عُمان -*سيف بن ناصر الخروصي:



لا يختلف اثنان على ان الأرض والهواء والماء عناصر مشتركة عامة وليست خاصة بأحد والكل بحاجة اليها ولا غنى لأحد عنها ومن هذا المنطلق فإن المسؤولية مشتركة في الحفاظ عليها ودفع الضرر عنها من كل فرد وجد على بقعة من بقاع الأرض اذ الانسان لا بد له من مكان يعيش فيه وهذا المكان لا بد من ان يكون خاليا من كل المعوقات التي تعيق الحياة وتنغصها وهذا يتطلب بالطبع أن يكون الكل حريصا على ان تكون هذه البقعة نقية من كل الشوائب آمنة مطمئنة وان يسعى الجميع الى تنظيفها وتجميلها وتحسينها والمحافظة على أمنها وسلامتها والذود عنها وعلى ما تتمتع به من جمال بكل ما أوتي من وسع لكي يسعد والجميع معا في مكان يريح النفس ويشرح الصدر دون أي مشوهات ومكدرات تكدر صفو الخاطر وتحزن النفس.

وبما ان كل فرد محتاج الى الماء الذي لا حياة بدونه فإنه مطالب بالبحث عنه واستغلاله الاستغلال الأمثل والمحافظة على نظافته ونقائه والعناية بالوسائل التي تحافظ على بقائه واستمراره وذلك يتطلب من الجميع التعاون لتحقيق هذه الغاية كل قدر طاقته وأن يتكاتف الجميع في عدم تلويثه والعبث به وهدره فيما لا فائدة منه واستغلال أي قطرة منه فيما ينفع مخلوقات هذه الأرض اذ هو شريان الحياة وسبب بقائها.

وبما ان الهواء ملك مشترك ايضا فإن على الجميع ان يسعى الى نقاء هذا الجو بعيدا عن الملوثات التي تؤدي الى نتائج تنغيص الحياة ونشر الأوبئة والأمراض.

وهذا كله يتطلب من كل فرد على هذه الأرض اولا الاحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه بيئته التي ان صلحت صلحت الحياة وان فسدت فسدت الحياة ثم العزم والتصميم على تجنيد النفس للقيام بدورها في سبيل رعاية هذه المصادر الحيوية المهمة والتي هي أساس بقاء الانسان اذ الانسان لا يمكنه ان يعيش بدونها وأيضا لا يمكن ان تكون حياته حياة سعيدة اذا لم تنل العناية والرعاية الكافيتين من المحافظة على سلامتها ورفع الضرر عنها ويبدأ ذلك أولا من المنزل ثم الشارع ثم الأماكن العامة إلى آخره.

ويكفي ان نستدل على الواجب الذي وجهنا اليه ديننا الحنيف نحو القيام بدورنا في رعاية البيئة وحمايتها من كل أذى (إماطة الأذى من الطريق صدقة)،(والنظافة من الايمان)،(ولا ضرر ولا ضرار في الاسلام).

انها لقواعد متينة لو وعى الجميع معانيها ودلالاتها لتمكنا من تحقيق الحماية الكافية لهذه البيئة ولعاش الناس حياة سعيدة بعيدة عن كل المنغصات في هذه البسيطة ولكان كل فرد جنديا مجندا لحماية بيئته أينما وجد وحيثما حل ولحافظ الجميع على كل ذرة من ذرات الأرض التي يطأها.

اذن المحافظة على سلامة بيئتنا من كل ناحية من النواحي واجب وطني يفرضه علينا ديننا وانسانيتنا أينما وجدنا وحيثما حللنا ولتبقى بلدنا من أحسن البلدان روعة في الجمال في كل ميادين الحياة يشار اليها بالبنان ان شاء الله.