طيران الخليج للبيع مرة أخرى

    • طيران الخليج للبيع مرة أخرى

      عُمان -*حيدر بن عبدالرضا اللواتي:



      بعد ثمانين عاما من انطلاقتها في أجواء الخليج كإحدى الناقلات الجوية الوطنية، تعتزم حكومة مملكة البحرين خصخصة شركة طيران الخليج التي أصبحت اليوم تعاني من خسائر كبيرة خاصة ما لحق بها من تراجع كبير في إيراداتها في العام الماضي، حيث تهدف هذه الخطوة إلى انتشالها من العثرة التي تقبع فيها منذ فترة طويلة.

      هذه الشركة كان من المفترض لها أن تكون واحدة من الشركات المتميزة في المنطقة سواء من حيث الأصول أو المشاريع العملاقة نتيجة للدعم والحوافز السخية التي حصلت عليها منذ أن تم تدشينها بين حكومات الدول الأربعة الخليجية وهي (حكومة أبوظبي والبحرين والسلطنة وقطر)، وخاصة في فترة السبعينات والثمانينيات والتعسينيات أيضا أي قبل فترة ظهور الشركات الجوية المحلية، حيث كانت الشركة محتكرة للكثير من الأعمال والأنشطة في المنطقة، وكانت تصل إلى الكثير من النقاط والمحطات العالمية، إلا أنه من المعروف أن هذه الشركة تعاقب عليها بعض من المسؤولين والإداريين الذين استطاعوا امتصاص هذه الشركة لأغراضهم الخاصة قدر المستطاع واللعب تحت الطاولة، وما زال هؤلاء يتهنئون بخيرات هذه الشركة وما جنوا من ورائها ماديا ومعنويا، في حين أصبحت الشركة اليوم تستغيث بالآخرين بسبب معاناتها من ديون الآخرين ولمختلف المستويات، ناهيك عما يكتب ويقال عنها في بعض المنتديات وغيرها من الوسائل الإعلامية الأخرى من أمور بسبب تدني مستوى خدماتها وعدم التزامها بمواعيد طيرانها من مطار البحرين الدولي.

      قبل أيام كشف محمد بن عيسى آل خليفة الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية البحريني أن بلاده تعتزم خصخصة هذه الشركة، مشيرا إلى أن الهدف من ذلك هو العودة إلى الأرباح من خلال التركيز على مسارات إقليمية وخفض التكاليف، في الوقت الذي تتوقع فيه الشركة أن تبلغ خسائرها التشغيلية في العام الماضي 2009 نحو 500 مليون دولار. المسؤول البحريني يرى أن عملية الخصخصة سوف تغرق عاما واحدا يجري خلاله العمل على تخليص هذه الشركة من الخسائر التي تثقل كاهلها، حيث تأتي هذه الخطوة ضمن عدد من القرارات التي ستتخذها الحكومة البحرينية منها إلغاء الدعم بشكل تدريجي لبعض الخدمات وللشركات الحكومية في الأجل الطويل بهدف تخفيف الأعباء المالية العامة عن كاهل الحكومة.

      لقد نوقشت قضية هذه الشركة على مختلف المستويات في البحرين في الوقت الذي كان البعض يتوقع بأن تشهد هذه الشركة تطورات جديدة، في ضوء الخسائر الكبيرة التي تمنيها الشركة بحيث بلغت الخسائر المالية المتراكمة لها إلى 551 مليون دينار (1.4 مليار دولار تقريبا). ولا شك أن الخطة أو الاستراتيجية الجديدة لطيران الخليج تتطلب تمويلها بحيث تستطيع الشركة الانطلاقة مرة أخرى على أسس إدارية ومالية سليمة.

      رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب البحريني يرى أن دعم طيران الخليج كناقلة وطنية لا غبار عليه، ولكن تقديم أي دعم مالي لا يكون دون محاسبة الخسائر ووضع جدول زمني واضح للوصول بالشركة إلى التوازن والعودة إلى الربحية، فان ذلك سيؤدي إلى مزيد من الصعوبات. ومما لا شك فيه فان طيران الخليج ليست الأولى ولا الأخيرة التي تتعرض لمثل هذه الشدة. ففي عالم المال والاقتصاد، تحصل الكثير من المفاجآت خاصة إذا في غياب الرقابة الصارمة على المؤسسات. فالنتائج تزداد سلبية وتكون في وضع ضبابي وغير شفاف. ومن هنا تهتم الإدارات في العالم بموضوع حسن الإدارة والتشديد على الأمور الرقابية بحيث تكون المؤسسات تحت التساؤل عن أي صغيرة وكبيرة.

      عند متابعتنا لهذا الموضوع رأينا أن بعض البحرينيين يعزون هذه الخسائر التي لحقت بشركة طيران الخليج بسبب تمويل أعمالها عن طريق قروض غير مشروطة، حيث أن هذه السياسة أدت إلى تراكم الخسائر المالية التي وصلت إلى حد لا يمكن تغطيته، فيما يرى الآخرين أنه من الصعب أن تتجه الحكومة البحرينية لخصخصة هذه الشركة الآن بسبب حجم الخسائر التي تعاني منها الشركة، وأن هذا الأمر سيقف عثرة في جذب القطاع الخاص الخليجي أو العالمي بأن يقوم بالاستثمار في هذه الشركة. ولكن ربما تشهد هذه الخطوة مفاجآت أخرى نتيجة وجود سيولة كبيرة في المنطقة، ولكل حادث حديث. أهل البحرين يرون بأن طيران الخليج عليها إيجاد إدارة مؤهلة تستطيع أن تضع إستراتيجية عمل واضحة تتحرك من خلالها بخطوات موثقة تؤدي في النهاية إلى تحقيق التوازن والربحية، الأمر الذي يتطلب من الشركة أن تعتمد معايير صارمة أهما إيجاد الكفاءة في الأشخاص الذي سوف يديرون هذه الشركة لإيصالها إلى بر الأمان.

      لقد قيل وما زال الكثير عن هذه الشركة وأنشطتها وأعمالها وصفقاتها، فما زالت الأقوال تتردد بأن هناك تدخل لعدة أطراف أخرى حيث يتم اتخاذ بعض قرارات الشركة بمنأى عن علم مجلس إدارتها أو بعلم بعض أعضائه، فيما يتم عقد صفقات الطائرات بالملايين دون وجود دراسة واضحة وخطة، الأمر الذي يساهم في تدهور أوضاع الشركة واستمرارها في تحقيق خسائر جديدة، ولكن من يهمنا من الكتابة عن هذه الشركة التي نعتز بها جميعا في المنطقة هو أن نرى وقد نجحت مرة أخرى في أخذ موقعها بين شقيقاتها من شركات الطيران المماثلة في المنطقة، تعمل من خلال رؤية واضحة وإدارة كفؤة.

      *

      تاريخ النشر: السبت 6 مارس 2010م


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions