العلاقة بين مرض الفصام العقلي والجريمة
للمقدم عبدالله بن محمد الجابري
مساعد مدير عام الأحوال المدنية
العلاقة بين الفصام العقلي أو »الشيزوفرينيا« والجريمة ليست بذلك الوضوح الذي يمكن تصوره. هذه العلاقة معقدة بيدَ أنه يمكن فحصها بطريقتين؛ الأولى بالنظر إلى الجريمة والمجرمين، وسبر أغوار الأدلة الجنائية التي تربط العلاقة بين أنواع محددة من الجرائم وبعض الشرائح من المجرمين، وثانياً بالبحث عن ماهية أوجه الأعراض الخاصة أو الخلل العقلي الذي يمكن أن يؤدي بالفرد إلى الجنوح تجاه السلوك الإجرامي.
وبناء على ذلك، سوف نتناول العلاقة بين مرض الفصام العقلي والجريمة ابتداء بتعريف المقصود من الفصام العقلي، وثانياً العلاقة بين الفصام العقلي والجريمة، ثم التطرق إلى الأدلة الجنائية التي تربط الفصام العقلي بالجريمة.
ماذا يقصد بالفصام العقلي أو »الشيزوفرينياب؟
هنالك العديد من التعريفات التي تطرقت إلى أعراض الفصام العقلي لكن عامة الناس والإعلام يخلطون بين أعراض الفصام وأعراض العديد من الأمراض العقلية الأخرى. ولأجل ذلك، سوف يتطرق هذا القسم إلى شرح العديد من التعريفات التي وردت عن الفصام العقلي، مصحوباً بتوضيح للجوانب ذات الصلة بذلك.
دون أدنى شك ربما قد يصف البعض الخلل العقلي بأنه معاناة سماع أصوات داخلية لا يمكن للآخرين سماعها، والتي ربما تشخص في حالة كهذه على كونها فصاماً عقلياً(8). آخرون، ربما يعتقدون على سبيل الخطأ بأن الفصام العقلي هو المرض الذي يظهر علامات »ازدواج في الشخصية«. غيرهم ربما يرون الفصام العقلي بأنه ناتج عن سوء التربية أو ضعف في الشخصية. لكن الفصام هو مرض عقلي كالصرع أو تصلب الأنسجة المتعدد، هذا المرض العقلي يعوق القدرة في التفكير بوضوح ويظهر اضطراباً في العواطف، وعدم القدرة على اتخاذ القرار، بالإضافة إلى الإتكال على الآخرين في تصريف شؤون الحياة.
وفي حقيقة الأمر، اعتبر الكثير من العلماء أن أعراض الفصام مزمنة، وأنه مرض ذو إعاقة دماغية. كما أنه بالإضافة إلى تخيل سماع أصوات مختلفة، يعاني مريض الفصام العقلي من أعراض أخرى مفزعة متمثلة في توهم المرضى بأن الآخرين يقرؤون أفكارهم، ويمكن لهم التحكم بهم أو التآمر لإيذائهم، ومثل هذه الأعراض يمكن لها أن تخلق لهم الرعب وتهيّج مشاعرهم.
وبصورة تقديرية، ظهر مرض الفصام العقلي لدى (1) بالمائه من سكان الولايات المتحدة الأمريكية طيلة أيام الحياة، كما أن أكثر من (2) مليون أمريكي يعانون من هذا المرض. علاوة على ذلك، ولقد أورد العلماء بأن من الصفات السائدة لهذا المرض العقلي هو إصابته للذكور في سن المراهقة أو بداية العشرينيات من أعمارهم بينما يصيب الإناث في العشرينات وبداية الثلاثينيات.
وكتب رآيس بأن الفصام العقلي يتصف بالآتي (أ) أعراض ذهان أو هوس، (ب) تشويش في أداء العمل واضطراب في الحياة الإجتماعية...إلخ. (ج) بأن ليس له علاقة بأي مرض عقلي آخر، (د) كما أنه مصحوب بعلامات اضطراب نفسي مستمرة في الأشهر الستة الأخيرة(01). بينما ذهب فيلدمان إلى تعريف الفصام العقلي بأنه »شكل خطير من مرض الذهان الذي هو في صورة اضطراب عقلي يشوش كافة مناحي الحياة اليومية لأولئك المصابين به وخاصة بالنسبة للمزاج والتفكير. بينما عرّف سـبري(31) مصطلح الفصام العقلي بأنه »يشمل فئة المصابين بالذهان، وليس له أي اقتران مع أي شكل من أشكال التلف الدماغيب.
غير أن العالم فولك قد أورد تعريفاً إكلينيكياً مثالياً جاء في نمط شامل عندما عرّف الفصام العقلي بأنه »كلا مصطلحي (ICD9) و (DSM III) يقصد بهما (الأوهام الغريبة، الشعور بالعظمة بالإضافة إلى المعاناة من الضيق والإضطهاد، والتشوش في التفكير (مثل: الإنقطاع وعدم منطقية انسيابية الأفكار، علاوة على عدم الوضوح عند التحدث)، بالإضافة إلى عدم القدرة على الإدراك الحسي (مثال: الهلوسة، الشعور بالسلبية والخمود، الرجعية في التصور)، والمزاج العكر، والإضطراب في الحركة (مثال: التشنج الحركي، النشوة، الخدر والذهول) هذا بالإضافة إلى انتكاس في الشخصية وفي الوظائف العضوية(3).
الفصاميون و الجريمة:
كان هيجنس(7) هو أول العلماء الذين بحثوا في شأن علاقة الفصام العقلي بالجريمة، حيث أشار إلى أن البحوث والدراسات المتوفرة تقدم أجوبة محدودة لبعض الأسئلة الهامة مثل »هل الإصابة بمرض الفصام العقلي يؤدي إلى مخاطر أكبر لارتكاب الجرائم؟ وفي حالة كهذه، ما هي أكثر أنواع الجرائم التي ترتكب بواسطة الفصاميين، وفي أية مرحلة من المرض يمكن إن تقع هذه الجرائم؟«. واستناداً ًعلى قواعد أسئلة هيجنس هذه يمكننا الوصول إلى ما إذا كانت هنالك ثمة علاقة بين مرضى الفصام العقلي والجريمة.
وعلى كل حال، كانت هنالك سلسلة من البحوث التي كانت تحاول التوصل إلى أي علاقة بين الفصام العقلي والجريمة وذلك استناداً على الأدلة النظرية. وتأسيساً على ذلك، كانت الإحتمالية الأخرى هي اختبار مثل هذه البحوث النظرية لدى أعداد المجرمين الذين جرى التوصل إليهم لأجل اكتشاف مثل هذه العلاقة.
وأشارت إحدى الدراسات إلى أنه بالنسبة إلى الأعراض التي تظهر على الفصاميين فإن سلوكهم وطريقة حديثهم قد تكون مضطربة جداً إلى الدرجة التي يمكن لها إثارة الفزع لدى الآخرين في المجتمع، ومثل هذه الإفتراضية يمكن تأكيدها بالتحليل الذي أجراه شور (5891) والذي خلص إلى أن (52) بالمائة من بين (003) مجرم في الفترة بين عامي 0791 إلى عام 4791 قد تلقوا علاجاً نفسياً بالمستشفيات حيث كانت الغالبية العظمى منهم مصابة بالفصام العقلي شديد الخطورة، وربع هؤلاء دخلوا المؤسسات الإصلاحية بسبب إرتكابهم لجرائم تهدد حياة بعض الشخصيات الهامة في المجتمع(4).
للمقدم عبدالله بن محمد الجابري
مساعد مدير عام الأحوال المدنية
العلاقة بين الفصام العقلي أو »الشيزوفرينيا« والجريمة ليست بذلك الوضوح الذي يمكن تصوره. هذه العلاقة معقدة بيدَ أنه يمكن فحصها بطريقتين؛ الأولى بالنظر إلى الجريمة والمجرمين، وسبر أغوار الأدلة الجنائية التي تربط العلاقة بين أنواع محددة من الجرائم وبعض الشرائح من المجرمين، وثانياً بالبحث عن ماهية أوجه الأعراض الخاصة أو الخلل العقلي الذي يمكن أن يؤدي بالفرد إلى الجنوح تجاه السلوك الإجرامي.
وبناء على ذلك، سوف نتناول العلاقة بين مرض الفصام العقلي والجريمة ابتداء بتعريف المقصود من الفصام العقلي، وثانياً العلاقة بين الفصام العقلي والجريمة، ثم التطرق إلى الأدلة الجنائية التي تربط الفصام العقلي بالجريمة.
ماذا يقصد بالفصام العقلي أو »الشيزوفرينياب؟
هنالك العديد من التعريفات التي تطرقت إلى أعراض الفصام العقلي لكن عامة الناس والإعلام يخلطون بين أعراض الفصام وأعراض العديد من الأمراض العقلية الأخرى. ولأجل ذلك، سوف يتطرق هذا القسم إلى شرح العديد من التعريفات التي وردت عن الفصام العقلي، مصحوباً بتوضيح للجوانب ذات الصلة بذلك.
دون أدنى شك ربما قد يصف البعض الخلل العقلي بأنه معاناة سماع أصوات داخلية لا يمكن للآخرين سماعها، والتي ربما تشخص في حالة كهذه على كونها فصاماً عقلياً(8). آخرون، ربما يعتقدون على سبيل الخطأ بأن الفصام العقلي هو المرض الذي يظهر علامات »ازدواج في الشخصية«. غيرهم ربما يرون الفصام العقلي بأنه ناتج عن سوء التربية أو ضعف في الشخصية. لكن الفصام هو مرض عقلي كالصرع أو تصلب الأنسجة المتعدد، هذا المرض العقلي يعوق القدرة في التفكير بوضوح ويظهر اضطراباً في العواطف، وعدم القدرة على اتخاذ القرار، بالإضافة إلى الإتكال على الآخرين في تصريف شؤون الحياة.
وفي حقيقة الأمر، اعتبر الكثير من العلماء أن أعراض الفصام مزمنة، وأنه مرض ذو إعاقة دماغية. كما أنه بالإضافة إلى تخيل سماع أصوات مختلفة، يعاني مريض الفصام العقلي من أعراض أخرى مفزعة متمثلة في توهم المرضى بأن الآخرين يقرؤون أفكارهم، ويمكن لهم التحكم بهم أو التآمر لإيذائهم، ومثل هذه الأعراض يمكن لها أن تخلق لهم الرعب وتهيّج مشاعرهم.
وبصورة تقديرية، ظهر مرض الفصام العقلي لدى (1) بالمائه من سكان الولايات المتحدة الأمريكية طيلة أيام الحياة، كما أن أكثر من (2) مليون أمريكي يعانون من هذا المرض. علاوة على ذلك، ولقد أورد العلماء بأن من الصفات السائدة لهذا المرض العقلي هو إصابته للذكور في سن المراهقة أو بداية العشرينيات من أعمارهم بينما يصيب الإناث في العشرينات وبداية الثلاثينيات.
وكتب رآيس بأن الفصام العقلي يتصف بالآتي (أ) أعراض ذهان أو هوس، (ب) تشويش في أداء العمل واضطراب في الحياة الإجتماعية...إلخ. (ج) بأن ليس له علاقة بأي مرض عقلي آخر، (د) كما أنه مصحوب بعلامات اضطراب نفسي مستمرة في الأشهر الستة الأخيرة(01). بينما ذهب فيلدمان إلى تعريف الفصام العقلي بأنه »شكل خطير من مرض الذهان الذي هو في صورة اضطراب عقلي يشوش كافة مناحي الحياة اليومية لأولئك المصابين به وخاصة بالنسبة للمزاج والتفكير. بينما عرّف سـبري(31) مصطلح الفصام العقلي بأنه »يشمل فئة المصابين بالذهان، وليس له أي اقتران مع أي شكل من أشكال التلف الدماغيب.
غير أن العالم فولك قد أورد تعريفاً إكلينيكياً مثالياً جاء في نمط شامل عندما عرّف الفصام العقلي بأنه »كلا مصطلحي (ICD9) و (DSM III) يقصد بهما (الأوهام الغريبة، الشعور بالعظمة بالإضافة إلى المعاناة من الضيق والإضطهاد، والتشوش في التفكير (مثل: الإنقطاع وعدم منطقية انسيابية الأفكار، علاوة على عدم الوضوح عند التحدث)، بالإضافة إلى عدم القدرة على الإدراك الحسي (مثال: الهلوسة، الشعور بالسلبية والخمود، الرجعية في التصور)، والمزاج العكر، والإضطراب في الحركة (مثال: التشنج الحركي، النشوة، الخدر والذهول) هذا بالإضافة إلى انتكاس في الشخصية وفي الوظائف العضوية(3).
الفصاميون و الجريمة:
كان هيجنس(7) هو أول العلماء الذين بحثوا في شأن علاقة الفصام العقلي بالجريمة، حيث أشار إلى أن البحوث والدراسات المتوفرة تقدم أجوبة محدودة لبعض الأسئلة الهامة مثل »هل الإصابة بمرض الفصام العقلي يؤدي إلى مخاطر أكبر لارتكاب الجرائم؟ وفي حالة كهذه، ما هي أكثر أنواع الجرائم التي ترتكب بواسطة الفصاميين، وفي أية مرحلة من المرض يمكن إن تقع هذه الجرائم؟«. واستناداً ًعلى قواعد أسئلة هيجنس هذه يمكننا الوصول إلى ما إذا كانت هنالك ثمة علاقة بين مرضى الفصام العقلي والجريمة.
وعلى كل حال، كانت هنالك سلسلة من البحوث التي كانت تحاول التوصل إلى أي علاقة بين الفصام العقلي والجريمة وذلك استناداً على الأدلة النظرية. وتأسيساً على ذلك، كانت الإحتمالية الأخرى هي اختبار مثل هذه البحوث النظرية لدى أعداد المجرمين الذين جرى التوصل إليهم لأجل اكتشاف مثل هذه العلاقة.
وأشارت إحدى الدراسات إلى أنه بالنسبة إلى الأعراض التي تظهر على الفصاميين فإن سلوكهم وطريقة حديثهم قد تكون مضطربة جداً إلى الدرجة التي يمكن لها إثارة الفزع لدى الآخرين في المجتمع، ومثل هذه الإفتراضية يمكن تأكيدها بالتحليل الذي أجراه شور (5891) والذي خلص إلى أن (52) بالمائة من بين (003) مجرم في الفترة بين عامي 0791 إلى عام 4791 قد تلقوا علاجاً نفسياً بالمستشفيات حيث كانت الغالبية العظمى منهم مصابة بالفصام العقلي شديد الخطورة، وربع هؤلاء دخلوا المؤسسات الإصلاحية بسبب إرتكابهم لجرائم تهدد حياة بعض الشخصيات الهامة في المجتمع(4).
عشرين ألف امرأة أحببت
عشرين ألف امرأة جربت
وعندما التقيت فيك يا حبيبتي
شعرت أني الآن قد بدأت