الوطن -*سهيل بن ناصر النهدي:



تعد البيئة الصحية الخالية من التلوث أحد أهم عوامل المسكن الملائم الذي يسعى له الجميع عندما يخططون للسكن في منطقة معينة فترى هل هذا الشرط يتوفر عندما تكون منطقة سكنية مجاوره لمردم ومكب للنفايات ؟ اعتقد بأن الجواب لا فمن الاسم يتضح الجواب ـ مردم ومكب ونفايات ـ فأين موقع البيئة الصحية من هذا الإعراب؟

نتيجة للزيادة السكانية التي تشهدها السلطنة فمن الطبيعي أن تتوسع المناطق السكنية فحجم منطقة معينة اليوم ليس كمثل حجمها ومساحتها قبل 10 سنوات على سبيل المثال ، وحسب تقديرات وزارة الاقتصاد الوطني فإن تعداد السكان الحالي يبلغ 3،1 مليون نسمة فهذه الأعداد تزداد وبالتالي يتوسع العمران.

ومع التوسع العمراني فان بعض المناطق السكنية اقتربت كثيرا من المرادم ومكب النفايات واقرب مثال لذلك منطقة المعبيلة بولاية السيب فهذه المنطقة اصبحت منازلها قريبة جدا من مردم المعبيلة التابع للبلدية معنى هذا ان المردم اصبح بحاجة الى إعادة نظر في موقعه.

صحيح ان المردم عند انشائه يجب ان يوضع موقعه بنظرة استراتيجية بعيدة المدى لكن هذا الامر لم يراعى فاصبح المردم في وقت قياسي مجاور للمناطق السكنية ،ولنتخيل حجم الضرر الذي يتعرض له السكان من مواطنين ومقيمين بسبب هذه المرادم من جراء الروائح الكريهة الناتجه من المردم وتكاثر الحشرات والذباب وازعاج ناقلات النفايات واصوات المعدات وغيرها إضافة الى الانعكاسات السلبية الخطيرة لوجود مردم ومكب للنفايات بجوار المنازل.

الاصوات ترتفع بضرورة التطور والنهوض بمستوى الخدمات عندنا وضرورة مواكبتها للتطور الحاصل في العالم ، فلماذا الى الآن نستخدم طرق بدائية للتخلص من النفايات؟ اين إعادة تدوير النفايات والاستفادة منها اين المستثمر في هذا المجال؟ والى متى تظل النفايات تكدس فوق بعضها البعض وتردم بالتراب ؟ الا تشكل هذه الطريقة خطرا على الموارد المائية في باطن الارض؟ لنترك الجواب للمختصين في الشؤون البيئية ؟ أيضا وبعد سنوات ما مصير هذه المساحة الشاسعة التي هي مردم في الوقت الحاضر هل ستوزع كأرضٍ سكنية يسكن فيها أشخاص ؟ كثير من الأسئلة بحاجة الى دراسة متأنية تراعى مجموعة النقاط وبعض هذه الاستفهامات تخطر ببال اي احد منا دون الحاجة الى علم او خبرة معنى هذا ان موضوع النفيات اكبر بكثير وبحاجة الى دراسات وإعادة تخطيط استراتيجي من حيث الموقع وطريقة التخلص من النفايات والطرق البدائية التي تستخدم حاليا.

ولتكن الدراسات والخطط موضوعة بنظرة بعيدة المدى وفق معادلة حجم الزيادة الطبيعي للسكان والتوسع العمراني والناتج من ذلك حتى تكون الحلول صائبة لا عشوائية مثل سابقاتها ونجد انفسنا مجبرين على وضع امتحان آخر ربما نرسب أو ننجح لكن من وضع النجاح مطلبه ظفر به ومن أراد شبه النجاح فسيسقط.