الوطن -*خلفان بن محمد المبسلي:

إنّ الإنسان بلغته يعيش ويبقى، إذ اللغة تحمل بين طيّاتها حضارة أصحابها، وإن ماتت هذه الحضارة ، ولذا فإنّ علماء الأنتروبولوجيا يتّخذون اللغة مرجعا لدراسة البشر وتطوّرهم عبر التّاريخ. وإن دلّ ذلك على شيء فإنّما يدلّ على أهميّة اللغة وضرورة الاهتمام بها ، بل والدّفاع عنها وحمايتها من الاندثار، لأنّ انقراض لغة لا يعني فقط موت الكلمات والعبارات إلى الأبد ، وإنّما يعبّر عن اضمحلال أقوام ومعهم كلّ المعارف والفنون والمهارات التّي توارثوها عبر الأجيال ، ولذا نفهم لماذا تسعى المنظّمات العالميّة إلى إحياء اللغات القديمة وتدوينها والتّشجيع على دراستها وتدريسها. والحمد لله إنّ لغتنا لم تصل بعد هذا المستوى التّعيس ، ولعلّ الفضل في ذلك يعود إلى رحمة الله سبحانه وتعالى متمثّلة في اتخاذ العربيّة لغة القران، فتصبح حماية القرآن حماية اللغة العربيّة أيضا "إنّا أنزلنا الذّكر وإنّا له لحافظون".
إنّه بفضل القرآن يهتمّ المسلمون في كلّ بقاع العالم بلغتنا العربيّة، ولذا فإنّها تدرس في كلّ الجامعات الكبرى في العالم ، حيث يزداد الإقبال عليها يوما بعد يوما، ولكنّ ما يدعو إلى الحيرة وينذر بالشّرّ هو أنّنا العرب غالبا ما نهمل هذه اللغة ولا نعطيها ما تستحقّ من عناية ، ولا أدلّ على ذلك من أنّ الكثير منّا حين يطالب بالحديث بالعربيّة الفصيحة يعجز فيميل إلى العاميّة ، في حين يجيد الإنكليزيّة أو يرغب في التّمكّن منها لمجاراة غيره في الحديث بها.
لا أدعو إلى الانغلاق وإنّما أدعو إلى التّأمّل في المثل الفرنسيّ القائل بأنّ "أحسن الصّدقة ما يعطيه المرء لنفسه". ويفهم من ذلك أنّ على المرء أن يصلح حياته أوّلا ثمّ حياة الآخرين ، الذّات قبل الآخر. ولعلّ وزارة التّربية أدركت مصداقيّة هذا المثل فسعت نحو تطبيقه في مجال هو ركيزتنا الحقيقيّة في مسار التّنمية والتّقدّم والتّطوّر، أعني هنا اللغة. ويندرج في ذلك تنظيمها ندوة (اللغة العربية .. التجارب العالمية في تعلم اللغة العربية وتعليمها). وها نحن اليوم نطل من مسقط العامرة والخير والسلام بثوب عربي جديد سطر في التاريخ بماء من ذهب بعد اختتام أعمال هذه النّدوة التي حملت أهدافا سامية وتوصيات يمكن أن نعوّل عليها كثيرا.إن ندوة اللغة العربية تحدثت بطلاقة عربية وسليقة يجعل السّامع يرغب في هذه اللغة ويفخر بها بعد أن أدرك أنّه لا يزال على البسيطة من يحميها ويبعدها من الجمود، ويلبسها ثوب الحياة قائلا:
"رموني بعقم في الشباب وليتني جزعت فلم أسمع لقول عداتي"
نعم تلك كانت ردة فعل الكثيرين إزاء ندوة لطالما انتظرنا قيامها في بلد لها من الإرث الحضاري ما يجعله شاهدا عبر التاريخ على لغته وهويته الثقافية. حيث انطلقت ندوة اللغة العربية التي نظمتها المديرية العامة لتطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم وحضرها كثير من الضيوف الذين أغنوا الندوة بتجاربهم الميدانيّة وتصوّراتهم النّظريّة خلال ثلاثة أيام مباركة، شكّلت فضاء معرفيّا لطرح العديد من الأفكار عبر أوراق العمل والنّقاش الجادّ. والمحور الرّئيسي في كلّ ذلك هو تعليم اللغة العربيّة وتعلّمها. إنّها ندوة ذات صبغة عالميّة في ما يسمّى اليوم بـ"تعليميّة اللغة".
لقد أبدى الحضور ارتياحا منقطع النظير تجاه هذه النّدوة التّي تضمّنت سبع جلسات علميّة كانت بمثابة حملة توعية نحو حماية لغة الضّاد، ورفعها إلى مستوى اللغات الضّروريّة على الصّعيد العالميّ، بل وكذلك حثّ العربيّ على لقن العربية الصرفة للنشء الذي بتـنا نخاف عليه من هبوب الثقافات الواردة نتيجة التطورات الراهنة.
إن ما نرجوه من الجهات المسؤولة بتنظيم هذه النّدوة وغيرها من الملتقيات العلميّة المماثلة، التي تعيد للعربية هيبتها ووقارها بين العالم هو تكثير الندوات العربية التي تشعرنا حقّا بالانتماء إلى العروبة، وتجعلنا نحسّ بأننا في مأمن من الانقراض، وتعيد أمجاد الضاد الغابرة إلى مكانتها الحقيقيّة دون مس أو مساس. ولكن، لنعلم جميعا أنّ تنظيم النّدوة ليس غاية بقدر ما هو وسيلة. ولذا ينبغي أن يتمّ الاهتمام بالنشء اهتماما خاصا مكثفا في جميع المؤسسات وان يتم الربط بين جميع المؤسسات التعليمية الحكومية منها والخاصة في تفعيل اللغة العربيّة. وينبغي كذلك أن تدخل التجارب والمشاريع والتّوصيات التي خرجت بها الندوة حيّز التّنفيذ.

إنّ الإنسان بلغته يعيش ويبقى، إذ اللغة تحمل بين طيّاتها حضارة أصحابها، وإن ماتت هذه الحضارة ، ولذا فإنّ علماء الأنتروبولوجيا يتّخذون اللغة مرجعا لدراسة البشر وتطوّرهم عبر التّاريخ. وإن دلّ ذلك على شيء فإنّما يدلّ على أهميّة اللغة وضرورة الاهتمام بها ، بل والدّفاع عنها وحمايتها من الاندثار، لأنّ انقراض لغة لا يعني فقط موت الكلمات والعبارات إلى الأبد ، وإنّما يعبّر عن اضمحلال أقوام ومعهم كلّ المعارف والفنون والمهارات التّي توارثوها عبر الأجيال ، ولذا نفهم لماذا تسعى المنظّمات العالميّة إلى إحياء اللغات القديمة وتدوينها والتّشجيع على دراستها وتدريسها. والحمد لله إنّ لغتنا لم تصل بعد هذا المستوى التّعيس ، ولعلّ الفضل في ذلك يعود إلى رحمة الله سبحانه وتعالى متمثّلة في اتخاذ العربيّة لغة القران، فتصبح حماية القرآن حماية اللغة العربيّة أيضا "إنّا أنزلنا الذّكر وإنّا له لحافظون".
إنّه بفضل القرآن يهتمّ المسلمون في كلّ بقاع العالم بلغتنا العربيّة، ولذا فإنّها تدرس في كلّ الجامعات الكبرى في العالم ، حيث يزداد الإقبال عليها يوما بعد يوما، ولكنّ ما يدعو إلى الحيرة وينذر بالشّرّ هو أنّنا العرب غالبا ما نهمل هذه اللغة ولا نعطيها ما تستحقّ من عناية ، ولا أدلّ على ذلك من أنّ الكثير منّا حين يطالب بالحديث بالعربيّة الفصيحة يعجز فيميل إلى العاميّة ، في حين يجيد الإنكليزيّة أو يرغب في التّمكّن منها لمجاراة غيره في الحديث بها.
لا أدعو إلى الانغلاق وإنّما أدعو إلى التّأمّل في المثل الفرنسيّ القائل بأنّ "أحسن الصّدقة ما يعطيه المرء لنفسه". ويفهم من ذلك أنّ على المرء أن يصلح حياته أوّلا ثمّ حياة الآخرين ، الذّات قبل الآخر. ولعلّ وزارة التّربية أدركت مصداقيّة هذا المثل فسعت نحو تطبيقه في مجال هو ركيزتنا الحقيقيّة في مسار التّنمية والتّقدّم والتّطوّر، أعني هنا اللغة. ويندرج في ذلك تنظيمها ندوة (اللغة العربية .. التجارب العالمية في تعلم اللغة العربية وتعليمها). وها نحن اليوم نطل من مسقط العامرة والخير والسلام بثوب عربي جديد سطر في التاريخ بماء من ذهب بعد اختتام أعمال هذه النّدوة التي حملت أهدافا سامية وتوصيات يمكن أن نعوّل عليها كثيرا.إن ندوة اللغة العربية تحدثت بطلاقة عربية وسليقة يجعل السّامع يرغب في هذه اللغة ويفخر بها بعد أن أدرك أنّه لا يزال على البسيطة من يحميها ويبعدها من الجمود، ويلبسها ثوب الحياة قائلا:
"رموني بعقم في الشباب وليتني جزعت فلم أسمع لقول عداتي"
نعم تلك كانت ردة فعل الكثيرين إزاء ندوة لطالما انتظرنا قيامها في بلد لها من الإرث الحضاري ما يجعله شاهدا عبر التاريخ على لغته وهويته الثقافية. حيث انطلقت ندوة اللغة العربية التي نظمتها المديرية العامة لتطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم وحضرها كثير من الضيوف الذين أغنوا الندوة بتجاربهم الميدانيّة وتصوّراتهم النّظريّة خلال ثلاثة أيام مباركة، شكّلت فضاء معرفيّا لطرح العديد من الأفكار عبر أوراق العمل والنّقاش الجادّ. والمحور الرّئيسي في كلّ ذلك هو تعليم اللغة العربيّة وتعلّمها. إنّها ندوة ذات صبغة عالميّة في ما يسمّى اليوم بـ"تعليميّة اللغة".
لقد أبدى الحضور ارتياحا منقطع النظير تجاه هذه النّدوة التّي تضمّنت سبع جلسات علميّة كانت بمثابة حملة توعية نحو حماية لغة الضّاد، ورفعها إلى مستوى اللغات الضّروريّة على الصّعيد العالميّ، بل وكذلك حثّ العربيّ على لقن العربية الصرفة للنشء الذي بتـنا نخاف عليه من هبوب الثقافات الواردة نتيجة التطورات الراهنة.
إن ما نرجوه من الجهات المسؤولة بتنظيم هذه النّدوة وغيرها من الملتقيات العلميّة المماثلة، التي تعيد للعربية هيبتها ووقارها بين العالم هو تكثير الندوات العربية التي تشعرنا حقّا بالانتماء إلى العروبة، وتجعلنا نحسّ بأننا في مأمن من الانقراض، وتعيد أمجاد الضاد الغابرة إلى مكانتها الحقيقيّة دون مس أو مساس. ولكن، لنعلم جميعا أنّ تنظيم النّدوة ليس غاية بقدر ما هو وسيلة. ولذا ينبغي أن يتمّ الاهتمام بالنشء اهتماما خاصا مكثفا في جميع المؤسسات وان يتم الربط بين جميع المؤسسات التعليمية الحكومية منها والخاصة في تفعيل اللغة العربيّة. وينبغي كذلك أن تدخل التجارب والمشاريع والتّوصيات التي خرجت بها الندوة حيّز التّنفيذ.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions