هل اكتشفت عقلك الباطني؟

    • هل اكتشفت عقلك الباطني؟

      مرحبا اخواني واخواتي
      حبيت( انقل) لكم هالموضوع ...........

      إن الحديث عن العقل الباطن من الاحاديث الاستراتيجية ، لأنه يحدد حركة الإنسان التلقائية ، فان الفرد مهما حاول ان يراقب نفسه ، فانه يميل بشكل لا ارادى الى ما يمليه عليه عقله الباطنى ، سواء فى جانب الخير او الشر .. وهذا العقل الباطنى ليس حصيلة فترة قصيرة من الحياة ، وانما لمجموعة التراكمات فى سلوك الفرد .. الذي يبدأ من الأيام الأولى لوعيه ، ولو في سن مبكرة جدا .

      ان سلوك الانسان اليومى يتحدد كثيرا بفعل العقل الباطنى ، فيندفع لا شعوريا - حبا وبغضا - الى من رسم له فى باطنه: صورة جميلة او قبيحة .. ومع الاسف فاننا نلاحظ فى اغلب الاحيان ان الباطن يبالغ فى وصف الخارج اما تحقيرا او تعظيما ، وذلك بحسب المواقف النفسية الباطنية ، وعليه فان النجاح لا يتوقف على مراقبة السلوك الخارجى عند الشعور، وانما الى اعادة تقييم الوضع الباطني الذى يحرك الفرد عند اللاشعور .

      ان روافد المحرك الباطنى للانسان متعددة : فمنها البيئة الجغرافية ، فان من يعيش فى بيئة قاسية قد يميل طبعه الى الحدة والخشونة . ومنها البيئة الاسرية ، فمن يتربى بين ابوين متنازعين قد لا يسلم من العقد النفسية والميل للانتقام . و منها البيئة التربوية ، فان من ينشا بين اصدقاء ! السوء المائلين الى التحلل الخلقى قد لا يمكنه مقاومة المنكر وخاصة فى جو المنكر الجماعي . ومنها الانتماء العائلي ، فان ( الحسب ) كما فى منطوق الروايات له وزنه فى التقييم ، إذ كيف يمكن انكار الصفات الوراثية المتراكمة من سلسلة الاباء و الأمهات؟!.. و من هنا لا يبنغى المسارعة فى اختيار ذات الجمال من منبت السوء للسبب نفسه !
      ان من روافد التاثير الباطنى هى: الشخصيات العملاقة فى نظر الفرد ، فان الانسان يحاول دائما ان يسير فى منهج الاشخاص الذين يراهم كابطال تستحق التشبه بها فى ساحة الحياة .. ومن هنا التفت اعداء الدين الى هذه النقطة ، فتراهم من خلال الوسائل الاعلامية المتعددة ، يحاولون صرف نظر الفرد عن الشخصيات التى تسنحق لقب ( الاسوة ) بجدارة ، الى شخصيات يغلب عليها المجون والاستهتار رافعة شعار : استمتع فى حياتك كيفما شئت ، فان فترة الشباب فرصة لكل لذيذ !!

      اننا لا نسجل حقيقة جديدة ، عندما نقول بان وسائل الاعلام المثيرة من :المواقع والقنوات الاباحية ، تؤثر تدريجيا فى تحقيق حالة المسخ الباطنى ، فيرى كل ما حوله مثيرا ، ولا ينظر الى الجنس الاخر الا من منطلق ! الغريزة المحضة ، نتيجة لتراكم الصور الخليعة التى تزدحم بها ذاكرته !!.. وهذا ما يفسر لنا النظرة الجائعه لشباب اليوم فى مواضع اصطياد الفريسة ، وذلك لوجود نداء قاهر من الدوافع اللاواعية يدعوهم الى ذلك، ولو كان على حساب الدين ، والعرف ، والقانون .. وتبلغ المشكلة اوجها فى الشاب المراهق ، الذى يدعى انه لا سلطة له على نفسه ، وحينئذ لا تنفعه موعظة واعظ ، ولو جمع الله تعالى له الانبياء فى بيته !!




      ان علماء النفس – حتى غير الموحدين منهم – يرون بان الرصيد الديني لدى الفرد ، من أهم عناصر العقل الباطن ، فهو الذي يدفع العبد فى تعامله مع نفسه وغيره بحسب ما تملى عليه مرتكزاته الدينية .. ومن هنا لزم على الفرد ان يكون دقيقا فى نظرته الى المفردات الصحيحة للدين ، فان من يفهم الدين بطريقة خشنة ، من الطبيعى ان يتعامل بعنف مع الاخرين ، كما نلاحظه فى الذين يسارعون الى مهاجمة المسلم وتكفيره ! .


      ان ما ذكرناه فى الفقرات السابقة كان يمثل بيانا للواقع .. واما الحل لمن راى باطنه يختزن بعض بوادر الانحراف فهو : ان يجلس فى ساعة استرخاء مع نفسه ، ليتحدث مع نفسه مليا وكانها اجنبية عنه ! ، محاولا معرفة النوايا الخفية ، كما لو راى بغضا غير مبرر لانسان بريء مثلا ، ثم يحاول ان يناقش نفسه مناقشة موضوعية ، ليعلم بطلان دوافع الكره الذى يعيشه ، ثم بعد ذلك ينتقل الى مرحلة اخرى وهى مرحلة الايحاء المستمر لخلاف ما يمليه عليه عقله الباطنى ، فما جاء بالايحاء الباطل يذهب بالايحاء الحق ، اوليس الامر كذلك ؟!

      ان من سبل التخلص من التاثير القاهر للعقل الباطنى هو: تكلف مخالفة مقتضى الميل المتاصل ، فمن يرى فى نفسه انجرافا وميلا الى الحرام فى جانب العنصر النسائى مثلا - وهو ابتلاء القرن كما هو واضح - فعليه ان يعلم ان مثله ، كمثل سفينة فى مهب ريح ، يسوقه الى دوامة قاتلة .. ومن هنا لزم عليه الابتعاد عن الاجواء المثيرة اولا ، فانها من مضان سلب الارادة لديه ، ومن ثم مضاعفة الجهد والمراقبة لو تورط فى جو مثير ثانيا ، فان الشيطان يستنفر كل قواه لالقائه فى فخه ، وقد يكون ذلك بعد تاريخ طويل من الاستقامة والثبات .. ومن هنا كان الاولياء يجأرون الى الله تعالى للختم بالع! اقبة الحسنة ، اوهل فكرت فيما يضمن لك ذلك ؟!
      مع تحياتي............(بنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت( دجله والفرات) الرافـــــــــــــــــــــــــــــدين)|e