الوطن - خميس التوبي:

ترى ما الذي تريد الولايات المتحدة الوصول إليه من ممارسة ضغطها على الجانب العربي والفلسطيني للموافقة على إجراء مفاوضات غير مباشرة مع الجانب الإسرائيلي ثم محاولة مباشرتها لهذه المفاوضات في الفترة الحالية؟
سؤال يبحث عن إجابة في خضم مناورات الكيان الإسرائيلي للتملص ووضع العراقيل والمتاريس أمام هذه المفاوضات قبل أن تبدأ.
إذا لم يكن هناك ما تريد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تحقيقه حاليًّا وإنما دافعها رفع الحرج الذي وقع فيه الرئيس أوباما بإعلان التزامه بمبدأ حل الدولتين كوسيلة طبيعية لإرساء السلام والاستقرار في المنطقة، ورفضه استمرار النشاط الاستيطاني باعتباره معرقلًا لقيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيًّا، فلماذا أخذت تقدم التنازلات الواحد تلو الآخر ، حتى أفلتت الزمام من يدها وأعطت الخيط والمخيط للحكومة الإسرائيلية المتطرفة بقيادة المتطرف بنيامين نتنياهو؟
إن مرور عام ونيف من عمر إدارة أوباما ووضعها السياسي لا يزال مترهلًا يجعلها تشعر بالحرج الشديد ، فلا هي على الصعيد الداخلي حققت شيئًا ذا بال، بل كان ثمة ما يمثل صدمة لها وللديمقراطيين في انتخابات التجديد للكونجرس الأميركي وخسارتها مقعد ولاية ماساتشوستس، ولا هي على الصعيد الخارجي أنجزت شيئًا له انعكاساته الإيجابية على الوضع الاقتصادي السياسي والعسكري والأمني.
والملاحظ أنها تحاول جاهدة السير في خطين متوازيين فيما يخص الملف النووي الإيراني وعملية السلام في الشرق الأوسط، بحيث تتمكن من الحصول على تأييد دولي لفرض عقوبات دولية جديدة على طهران بالتوازي مع رعاية مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ، الأمر الذي يعطي انطباعًا بأن (المفاوضات غير المباشرة) ما هي إلا قنطرة عبور وصولا إلى توافق دولي على تطبيق عقوبات ضد إيران، بحيث يمكن لأطراف عربية وغير عربية ممارسة نفوذها وعلاقاتها وصداقاتها لإقناع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن كالصين، وغير الدائمين كالبرازيل الذين يعارضون فرض عقوبات على إيران ويفضلون حل الملف بالطرق الدبلوماسية.. قد يكون هذا تخريجًا ومحاولة للإجابة عن السؤال في البداية.
والأمر الملاحظ أيضًا أن الأنانية هي المسيطرة على المسؤولين الإسرائيليين، فهم يريدون أن تُلبى طلباتهم وتُنفذ دون تقديم أدنى تنازل ، فتجدهم يسعون إلى جعل الجميع خدمًا لهم ، وللأسف الشديد لا تريد واشنطن أن تنأى عن ممارسة هذه الوظيفة ، ولعل خير برهان على ذلك وصف نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الكيان الإسرائيلي بأنه أفضل صديق للولايات المتحدة في العالم ، وذلك في أعقاب الصفعة المهينة التي وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو بإعلان حكومته عن خطط جديدة لالتهام مزيد من الأرض الفلسطينية ببناء ألف وستمئة وحدة سكنية في القدس الشرقية، في الوقت الذي يسعى فيه بايدن إلى إطلاق المفاوضات غير المباشرة ورعايتها، سواء كانت الحكومة الإسرائيلية تريد التأكيد على أن سرطان الاستيطان لن توقفه المفاوضات المذكورة، بل سيترافق معها، أو تريد عرقلة المفاوضات قبل أن تبدأ. وعلى الرغم من هذه الإهانة المؤلمة (التي لا يسكت عليها ذوو الكرامة والكبرياء)، فإن بايدن ذهب إلى ما هو أبعد مدى من الذل والتذلل والانكسار والخنوع حين خاطب مهينيه في جامعة تل أبيب بقوله: "تواجه "إسرائيل" كل يوم تهديدات ليس بمقدور أي دولة أن تتحملها"، مضيفًا "تقف أميركا معكم جنبًا إلى جنب في مواجهة هذه التهديدات .. تقف الولايات المتحدة بقوة إلى جانب "إسرائيل" في وجه الإرهاب". إنها قمة الذل والهوان وذروة النفاق، وليس من قبيل المغالطة ، فهو يعلم أن إنتاج الإرهاب بشتى أنواعه وصنوفه وتعليبه وتغليفه يتم في المكان الموبوء والملوث بالأفواه النتنة والقلوب المريضة والذي هو واقف فيه ، ولا أدل على ذلك من تقبله الإهانة مديرًا خده الأيسر أيضًا لتلقي الإهانة، وهو يعلم أيضًا في قرارة نفسه أن العرب لبوا مطلب الإدارة الأميركية بإجراء مفاوضات غير مباشرة رغبة منهم في تحقيق السلام ، لكن المعرقل الحقيقي هو الكيان الإسرائيلي الغاصب ، وهذا ما لن يجرؤ على قوله هو أو أي مسؤول أميركي حتى الآن .. وإلا فما حقيقة التهديدات التي يتحدث عنها بايدن؟ هل من يريد أن يفاوض وصولًا إلى تحقيق السلام تصدر منه التهديدات؟ أم أن التهديدات والخطر يصدر ممن يعرقل ويسوِّف ويتملص؟
الخلاصة الأكيدة أن الولايات المتحدة لن تقدم سلامًا أو حتى شيئًا يذكر للعرب، فهي تريد أن تؤمن خروجًا آمنًا من العراق الذي تتجرع حاليًّا مرارة سقوطه من يديها ووقوعه بيد إيران، وهدوءًا في أفغانستان وتجنيبها الخسائر التي وصلت حوالي ستة تريليونات دولار ، وتعمل في الوقت عينه على تلبية المطالب الإسرائيلية بتطبيق عقوبات جديدة على إيران ، فأركان الإدارة الأميركية يذرعون الأرض جيئة وذهابًا إلى الدول التي ترتبط بعلاقات مع الدول المعارضة لفرض عقوبات على طهران ، لحثها على التخلي عن معارضتها ، إذن السيناريو الأميركي هو نسخة مكررة تم استخدامها لحصار العراق ثم غزوه وتدميره.

ترى ما الذي تريد الولايات المتحدة الوصول إليه من ممارسة ضغطها على الجانب العربي والفلسطيني للموافقة على إجراء مفاوضات غير مباشرة مع الجانب الإسرائيلي ثم محاولة مباشرتها لهذه المفاوضات في الفترة الحالية؟
سؤال يبحث عن إجابة في خضم مناورات الكيان الإسرائيلي للتملص ووضع العراقيل والمتاريس أمام هذه المفاوضات قبل أن تبدأ.
إذا لم يكن هناك ما تريد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تحقيقه حاليًّا وإنما دافعها رفع الحرج الذي وقع فيه الرئيس أوباما بإعلان التزامه بمبدأ حل الدولتين كوسيلة طبيعية لإرساء السلام والاستقرار في المنطقة، ورفضه استمرار النشاط الاستيطاني باعتباره معرقلًا لقيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيًّا، فلماذا أخذت تقدم التنازلات الواحد تلو الآخر ، حتى أفلتت الزمام من يدها وأعطت الخيط والمخيط للحكومة الإسرائيلية المتطرفة بقيادة المتطرف بنيامين نتنياهو؟
إن مرور عام ونيف من عمر إدارة أوباما ووضعها السياسي لا يزال مترهلًا يجعلها تشعر بالحرج الشديد ، فلا هي على الصعيد الداخلي حققت شيئًا ذا بال، بل كان ثمة ما يمثل صدمة لها وللديمقراطيين في انتخابات التجديد للكونجرس الأميركي وخسارتها مقعد ولاية ماساتشوستس، ولا هي على الصعيد الخارجي أنجزت شيئًا له انعكاساته الإيجابية على الوضع الاقتصادي السياسي والعسكري والأمني.
والملاحظ أنها تحاول جاهدة السير في خطين متوازيين فيما يخص الملف النووي الإيراني وعملية السلام في الشرق الأوسط، بحيث تتمكن من الحصول على تأييد دولي لفرض عقوبات دولية جديدة على طهران بالتوازي مع رعاية مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ، الأمر الذي يعطي انطباعًا بأن (المفاوضات غير المباشرة) ما هي إلا قنطرة عبور وصولا إلى توافق دولي على تطبيق عقوبات ضد إيران، بحيث يمكن لأطراف عربية وغير عربية ممارسة نفوذها وعلاقاتها وصداقاتها لإقناع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن كالصين، وغير الدائمين كالبرازيل الذين يعارضون فرض عقوبات على إيران ويفضلون حل الملف بالطرق الدبلوماسية.. قد يكون هذا تخريجًا ومحاولة للإجابة عن السؤال في البداية.
والأمر الملاحظ أيضًا أن الأنانية هي المسيطرة على المسؤولين الإسرائيليين، فهم يريدون أن تُلبى طلباتهم وتُنفذ دون تقديم أدنى تنازل ، فتجدهم يسعون إلى جعل الجميع خدمًا لهم ، وللأسف الشديد لا تريد واشنطن أن تنأى عن ممارسة هذه الوظيفة ، ولعل خير برهان على ذلك وصف نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الكيان الإسرائيلي بأنه أفضل صديق للولايات المتحدة في العالم ، وذلك في أعقاب الصفعة المهينة التي وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو بإعلان حكومته عن خطط جديدة لالتهام مزيد من الأرض الفلسطينية ببناء ألف وستمئة وحدة سكنية في القدس الشرقية، في الوقت الذي يسعى فيه بايدن إلى إطلاق المفاوضات غير المباشرة ورعايتها، سواء كانت الحكومة الإسرائيلية تريد التأكيد على أن سرطان الاستيطان لن توقفه المفاوضات المذكورة، بل سيترافق معها، أو تريد عرقلة المفاوضات قبل أن تبدأ. وعلى الرغم من هذه الإهانة المؤلمة (التي لا يسكت عليها ذوو الكرامة والكبرياء)، فإن بايدن ذهب إلى ما هو أبعد مدى من الذل والتذلل والانكسار والخنوع حين خاطب مهينيه في جامعة تل أبيب بقوله: "تواجه "إسرائيل" كل يوم تهديدات ليس بمقدور أي دولة أن تتحملها"، مضيفًا "تقف أميركا معكم جنبًا إلى جنب في مواجهة هذه التهديدات .. تقف الولايات المتحدة بقوة إلى جانب "إسرائيل" في وجه الإرهاب". إنها قمة الذل والهوان وذروة النفاق، وليس من قبيل المغالطة ، فهو يعلم أن إنتاج الإرهاب بشتى أنواعه وصنوفه وتعليبه وتغليفه يتم في المكان الموبوء والملوث بالأفواه النتنة والقلوب المريضة والذي هو واقف فيه ، ولا أدل على ذلك من تقبله الإهانة مديرًا خده الأيسر أيضًا لتلقي الإهانة، وهو يعلم أيضًا في قرارة نفسه أن العرب لبوا مطلب الإدارة الأميركية بإجراء مفاوضات غير مباشرة رغبة منهم في تحقيق السلام ، لكن المعرقل الحقيقي هو الكيان الإسرائيلي الغاصب ، وهذا ما لن يجرؤ على قوله هو أو أي مسؤول أميركي حتى الآن .. وإلا فما حقيقة التهديدات التي يتحدث عنها بايدن؟ هل من يريد أن يفاوض وصولًا إلى تحقيق السلام تصدر منه التهديدات؟ أم أن التهديدات والخطر يصدر ممن يعرقل ويسوِّف ويتملص؟
الخلاصة الأكيدة أن الولايات المتحدة لن تقدم سلامًا أو حتى شيئًا يذكر للعرب، فهي تريد أن تؤمن خروجًا آمنًا من العراق الذي تتجرع حاليًّا مرارة سقوطه من يديها ووقوعه بيد إيران، وهدوءًا في أفغانستان وتجنيبها الخسائر التي وصلت حوالي ستة تريليونات دولار ، وتعمل في الوقت عينه على تلبية المطالب الإسرائيلية بتطبيق عقوبات جديدة على إيران ، فأركان الإدارة الأميركية يذرعون الأرض جيئة وذهابًا إلى الدول التي ترتبط بعلاقات مع الدول المعارضة لفرض عقوبات على طهران ، لحثها على التخلي عن معارضتها ، إذن السيناريو الأميركي هو نسخة مكررة تم استخدامها لحصار العراق ثم غزوه وتدميره.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions