Sanguine وهـو يتميز بالمرح والأمل فـي الحياة .
وهي تقابل الأمزجة الأربعة ، وصاحب المزاج السوداوي ، متشائم ، وصاحب المزاج الدموي متفائل .
ووصف أيزنك نموذجا للمنبسط والمنطوي ، فالأول يميل إلى التفاؤل والابتهاج ويهون الأمور بكل بساطة وبلا تعقد ، أما المنطوي فمتمرد وشكاك وقلق ويهول الأمور ومكتئب
أما فرويد يرى أن التفاؤل هو القاعدة العامة للحياة وان التشاؤم لا يقع في حياة الفرد الا إذا كونت لديه عقدة نفسية ، والعقدة النفسية ارتباط وجداني سلبي شديد التعقد والتماسك حيال موضوع ما من الموضوعات الخارجية أو الداخلية ، فالفـرد متفائل اذا لـم تقـع فـي حياته حوادث تجعل نشوء العقدة النفسية لديه أمـراً ممكنا ولـو حـدث العكـس لتـحول إلـى شخص متشائم
ويعتقد فرويد أن الطفل يمر عبر سلسلة من المراحل المتواصلة ديناميا خلال السنوات الخمس الأولى ، ويليها لمدة تستمر خمس أو ست سنوات مدة الكمون ، فيتحقق قدر من الثبات والاستقرار الدينامي ، وتتحدد كل مرحلة من النمو خلال السنوات الخمس الأولى من حيث أساليب الأولى من حيث أساليب الاستجابة من جانب منطقة محددة من الجسم ، ففي خلال المرحلة الأولى التي تستمر قرابة العام يكون الفم هو المنطقة الرئيسة للنشاط الدينامي.
كما يشير إلى ان الشخصية الفمية ذات الإشباع الزائد لبيدو (الأكل والشرب) تتسم بالتفاؤل والانفعال والمواقف المتجه نحو الاعتماد على العالم الخارجي ، فالذي شبع بشكل مفرط في طفولته سيكون عرضة للتفاؤل المفرط والاعتماد على الآخرين ، أما إذا أحبطت اللذة الفمية فإن الشخصية الفمية ستتسم بالسلوك الذي يميل إلى إثارة الجدل ، والخلاف ، والتشاؤم ، والكره، والعداء ، والتناقض الوجداني إزاء الأصدقاء أي الشعور بمزيج من الحب والكره، والذي يتوقف نحوه في هذه المرحلة يكون عرضة للإفراط في هذا التشاؤم
ان التشاؤم الفمي orealpessimism يرجع للخبرات القاسية في هذه المرحلة والطفل المصاب بتثبيت المرحلة الفمية تكون إحدى خصائص شخصيته التفاؤل .
ورد التفاؤلوالتشاؤم ومشتقاته ( كالفأل وتفاءلت بكذا ، والشؤم وتشاءم بالأمر والمشأمة) فيالمعاجم العربية القديمة مثل لسان العرب لابن منظور ، وتاج اللغة وصحاح العربيةللجوهري ، والقاموس المحيط للفيروز أبادي ... وغيرهم ، واستخدم لفظ " التفاؤل" فىأحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم . كما أن اللفظين يستخدمان في لغة الحياة اليوميةلدى غير المتخصص منذ زمن بعيد وحتى اليوم في حالات الاسم والفعل والصفة
وعلى الرغم من هذا الاستخدام القديم للكلمتين (التفاؤل والتشاؤم) فان الاهتمام بالمفهومين ودراستهما بشكل مفصل في إطار علم النفس لم يحدث بشكل منظم إلا في أواخر السبعينيات من القرن الماضي
نوصي :
نعمل جميعا على غرس روح التفاؤل بين أبنائنا والعمل على التحلي بالتفاؤل سواء داخل الأسرة او المدرسة او في مؤسسات المجتمع عن طريق
•- الاستعاذة بالله : فالطيرة من وساوس الشيطان وتخويفه فإذا استعاذ بالله من الشيطان سلم من كيده قال تعالى:"وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه وهو السميع العليم"( فصلت: 36).
•- ثم التوكل على الله: والتوكل في لسان الشرع إنما يراد به توجه القلب إلى الله حال العمل، واستمداد المعونة منه، والاعتماد عليه وحده، فذلك سر التوكل وحقيقته. والشريعة أمرت العامل بأن يكون قلبه منطوياً على سراج التوكل والتفويض والذي يحقق التوكل هو القيام بالأسباب المأمور بها فمن عطّلها لم يصح توكله.
قال تعالى {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً }الطلاق3 وصدق إذ يقول {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159
- إحسان الظن بالله: فذلك موجب لراحة القلب، وطمأنينة النفس، فالله - عز وجل عند ظن العبد به ، فالمؤمن الحق يحسن ظنه بربه ويعلم أنه - عز وجل - لا يقضي قضاء إلا وفيه تمام العدل .فعند مسلم في كتاب الجنة باب ألأمر بحسن الظن بالله عند الموت"عن جابر رضي الله عنه أن الرسول rفال:لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله"
- الإيمان بالقضاء والقدر: وذلك بأن يعلم الإنسان علم اليقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه إلا ما كتب الله له. قال تعالى {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }الحديد22
- تذكر دائما و كن متفائلاً
ولا تكن يائساً وتنظر للجانب السيئ من الأمور وتتناسى الجانب الآخرولا تكنمحطماً وترى اللون الباهت وتغفل عن اللون الناصع المشرقوافتح صفحاتالنور ولا تقرأ حرفاً من صفحات الظلام.
وارسم الابتسامة على الدمعة ، فماأصدق ابتسامتك والعين دامعة .
انظر للنصف المملوء من الكأس ولا تباليبالفارغ منه .
كن دائماً على ثقة بأن الله يمهل ولا يهمل .
اقتنعبأن حزنك اليوم سيكون فرحاً في الغد بصبرك، تفاءل بأن الدنيا ستفيض عليكبالفرح وتملئ أيامك بالسرور،ابتعد عن اليأس ، فما من قلب سكنه اليأس إلاودمره
وتذكر كلام الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ( تفاءلوا بالخير تجدوا ) وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: 'بَشِّرُوا ولاتُنَفِّرُوا وَيَسِّرُوا وَلا تُعَسِّرُوا'.. وأنه ما خُيِّر بين أمرين إلا اختارأيسرهما. وفي هذا ليعلمنا أن ننظر للأمور بتفاؤل وأن نستبشر ونُبشِّر ولا نُحبَطونيأس.
ولنا في موقف الرسول وصاحبه القدوة الحسنة إذ هما في الغار إذ وقفالكفار على بابه وخشي 'أبو بكر' على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: لونظروا تحت أقدامهم لرأونا.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا 'أبا بكر' ما ظنكباثنين الله ثالثهما'!
وفي ذلك ليثبت فؤاد الصِّدِّيقرضي الله عنه وليثبت فؤاد كل مسلم ضاق به الحال وليُعلِّمَه أن الله مطَّلع عليهوأنه يراه وأنه سينجيه ما دام العبد يتذكر مولاه، فليستبشر بالله وليطمئن قلبه بهوليتفاءل مهما كان الحدث سلبيًا والأمور عظيمة؛ لأنه مهما كان العبد في ضيق فإنالله يخرجه ومهما كان العبد في عجز فالله القادر يعينه، فلنلجأ إليه ونستبشر بهفليس لنا غيره: 'أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَوَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ .
فإذا ظُلِمت فاصبر واستبشر وتفاءل وقل عسى الله أن يجعل من بعد عُسرٍيُسرا، وعسى أن يطهرني ويزكيني ويرفع عني ما هو أشد مرارة من هذا الظلم الواقع علي،أو عسى أنه يريد أن يقربني إليه، فنارُ البلاء تُخلِّص الإنسان من شوائب النفسالأمارة بالسوء.. ومن تطهرت نفسه وصلت لاطمئنانها وناداها الله في ملكوته: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ{27} ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً{28} فَادْخُلِي فِي عِبَادِي{29} وَادْخُلِي جَنَّتِي{30}
أسباب التفاؤل والتشاؤم :
يشير كتاب التفاؤل والتشاؤم في الإسلام
•- أسباب التفاؤل :
- الحلم والمراد أن الإنسان يحلم أثناء النوم بشيء معين يتسبب في إلحاق خير به فإذا صحا ووجد هذا الشيء أمامه تفاءل به ومن ثم اعتقد أن هذا الشيء هو السبب في حصوله على الخير .
- تقليد الآباء حيث يعلمون الأبناء أن شيء ما هو مصدر للخير ومن ثم يرسخ في نفس الابن أن هذا الشيء جالب للخير ومن ثم يتفاءل به .
- الصدفة وهى أن يربط الإنسان بين شيء معين وحدوث خير له نتيجة تكرار حدوث الخير مع وجود هذا الشيء رغم أن ذلك يحدث دون اتفاق مسبق وإنما شيء نسميه خبط عشواء.
- الحب والمراد أن الإنسان يحب شيء معين فإذا حدث خير له نسب مجيء هذا الخير إلى حبه لهذا الشيء تميمة الحظ.
- أسباب التشاؤم :
-الأمور التي علمها الأبوان للإنسان عن الأشياء وهذه الأمور هي اعتقادات خاطئة وهذا السبب هو تقليد الآباء وفيه قال على لسان الكفار بسورة الزخرف "إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون.
- الخوف والفزع من الشيء فكثير من الناس يخافون من بعض الكائنات ويتسبب ذلك الخوف في كراهية الناس لهذا الشيء ومن ثم ينسبون إليه ما يحدث لهم من ضرر.
- الصدفة ونعنى بها حدوث ضرر عدة مرات مع ارتباطه عشوائيا بشيء معين مما يجعل الإنسان يربط بين الشيء والضرر فينسب الضرر إلى هذا الشيء .
-الحلم ونعنى أن الإنسان قد يحلم بشيء معين يتسبب في الحلم في إلحاق ضرر به فإذا وجد هذا الشيء أمامه في صبيحة ليلة الحلم تشاءم منه واعتقد أنه نذير شؤم مع أنه قد يحدث النقيض فيكون مصدر خير للإنسان .
مع أهمية مفهومي التفاؤلOptimism والتشاؤمPessimism في الحياة الإنسانية لان الناس ترغب في صحبة المتفائل أكثر من صحبة المتشائم، كما أنهم يودون سماع الأخبار والأحاديث السارة المتفائلة أكثر من المتشائمة، بل يوصي البعض بضرورة التحلي بصفة التفاؤل والابتعاد عن التفكير التشاؤمي0
وفي الحياة اليومية كان للتفاؤل والتشاؤم مظاهر ومؤشرات جمة فهم يتفاءلون من رؤية قطيع الغنم فهو من الغنيمة ، أو القطة تلحس وتمد كفها بوجهها أو الفراشة عند الماء ، أو تربية السلحفاة أو استحكاك الحاجب الأيسر ، أو اليد اليسرى ، أثناء الأكل أو رؤية من يحبون صباحا فيعد ذلك النهار سعيدا ، أو من رؤية الهلال أول ما يهل ، فضلا عن الحمام أو الماء الوفير أو بعض الوجوه فرؤيتها تجلب الخير لنا ، أو من انقلاب علبة الكبريت على جانبها أو وقوع الصحن وكسره فهو يأخذ الشر معه أو وقوع وسخ الطير على أحد المارة ، أو وضع نعل الفرس فوق عتبة باب المنزل ، ويتشائمون من سماع صوت الغراب ؛ لأنه غراب البين.
وكذلك رؤية قطيع من الماعز فهو من العزى ، أو من وجود الصحن المكسور أو المرآة المكسورة أو المقص المفتوح في البيت ، أو من لبس المرآة ثياب سود لغير حزن ، أو من كنس المنزل عند المغرب ، أو من عد الأشياء لأنه يقلل البركة ، أو من انقلاب الحذاء ، أو من رؤية وجوه بعض الأشخاص فرؤيتها نحس عليهم أو كنس المنزل ، أو تقليم الأظافر ليلا .
أن كثير من البشر يعتقدون أن لبعض الأعداد دور في حياتهم فمنها ما يجلب الضرر ومنها ما يجلب الخير ويضرب المثل بالعدد 13 في النحس فهو يمثل ظاهرة عالمية حيث يعتقد الكثير من الناس أن اليوم أو البيت أو الشيء الذي يحمل الرقم يصاب فيه بالضرر الإنسان ويضرب المثل بالعددين 7و 10 ، إذ يعتقد إن سبب تفاؤلهم أو تشاؤمهم هذا ؛ أنهم يعدون حدوث هذه الأشياء إنذار بالشؤم والنحس وقدوم المصائب والأخبار المزعجة ، من وداع وفراق وإفلاس ومرض وموت ... الخ ، أو بشائر بالنجاح والخير والسعادة والتقاء الأحبة والاجتماع بهم والغنى وقدوم الأفراح والأخبار السارة ... الخ . بسبب اقتران حدوثها معا صدفة وتكرارها لمرات عديدة فأصبحت معتقدات يفكرون ويؤمنون بها .
وقد أرتبط الوجه بالكلمة الطيبة ،وقد يعبس الوجه بسبب الأزمات النفسية التي تترك أثارها العميقة عليه ، فتصبح جزءاً من ملامحه ، لا يملك حيالها شيئاً لمحوها ، إلا أذا درب ذاته على استجابات جديدة قائمة على التفاؤل والحب والثقة ؛ ولذا قال الإمام الصادق عليه السلام ((الانقباض من الناس مكسبه للعداوة)) ، ((وحسن البشر يذهب السخيمة) وقال أبو حاتم (البشاشة أدام العلماء ، وسجية الحكماء)
كما تنوعت النظريات التي حاولت تفسير التفاؤل والتشاؤم وتعدد الباحثون والمهتمون بدراستها وتعدد تعريفاتها وتنوعها بشكل يصعب جمعها أو حصرها ، مما أدى إلى اختلاف مفاهيم تفسيرها .
قسم هيبوقراط الناس إلى أنماط تبعا لكيمياء الدم إلى أربعة أنواع كل نوع له حياته المزاجية الخاصة ، وله الأمراض الخاصة التي يتعرض لها تبعا لتكوين الدم هذه .
وهذه الأنواع هي :
•1. الصفراوي Choleric وهو حاد الطبع متقلب المزاج .
•2. السوداوي أو الميلانكولي Melancholic وهو يميل إلى الحزن ، والنظر إلى الحياة نظرة سوداء .
•3. اللمفاوي Phlegmatic وهو بارد في طباعه جاف .
•4. والدموي Sanguine وهـو يتميز بالمرح والأمل فـي الحياة .
وهي تقابل الأمزجة الأربعة ، وصاحب المزاج السوداوي ، متشائم ، وصاحب المزاج الدموي متفائل .
ووصف أيزنك نموذجا للمنبسط والمنطوي ، فالأول يميل إلى التفاؤل والابتهاج ويهون الأمور بكل بساطة وبلا تعقد ، أما المنطوي فمتمرد وشكاك وقلق ويهول الأمور ومكتئب
أما فرويد يرى أن التفاؤل هو القاعدة العامة للحياة وان التشاؤم لا يقع في حياة الفرد الا إذا كونت لديه عقدة نفسية ، والعقدة النفسية ارتباط وجداني سلبي شديد التعقد والتماسك حيال موضوع ما من الموضوعات الخارجية أو الداخلية ، فالفـرد متفائل اذا لـم تقـع فـي حياته حوادث تجعل نشوء العقدة النفسية لديه أمـراً ممكنا ولـو حـدث العكـس لتـحول إلـى شخص متشائم
ويعتقد فرويد أن الطفل يمر عبر سلسلة من المراحل المتواصلة ديناميا خلال السنوات الخمس الأولى ، ويليها لمدة تستمر خمس أو ست سنوات مدة الكمون ، فيتحقق قدر من الثبات والاستقرار الدينامي ، وتتحدد كل مرحلة من النمو خلال السنوات الخمس الأولى من حيث أساليب الأولى من حيث أساليب الاستجابة من جانب منطقة محددة من الجسم ، ففي خلال المرحلة الأولى التي تستمر قرابة العام يكون الفم هو المنطقة الرئيسة للنشاط الدينامي.
كما يشير إلى ان الشخصية الفمية ذات الإشباع الزائد لبيدو (الأكل والشرب) تتسم بالتفاؤل والانفعال والمواقف المتجه نحو الاعتماد على العالم الخارجي ، فالذي شبع بشكل مفرط في طفولته سيكون عرضة للتفاؤل المفرط والاعتماد على الآخرين ، أما إذا أحبطت اللذة الفمية فإن الشخصية الفمية ستتسم بالسلوك الذي يميل إلى إثارة الجدل ، والخلاف ، والتشاؤم ، والكره، والعداء ، والتناقض الوجداني إزاء الأصدقاء أي الشعور بمزيج من الحب والكره، والذي يتوقف نحوه في هذه المرحلة يكون عرضة للإفراط في هذا التشاؤم
ان التشاؤم الفمي orealpessimism يرجع للخبرات القاسية في هذه المرحلة والطفل المصاب بتثبيت المرحلة الفمية تكون إحدى خصائص شخصيته التفاؤل .
ورد التفاؤلوالتشاؤم ومشتقاته ( كالفأل وتفاءلت بكذا ، والشؤم وتشاءم بالأمر والمشأمة) فيالمعاجم العربية القديمة مثل لسان العرب لابن منظور ، وتاج اللغة وصحاح العربيةللجوهري ، والقاموس المحيط للفيروز أبادي ... وغيرهم ، واستخدم لفظ " التفاؤل" فىأحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم . كما أن اللفظين يستخدمان في لغة الحياة اليوميةلدى غير المتخصص منذ زمن بعيد وحتى اليوم في حالات الاسم والفعل والصفة
وعلى الرغم من هذا الاستخدام القديم للكلمتين (التفاؤل والتشاؤم) فان الاهتمام بالمفهومين ودراستهما بشكل مفصل في إطار علم النفس لم يحدث بشكل منظم إلا في أواخر السبعينيات من القرن الماضي
نوصي :
نعمل جميعا على غرس روح التفاؤل بين أبنائنا والعمل على التحلي بالتفاؤل سواء داخل الأسرة او المدرسة او في مؤسسات المجتمع عن طريق
•- الاستعاذة بالله : فالطيرة من وساوس الشيطان وتخويفه فإذا استعاذ بالله من الشيطان سلم من كيده قال تعالى:"وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه وهو السميع العليم"( فصلت: 36).
•- ثم التوكل على الله: والتوكل في لسان الشرع إنما يراد به توجه القلب إلى الله حال العمل، واستمداد المعونة منه، والاعتماد عليه وحده، فذلك سر التوكل وحقيقته. والشريعة أمرت العامل بأن يكون قلبه منطوياً على سراج التوكل والتفويض والذي يحقق التوكل هو القيام بالأسباب المأمور بها فمن عطّلها لم يصح توكله.
قال تعالى {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً }الطلاق3 وصدق إذ يقول {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159
- إحسان الظن بالله: فذلك موجب لراحة القلب، وطمأنينة النفس، فالله - عز وجل عند ظن العبد به ، فالمؤمن الحق يحسن ظنه بربه ويعلم أنه - عز وجل - لا يقضي قضاء إلا وفيه تمام العدل .فعند مسلم في كتاب الجنة باب ألأمر بحسن الظن بالله عند الموت"عن جابر رضي الله عنه أن الرسول rفال:لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله"
- الإيمان بالقضاء والقدر: وذلك بأن يعلم الإنسان علم اليقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه إلا ما كتب الله له. قال تعالى {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }الحديد22
- تذكر دائما و كن متفائلاً
ولا تكن يائساً وتنظر للجانب السيئ من الأمور وتتناسى الجانب الآخرولا تكنمحطماً وترى اللون الباهت وتغفل عن اللون الناصع المشرقوافتح صفحاتالنور ولا تقرأ حرفاً من صفحات الظلام.
وارسم الابتسامة على الدمعة ، فماأصدق ابتسامتك والعين دامعة .
انظر للنصف المملوء من الكأس ولا تباليبالفارغ منه .
كن دائماً على ثقة بأن الله يمهل ولا يهمل .
اقتنعبأن حزنك اليوم سيكون فرحاً في الغد بصبرك، تفاءل بأن الدنيا ستفيض عليكبالفرح وتملئ أيامك بالسرور،ابتعد عن اليأس ، فما من قلب سكنه اليأس إلاودمره
وتذكر كلام الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ( تفاءلوا بالخير تجدوا ) وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: 'بَشِّرُوا ولاتُنَفِّرُوا وَيَسِّرُوا وَلا تُعَسِّرُوا'.. وأنه ما خُيِّر بين أمرين إلا اختارأيسرهما. وفي هذا ليعلمنا أن ننظر للأمور بتفاؤل وأن نستبشر ونُبشِّر ولا نُحبَطونيأس.
ولنا في موقف الرسول وصاحبه القدوة الحسنة إذ هما في الغار إذ وقفالكفار على بابه وخشي 'أبو بكر' على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: لونظروا تحت أقدامهم لرأونا.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا 'أبا بكر' ما ظنكباثنين الله ثالثهما'!
وفي ذلك ليثبت فؤاد الصِّدِّيقرضي الله عنه وليثبت فؤاد كل مسلم ضاق به الحال وليُعلِّمَه أن الله مطَّلع عليهوأنه يراه وأنه سينجيه ما دام العبد يتذكر مولاه، فليستبشر بالله وليطمئن قلبه بهوليتفاءل مهما كان الحدث سلبيًا والأمور عظيمة؛ لأنه مهما كان العبد في ضيق فإنالله يخرجه ومهما كان العبد في عجز فالله القادر يعينه، فلنلجأ إليه ونستبشر بهفليس لنا غيره: 'أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَوَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ .
فإذا ظُلِمت فاصبر واستبشر وتفاءل وقل عسى الله أن يجعل من بعد عُسرٍيُسرا، وعسى أن يطهرني ويزكيني ويرفع عني ما هو أشد مرارة من هذا الظلم الواقع علي،أو عسى أنه يريد أن يقربني إليه، فنارُ البلاء تُخلِّص الإنسان من شوائب النفسالأمارة بالسوء.. ومن تطهرت نفسه وصلت لاطمئنانها وناداها الله في ملكوته: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ{27} ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً{28} فَادْخُلِي فِي عِبَادِي{29} وَادْخُلِي جَنَّتِي{30}
أسباب التفاؤل والتشاؤم :
يشير كتاب التفاؤل والتشاؤم في الإسلام
•- أسباب التفاؤل :
- الحلم والمراد أن الإنسان يحلم أثناء النوم بشيء معين يتسبب في إلحاق خير به فإذا صحا ووجد هذا الشيء أمامه تفاءل به ومن ثم اعتقد أن هذا الشيء هو السبب في حصوله على الخير .
- تقليد الآباء حيث يعلمون الأبناء أن شيء ما هو مصدر للخير ومن ثم يرسخ في نفس الابن أن هذا الشيء جالب للخير ومن ثم يتفاءل به .
- الصدفة وهى أن يربط الإنسان بين شيء معين وحدوث خير له نتيجة تكرار حدوث الخير مع وجود هذا الشيء رغم أن ذلك يحدث دون اتفاق مسبق وإنما شيء نسميه خبط عشواء.
- الحب والمراد أن الإنسان يحب شيء معين فإذا حدث خير له نسب مجيء هذا الخير إلى حبه لهذا الشيء تميمة الحظ.
- أسباب التشاؤم :
-الأمور التي علمها الأبوان للإنسان عن الأشياء وهذه الأمور هي اعتقادات خاطئة وهذا السبب هو تقليد الآباء وفيه قال على لسان الكفار بسورة الزخرف "إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون.
- الخوف والفزع من الشيء فكثير من الناس يخافون من بعض الكائنات ويتسبب ذلك الخوف في كراهية الناس لهذا الشيء ومن ثم ينسبون إليه ما يحدث لهم من ضرر.
- الصدفة ونعنى بها حدوث ضرر عدة مرات مع ارتباطه عشوائيا بشيء معين مما يجعل الإنسان يربط بين الشيء والضرر فينسب الضرر إلى هذا الشيء .
-الحلم ونعنى أن الإنسان قد يحلم بشيء معين يتسبب في الحلم في إلحاق ضرر به فإذا وجد هذا الشيء أمامه في صبيحة ليلة الحلم تشاءم منه واعتقد أنه نذير شؤم مع أنه قد يحدث النقيض فيكون مصدر خير للإنسان .
العوامل المؤثرة في التفاؤل والتشاؤم
موضوع التفاؤل والتشاؤم له علاقة بطبيعة كل مجتمع وبطبيعة عاداته وتقاليده وان التفاؤل له علاقة بظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمجتمع هناك مجموعة من العوامل البيولوجية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية لها أثر كبير في التفاؤل - التشاؤم كما يأتي
أولا : العوامل البيولوجية .
تعتبر المحددات الوراثية أو الاستعدادات الموروثة ذات أثر كبير في نشأة وتكوين حالة التفاؤل أو التشاؤم ، ولقد عزز علماء الانثروبولوجيا الرأي المؤيد لأثر الوراثة في التفاؤل الفمي والتشاؤم الفمي المتمثل في غزارة الرضاعة وما يليها من فطام متأخر أو في شحه الرضاعة وما يليها من فطام مبكر (Eisler,1964) ، وكثيرا ما ينشأ التفاؤل عن نشاط الشخص وقوته العقلية والعصبية ، فقد تعود ان يزود نفسه بالأفكار الصحيحة السارة ، وينشأ التشاؤم من ضعف النشاط وضعف القوة العصبية ووهن الرقابة العقلية في الإنسان فيسمح لنفسه أن يسبح في جو مظلم من الأوهام إذ إن ضبط النفس والنظر إلى الناحية السارة دائما يزيل من التشاؤم والهموم والأحزان التي تسيطر على نفوسهم .
والمتفائل لدى استبشاره بالنجاح مسبقا كأنه حاصل على قدرة معينة لإحالة المستقبل إلى حاضر يرضى به ، فأنه يوافق على مطالبة المخ له بإصدار الأوامر وإعداد الطاقة اللازمة بدءا من إنجاز الأعمال إلى ما يصدر عنه من أحكام ، أما إذا تشاءم الفرد منذ البداية فإن فكرة التشاؤم نفسها تسيطر على جزء من تفكيره وتستحوذ على قدر من طاقته المخصصة للانجاز اللازم ، فتقل تدريجيا ويصيبه الفتور والفشل في انجاز مهماته وهذا ما يؤكده من يتشاءم وصدق تشاؤمه .
وقد كشف فريق علمي من جامعة ستانفورد الأمريكية ، ان هناك بعض التغيرات المختلفة في طريقة عمل الدماغ يمكن ان تعطي مؤشرات تسمح بالتفريق والفصل بين الشخصية المتفائلة وتلك المتشائمة ، وغطى البحث مجموعة من النساء المختلفات كانت أعمارهن بين تسعة عشر واثنين وأربعين عاما ، وقسمت النساء إلى قسمين من خلال استجوابهن عن مجموعة من الأسئلة ، القسم الأول النساء المتفائلات والثاني المتشائمات والعصابيات القلقات ، وعرض العلماء على القسمين صورا لمشاهد مفرحة ، مثل حفلات ، أعياد ميلاد ، وصور أخرى كئيبة حزينة مثل أجنحة مستشفيات ، وفيما كانت عملية عرض الصور مستمرة ، قام العلماء بقياس نشاط النساء في عدة أماكن من الدماغ ، ولاحظ الفريق العلمي إن المرأة المتفائلة استجابت بشكل أقوى للصور السعيدة مقارنة بالنساء القلقات المتشائمات والعكس كان صحيحا أيضا إذ وجد نشاط غير عادي في أدمغة النساء القلقات العصابيات عندما عرضت عليهن صور كئيبة ومحزنة.
ويشير (اسعد) في هذا الصدد ويقول إلى أن البيئة والوراثة هما اللتان تعملان على توجيه الوارثات إلى ما يتفاءل به أو ما يتشاءم منه ، فتعمل التربية على إخراجها إلى حيز الوجود جميعا ولكن بقوتين غير متساويتين ، فقد يجد نفسه أكثر ميلا إلى التفاؤل من ميله إلى التشاؤم ، ولكن في الحالتين فان مجرد وجود تلك المقومات الموروثة لا تكفي لجعل الشخص متفائلا أو متشائما ، فلابد من تغذية الموروث وتنميته ؛ ليتفاعل مع المقومات والموضوعات البيئية حتى يستميل ما لدى الإنسان بالقـوة إلـى وجود بائن وفعلي في الحياة .
ثانيا : العوامل الاجتماعية :
وهي تتمثل بالتنشئة الاجتماعية من لغة وعادات وقيم واتجاهات سائدة في المجتمع ، ولها دور في نشأة المفهوم ، فالمواقف الاجتماعية المفاجئة تجعل الفرد يميل في الغالب إلى التشاؤم والعكس صحيح إلى حد بعيد .
أن أساليب التربية الخاطئة ، كاللجوء إلى العقاب من أجل إسكات الرغبات التي تريد الاستمتاع بمباهج الحياة وإحباط سعي المراهق الذي يحاول الاستقلال عن أسرته ، ومعاملة الراشدين وضعف الإمكانيات المادية مما يؤدي إلى سوء استغلال أوقات فراغهم والإضرار بهم وبمجتمعهم .
إن للعوامل البيئة والثقافة دورا كبيرا في تحديد التفاؤل والتشاؤم بين الجنسين ، فللذكور مجال أكبر في التعبير عن أرائهم واتجاهاتهم وهذا مما لاشك فيه يخلق لديهم نوعا من الأمل والتفاؤل نحو المستقبل لاسيما الشباب العربي من الذكور يتمتعون بفرص ، وخيارات أكثر من تلك التي تتمتع بها الإناث ، لأنهم يمتلكون القرار في تحديد مصيرهم سواء من ناحية استمرار التعليم واختيار المهنة المناسبة او حتى اختيار الزوجة ، أما الإناث فما زالت التقاليد الاجتماعية تحد من ذلك عندهن لكن لا يعني انخفاض التفاؤل بدرجة كبيرة لديهن ، لكن التفوق يظهر لدى الذكور .
&$&#&$ سؤالنا لهذا الموضوع هو
_ هل انت متشاؤم ام متفاؤل في نفس الوقت
أولا : العوامل البيولوجية .
تعتبر المحددات الوراثية أو الاستعدادات الموروثة ذات أثر كبير في نشأة وتكوين حالة التفاؤل أو التشاؤم ، ولقد عزز علماء الانثروبولوجيا الرأي المؤيد لأثر الوراثة في التفاؤل الفمي والتشاؤم الفمي المتمثل في غزارة الرضاعة وما يليها من فطام متأخر أو في شحه الرضاعة وما يليها من فطام مبكر (Eisler,1964) ، وكثيرا ما ينشأ التفاؤل عن نشاط الشخص وقوته العقلية والعصبية ، فقد تعود ان يزود نفسه بالأفكار الصحيحة السارة ، وينشأ التشاؤم من ضعف النشاط وضعف القوة العصبية ووهن الرقابة العقلية في الإنسان فيسمح لنفسه أن يسبح في جو مظلم من الأوهام إذ إن ضبط النفس والنظر إلى الناحية السارة دائما يزيل من التشاؤم والهموم والأحزان التي تسيطر على نفوسهم .
والمتفائل لدى استبشاره بالنجاح مسبقا كأنه حاصل على قدرة معينة لإحالة المستقبل إلى حاضر يرضى به ، فأنه يوافق على مطالبة المخ له بإصدار الأوامر وإعداد الطاقة اللازمة بدءا من إنجاز الأعمال إلى ما يصدر عنه من أحكام ، أما إذا تشاءم الفرد منذ البداية فإن فكرة التشاؤم نفسها تسيطر على جزء من تفكيره وتستحوذ على قدر من طاقته المخصصة للانجاز اللازم ، فتقل تدريجيا ويصيبه الفتور والفشل في انجاز مهماته وهذا ما يؤكده من يتشاءم وصدق تشاؤمه .
وقد كشف فريق علمي من جامعة ستانفورد الأمريكية ، ان هناك بعض التغيرات المختلفة في طريقة عمل الدماغ يمكن ان تعطي مؤشرات تسمح بالتفريق والفصل بين الشخصية المتفائلة وتلك المتشائمة ، وغطى البحث مجموعة من النساء المختلفات كانت أعمارهن بين تسعة عشر واثنين وأربعين عاما ، وقسمت النساء إلى قسمين من خلال استجوابهن عن مجموعة من الأسئلة ، القسم الأول النساء المتفائلات والثاني المتشائمات والعصابيات القلقات ، وعرض العلماء على القسمين صورا لمشاهد مفرحة ، مثل حفلات ، أعياد ميلاد ، وصور أخرى كئيبة حزينة مثل أجنحة مستشفيات ، وفيما كانت عملية عرض الصور مستمرة ، قام العلماء بقياس نشاط النساء في عدة أماكن من الدماغ ، ولاحظ الفريق العلمي إن المرأة المتفائلة استجابت بشكل أقوى للصور السعيدة مقارنة بالنساء القلقات المتشائمات والعكس كان صحيحا أيضا إذ وجد نشاط غير عادي في أدمغة النساء القلقات العصابيات عندما عرضت عليهن صور كئيبة ومحزنة.
ويشير (اسعد) في هذا الصدد ويقول إلى أن البيئة والوراثة هما اللتان تعملان على توجيه الوارثات إلى ما يتفاءل به أو ما يتشاءم منه ، فتعمل التربية على إخراجها إلى حيز الوجود جميعا ولكن بقوتين غير متساويتين ، فقد يجد نفسه أكثر ميلا إلى التفاؤل من ميله إلى التشاؤم ، ولكن في الحالتين فان مجرد وجود تلك المقومات الموروثة لا تكفي لجعل الشخص متفائلا أو متشائما ، فلابد من تغذية الموروث وتنميته ؛ ليتفاعل مع المقومات والموضوعات البيئية حتى يستميل ما لدى الإنسان بالقـوة إلـى وجود بائن وفعلي في الحياة .
ثانيا : العوامل الاجتماعية :
وهي تتمثل بالتنشئة الاجتماعية من لغة وعادات وقيم واتجاهات سائدة في المجتمع ، ولها دور في نشأة المفهوم ، فالمواقف الاجتماعية المفاجئة تجعل الفرد يميل في الغالب إلى التشاؤم والعكس صحيح إلى حد بعيد .
أن أساليب التربية الخاطئة ، كاللجوء إلى العقاب من أجل إسكات الرغبات التي تريد الاستمتاع بمباهج الحياة وإحباط سعي المراهق الذي يحاول الاستقلال عن أسرته ، ومعاملة الراشدين وضعف الإمكانيات المادية مما يؤدي إلى سوء استغلال أوقات فراغهم والإضرار بهم وبمجتمعهم .
إن للعوامل البيئة والثقافة دورا كبيرا في تحديد التفاؤل والتشاؤم بين الجنسين ، فللذكور مجال أكبر في التعبير عن أرائهم واتجاهاتهم وهذا مما لاشك فيه يخلق لديهم نوعا من الأمل والتفاؤل نحو المستقبل لاسيما الشباب العربي من الذكور يتمتعون بفرص ، وخيارات أكثر من تلك التي تتمتع بها الإناث ، لأنهم يمتلكون القرار في تحديد مصيرهم سواء من ناحية استمرار التعليم واختيار المهنة المناسبة او حتى اختيار الزوجة ، أما الإناث فما زالت التقاليد الاجتماعية تحد من ذلك عندهن لكن لا يعني انخفاض التفاؤل بدرجة كبيرة لديهن ، لكن التفوق يظهر لدى الذكور .
&$&#&$ سؤالنا لهذا الموضوع هو
_ هل انت متشاؤم ام متفاؤل في نفس الوقت
♡•0•● قُلَبًيِ آلَشُـفُـآفُـ أجّـمًلَ عٌيِوٌبًيِ ◐◑。๑ εïз