لجنة التوفيق والمصالحة تنجح في احتواء قطيعة 30 سنه بين ابن وأبيه

    • لجنة التوفيق والمصالحة تنجح في احتواء قطيعة 30 سنه بين ابن وأبيه


      [B]وسط مباركة من العائلة وتثمين لدور اللجنة


      لجنة التوفيق والمصالحة التابعة لوزارة العدل تنجح في احتواء قطيعة دامت ثلاثين عاما بين ابن وأبيه في البريمي


      [/B]
      نجحت لجنةُ التوفيقِ والمصالحةِ بالبريمي والتابعة لوزارة العدل من احتواءِ شقاقٍ التأمت جراحهُ أخيراً بين ابنٍ وأبيهِ بعدَ قطيعةٍ دامت ثلاثينِ عاماً رتع فيها الشيطان بخيله ورجله و تشضت خلالها حكايات وأقاصيص تناولتها بيوت البريمي ومجالسها بالكثير من الحزن والألم بعد أن تبددت كل الآمال ببلوغها النهايات المرجوة واصطدمت كافة المساعي بجبال من العناد والمكابرة إلى أن قيض الله للبر يمي لجنة من أهلها فتصدت بأبوة حانية للبحث عن توافقات تنطلق من ثوابت أن الولد وماله لأبيه وان عدالة الأبوة أساس امتلاك قلوب الأبناء .

      وقد نجحت اللجنة في إعادة الدفء لبيت فتح نوافذه ومسامه طوال ثلاثة عقود للرياح العاتية فنهضت اللجنة بثقة الناس بها لترخي ستائر البر من جديد.

      وتبدأ فصول القصة المضرجة بعقوق الابن وغياب النظرة العادلة للأب كما يسردها أحد أعضاء لجنةِ التوفيق والمصالحة بالبريمي بخلافات مالية يتحول فيها بريق الريال من مصدر سعادة في الأسرة إلى خطر يقبض على تلابيب كل فرد فيها .

      وقد ساعد على إذكاء نيران الاستماتة على المادة قيام الأب بوضع ثقته في احد الأبناء على حساب الآخرين وترجيحه كفتهم بالعطاء على حساب الآخرين مما ترتب عليه تمرد الابن على أبيه بحجة غياب العدالة داخل الأسرة وصدود الأب عن ابنه بتهمة العقوق وبمحاسبته لأبيه عن أموال له كامل الحرية في التصرف بها .

      ولم تنحصر الخلافات ضمن حيز شعور الابن بالظلم وإصرار الأب على موقفه مما اعتبره عقوقا , فانتقل الخلاف إلى خارج الجدران بعد أن أصر الأب على طرد ابنه من بيته ومن حياته ليواجه مصيره بنفسه معتمدا بعد الله على قدرته في الكسب والصبر لما تؤول عاليه الأقدار . إلا انه بخروج الابن من طاعة أبيه ومن دائرة ثروته خرجت معه قصة الأسرة لتتحول إلى مادة حديث مجالس البريمي ومضرب مثلهم ويغترف كل منهم ما شاء لما شاء .

      ولم تتوقف القصة في حدود خلاف الأب وابنه بل امتدت لتشمل الأبناء والأحفاد وتلقي عليها تدخلات النساء بعضا من تشنجاتها ليتصاعد الألم فيدمي قلوب عائلات تفرعت من العائلة الأكبر طوال ثلاثين عاما . ولم تفلح مناسبات الأعياد التي كرت في سبحة الزمن وروزنامة العمر من أن ترقرق قلوبا أو تحرك ساكنا أو تجري مياها تحت قنطرة تسدها الكثير من الطحالب والمعوقات.

      كما لم تفلح الأحزان التي تعاقبت على الأسرة لتعيد البوصلة إلى الرشد وتنبه إلى أن الكل مفارق إلا وجهه الكريم فبقيت المشاعر في برادة الزمن تتجمد انتظارا لقدر يخط مصير النهايات.

      إلا أن بصيص نور لمع في نهاية النفق أخيرا حين طال بالابن الصبر فتأزمت ظروفه واشتدت حاجته لبيت يؤوي أسرته فبادر بالتماس الحصول على احد بيوت أبيه التي سجلها باسم الابن قديما ولكنه لم يسلمه إياه فظل الأب يستثمره بنفسه , ولم يكترث الأب بما أبداه ابنه من مبررات اضطرته للجوء إليه بعد كل هذه السنين , فلمعت في ذهن الأب فكرة الاستعانة بلجنة التوفيق والمصالحة بالبريمي لتؤدي دورها الأبوي في قضيته وهو بذلك يجنح للصلح لنيل حقه دون أن يجرح مشاعر أبيه في جرجرته في المحاكم ودون أن يتجشم عناء الاستعانة بمحام بكل ما يترتب عليه من أتعاب ودون أن يضطر ليحاجج أباه عبر قضاة وجلسات ودرجات التقاضي . فلجأ إلى اللجنة مستعينا بعد الله بحكمة أعضائها وبصيرتهم واضعا كامل ثقته فيهم ومتقبلا ما ستضعه عليه من خيارات تحفظ حقه وتحافظ على ما تبقى من ارتباط يعتز به مع أبيه .

      وقد عالجت لجنةُ التوفيقِ والمصالحةِ بالبريمي الأمرَ بكثيرِ من التبصرِ والحكمةِ مستفيدةً من المرونةِ التي أولتها إياها موادُ قانونِ التوفيقِ والمصالحةِ الصادرِ بالمرسومِ السلطاني رقم 98/2005م والتي أعطت لرئيس اللجنة الحق في أن يعقد الجلسات – وفق ما يقتضيه الحال – في أي مكان ٍو ضمنَ نطاقِ اختصاصِ اللجنةِ دونَ التقيد بمبنى اللجنةِ الكائن ضمنَ مبنى المحكمةِ ،ما يبدد لدى البعض الخوف والهيبة من مواجهة منصات القضاء , إذ تنقلهم لجان التوفيق والمصالحة إلى روح السبلة العمانية والى ولاية الكبار من الآباء والأجداد الذين يطوقون مشاكل أبناء الحارة والبلدة مهما عظمت .

      وقد تعاطت اللجنة مع قضية الأب وابنه بالكثير من الحرفية والحنكة واضعة في الذهن ترسبات ثلاثين عاما صدئت خلالها جدران القلوب وتعملقت المشاكل وتفرعت , وبعد الوقوف على مرئيات الأب وابنه ومآخذ احدهما على الآخر عرضتِ اللجنةُ حلولها لاحتواءِ الأمرِ بأن يدفعَ الأبُ مبلغَا قدرته اللجنة بما يتناسب وإمكاناته وان يقر الابن أن البيت المسجل باسمه قديما في حكم الملغي , وقد ارتضى الطرفان التسوية إلا أن اللجنة أصرت على انجاز التسوية الأكبر في عودة الأب إلى ابنه وعودة الابن إلى أبيه وان يوافق الطرفان على إلقاء كل الماضي المؤلم خلف جدران مبنى اللجنة وان يرخيا من جديد ستائر الدفء والحميمية لبيت ظل مفتوح النوافذ والأبواب والمسام لكل ما يؤذي علاقات الطرفين .

      وقد قرأت اللجنة الاستجابة لمطلبها في عيون الأب المغرورقة بالدموع وقد ازدادت بهاء ونورا كما عاشت خاتمة مسعاها في وجه الابن وقد اكتسى هالة من الضوء في استعادته لنفسه من جديد كابن تمادى في البعد عن الأب والبيت وقيم الأسرة

      " وقد توجهَ الجميعُ بالشكرِ للحكومةِ ممثلةً في وزارةِ العدلِ لوجودِ مثل هذا القضاءِ الرديفِ للقضاءِ والذي يوفق بين الطرفينِ بالصلحٍ المشمولِ بالنفاذِ ، وغير القابلٍ للطعنِ أو الاستئنافِ ، ولا يفرض بل يتم برضى الطرفينِ وبدون أيةِ ضغوطِ .

      الجديرُ ذكرهُ أن وزارةَ العدلِ أقامت ثلاثة وثلاثين لجنةً للتوفيقِ والمصالحةِ في الولاياتِ ، وسجلَ عام 2009م ، نقلةً كبرى في عدد القضايا التي لجأ أصحابُها لحسمِها صلحاً داخلَ اللجان مما جسدَ إصرارَ المجتمعِ العماني على جعلِ اللجوء للقضاء الشريفِ آخرَ الخياراتِ وذلك بعد طرقِ أبوابِ التصالحِ لاحتواءِ الخلافاتِ إلى جانبِ تمسكهِ بثقافةِ التصالحِ وهي الأقرب إلى سماتهِ وإرثهِ وروحهِ عبرَ الأزمان . "
    • أناهيد الرتاج كتب:




      الجديرُ ذكرهُ أن وزارةَ العدلِ أقامت ثلاثة وثلاثين لجنةً للتوفيقِ والمصالحةِ في الولاياتِ ، وسجلَ عام 2009م ، نقلةً كبرى في عدد القضايا التي لجأ أصحابُها لحسمِها صلحاً داخلَ اللجان مما جسدَ إصرارَ المجتمعِ العماني على جعلِ اللجوء للقضاء الشريفِ آخرَ الخياراتِ وذلك بعد طرقِ أبوابِ التصالحِ لاحتواءِ الخلافاتِ إلى جانبِ تمسكهِ بثقافةِ التصالحِ وهي الأقرب إلى سماتهِ وإرثهِ وروحهِ عبرَ الأزمان . "



      بالفعل إن الشعب العماني هم أناس طيبون بالفعل وأعتقد أن لجان التوفيق أو التسوية الودية أو كما يطلق عليها في القانون العماني لجان التوفيق والمصالحة سيكون لها دوراً كبيراً في الآونة القادمة بإذن الله ، وبالفعل يا أناهيد الرتاج أنت أستاذة قانون متميزة ، كل الشكر لك علي معلوماتك القانونية المتميزة فأنت والأستاذ محمد أحمد منصور المحامي إضافة قوية جدا للقسم القانوني بهذه الساحة الجميلة ، ولقد أدخل هذا الخبر السرور علي قلبي شكراً لك وأتمنى للجان التوفيق المزيد من النجاحات والإنجازات
      دمتم بود

    • حمزه رسلان كتب:

      بالفعل إن الشعب العماني هم أناس طيبون بالفعل وأعتقد أن لجان التوفيق أو التسوية الودية أو كما يطلق عليها في القانون العماني لجان التوفيق والمصالحة سيكون لها دوراً كبيراً في الآونة القادمة بإذن الله ، وبالفعل يا أناهيد الرتاج أنت أستاذة قانون متميزة ، كل الشكر لك علي معلوماتك القانونية المتميزة فأنت والأستاذ محمد أحمد منصور المحامي إضافة قوية جدا للقسم القانوني بهذه الساحة الجميلة ، ولقد أدخل هذا الخبر السرور علي قلبي شكراً لك وأتمنى للجان التوفيق المزيد من النجاحات والإنجازات


      دمتم بود





      حضور رائع اخي الكريم بصفحة موضوعي
      وشهادة منك أعتز بها دوما ومرحبا بكل الإخوان من جميع الأقطار العربية

      راق لي حضورك سيدي
      دمت بود وعافيه
    • night_angel_571 كتب:

      بارك الله في مثل هذه اللجان التي تصلح بين الخصوم قبل وصول دعاويهم للمحاكم المختصة


      وهذا ما نامله دوما بان لا تصل الخصومات للمحاكم
      بألاخص المتعلقة بالأسر والروابط العائلية

      شكرا لحضورك صفحة موضوعي أخي الكريم

      ودمت بود وعافيه