هل انتهى عصر "موضة التدوين" حقاً؟!! - جديد بدر العبري

    • هل انتهى عصر "موضة التدوين" حقاً؟!! - جديد بدر العبري



      قبل وقت قصير طرح [المهذون] السابق و الصديق الحالي "معاوية الرواحي" عنواناً عريضاً حول أن "ثورة التدوين" انتهت في سلطنة عمان وبدء عصر التدوين الحقيقي، والتدوينة التي تجدونها هنا - والغير طويلة على عكس العادة- إن قمنا بـ"غربلتها" (لستُ متأكداً من صحة الكلمة!!) و "تنظيفها" من التلميحات ومحاولة فتح باب [القشاب] بيني وبينه فإنه يمكننا اختصار قول ما يريده معاوية في أن [موضة] التدوين انتهت وبدأت فترة جديدة يبرز من خلالها المدونون الجديون الذين يسعون لهدف جدي ما، مهما كان هذا الهدف.



      بدايةً فإن تاريخ [الموضات الثقافية] في بلدنا موجودة منذ فترة ليست قريبة، ظهرت في فترة من الفترات [موضة] الشعراء والشاعرات، ومن ثم [موضة] القاصين والروائيين، يتبعها [موضة] المفكرين والكتاب، وأخيراً [موضة] التدوين" والمدونين. وفي كل مرة نجد أن بعض الأشخاص يسعون لحمل هذا "اللقب" أو ذاك أو كي يجربوا هذا [الستايل] أو ذاك، الفرق الوحيد بينهم وبين متتبعي [موضات] الأزياء و[ستايلات] الشعر أن الأولى [موضة عقلية] والثانية [موضة جسمانية]!



      وما بعد البداية بقليل أقول إنني لا أبرء نفسي من اتباع [الموضة]، في فترة سابقة - في نهائيات عام 2008م- أصبحت أحمل لقب "قاص وكاتب" في سبلة عمان ( والتي أشكر إدارتها الثقافية على تكريمهم لي بهذا اللقب) لسبب أو لآخر، أعجبني الأمر في البداية وأفرحني جداً لدرجة أنني طرت في الهواء حتى عدت لمكاني نتيجة اصطدامي يومها بمروحة [اللاب] (=مختبر الحاسب الآلي)، ولكني بعد فترة معينة أدركت أنني كنت أعايش يومها فترة [موضة] القاصين والكتاب الأدبيين، وأن هناك [نص درزن] من الألوف يحملون لقباً مشابهاً للقبي بطريقة أو بأخرى. نفس الأمر تكرر في بداية 2009م عندما دعاني صديق عزيز لدخول تجربة "التدوين"، لم يكن الأمر في بداياته سوى [موضة] جديدة قررتُ اتباعها قبل أن أبدء بالإعجاب الجدي بها.



      عموماً،،

      السؤال الذي يطرح نفسه هو متى يكون الأمر جدياً حقاً ومتى يكون مجرد [موضة] أو رغبة في تجربة شيء جديد؟!

      برأيي إن الإجابة على هذا السؤال صعبة حقاً، لا يمكنك أن تقول إن عصراً كاملاً انتهى، نحن هنا لا نتكلم عن عصور تاريخية معروفة بقدر ما نتكلم عن مراحل يمر بها كل إنسان، مثلاً عصر ما قبل النهضة بالسلطنة انتهى في 23 يوليو 1970م نتيجة لأحداث معروفة وتغييرات واضحة، ولكن لا يمكن أن نقول -مثلاً- أن عصر "الكتابة في المنتديات" انتهى، وذلك لأن الكتابة في المنتديات هو خيار شخصي بحت.

      ما يحدث في عالم التدوين هو - حتى الآن- حراك مستمر، هناك مدونون يهجرون مدوناتهم لأنهم قرروا اتباع [موضة] أخرى أو الخوض في تجربة جديدة أو لأسباب أخرى، وهناك في نفس الوقت مدونات جديدة تظهر قد تكون نتيجة رغبة جدية أو نتيجةً لرغبة [موضوية] إن صح التعبير!



      بالملخص المفيد:

      لا أرى أن التدوين انتقل من مرحلة إلى أخرى، هناك مدونون يعيشون المرحلة الأولى منه (تجربة شيء جديد) وهناك آخرون يعيشون مراحل أخرى ككونه مصدراً للتنفيس عن حرية التعبير عن الرأي أو صفحة شخصية لتسجيل الذكريات واليوميات أو للتغيير وهناك من هم يعيشون إدماناً عليه يجعلهم يعانون من [إسهال] الكتابة والهذونة ولو تحت مسمى جديد كـ"يوميات إنسان عماني ولكن ليس جداً" مثلاً.



      لذلك وبناءً على كل ما ورد أعلاه، وبالأخذ باعتبارات أخرى، فإنه لا يمكننا أن "نحصر" التدوين في مرحلة معينة، ولا يمكننا أن نطالب الكتاب [المتحققين] والصحفيين والرأي العام بموقف معين تجاه حركة التدوين بشكل عام لأنه ما لدينا الآن ليس سوى مجموعة مدونات شخصية متفرقة ومتفاوتتة المستوى والأهداف والإيدلوجيا والآلية، ولذلك فلا يمكننا أن نجبر صحفياً ما على أخذ مدونة معاوية أو عمار أو الغيثي حمد كمثال على التدوين في عمان، ما الذي يمنعه من أخذ مدونتي كمثال ومن ثم [القشاب] في المدونين والمدونات باستخدام عبارات ذكية يُدخل فيها الصحفي كلمات مثل "بعض" و"أحد" و "عدد من.." وبهذه الطريقة يرسل رسالة خاطئة عن حال التدوين في عمان ولكن بإسلوب "نظيف"!



      يجب أن لا يفهم كل كلامي أعلاه على أنه انتقاص من قوة "التدوين" في السلطنة، ومدى نجاحه في إحداث بعض التغيير، ولكني أحاول القول هنا أن الحاصل على أرض الواقع هو نجاح "بعض" المدونين بجهد شخصي (كمعاوية وعمّار على سبيل المثال لا الحصر) في إحداث بعض التغيير وبعض الضجة وبعض التأثير ( بغض النظر عن إيجابية أو سلبية تلك الأمور) وليس نجاحاً لـ"الحركة التدوينية" ككل، بإسلوب أبسط لو انتقل عمّار ومعاوية للكتابة في "الحارة العمانية" مثلاً وتركا مدوناتها نهائياً فإنهما سيواصلان النجاح بنفس المستوى تقريباً مع بعض الجهد الإضافي.



      أرى أنه حتى نصنف "الحركة التدوينة" في مرحلة ما فإنه يجب علينا أن يكون هناك نوع من التجانس أو التجمع بين عدد كبير من المدونات أو أن يكون هناك نوع من الحراك المشترك كما حدث في حملة التوعية بإنفلونزا الخنازير مثلاً، هذا رغم صعوبة هذا الأمر كما يعرف المطلعون.



      نقطة أخيرة أودّ أن أعلق عليها بخصوص ما يُسمى بـ"الإعلام البديل" فأنا أرى أن هذا الوصف غير صحيح تماماً، نحن لسنا "بدلاء" للإعلام الورقي ولا أظن أنه من المنطقي أن نفكر في الحلول محله، إن كنا - نحن المدونون أو كتاب الإنترنت بشكل عام- إعلاميين بشكل أو آخر فنحن نمثل إعلام من نوع مختلف تماماً ليس بديلاً لأي نوع آخر وليس مكملاً له، نحن شيء مختلف وليس من العدل وضعه في مقارنة مع الصحف اليومية مثلاً.




      المصدر : مدونة بدر العبري


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions