هل سيعود الاتحاد السوفييتي؟ أخبار الشبيبة

    • هل سيعود الاتحاد السوفييتي؟ أخبار الشبيبة

      إيرينا فيلاتوفا

      في وقت مبكر من هذا الشهر، صادق الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف على وثيقة عقيدة روسيا العسكرية الجديدة، التي طال انتظارها: ظهرت العقيدة السابقة عام 2000، وكان المفترض أن تكون التالية جاهزة منذ خمس سنوات. إذن ما هي هذه العقيدة التي استغرقت كل هذا الوقت في صياغتها؟ يبدو من المناسب مناقشة هذا الموضوع في "يوم المدافع عن أرض الآباء" الذي يحتفل به الروس في الثالث والعشرين من فبراير كل عام. وفي السابق كانت تسمى هذه الإجازة بـ "يوم الجيش السوفييتي." تعيد العقيدة الروسية الجديدة إلى الأذهان، من عدة أوجه، فترة الحقبة السوفييتية.

      بخلاف عقيدة عام 2000، تحدد هذه العقيدة بوضوح العدو المحتمل. وحسب مؤلفي الوثيقة، ينبع الخطر الأساسي لروسيا من حلف الناتو – من توسعه، ومن "تحرك بنيته الأساسية قريبا من حدود الاتحاد الروسي، ومن رغبة قوى لم يُذكَر اسمها، يفترض أنها الولايات المتحدة، في منح الناتو "وظائف عالمية يتم تنفيذها في انتهاك لمبادئ القانون الدولي." بعبارة أخرى، العدو الرئيسي هو بالضبط نفس العدو الذي كان في العهد السوفييتي: الولايات المتحدة والناتو.

      ولم يكن هناك شيء غير متوقع فيما يتعلق بالأخطار الأخرى المدرجة في الوثيقة أيضا: "محاولات زعزعة استقرار الوضع في دول ومناطق بعينها وإضعاف الاستقرار الاستراتيجي"؛ ونشر أو حشد قوات أجنبية في المناطق المتاخمة لروسيا؛ و"نشر أنظمة دفاع صاروخية استراتيجية". كل هذا يتعلق بالحفاظ على "الخارج القريب" – أراضي الاتحاد السوفييتي السابق وإلى حد ما حتى الكتلة السوفييتية السابقة داخل نطاق مصالح روسية معترف بها دوليا – وهي الرغبة التي جعلتها روسيا محور تركيز سياستها الخارجية في العقد الماضي. و"نشر الإرهاب الدولي" يحتل فقط الموقع العاشر في قائمة المخاطر.

      يؤمن قليلون من المراقبين الروس بالصراع الروسي مع الناتو. كما أنهم سارعوا بملاحظة أن مخاطر واضحة وأكثر واقعية مثل إمكانية وقوع أسلحة نووية في أيدي دولة مارقة أو جماعة إرهابية، أو تهديد نووي من كوريا الشمالية أو إيران، أو إمكانية حدوث صراع مع الصين لا تدخل إلى رؤية مؤلفي الوثيقة. ومع ذلك فهناك أشياء أغرب من ذلك بشأن هذه العقيدة الجديدة.

      في الثالث من فبراير الجاري، قبل يومين من توقيع وثيقة العقيدة العسكرية الجديدة، قدم معهد روسيا للتنمية المعاصرة، المعروف على نطاق واسع بأنه مؤسسة ميدفيديف البحثية (الرئيس هو رئيس مجلس إدارته)، قدم للجمهور وثيقة أخرى بعنوان، "روسيا في القرن الحادي والعشرين: رؤى للمستقبل." من بين أشياء أخرى عرض مؤلفو هذه الوثيقة رؤيتهم لسياسة روسيا الخارجية في المستقبل – وهي تختلف اختلافا جذريا عن رؤيتهم للعسكرية الروسية. فهم يرون روسيا كـ "عضو بارز في منظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون والتنمية" و"حليف استراتيجي للاتحاد الأوروبي" وربما عضو فيه، والأغرب، على أنها عضو في "حلف الناتو بعد تغيره تغيرا جوهريا". إذن، أي مفهوم هو الذي يعكس حقا رؤية القيادة الروسية؟ ربما يكون كلا المفهومين. إن مؤشرات الشقاق بين النخبة الروسية، بل حتى على قمة الهرم، تتزايد. ولكن في هذه المرة فقط يبدو الأمر وكأن الشقاق يمر في ذهن الرئيس نفسه.

      وعلاوة على ذلك، قد تكون العقيدة الجديدة انعكاسا للشقاق بين العسكريين الروس أنفسهم. من المعلوم على المستوى العام أن الجيش الروسي يخضع لإعادة تنظيم جذرية تسارعت عقب صراع عام 2008 مع جورجيا. والإصلاح الذي مرره وزير الدفاع، أناتولي سيرديوكوف، وحلفاؤه ليس مرغوبا بين الأغلبية من ضباط الجيش الروسي – فمن بين أشياء أخرى يهدف هذا الإصلاح إلى إنهاء التجنيد الإلزامي والتخفيض الكبير لعدد أفراد الجيش. والعقيدة الجديدة لا تأخذ مثل هذه الابتكارات في الحسبان ولا تذكر الإصلاح على الإطلاق.

      الأمر الواضح أن الإصلاح سيستمر بغض النظر عن العقيدة الجديدة، طالما أن القطاع الحالي من النخبة موجود في السلطة. ولكن العقيدة الجديدة هي انعكاس واضح لوجهات نظر وعقليات خصومهم المحافظين وحول ما يمكن أن يحدث لو أنهم وصلوا إلى قمة الهرم. وليس هذا الأمر احتمالا مستحيلا تماما – هناك كثير من هؤلاء المحافظين في البلاد أكثر مما قد يظن المرء. ومصادقة ميدفيديف على الوثيقة قد تكون محاولة لاسترضائهم.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions