خلقنا الله تعالى عز وجل في هذه البسيطة ، وحثنا على السعي فيها ، والمثابرة في كافة أمورنا ، وذلك بنية صادقة ، وعزيمة وإرادة مخلصة ، وبضمير حي لكي نستطيع أن نتكيف مع ظروفها ومتطلباتها ، فقد تراودنا أحلاما وردية نسعى قدر استطاعتنا أن نحققها ، ولو البعض منها وفق قدرتنا وإمكانياتنا المادية والجسدية . لكن البعض منا يصادفه القدر فتتبخر أحلامه ، ويتعرض في طريقه إلى مختلف الصعاب والمطبات من أجل تحقيقها ، لكن لا يأس من الحياة ، فعلينا أن نثبت تواجدنا ، وأن لا نتعثر حتى لو وصلنا إلى منتصف الطريق وتعثرنا في ما نحن بصدده ، لا بد لنا من مواصلة المشوار بنية صادقة ، وبخطى واثقة وعزيمة قوية متجددة ـ لكي نلامس الحلم ويصبح حققيه فنحتضنه بين أيدينا ، فنحافظ عليه برموش أعيننا ، وذلك لتسعد أنفسنا به ، فنقطف ثماره الطيبة ، لنعيش حياة حرة وكريمة .
وقد يعترينا مسار آخر وهو أن الحلم الذي ظل سنوات طويلة يراود أنفسنا ، طار من بين أيدينا ، برغم ما قمنا به جهود ، وما صادفتنا وتحملنا من متاعب ومشقة لتحقيقه ، فيتبخر ذلك الحلم ويغيب شاع الأمل ، بأن يشرق فجره من جديد .
وأتطرق أدناه إلى بعض الأحلام الوردية التي كانت تراود بعض الأنفس بان تتحقق لها ، وتسعد بجني ثمارها ، لكن القدر كانت له كلمته ، فتبخرت وطارت من بين الأيدي وهذه هي إرادة الخالق عز وجل ، علينا أن نرضى بها .
***** الحلم 1 *****
كل منا في هذه الحياة منذ أن يخطوا أول خطوة إلى أبواب العلم والمعرفة ، يرسم أملا واحد بين عينيه ، وهو ماذا يحلم بأن يكون في المستقبل ، ويبدأ هذا التوجس ويزداد الخوف عندما نصل إلى نقطة النهاية الشهادة الثانوية العامة ، فهي بحد ذاتها سنة لتحديد المصير ، فيا أن الحلم الذي ظل يراودنا طيلة الإثنى عشرة سنة فترة دراستنا سيضيع ، وإما فإننا سنواصل النضال لتحقيقه فنكمل مشوار التعليم الجامعي خلال فترة سنوات الدراسة كل حسب تخصصه ، فإذا ضاع الحلم وتلاشى ماذا سيكون الحال ، البعض منا يركن نفسه في زاوية من زوايا منزله ، وكأن الدنيا أغلقت أبوابها أمامه ، ويظل يضرب أخماس في أسداس يتمنى أن يأتيه رزقه إلى منزله ـ وهذا بالطبع لم يظفر بأي فائدة .
***** الحلم 2 *****
شاب مال قلبه لفتاة ـ وجدها أنها هي الزوجة الصالحة وسنده في المستقبل ، إذا ظفر بها وكتب الله له أن يتزوجها ، تقرب منها وأحبها حبا صادقا ونزيها ، وبادلته هي نفس الشعور ، وبعد فترة تقدم لأهلها بطلب يدها ، لكي يتجمع القلبان تحت سقف واحد ، ويقطفا ثمار ذلك الحب الصادق الشريف ، لكن الوضع اصطدم بجبل لا تهده ريح ، فمشت كل الأمور والتخطيط الذي تم سابقا بين تلك القلوب المتحابة أدراج الرياح ، فكانت عاقبة أهل البنت برفضهم زواجه منها بحجج باطلة ما أنزل الله بها من سلطان بدعوى أن القريب أولى من الغريب ، فتباعدت تلك القلوب ، ولم يكتب لها أن يلتم شملها . فأنكوت بنار الفرقة والتشتت . هنا تكون عبارة ( أن الزوج قصمه ونصيب) حاضرة ترددها الأفوة لتخفيف آلام تلك القلوب التي تشتت وتباعدت . فما أدري صحتها من عدمه ـ فلو قالوا أن كل شيء بإرادة المولى لكانت أفضل وأطيب لتخفيف آلام تلك القلوب المتباعدة ، لأن النصيب كان سيتحقق لو أن نظرة تلك العقول حكمت في هذا الأمر ، وترك لتلك الفتاة حرية الاختيار فهذا ما أوجبه الشرع الحنيف .
***** الحلم 3 *****
شاب إنهاء تعليمه الثانوي العام بتقدير امتياز ، أكمل دراسته الجامعية في أحدى تخصصات التربية بعد مضي عدد من السنوات ، تخرج ووجد أمامه أعداد كبيرة تنتظر دورها للحصول على وظيفة مناسبة ، وفق الشواغر المطروحة في سوق العمل ، صاحبنا تقدم عدت مرات لكنه لم يحالفه الحظ ، وطرق الكثير من أبواب المؤسسات العامة أو الخاصة بحثا عن عمل ، لكن إرادة المولى لم تشأ بعد ، وبعد سنوات تضايق وقرر أن يتكيف مع الوضع الموجود ، فرمى بالشهادة الحاصل عليها ، وعمل بوظيفة أخرى في إحدى المؤسسات الخاصة ، فإلى متى سينتظر الدور ، وخاصة إذا كانت هنالك جموع غفيرة تنتظر دورها للتعيين . هنا الحلم الذي كافح وثابر لتحقيقه سنوات طويلة ظل يراوده لم يتحقق ، فرضا بالمكتوب إلى أن يشرق فجر مستقبله الذي رسمه ويظفر بوظيفة تناسب تخصصه الجامعي ، إذا كان له نصيب في ذلك . وإلا فضاع الحلم وتبخر .
***** الحلم 4 *****
شابة في مقتبل العمر تحلم بفارس الأحلام بعد أن أنهت تعليمها الجامعي ، فوفقها الله بذلك الشاب الذي أنقذها من الحياة العزوبية إلى مرح الحياة الزوجية ، فاجتمعت القلوب وسادت المحبة والألفة بينهما ، مرت سنوات على زواجهما ، ولم يكتب الله لهما أن يرزقهما بمولود ، سيملأ لهم أرجاء البيت صرخا وبراءة ، طرقا أبواب المجمعات الصحية والمستشفيات ، وسافرا إلى بعض البلدان من أجل العلاج ، لكن القدر كان محاط بتلك الشابة ، فأوضحت التقارير الطبية بأن تعاني من عقم دائم يصعب علاجه ، فكان ذلك الخبر مثل الصاعقة التي قصمت قلبها ، مخافة لما سيؤول إليه الوضع مستقبلا ، لأن زوجها لا يمكن له أن يبقى على هذا الحال ، فبقى التفكير يشغل بالها وينهل من جسمها ، هنا ضاع الحلم التي تحلم به وهو أن تحضن طفلا بين أحضانها . وأن تسمع كلمة ماما يتردد صداها ما بين أذانيها ، فهذه هي إرادة المولى عز وجل . فتبخر الحلم وضاع الأمل ـ لكن عليها أن ترضى بتلك الإرادة ، وربما سيعوضها الخالق مستقبلا بما تتمنها ، حتى لو عصفت بها رياح الزمن ، وتغير حال زوجها وأصبحت الزوجة الثانية تشغل تفكيره . فإنها ستنال الأجر العظيم على صبرها على هذا الحال .
إن في مثل هذه الظروف والأحوال علينا أن نفوض أمرنا لله ، فهو الخالق والرازق لنا ، وهو المتصرف في كافة أمورنا في هذه الحياة ، فالإنسان مسير وليس مخير في كافة أموره ، وعليه أن يرضي بما كتبه الله له ، وأن يقنع بالمكتوب ويشكره على نعمه التي أنعمها عليه . وأن ينهض بنية صادقة وعزيمة قوية متجددة ، لا يجعل اليأس يساور نفسه ويضعفها ، ويتركها خاوية على عروشها متخاذلة متكاسلة . قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز "" (( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئاً وهو شرٌّ لكم )) . صدق الله العظيم .
ويقول الشاعر " ما كل ما يتمنى المرء يدركه :: تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .
وقد يعترينا مسار آخر وهو أن الحلم الذي ظل سنوات طويلة يراود أنفسنا ، طار من بين أيدينا ، برغم ما قمنا به جهود ، وما صادفتنا وتحملنا من متاعب ومشقة لتحقيقه ، فيتبخر ذلك الحلم ويغيب شاع الأمل ، بأن يشرق فجره من جديد .
وأتطرق أدناه إلى بعض الأحلام الوردية التي كانت تراود بعض الأنفس بان تتحقق لها ، وتسعد بجني ثمارها ، لكن القدر كانت له كلمته ، فتبخرت وطارت من بين الأيدي وهذه هي إرادة الخالق عز وجل ، علينا أن نرضى بها .
***** الحلم 1 *****
كل منا في هذه الحياة منذ أن يخطوا أول خطوة إلى أبواب العلم والمعرفة ، يرسم أملا واحد بين عينيه ، وهو ماذا يحلم بأن يكون في المستقبل ، ويبدأ هذا التوجس ويزداد الخوف عندما نصل إلى نقطة النهاية الشهادة الثانوية العامة ، فهي بحد ذاتها سنة لتحديد المصير ، فيا أن الحلم الذي ظل يراودنا طيلة الإثنى عشرة سنة فترة دراستنا سيضيع ، وإما فإننا سنواصل النضال لتحقيقه فنكمل مشوار التعليم الجامعي خلال فترة سنوات الدراسة كل حسب تخصصه ، فإذا ضاع الحلم وتلاشى ماذا سيكون الحال ، البعض منا يركن نفسه في زاوية من زوايا منزله ، وكأن الدنيا أغلقت أبوابها أمامه ، ويظل يضرب أخماس في أسداس يتمنى أن يأتيه رزقه إلى منزله ـ وهذا بالطبع لم يظفر بأي فائدة .
***** الحلم 2 *****
شاب مال قلبه لفتاة ـ وجدها أنها هي الزوجة الصالحة وسنده في المستقبل ، إذا ظفر بها وكتب الله له أن يتزوجها ، تقرب منها وأحبها حبا صادقا ونزيها ، وبادلته هي نفس الشعور ، وبعد فترة تقدم لأهلها بطلب يدها ، لكي يتجمع القلبان تحت سقف واحد ، ويقطفا ثمار ذلك الحب الصادق الشريف ، لكن الوضع اصطدم بجبل لا تهده ريح ، فمشت كل الأمور والتخطيط الذي تم سابقا بين تلك القلوب المتحابة أدراج الرياح ، فكانت عاقبة أهل البنت برفضهم زواجه منها بحجج باطلة ما أنزل الله بها من سلطان بدعوى أن القريب أولى من الغريب ، فتباعدت تلك القلوب ، ولم يكتب لها أن يلتم شملها . فأنكوت بنار الفرقة والتشتت . هنا تكون عبارة ( أن الزوج قصمه ونصيب) حاضرة ترددها الأفوة لتخفيف آلام تلك القلوب التي تشتت وتباعدت . فما أدري صحتها من عدمه ـ فلو قالوا أن كل شيء بإرادة المولى لكانت أفضل وأطيب لتخفيف آلام تلك القلوب المتباعدة ، لأن النصيب كان سيتحقق لو أن نظرة تلك العقول حكمت في هذا الأمر ، وترك لتلك الفتاة حرية الاختيار فهذا ما أوجبه الشرع الحنيف .
***** الحلم 3 *****
شاب إنهاء تعليمه الثانوي العام بتقدير امتياز ، أكمل دراسته الجامعية في أحدى تخصصات التربية بعد مضي عدد من السنوات ، تخرج ووجد أمامه أعداد كبيرة تنتظر دورها للحصول على وظيفة مناسبة ، وفق الشواغر المطروحة في سوق العمل ، صاحبنا تقدم عدت مرات لكنه لم يحالفه الحظ ، وطرق الكثير من أبواب المؤسسات العامة أو الخاصة بحثا عن عمل ، لكن إرادة المولى لم تشأ بعد ، وبعد سنوات تضايق وقرر أن يتكيف مع الوضع الموجود ، فرمى بالشهادة الحاصل عليها ، وعمل بوظيفة أخرى في إحدى المؤسسات الخاصة ، فإلى متى سينتظر الدور ، وخاصة إذا كانت هنالك جموع غفيرة تنتظر دورها للتعيين . هنا الحلم الذي كافح وثابر لتحقيقه سنوات طويلة ظل يراوده لم يتحقق ، فرضا بالمكتوب إلى أن يشرق فجر مستقبله الذي رسمه ويظفر بوظيفة تناسب تخصصه الجامعي ، إذا كان له نصيب في ذلك . وإلا فضاع الحلم وتبخر .
***** الحلم 4 *****
شابة في مقتبل العمر تحلم بفارس الأحلام بعد أن أنهت تعليمها الجامعي ، فوفقها الله بذلك الشاب الذي أنقذها من الحياة العزوبية إلى مرح الحياة الزوجية ، فاجتمعت القلوب وسادت المحبة والألفة بينهما ، مرت سنوات على زواجهما ، ولم يكتب الله لهما أن يرزقهما بمولود ، سيملأ لهم أرجاء البيت صرخا وبراءة ، طرقا أبواب المجمعات الصحية والمستشفيات ، وسافرا إلى بعض البلدان من أجل العلاج ، لكن القدر كان محاط بتلك الشابة ، فأوضحت التقارير الطبية بأن تعاني من عقم دائم يصعب علاجه ، فكان ذلك الخبر مثل الصاعقة التي قصمت قلبها ، مخافة لما سيؤول إليه الوضع مستقبلا ، لأن زوجها لا يمكن له أن يبقى على هذا الحال ، فبقى التفكير يشغل بالها وينهل من جسمها ، هنا ضاع الحلم التي تحلم به وهو أن تحضن طفلا بين أحضانها . وأن تسمع كلمة ماما يتردد صداها ما بين أذانيها ، فهذه هي إرادة المولى عز وجل . فتبخر الحلم وضاع الأمل ـ لكن عليها أن ترضى بتلك الإرادة ، وربما سيعوضها الخالق مستقبلا بما تتمنها ، حتى لو عصفت بها رياح الزمن ، وتغير حال زوجها وأصبحت الزوجة الثانية تشغل تفكيره . فإنها ستنال الأجر العظيم على صبرها على هذا الحال .
*****خلاصة هامة ****
إن في مثل هذه الظروف والأحوال علينا أن نفوض أمرنا لله ، فهو الخالق والرازق لنا ، وهو المتصرف في كافة أمورنا في هذه الحياة ، فالإنسان مسير وليس مخير في كافة أموره ، وعليه أن يرضي بما كتبه الله له ، وأن يقنع بالمكتوب ويشكره على نعمه التي أنعمها عليه . وأن ينهض بنية صادقة وعزيمة قوية متجددة ، لا يجعل اليأس يساور نفسه ويضعفها ، ويتركها خاوية على عروشها متخاذلة متكاسلة . قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز "" (( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئاً وهو شرٌّ لكم )) . صدق الله العظيم .
ويقول الشاعر " ما كل ما يتمنى المرء يدركه :: تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .