قصة زواج (ص) من السيدة خديجة ...
( قصة زواج الرسول صلى الله عليه و سلم من السيدة خديجة رضي الله عنها )
خديجة بنت خويلد سيدة قريش الطاهرة
أنها سيدة نساء العالمين في زمانها ، ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشية الاسدية الملقبة ب ( الطاهرة ) ، و سيدة قريش ، ولدت في بيت مجد و سؤود قبل عام الفيل بخمسة عشر عاما تقريبا ، و نشأت في بيت من البيوتات الشريفة ، فغدت امراة عاقلة جليلة ، اشتهرت بالحزم و العقل ، و الأدب الجم ، لذلك كانت محط أنظار كبار الرجال من قومها .
تزوجت من أبى هالة بن زرارة التميمي فأنجبت منه هالة و هندا ، و لما مات أبو هالة تزوجت من عتيق بن عائذ بن عبدلله المخزرمي فلبثت معه فترة من الزمن ثم افترقا . ثم تقدم لها بعد ذلك كثيرون من أشراف قريش لكنها آثرت الانصراف لتربية أولادها ، و إدارة شئون حياتها حيث كانت غنية ذات مال ، و كانت تستأجر الرجال ليتاجروا لها ، و تدفع لهم المال مضاربة ، فلما بلغها عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قبل بعثته ما اتصف به من الصدق والأمانة و الخلق ، أرسلت إليه ليخرج بمالها إلى الشام مع غلام لها يقال له ميسرة على أن تعطيه اكثر مما تعطي غيره . و وافق – صلى الله عليه وسلم – و سافر مع غلامها ، و وفقه الله – تعالى – في هذه التجارة فكان الربح وفيرا ، فسرت خديجة بهذا الخير الكثير الذي أحرزته على يد محمد – صلى الله عليه وسلم – و لكن إعجابها بشخصه كان اعظم واعمق . و بدأت الخواطر تتسابق إلى ذهنها ممزوجة بالعواطف الجياشة التي لم تعرفها من قبل ، انه رجل ليس كبقية الرجال ..
و لكن ترى هل بقية الشاب الأمين الصادق بالزواج منها و قد بلغت الأربعين من عمرها ؟
و كيف تواجه قومها و قد ردت عن بابها الخطاب من سادة قريش؟
و في غمرة الحيرة و الاضطراب تدخل عليها صديقتها نفيسة بنت منبه ، و تجلس معها تبادلها أطراف الحديث حتى استطاعت أن تكشف السر الكامن المرتسم على محياها و في نبرات حديثها .
و هدأت نفيسة من روع خديجة و طمأنت خواطرها ، و ذكرت بأنها ذات الحسب والنسب و المال و الجمال ، و استدلت على صدق قولها بكثرة الطالبين لها من أشراف الرجال .
و أما أن خرجت نفيسة من عند خديجة حتى انطلقت إلى النبي – صلى الله عليه و سلم – و كلمته أن يتزوج الطاهرة خديجة ، و قالت : يا محمد ما يمنعك أن تتزوج ؟ فقال – عليه الصلاة و السلام - : (( ما بيدي ما أتزوج به)) .
قالت : فان كفيت و دعيت إلى المال و الجمال و الشرف و الكفاءة فهل تجيب ؟
فرد متسائلا: و من؟
قالت على الفور : خديجة بنت خويلد
فقال : أن وافقت فقد قبلت .
و انطلقت نفيسة لتزف البشرى إلى خديجة ، و اخبر – عليه الصلاة والسلام – أعمامه برغبته في الزواج من خديجة ، فذهب أبو طالب و حمزة و غيرهما إلى عم خديجة عمرو بن أسد ، و خطبوا إليه ابنة أخيه ، و ساقوا إليه الصداق .
و لما تم العقد نحرت الذبائح ، و و زعت على الفقراء ، و فتحت دار خديجة للأهل و الأقارب فإذا بينهم حليمة السعدية جاءت لتشهد زواج ولدها الذي أرضعته ، و عادت بعد ذلك إلى قومها و معها أربعون رأسا من الغنم هدية الكريمة لمن أرضعت زوجها محمدا – صلى الله عليه وسلم – .
و هكذا أصبحت الطاهرة سيدة قريش زوجا لمحمد الأمين – صلى الله عليه و سلم - ، و ضربت أروع الأمثال و أعظمها ، فعندما رأت انه يحب مولاها زيد بن حارثة وهبته له . و لما آنست منه الرغبة في ضم أحد أبناء عمه أبى طالب إليه رحبت بذلك ،و أفسحت لعلي – رضي الله عنه – المجال الأوفر ليكسب من أخلاق زوجها محمد – صلى الله عليه و سلم –. و من الله – تعالى- على ذلك البيت السعيد بالنعمة بعد النعمة ، فرزقها البنين و البنات : القاسم ، و عبدلله ، و زينب ، و رقية ، و أم كلثوم ، وفاطمة .
من كتاب ( صور من سير الصحابيات )
للمؤلف : عبد الحميد بن عبد الرحمن السحيباني
( قصة زواج الرسول صلى الله عليه و سلم من السيدة خديجة رضي الله عنها )
خديجة بنت خويلد سيدة قريش الطاهرة
أنها سيدة نساء العالمين في زمانها ، ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشية الاسدية الملقبة ب ( الطاهرة ) ، و سيدة قريش ، ولدت في بيت مجد و سؤود قبل عام الفيل بخمسة عشر عاما تقريبا ، و نشأت في بيت من البيوتات الشريفة ، فغدت امراة عاقلة جليلة ، اشتهرت بالحزم و العقل ، و الأدب الجم ، لذلك كانت محط أنظار كبار الرجال من قومها .
تزوجت من أبى هالة بن زرارة التميمي فأنجبت منه هالة و هندا ، و لما مات أبو هالة تزوجت من عتيق بن عائذ بن عبدلله المخزرمي فلبثت معه فترة من الزمن ثم افترقا . ثم تقدم لها بعد ذلك كثيرون من أشراف قريش لكنها آثرت الانصراف لتربية أولادها ، و إدارة شئون حياتها حيث كانت غنية ذات مال ، و كانت تستأجر الرجال ليتاجروا لها ، و تدفع لهم المال مضاربة ، فلما بلغها عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قبل بعثته ما اتصف به من الصدق والأمانة و الخلق ، أرسلت إليه ليخرج بمالها إلى الشام مع غلام لها يقال له ميسرة على أن تعطيه اكثر مما تعطي غيره . و وافق – صلى الله عليه وسلم – و سافر مع غلامها ، و وفقه الله – تعالى – في هذه التجارة فكان الربح وفيرا ، فسرت خديجة بهذا الخير الكثير الذي أحرزته على يد محمد – صلى الله عليه وسلم – و لكن إعجابها بشخصه كان اعظم واعمق . و بدأت الخواطر تتسابق إلى ذهنها ممزوجة بالعواطف الجياشة التي لم تعرفها من قبل ، انه رجل ليس كبقية الرجال ..
و لكن ترى هل بقية الشاب الأمين الصادق بالزواج منها و قد بلغت الأربعين من عمرها ؟
و كيف تواجه قومها و قد ردت عن بابها الخطاب من سادة قريش؟
و في غمرة الحيرة و الاضطراب تدخل عليها صديقتها نفيسة بنت منبه ، و تجلس معها تبادلها أطراف الحديث حتى استطاعت أن تكشف السر الكامن المرتسم على محياها و في نبرات حديثها .
و هدأت نفيسة من روع خديجة و طمأنت خواطرها ، و ذكرت بأنها ذات الحسب والنسب و المال و الجمال ، و استدلت على صدق قولها بكثرة الطالبين لها من أشراف الرجال .
و أما أن خرجت نفيسة من عند خديجة حتى انطلقت إلى النبي – صلى الله عليه و سلم – و كلمته أن يتزوج الطاهرة خديجة ، و قالت : يا محمد ما يمنعك أن تتزوج ؟ فقال – عليه الصلاة و السلام - : (( ما بيدي ما أتزوج به)) .
قالت : فان كفيت و دعيت إلى المال و الجمال و الشرف و الكفاءة فهل تجيب ؟
فرد متسائلا: و من؟
قالت على الفور : خديجة بنت خويلد
فقال : أن وافقت فقد قبلت .
و انطلقت نفيسة لتزف البشرى إلى خديجة ، و اخبر – عليه الصلاة والسلام – أعمامه برغبته في الزواج من خديجة ، فذهب أبو طالب و حمزة و غيرهما إلى عم خديجة عمرو بن أسد ، و خطبوا إليه ابنة أخيه ، و ساقوا إليه الصداق .
و لما تم العقد نحرت الذبائح ، و و زعت على الفقراء ، و فتحت دار خديجة للأهل و الأقارب فإذا بينهم حليمة السعدية جاءت لتشهد زواج ولدها الذي أرضعته ، و عادت بعد ذلك إلى قومها و معها أربعون رأسا من الغنم هدية الكريمة لمن أرضعت زوجها محمدا – صلى الله عليه وسلم – .
و هكذا أصبحت الطاهرة سيدة قريش زوجا لمحمد الأمين – صلى الله عليه و سلم - ، و ضربت أروع الأمثال و أعظمها ، فعندما رأت انه يحب مولاها زيد بن حارثة وهبته له . و لما آنست منه الرغبة في ضم أحد أبناء عمه أبى طالب إليه رحبت بذلك ،و أفسحت لعلي – رضي الله عنه – المجال الأوفر ليكسب من أخلاق زوجها محمد – صلى الله عليه و سلم –. و من الله – تعالى- على ذلك البيت السعيد بالنعمة بعد النعمة ، فرزقها البنين و البنات : القاسم ، و عبدلله ، و زينب ، و رقية ، و أم كلثوم ، وفاطمة .
من كتاب ( صور من سير الصحابيات )
للمؤلف : عبد الحميد بن عبد الرحمن السحيباني