مسقط - الشبيبة:
شارك قسم الجغرافيا بجامعة السلطان قابوس في المؤتمر الجغرافي العلمي الثالث تحت عنوان " التقنيات الحديثة والتنمية المستدامة .. دراسات وتطبيقات " والذي نظمته الجمعية الجغرافية الخليجية بالتعاون مع جامعة قطر مؤخرا، وقد ضم الوفد المشارك أساتذة من قسم الجغرافيا وهم الدكتور سالم بن مبارك الحتروشي، والدكتور طلال بن يوسف العوضي، والدكتور لطفي كمال عزاز وطالب ماجستير خالد بن أحمد الكلباني وطالبا بكالوريوس أسعد بن محسن الحوسني، وعمران بن علي الرواحي ، حيث قدموا ثلاثة أوراق عمل نالت على استحسان الحضور وأبرزت استخدامات نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد بقسم الجغرافيا بجامعة السلطان قابوس وكيفية تطبيقهما على أرض الواقع.
قدم الدكتور سالم بن مبارك الحتروشي ورقة علمية تدور حول الآليات التي تحكم تقلب سقوط الأمطار في عمان سواء كانت الأمطار الشتوية في شمال عمان أو الأمطار الموسمية الصيفية في الجنوب، وخلصت الدراسة إلى أن الآليات التي تحكم ذلك هي الجبهات الهوائية ففي فصل الشتاء عندما يكون تأثير المنخفضات الجوية القادمة من شرق البحر المتوسط قويا فإن الأمطار الشتوية تكون جيدة والعكس يكون عندما تسود الرياح الشمالية الشرقية القادمة من وسط القارة الآسيوية (المرتفع السيبري)، أما الأمطار الموسمية الصيفية فإن ضعفها وقوتها يحكمه الذبذبة في المحيط الهندي فعندما يكون التسخين في الجزء الغربي من المحيط الهندي فإن ذلك يزيد من كمية الأمطار، بينما يكون العكس عندما يكون التسخين في الجزء الشرقي من المحيط ويكون الجزء الغربي باردا نسبيا فإن ذلك يجعل الرياح شرقية أو شمالية شرقية والتي تكون جافة بطبيعتها فيكون الخريف ضعيفا. وكان دور نظم المعلومات الجغرافيا في دمج بيانات الطقس مع البيانات المكانية لتوفير رؤية تحليلية أفضل.
بينما ترأس الدكتور طلال بن يوسف العوضي أحد الجلسات العلمية والتي كان محورها تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية في دراسات الظاهرات الطبيعية بغرض التنمية. وقدم الدكتور لطفي كمال عزاز ورقة علمية تدور حول استخدام تقنيتي الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في تقييم الخسائر بعد الفيضانات من منظور تخطيطي دراسة حالة للعاصمة العمانية مسقط بعد إعصار جونو 2007. وقد أثبتت بيانات الاستشعار عن بعد بمساعدة تقنيات نظم المعلومات الجغرافية أهميتها في عمليات إدارة الأخطار الطبيعية وبصفة خاصة في مرحلة تقييم الخسائر ورسم خرائط للأوضاع المستجدة وتحديث قاعدة البيانات الجغرافية التي سيتم استخدامها في مرحلة إعادة الإعمار.
كما قدم خالد بن أحمد الكلباني طالب دراسات عليا بقسم الجغرافيا بالمشاركة مع الدكتور طلال بن يوسف العوضي والدكتور بلقاسم المختار ورقة علمية تتمحور حول تصميم قواعد بيانات للمجاري المائية للأودية باستخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد وبرامج النمذجة الهيدرولوجية والاستفادة منها في تقييم ومراقبة وإدارة مخاطر الفيضانات وأثرها على المخططات العمرانية بالتطبيق على ولاية السيب كحالة دراسة وتتميز الدراسة في تتبعها المخاطر من مستوى عام (الأحواض) إلى مستوى أدق (المجاري التي تمر بالمدن) مع تصميم قواعد البيانات المكانية التي يمكن أن يتم تفعيلها لتصبح جزءا من منظومة التخطيط وتضيف إمكانية البحث في توظيف مخرجات القاعدة في وضع خطط للطوارئ بصورة استباقية إلى جانب تنظيم تأهيل المناطق المتضررة في حالة وقوع الفيضانات.
وكذلك قدم كل من الطالبين أسعد بن محسن الحوسني وعمران بن علي الروحي تحت أشراف الدكتور طلال بن يوسف العوضي ورقة علمية تتمحور حول استخدام نظم المعلومات الجغرافية في دعم اتخاذ القرار المكاني لاختيار أفضل المواقع لإقامة محطات وقود وخدمات الطرق (مركز تسوق سريع، دورات مياه، ومقهى أو مطعم، مصلى، خدمات السيارات، إلخ...) على طول الطريق الجديد قريات - صور الجديد، وقد أثبتت الدراسة مرونة وقوة نظم المعلومات الجغرافية في التعامل مع تطبيقات مختلفة وقدرته على وزن أكثر من متغير يحكم اختيار مثل هذه المواقع، من أجل تنظيم عملية التخطيط ومساعدة مؤسسات القطاع العام والخاص في دعم اتخاذ القرار المكاني، كذلك ضمان التوزيع العادل للخدمات والحفاظ على الأمن والسلامة والبيئة وفق أعلى معاير الجودة المتبعة لضمان عملية التنمية المستدامة.
وتحدث الدكتور سالم بن مبارك الحتروشي رئيس القسم عن المشاركة الكبيرة والمتميزة للقسم في هذا المؤتمر والنجاح الباهر للمشاركة الطلابية الوحيدة من جميع الوفود المشاركة مع إثراء الجلسات بالمناقشات العلمية من جميع المشاركين من القسم. وهنأ الدكتور طلال بن يوسف العوضي طلابه بهذه المشاركة والاستفادة من التجربة العلمية المتميزة. ومن جانب آخر قال الطالب أسعد بن محسن الحوسني طالب سنة ثالثة بتخصص نظم المعلومات الجغرافية بالقسم "إن مثل هذه المؤتمرات هي فرصة قيمة لطلاب مثلنا كونها تساعد على تبادل الأفكار والمناهج بين الأجيال المختلفة من الجغرافيين، وهي فرصة للاطلاع على تجارب دول أخرى ونظرتهم للجغرافيا والجغرافيين، والاطلاع على سبل تطوير برامج الجغرافيا وآليات تحسين العمل في هذا الميدان، بالإضافة إلى أن مشاركة الطلاب في تقديم أوراق العمل بدوره سيكسبهم الثقة بالنفس والجرأة في النقاش والحوار البناء، وبما أننا مقبلون السنة القادمة على مشاريع التخرج فقد كان المؤتمر البداية لبلورة أفكار بعد الاطلاع على العديد من الدراسات والمشاريع والبحوث العلمية التي تشغل الساحة في الوقت الحاضر، وعسى أن يكون هناك من يتبنى مثل هذه المشاريع والبحوث من قبل صانعي القرار وأن تنحو منحى إيجابيا لضمان التنمية المستدامة، وفي الختام أود أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى جامعة السلطان قابوس على دعمها لنا في تقديم الورقة العملية بالمؤتمر كذلك جامعة قطر والجمعية الجغرافية الخليجية على حسن التنظيم والإدارة وتحقيق الفائدة للجميع على أمل أن نلتقي في محافل علمية قادمة بإذن الله تعالى واتطلع إلى مشاركة متميزة في الملتقى الثالث لنظم المعلومات الجغرافية المزمع عقده في الفترة من 10 وحتى 11 مايو 2010 برحاب جامعة السلطان قابوس بقسم الجغرافية وبمشاركة اللجنة العليا لتخطيط المدن". وتحدث الطالب عمران بن علي الرواحي طالب بنفس التخصص قائلا: إن المشاركة في المؤتمر كانت انطلاقة للخارج للنهل والاستفادة من مختلف المنابع العلمية، رأيت من خلال هذه المشاركة ما وصل إليه علم الجغرافيا من تطور واستخدام للنظم والتقنيات الحديثة عامة ونظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد خاصة من خلال الأوراق المقدمة في المؤتمر، كما أتمنى ألا تبقى بحوت ودراسات الطلاب والأساتذة حبيسة الأدراج بل يجب عرضها على متخذي القرار من أجل تطبيقها للنهوض بالمشاريع والبحث العلمي.
وعلى هامش المؤتمر عقدت الجمعية الجغرافية الخليجية اجتماعات الثالثة في الدورة الثالثة وشارك الدكتور طلال بن يوسف العوضي في اجتماعات مجلس كممثل للسلطنة. وفي الختام يشيد الوفد المشارك من السلطنة بحسن التنظيم والضيافة من قسم العلوم الإنسانية بجامعة قطر والجمعية الجغرافية الخليجية.