ليبفربول- تزايدت في الفترة الأخيرة حالات الاعتداء العنصري على الطالبات والفتيات المحجبات في الحافلات العامة بمدينة ليفربول البريطانية؛ الأمر الذي دفع الكثير منهن للعزوف عن ركوب تلك الحافلات.
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" الجمعة 26-2-2010 عن أمينة إسماعيل، وهي ناشطة مسلمة في ليفربول، قولها: "إن الفتيات المسلمات المحجبات لا يرغبن في التعرض للتحرشات العنصرية من جانب الشباب البريطاني، لذلك عزفن عن ركوب الحافلات العامة".
وأضافت أن بعض سائقي الحافلات يرفضون أيضا التوقف للفتيات المحجبات "خوفا من التعرض لمشكلات مع الشباب العنصري المتطرف".
وأعطت أمينة نموذجا على ما تتعرض له الطالبات المسلمات المحجبات من مضايقات ببعض الوقائع التي جرت لعدد من طالبات كلية "هولي لودج" الواقعة في مقاطعة مرسيسايد بليفربول، حيث تعرضن لبعض الإهانات على يد بعض الشباب العنصري في محطة الحافلات العامة القريبة من الكلية.
وقالت إنه: "بعد تكرار هذه الحوادث صار سائقو الحافلات يمتنعون عن التوقف لتوصيل المحجبات إلى وجهاتهن".
ودعت أمينة البريطانيين إلى "الوقوف بوجه العنصرية في البلاد"، قائلة: "يجب على الناس (البريطانيين) عدم التعامل مع الآخرين بناء على اعتبارات الحجاب أو لون البشرة".
وأكد مسئولون في التعليم البريطاني وطالبات مسلمات تعرض المحجبات لمثل هذه الاعتداءات التي تحدثت عنها أمينة، والتي تكون في غالبيتها عبارات عنصرية يتم توجيهها إليهن.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن المعلمة جوليا تينسلي قولها: "هناك عدد من الحالات التي قام فيها بعض الشباب الجاهل بتوجيه تعليقات عنصرية للفتيات (المحجبات) أثناء ركوبهن الحافلة"، وأضافت أن: "هذا أمر مؤلم للغاية وغير مقبول بالمرة، ونحن نقدم دعمنا للفتيات المتضررات من هذا السلوك".
"أوقفوا العنصرية"
وذكرت الصحيفة البريطانية أن شرطة مقاطعة مرسيسايد بدأت سلسلة من المحادثات مع الزعماء المسلمين المحليين ومسئولي قطاع النقل في المقاطعة لبحث كيفية وقف مثل هذه الهجمات العنصرية.
وقال متحدث باسم الشرطة المحلية في المقاطعة: "سوف يتم وضع بعض ضباط الشرطة على متن الحافلات لطمأنة السائقين والركاب، وردع العناصر التي تقوم بمثل هذه الممارسات".
كما قررت الشرطة أيضا متابعة مثل هذه الحوادث من خلال كاميرات التصوير والدوائر التليفزيونية المغلقة، والتدخل لوقفها إذا ما تم رصدها، كما سوف يتم فحص الصور الملتقطة لمناطق بعينها في المقاطعة للتحقيق في أي شكوى ترد في هذا الشأن.
كذلك تعهدت سلطة مرفق النقل في المقاطعة بضمان حماية الفتيات المسلمات على متن حافلاتها، وضمان حقوقهن في ركوب الحافلات العامة في أي وقت.
وأصدرت بيانا رسميا حول هذا الأمر جاء فيه: "نحن ضد جميع أعمال العنصرية، ووضعنا خطة عمل كاملة للتعامل مع مثل هذه الحوادث ومنع تكرارها مستقبلا"، ولكن من دون الكشف عن تفاصيل هذه التدابير.
ويشكل مسلمو بريطانيا البالغ عددهم حوالي 2.5 مليون نسمة، بحسب آخر إحصائية رسمية، نسبة 3.3% من تعداد سكان بريطانيا الذي ناهز ستين مليونا، وهم الأكثر اندماجا في مجتمعهم من أي بلد آخر من بلدان الاتحاد الأوروبي، بحسب دراسة أخرى حديثة مولها رجل الأعمال اليهودي الأمريكي جورج سوروس، ونشرت "الصنداي تايمز" البريطانية نتائجها الأحد 13-12-2009.
إلا أن مسلمي بريطانيا شكوا في السنوات الأخيرة من تعرضهم للعديد من الممارسات التمييزية في ظل قوانين مكافحة الإرهاب التي أقرتها الحكومة البريطانية في أعقاب هجمات يوليو 2005 التي ضربت أجزاء من العاصمة البريطانية لندن، وأسفرت عن مقتل وإصابة المئات.
وتقول مؤسسات مسئولة عن الأقلية الإسلامية في بريطانيا إن المسلمين يتعرضون إلى سوء المعاملة من جانب السلطات البريطانية "دون سبب واضح سوى أنهم مسلمون
