متى تتخلص السينما من قلة الأدب وتعود الى "

    • متى تتخلص السينما من قلة الأدب وتعود الى "

      تحقيق : محمد سعد

      * د.خالد بن عبدالرحيم الزدجالي : هناك تزاوج بين السينما والأدب وما يحدث "سوء استخدام" أو "سوء فهم"!

      * سمير الجمل: حتى في كتابة السيناريو ..نجيب محفوظ أثبت أن الأديب أفضل.

      * ممدوح سالم :إذا استطعنا ايجاد حالة من التناغم بين السينما العربية والأدب ستفرض أفلامنا حضورها !

      * د.علي أبو شادي : البداية الحقيقية لعودة السينما الى الأدب ستكون مع فيلم " واحة الغروب للروائي بهاء طاهر.

      * د.غادة جباره: السينما فى بداية ظهورها كانت تجمع كل الفنون .. ومن ضمنها الأدب .

      * د.حسن رشيد:لا غرابة أن يتحول الفيلم السينمائي إلى مادة خصبة وينتشر فى المدن والقرى والنجوع .

      هل شاهدتم فيلم ( عصافير النيل )؟ ..مخرجه مجدي أحمد علي قال لـ"الشبيبة" إنه سيعرض جماهيريا الشهر المقبل ..لكنه عرض في سينما البهجة يوم الأربعاء الماضي في اطار برنامج مهرجان مسقط السينمائي السادس ..ربما تعددت الرؤى حول الإخراج ..السيناريو..لكن كان ثمة إجماع على أن عصافير النيل محاولة ناجحة للمصالحة بين السينما والأدب ..والقصة كما نعلم للأديب الكبير ابراهيم أصلان ..والذي سبق أن خصب السينما المصرية بقصة مالك الحزين والتي ظهرت في السينما باسم الكيت كات ..!ولا أحد يجهل هذا.. أن السينما المصرية قررت الخلع من الأدب ..وكان لها ما أرادت ..فقليلة هي الأفلام التي اتكأت في صناعتها على روايات أدبية خلال العقدين الماضيين .. فلماذا كان الخلع ؟ وماذا عن المستقبل ؟ مستقبل العلاقة بين الفن السابع والأدب ؟

      يقول الكاتب الصحفي والسيناريست سمير الجمل .. نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية المصرية .. ومدير مركز السيناريو بالجمهورية : أعظم الأفلام هي المأخوذة عن روايات أدبية سواء فى السينما العالمية أو العربية ..ولهذا تعيش وتستقر فى وجدان الناس ومن هنا امتدت يد مخرجنا صلاح أبوسيف إلى أديب كبير فى حجم نجيب محفوظ منذ بداياته الأولى..بل إن هذا يأخذنا الى ماهو أكثر من ذلك ..نجاح الأديب فى كتابة السيناريو أكثر من غيره.. محفوظ كتب سيناريوهات 13 فيلما ..بعضها كان مأخوذا عن قصص .. وأخرى لأدباء غيره منهم احسان عبدالقدوس وعندما ابتعدت السينما عن المنابع الأدبية فقدت أصالتها وتحولت الى مجرد تسلية بأفلام أشبه بكيس الفيشار الذى يتسلى به المتفرج أثناء العرض .. وكما نعرف ليس هو بالطعام الذي يعتمد عليه .. رغم ن نفس الذرة الذى يدخل في صناعة الفيشار يتحول الى دقيق قيمته الغذائية عالية !..

      ويستطرد الجمل قائلا : الفيلم الروائي أساسه قصة .. لو كتبها روائي تجد فيها العمق والارتباط بالواقع .. وبهذه المواصفات عاشت افلام ( اللص والكلاب ) ، ( بداية ونهاية ) ، ( الثلاثية ) ، ( قاع المدينة) ، شروق وغروب .. وغيرها .

      وقد أعادتنا رواية عمارة يعقوبيان الى هذه المنابع الأدبية سمة أخرى عندما تصدى لكتابتها المؤلف الكبير وحيد حامد واخرجها ابنه رامي وجسدها كبار النجوم .. نور الشريف ، عادل امام ، احمد بدير ، يسرا ..

      والمنابع الأدبية ليست روائية فقط .. فقد تحولت بعض القصائد والقصص القصيرة الى أفلام .. لهذا نأمل أن تعود السينما الى ( بيت الأدب ) حتى تستعيد أدبها وقيمتها ومتعتها .. بدلا من هذا الفراغ الذى نراه أمامنا طوال الوقت ويسمى زورا وبهتاناً ( سينما) ..

      زواج من كل الفنون

      لكن السينمائي الكبير د . مدكور ثابت يرفض حصر العلاقة المأزومة بين السينما والأدب ..حين يقول : في الحقيقة السؤال ذاته ينصب على الربط بين السينما ومجمل الفنون وليس الأدب وحده .. لأن السينما في حقيقتها هي جماع مركب بين تحمل هذه الفنون والآداب ..

      اذاً يصعب القول باجتزاء حالة العلاقة بين السينما والأدب وحده .. بل ان ما ينطبق على علاقة كل هذه الفنون بالسينما ينطبق أيضا على علاقتها بالأدب .

      * علاقة محدودة

      المخرج السعودي وعضو لجنة تحكيم الأفلام القصيرة والتسجيلية بمهرجان مسقط .. ممدوح سالم يؤكد أن العلاقة بين الأدب والسينما العربية بشكل عام محدودة جداً.. حيث عدد الأفلام التي أخذت أو استلهمت من أعمال روائية أو قصص قصيرة قليل جدا مقارنة بالمخزون الروائي الهائل في الذاكرة العربية من الأدب الروائي العربي.. وهو أدب ثري..فإن استطعنا ايجاد حالة من التناغم بينهما فستكون السينما العربية أفضل مما هي عليه .. وسيكون لها حضور قوي عربياً وعالمياً .

      * وزارة الثقافة تدعم

      الناقد الكبير د.على ابوشادي يرى بصيص نور ..يقول : فى الحقيقة الفترة الأخيرة تشهد بداية العلاقة بين السينما والأدب .. وفيلم عصافير النيل الذى شاهدناه فى هذا المهرجان خير دليل على ذلك .. و"تلك الأيام" للكاتب الكبير فتحي غانم وابنه احمد فتحي غانم والمنتج محمد العدل .. ولولا دعم وزارة الثقافة لتلك الافلام لما تم انتاجها وظهورها بهذا النجاح.. وهناك فيلم قادم اسمه ( واحة الغروب ) رواية لبهاء طاهر .. سيكون البداية الحقيقية لعودة العلاقة بين الأدب والسينما .. فالأدب هو أحد الروافد القوية للسينما ولابد منه .. والجماهير الجادة تحرص على مشاهدة الأعمال الروائية .

      د . غادة جباره .. أستاذة ورئيسة قسم المونتاج بالمعهد العالي للسينما قالت : السينما فى بداية ظهورها كانت تجمع كل الفنون .. ومن ضمنها الأدب ولكن بعد فترة وبعد التطور الذى حدث مؤخراً أصبحت للسينما خصوصيتها فتستفيد من الأدب فى بعض الاحيان ولكن الآن أصبحت السينما بدون خصوصية حتى فى أهم شيء وهو الزمان والمكان والبناء الدرامي .

      وتؤكد أ . د . نجوى محروس صابر.. أستاذة الاخراج بمعهد السينما والعميد السابق أن الأدب يزيد من استمتاعنا به من خلال السينما والصورة المرئية والسينما بدون الأدب سينقصها شيء .. لأن الأعمال الأدبية العريقة والمهمة شيء مهم والأدب له فضل على السينما فى البدايات .. والسينما قامت فى العالم كله على الأعمال الأدبية والتى مازلنا نذكرها حتى الآن ..

      وتؤكد د. نجوى أن النصوص موجودة لمن يبحث عنها .. قواعد السيناريو مأخوذة من الأدب .. نلتقي حول الأدب بمفاجآته حتى وإن كان العمل ليس مأخوذا من الأدب فيكتب السيناريست بشكل أدبي .

      * سوء فهم

      أما د . خالد بن عبدالرحيم الزدجالي .. رئيس جمعية السينما العمانية ونائب رئيس مهرجان مسقط السينمائي فيكشف عن أن هناك تزاوجا جيدا بين السينما والأدب ولكن ما يحدث هو سوء استخدام للدراما أو سوء فهم لها .. ويقول خالد :عندما تقرأ رواية لنجيب محفوظ ويقوم مخرج بإخراجها يظهر لك عمل جيد متكامل الى حد كبير .. وليس كما نرى فى بعض الافلام .. من عري وسفاهة .. فنجيب محفوظ على سبيل المثال يكتب من الواقع ويقوم بتتبع الواقع على طبيعته .. ولذلك فالأفلام التى عملت من روايات نجيب محفوظ كلها مازالت فى الذاكرة وتتربع على عرش الأفلام الجيدة فى السينما العربية .. وهناك افلام تعتمد على الصورة وهذه الافلام تسيء للأدب ..

      وعندما تتحدث عن قوة الأعمال السينمائية سنرجع الى تلك الأعمال التى اقتبست أفكارها من الأدب وخاصة انها مأخوذة من الواقع المعاش .

      ويدعو الزدجالي الى التزام الحذر عندما يستخدم الواقع للتعبير عن حقيقة معينة ينبغي أن نراعي الآداب والمبادئ التى يسير عليها المجتمع الذى نعيش فيه .

      د حسن رشيد .. خبير إعلام وناقد مسرحي : بداية هناك علاقة وطيدة بين السينما والأدب .. واذا تحدثنا عن البدايات الاولى لهذا الفن فإن العلاقة قد تميزت بإطار من التكاملية حتى ان المشاهد العربي كان على تواصل مع إبداعات محمد حسين هيكل فى نص ( زينب ) ومن ثم فقد اكتشف مجموعة من أبرز المخرجين من أمثال صلاح ابوسيف و يوسف شاهين و حسن الامام وغيرهم قيمة الابداع وخاصة فى الرواية فى اثراء الحراك العربي ولذا فلا غرابة ان يتحول الفيلم السينمائي الى مادة خصبة وينتشر فى كافة المدن والقرى والنجوع العربية تحمل افكار نجيب محفوظ ويوسف السباعي واحسان عبدالقدوس ومحمد عبدالحليم عبدالله وغيرهم .


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions